Chapter 32

136 12 4
                                    

النهايات عادةً ما تكون مؤلمة ولكن يمكن صنع بداية مشرقة منها ..يمكن أن يُزال الماضي كما لو أنه لم يحدث يوماً.. يمكن التغاضي عن الآلام التي خُلفت آثار الجراح السابقة..يمكن أن نصنع منا شخص جديد كلياً يأبي الإستسلام  للخذلان و الخيبات المتتالية..شخص يريد أن يستمتع بالحياة و يحياها كما لو أن العالم أوشك علي الإنتهاء ..علينا أن نتيقن دائماً أن كل البدايات الجيدة غدت أولاً ب نهايات قاسية حقاً و مؤلمة و ليس العكس كما يعتقد البعض!

...

أمسكت مفاتيح منزلها بإرتجاف بينما هو يقف خلفها مترقباً خطواتها المتوترة..فتحت الباب ببطء شديد و قلبها تتسارع دقاته مرة تلو الأخري..لم تعتاد أن يجتاح موطنها هذا الصمت المُميت..إعتادت أن تقرع أجراس المنزل بتسارع لتقابلها والدتها الحنونة بلهفة و عناق حار بعد يوم طويل لم تراها فيها لتواجدها في جامعتها ..إعتادت أن ترافق والدتها إلي المطبخ لتشاهدها و هي تقوم بتحضير الطعام اللذيذ الذي طالما أحبت تناولهُ..لقد أختفي كل هذا تحت كومة من الكآبة و الغبار المُتراكم ..أصبح الموطن محل الغُربة لديها !..حاولت التماسك..هي فقط لا تريد التثبُت بالماضي..تريد خلق حياة جديدة تملؤها السعادة و المرح..تريد محو هالات الحزن التي إعترت وجهها لعامين متتاليين..لقد إكتفت من البكاء و العويل..إكتفت من الآلام و الأوجاع التي إختبرتها لأيام شتي..لقد عاهدت نفسها أن تبدأ حياتها من الآن فصاعداً كما لو أنها وُلدت لتوها.

" !أشعر بكِ"

..همس الفتي الوسيم و هو يحاوط جسدها الهزيل من الخلف و يربط علي شعرها بخفة

" !أريد المُضي قدماً ولكني أجد الأمر مستصعباً عليّ"

..تنهدت جوليانا بتثاقل

"يكفي حداداً يا حبيبتي ، دعينا نزرع الورود الجميلة من أجل بداية جديدة، رجاءاً لا تفقدي الأمل بي، مهما حدث و مهما تفوهت بخرافات الأحاديث فقط إستمري بحبي "

..

إبتسم جايمس ببطء و هو يدير جوليانا لتصبح عيناها الجميلتين مقابلتان لخاصته

"كُن واثقاً من أنني سأسير علي خُطاك من الآن فصاعداً  ، سأكون جزءك المفقود فقط لأكُملك..سأحارب مساوئي من أجلك أنت وحدك..سأكون وراء إبتسامتك المُفاجئة ، و ضحكك المُتواصل ، و إستيقاظك بلهفه كل صباح، سأكون سبباً في كل نجاح تتخللهُ، و حلاً لكل مشقة تجتازها، و كوداً لفك رموزك المتشابكة ، لم يعد لدي ما أحيا من أجله سواك أنت جايمس "

..أردفت جوليانا و هي تلامس وجه جايمس بحنان و تحدق بعيناه العسلية التي طالما غرقت بهما

"رُباه جوليانا، أنتِ شيئاً من نعيم الدُنيا حظيتُ أنا به..لكِ بين أضلعي شيئاً لم يكن لأحد سواكِ و لن يكون..بداخلي حباً لكِ لا سماء ولا أرض و لا وطن يوصفه !"

Fate .."قَدَر" (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن