منذ أن أحتبست بشباك عشقه أصبح جميع الخلق لا يملئون فراغه حين يغيب !..لا تشعر بالهدوء ..لا تشعر بالطمأنينة ..تريد أن تنام ولو في ثلاجة موتي باردة ..تريد أن تغفو بلا ذاكرة ..بلا وجع ..بلا ألم ..بلا جفاف! ..تريد أن يتبخر حزنها من قلبها لتنخفض حرارتها ..تريد أن ينبض قلبها دون إحباط..رأسها ممتلأ بكل ما هو كريه و محبط للنفس ..كحكايا اليتامي و المشردين ..كقاطعي طريق مظلم ..رأسها ممتلئ بكل خطأ تشجيه الإنسانية ! ..معظم الوقت هي في حالة الشوق المميت للغائب القريب ! ..الوسيلة الوحيدة لإخماد ثورة شوقها أن تُرجع ذاكرتها للخلف لتعيش بخيالها بتلك الذكريات السعيدة التي تكاد تُعد علي أصابع اليد ..كم أن تلك الحاله تجلب الحزن ! ..تحزن فتفيض عيناها دموعاً شتي ! ..تلك هي المشكلة التي تخشاها ..ذلك الشرود الذي يدفعها للعبث بالذاكرة..أصبحت علي يقين تماماً بأن هناك أشياء لم تخلق لبعض ..كالحال معها تحبه هي ولا يحبها أو لا يشعر بشئ تجاهها ! ..عيناه ..تشعر أنها ملاذها الأخير للهروب من وحدتها و كأنها مخدر لتلك الأضطرابات التي تعبث بداخلها ..لديها هي رغبة ملحة بالحديث ،لكن بكل مرة تستأنف ..تترك الكلام وتصمت لأنها تعلم أنه ما من أحد سيتفهم تلك الصراعات التي تمزقها..كانت سعيدة منذ أيام قليلة !..كم كان كل شئ مثالي للحظات صغيرة! ..كم كان رائع تأمل نفسها بجانبه !..تذكرت كيف كانت الإبتسامة تشق ثغرها كلما وضعت الحُسبة كيف وأين سيكبر الأثنان! ..نست هي أن الحياه ميزان الظلم فلا عدل لكل بني الإنسان! ..نست أنه كثير ما سيؤتيها مالم تضعه في الحسبان !..عاشت هي بناءاً علي أوهام و أحلام و فاقت لتجد نفسها ببركان عالي النشاط ! ..كلما تذكرته تدمع عيناها ..تدمع و تحاول إخفاء دمعها ..يشبهها كثيراً؛ وهي لا تشبه أحد ! حاولت نسيانه كثيراً ولكن تأكدت أنه ليس لها مفر عنه ومنه !..ليس لقلبها حياة سوي حياته ! ..حظيت هي به و إن لم تسمح له الظروف ! ..أصبحت كأي وحيدة ؛تتحسس جرحها بمفردها آخر الليل ! ..محشو فمها بالسكوت !..رأسها مملوء بهموم لا علاقة لها بها ..كأي وحيدة هي تنام بصمت تاركه المناوشات المستمرة بداخلها..! ..حزينة كثيراً ..حزينه كأغنية لم يرددها أحد ..تموت صمتاً في كل دقيقة! ..بكت وهي صغيرة يوماً لعدم قدرتها علي تمشيط شعرِها في إحدي الأيام فما حالها الآن عندما تختبر ذلك الشعور القريب من تحطُم قلبها !..تعلم أنه لم يخلق ليكون لها إلا أنه خُلق فأحبته ! ..مازال قلبها له ..كيف لها أن تنسي عيناه و هن للنسيان ذاكرة ؟! ..في نهاية الأمر كلاهما خسر ..تأخرت هي في معرفة إحساسها ..و تأخر هو في معرفة قدرها !
...
"موافقة!"..إبتسمت جوليانا ببطء ليشتعل الغضب بقلب جايمس
"أنا مُمتن لكِ "
..همس آدم وهي يتفقد ملامح جوليانا لتجيب هي ببرود ..
"لا عليك !"..
"آدم ! فالتتبعني للخارج"..
وجهت روزلين الحديث لآدم ليبعد نظره عن جوليانا ..أومئ بخفة و توجه للخارج ثم قامت روزلين بإغلاق باب الغرفة عليهما ..هربت دمعة مؤلمة من جفن جوليانا المرهق ليحدق بها جايمس معاتباً إياها عما فعلته ، ولكن ملامح البرود كانت طاغية أكثر من ملامح العتاب علي وجهه المتهجم.
..
"ما الذي تنوي فعله أخي؟ "

أنت تقرأ
Fate .."قَدَر" (مكتملة )
Fanficلا شئ يحدث عبثاً..! داخل كل قدرِ سر..يُمهد الطريق لقدرِ آخر.. "قد تتواجد مشاهد يمكن أن ينزعج منها البعض" قراءة مُمتعه. "مكتملة" الرواية لها حقوق ملكية يُحاسب عليها.