الآمال المحطمة..جملة كباقي الجمل..مُكونة من عدة حروف !..لكن ذات تأثير قوي علي النفس..كمثل أن تشعر بأنك مُحلقاً في السماء العالية ثم تقع بشدة تتهشم بها جمجمتك ! ، أو أن تنتظر عودة غائب طال غيابه دون جدوي ! ..أو إنتظار رسالة نصيه من أحدهم يخبرك فيها كم أشتاق لك!.. كمثل أن تنتظر من يزيل دموعك ..من يحمل عنك همومك.. من يساندك..ولكن لا تجد من يفعل كل تلك الأشياء!..تجد نفسك بين أربعة حوائط في غرفة مظلمة يعمها السكون..هكذا كان شعور جايمس..جلس كالمشرد علي أحد المقاعد المصطفة في الباحة الخلفية ..لا يعلم ما الذي أصابه !..و كأن حواسه عجزت بشكل ما علي الشعور !..و كأن لسانه فقد النطق..قد غادر الجميع و لم يتبق سواه..ينتظر عودتها..يريد أن يشعر بيدها علي كتفه..تربت عليه و تخبره أن كل شئ سيكون علي ما يرام وأن كل ما حدث مجرد حلم مزعج و عليه أن يستفيق منه ولكن ..هذا لن يحدث مطلقا ..لقد تخلت جوليانا عنه.
.."عودة للماضي"
"مالك..هل أنت متأكد من نجاح هذه الخطة ؟"
تحدثت روزلين بجدية ليجيب مالك
"أجل و لكن علي الجميع الإلتزام بالدور الموكل إليه..لا أريد أية أخطاء..هذا الكلام موجه لك بالأخص"
نظر مالك لآدم نظرات تملئها الجدية ممزوجة ببعض التحذير
"حسناً يا رجل..لا تقلق لم يعد لجوليانا وجود بدءاً من الآن!"
تنهد آدم بملل ليبتسم الجميع .. توجه مالك للخارج بينما جلس آدم و روزلين يرتشفان بعض الشراب و علي وجوههم تعلو ملامح الإنتصار..إتفق الجميع علي المكيدة و لم يتبق فقط سوي التنفيذ !..لقد قام المُخطِط بدوره و الآن حان دور آدم و روزلين.. لقد خلقت شهوة المال شياطين تتجسد بهيئة البشر!
"لقد حان وقت العبث!"
تحدث آدم بخبث و هو يلتقط مفاتيح سيارته..أمسك هاتفه عندما سمع صوت إشعار ..إبتسم عندما قرأ رسالة مالك التي تخبره بأنه عليه القدوم مسرعاً ليراقب تحركات جوليانا ..توجه لسيارته بحماس و قاد متوجهاً إلي حيث الزفاف..توقف بسيارته مبتعداً قليلاً عن المنزل حتي لا يراه أحد..تنهد بملل و لكن سرعان ما علت الإبتسامه وجهه عندما رأي جوليانا تتسلل من الباب الخلفي..أدار سيارته و قاد خلفها ببطء حتي لا تلاحظ وجوده.
.
.
.كانت تسير بضعف..لا تقوي علي الحراك..تشعر بالفراغ يملأها من الداخل..تشعر و كأن ثمة خنجر يطعن قلبها..كان المارة يحدقون بها..لقد أحمرت وجنتاها من البكاء.. أصبحت الرؤية لديها مشوشة جراء تلك الدموع المُتجمعة في عيناها..الحياة مليئة بالقسوة !..هذا ما كان يدور ببالها..لا تدري إلي أين تذهب !..لا يوجد مأوي يحتضنها..لم يعد لها أحد تلجأ له..جلست علي الرصيف بعد تأكدها بأنها أصبحت بعيدة جداً عن المنزل..بدأت الأمطار بالهطول بالرغم من صفاء الجو صباح ذلك اليوم إلا أنه تغير بشكل كلي..إبتسمت بحزن ..تشعر بأن السماء تساندها..تبكي و تتحسر علي ما فعله العالم بها..الحزن يليق بها..عليها فقط الإعتراف!.. هي لم تخلق في الحياة لتسعد..ربما في حياة أخري ستكون سعيدة و بجانبه !...تألم قلبها بشدة عندما تذكرته..أجهشت البكاء بقوة و الأمطار تتناثر عليها بإنسيابيه..كم كانت تتمني أن تركض إليه !..أن تحتمي به !..أن تخبره بأن قلبها لم يعد ملكها !..كم تتمني أن تخبره بشعورها! ..لا يوجد ما تفعله الآن..علي الأقل ؛ لقد فعلت هذا من أجل إنقاذه ..ما زالت لا تقوي علي الإستيعاب !..و كأنها في أحد الأفلام الخيالية ..هذه بالفعل حقيقة كان يصعُب تصديقها !..لق أصبح العالم متوحش و قاسي !..لقد تعبت من كل شئ حتي دقات قلبها أصبحت تؤلمها !..أصبحت الذكريات الحزينة تملأها..لقد تخلي الجميع عنها و تخلت هي عن الجميع عندما تركته !..لقد كان كل ما تبقي لها !..لا تدري كيف ستسير حياتها بعد الآن! ..لقد أصبح دوائها..مسكن آلامها..تتخدر به.!.كان بداخلها وجع لا يزول و ألم لا ينتهي.
![](https://img.wattpad.com/cover/100627898-288-k124986.jpg)
أنت تقرأ
Fate .."قَدَر" (مكتملة )
Fanfictionلا شئ يحدث عبثاً..! داخل كل قدرِ سر..يُمهد الطريق لقدرِ آخر.. "قد تتواجد مشاهد يمكن أن ينزعج منها البعض" قراءة مُمتعه. "مكتملة" الرواية لها حقوق ملكية يُحاسب عليها.