اه يا اللهي انه زين لقد وصل...انظرن يا فتيات الى جمال تلك السيارة التي يأتي بها كل يوم الى الجامعة، بريقها الامامي ولونها الاسود القاتم شئ اخر ، اتمنى لو يأخذني معه بها نزهة ولو بالاحلام... قالتها وهي تحكم قبضتها على الكتب وتحضهم بقوة...
عودي للواقع الان، فكما تعلمين كثيرات حاولن التقرب منه لكن دون جدوى، شخص مثل زين لن ينظر الينا، الا ترينه جيدا، انه من يقال عنه الشاب المثالي، شديد الوسامه والثراء والذكاء، الخروج معه ليس حلمك وحدك بل حلمنا جميعاً ولكنه لا يرنا اصلاً ...
هاي زين كيف حالك يا رجل لم ارك منذ زمن، اين كنت؟
يرد بتململ: اه لقد كنت مسافراً مع اسرتي الى باريس هذا الاسبوع، وقمنا بالذهاب الى عدة أماكن أخرى هولندا وبلجيكا ايضا، هذا فقط...
صرخ جون بصوت عالي وبتعجب: ماذا تقول؟ هذا فقط، ولما لم تخبرنا بأنك مسافر الى اوروبا ؟ انه ليس بالشيء الصغير كما تعلم... ثم تابع كلامه بهدوء: انها اوروبا اتسمعني اوروبا ...
ضحك زين قليلا ثم اجاب بعفوية: لا ابدا جون لم تكن بالرحله الممتعة من الاساس، لقد زرتها مرات لا تحصى ولكن امي تستمر بطلب الذهاب الى هناك، لا اعلم ما المميز بأوروبا، انها خانقة نوعا ما، صدقني بعد ان ترى تلك البلد للمره 34 ويكون لديك منزل هناك لن تكون متحمساً كثيراً كما انت الان...
قفز جون من على الحافة التي كان يجلس عليها وسأل بعد ان وقف بجانب زين: مهما يكن ما تقوله لا اشعر بأني سأتفق معك على أي حال، ثم تنهد وتابع بسؤاله: ما الذي فعلته بالامتحانات التي مرت عليك الاسبوع الماضي؟
اجابه بهدوء: اه لقد قدمت جميع الامتحانات عن طريق الحاسوب مع الاستاذ، كما وانه وبمعدلي الفصلي الحالي سوف احظى بأكبر منحة دراسية لاكمل الماجستير، ولكن أشعر بأني أخذ فرصة غيري بهذه المنحة لذا سأمتنع عنها وأدفع عن نفسي اذا قررت ان اكمل...
نظر جون لزين نظره قاتمة ولكن ليست بشريرة: زين انا فعلا لا اعلم ما يجب علي ان أقول لك، او حتى بما اصفك، هل انت مجنون ام عبقري؟ حسنا بما انك عدت اليوم ما رأيك بأن نذهب ونحتفل بدار الكاريوكي الليله مع بعض من اصدقائنا، ثم تابع هامساً بأذن زين: وسمعت ان العديد من الفتيات الفاتنات سيحضرن فما رأيك؟
نظر اليه زين وهو يضحك: لقد أخبرتك مراراً بأني واعدت الكثير من الفتيات، ولكنهن جميعاً متشابهات، أشعر بالملل القاتل معهن، يردن فقط التباهي بأنهن يواعدن شابا رائعا مثلي لا أكثر، اه يا جون اتعلم اني اعاني كثيرا بسبب أني غني وجميل وذكي، اشعر بأني انسان كامل المواصفات، ولكني دوما اتمنى لو كان ينقصني شيء، لربما وقتها حصلت على بعض التسلية في حياتي...
نظر جون الى عينا زين وهو يمسك بكتفيه ويعتصرهما بقوة: كما تعلم زين أنا لا امانع ابداً بأن تأخذ بعض الاعباء عني، خذ انت حياتي وصدقني لن اتذمر ولو دقيقه من حياتك التي تشعر فيها بالملل تلك ...
التف زين الى الناصية الاخرى مجيبا بتعالي: صدقني لو كان بإمكاني فعل ذلك لما ترددت ثانيه، ولكن انت تعرف امي، بما أني وحيدها فلا تبعدني عن ناظراها لحظة...
وقبل ان يكمل باقي كلامه تغيرت تعابير وجهه وهم قائلا: حسنا شباب علي الذهاب الان.
اصوات تمتمة وتسأول: ولكن ألم تقل انه لا يوجد شيء لتفعله، لما لا تبقى وتأتي معنا؟
قالها زين ونظرات الشر تشتعل في عينيه: لا أظن بأن حياتي مملة بالكامل بعد كل شيء، فكما تعلم أنا دوما ما ابحث عن شيء يسليني وأعتقد أن تسليتي قد وصلت أخيراً...
نظر جون من على الشرفة وأمسك بزين المتلهف للخروج قائلا: اه فهمت الان اذا فأنت مازلت تتنمر على ليا، هذه تسليتك، لكن انا حقيقتا لا أفهم ما يعجبك بها انها لا تبدي أي تعابير على وجهها وكأنها خلقت بوجه من بلاستيك، فماذا ترى فيها من تسلية؟
اجابه زين والاستمتاع بادٍ على وجهه: انها تماما كما قلت، لكن من وجهة نظري الخاصة انا اراها أكثر فتاة مسلية، لا تفهم اهتمامي بها بالطريقة الخطأ فلست مهتماً او معجبا بها اطلاقا ولكنني اقتل الوقت بمضايقتها، كما أريد أن اكون اول شخص يجعلها تظهر تعابير على وجهها ذاك، لا يهمني نوع تلك التعابير ان كانت صراخ، حزن او فزع، ما يهمني هو جعل مهوسة البكتيريا تلك تغير من ملامحها الغبية امامي ثم سأرمي بها بعيداً واطد تسلية جديدة...
ولكن زين انها لا تنظر اليك حتى كما انك اصغر منها بسنه لذا من المحتمل انها تنظر اليك كأخ اصغر لا أكثر..
اشتعل الغضب أكثر في عينا زين ورفع قبضته الغاضبه: أعلم، وهذا ما يزيد غضبي، فكما تعلم طوال هذه المدة وانا أتنمر عليها واضايقها بشتى الطرق الا انها لم تتأثر ابدا تلك الحمقاء، أحيانا اشعر وكأني أنا من سيتفجر لا هي ..
ضحك أصدقائه حوله، ثم حمل زين اغراضه مسرعاً: حسناً شباب أراكم لاحقاً ...
ركض زين مسرعاً خلال الاروقة ليصل مختبر الاحياء الدقيقة، وبعد ان وصل جلس مسترخياً آخذا بأنفاسه على الكرسي المقابل لثلاجة حفظ البكتيريا، منتظرا بفارغ الصبر دخول ليا الى المختبر... وما إن فتح الباب حتى نظر الى ليا بجمود ومحى كل علامات الفرحة لمجيئها، ثم قال بصوت مزمجر: هاي انت يا صاحبة الاربع عيون، لما أنت متأخره؟
انتظر قليلاً ولكن بدون أي رد، ثم عاود سؤالها : ليا هل ترغبين بأن ترسبي بالمواد الاخرى فقط كونك تحبين مادة انماء البكتيريا؟ ما رأيك أن أساعدك بدراسة المواد الاخرى فكما تعليمن أنا طالب شرف، اه ما رأيك؟
التفتت ليا بجمود وجدية تامة دون أن تبدي أي تعابير إهتمام او امتنان قائلة: شكرا لاهتمامك... وعادت لتكمل زراعة عينة البكتيريا بعد أن اردت قفازات ورداء المختبر..
شعر زين بالغيظ الشديد بداخله، وقام من على الكرسي ومشى نحوها، إذ به يرها تلتف لتتجه نحو الثلاجة فوضع قدمه أمامها لتسقط ارضاً وهو يترقب سقوطها بحماس... وبعد أن التفت وارتطمت قدمها بقدمه وسقطت أرضاً، وانفجر زين ضحكاً لرؤيتها تسقط امامه وكأن أحدهم يدغدغه، ثم رفعت ليا نفسها رويدا رويدا عن الارض والتقطت نظارتها وقالت دون ان يتغير شيء من ملامح وجهها: جيد أنك سعيد..
اكتفت بهذه الكلمات لتقضي على ضحكه زين المهتاجة ببرودتها القاتلة..
تنحى زين جانباً وهو على وشك أن ينفجر من الغيظ ثم قال لها هامساً بأذنها: ما رأيك ان نتواعد؟
محدقاً بتلهف ليرى أي نظرة تعلو وجهها ففي هذا الموقف عادة الفتيات يعترهن الجنون من الصراخ لطلب كهذا منه، الا انها لم تعريه اي اهتمام بل تنهدت وقالت بتعابير اشد قتامه من قبل: اشكرك على وقتك هنا ولكن هلا خرجت، فأنت تزعج بكتيرياتي المفضلة، لذا إن كنت فعلا تشعر بأنك ترغب بمواعده فتاة لما لا تذهب لواحدة من عمرك؟
وهنا تحول غيظ زين الى غضب عارم وصرخ قائلاً: انت مجنونه، لا تظني لوهلة أني مهتم بكِ، أنت مجرد فتاة بلا تعابير ونظارات كبيرة تزيدك قبحاً فوق قبحك، كل ما بالامر أنني جئت لاني حزنت على حثالة مثلك ولكنك لا تستحقين شفقتي حتى....
نظرت اليه ليا ثم انحنت وردت بهمس: شكرا لقلقكَ علي...
ثم صفع يده بقوة على الطاولة وصدم الكرسي بقدمه وصرخ مزمجراً: قمامة كل ما هنا ليس سوا قمامة أسمعتي، حمقاء، غبية، اياكي ان تظهري وجهك البليد هذا امامي مجدداً، سمعتي؟
ولكن وبدون وعي منه التف زين مجدداً والفضول يأكله ليعلم ان كانت ليا قد اظهرت تعابير مختلفه، وما إن نظر حتى رأها منكبتة على عملها في زراعة البكتيريا، شعر وكأن قلبه قد انكمش وكأن الاهانة وجهت له لا لها، فكيف لفتاة كتلك أن تفقد فتى هادئ وذو حلمٍ وصبر أعصابه لهذه الدرجة؟
توجه بعد ذلك الى الكافتيريا ليرى اصدقائه، وكان وجهه متجهماً لدرجة كبيرة، ناداه جون من بعيد: هاي زين هنا، تعال هنا.....
ثم قال بضحكة مكتومه: ولكن لما انت عابس هكذا، هل حدث شيء مع فتاة اللاتعابير مجددا؟نظر زين والشر يقطر من عينيه: أتمنى أن أذلها، أريد أن اراها تعاني، أريد أن القنها درسا على ما تفعله بي، تلك الغبيه، تظن بأنها مهمة، مجرد فتاة قبيحة بأربع عيون، حتى أني لا أدري لما أنا منزعج بسببها...
انفجرت ضحكة جون المكتومة: يا اللهي زين لقد قتلتني يا رجل، كل هذا بسبب ملكه البلادة تلك، فعلا أنت طفل...
حدق زين به جاعلا جسده يرتعش من هول نظرته تلك: ما الذي تقصده بالطفل؟ جرب محادثتها ولارى إن كنت ستحافظ على هدؤك وقتها...
بعد ذلك قام جون بوضع يده حول زين وأخذه متطرفاً هامسا في أذنه: أنت زين، أنت الاسطوره بهذه الجامعه، لذا لما لا تستغل هذا الامر لصالحك؟
زين متعجباً: ماذا تقصد بذلك؟؟ ايعقل .... يتبع
أنت تقرأ
هل أحببت مهوسة بكتيريا ؟؟
Genç Kurguفتى غني ووسيم وعبقري ولكنه يجد بسبب ذلك الملل الكبير بالحياة فهل سيرى شيئا يسليه بالنهايه ؟