أعتِراف|~

167 32 1
                                    

كنا نقف أمام مطعم كبير و فخم كُتِبَ عليه le meurice ، دلفنا للداخل لأفتح فمي من جمال الاثاث و النقوش و الزخرفة الفرنسية الفخمة علي الجدران و تلك الثريات الرائعة التي تضفي فخامة علي المكان، كان ديكوره يجمع بين الأجواء الكلاسيكية و الفخامة في الوقت ذاته.
جلسنا علي طاولة ما في زواية المطعم لأتسائل بأنبهار
- هل انا في مطعم أم متحف؟، الديكورات هنا مُذهلة.
اومأت كريستال ثم اردفت
- معكِ حق، يجب ان ألتقط صور لذلك المطعم.
تنهد تشانيول ثم قال بعبوس
- إذًا هل نختار اولًا ما سنتناوله ثم نتحدث لأنني جائع.
قهقهت بخفة علي تصرفه ثم فتحت قائمة الطعام و أخترت ما ساتناوله و كذلك كريستال و تشانيول، أتي النادل ليعطيه تشانيول الطلبات بينما قام بتدوينها في الدفتر الصغير معه ثم غادر بهدوء.
تسائلت كريستال
- هل سنذهب لمكان أخر بعد هذا؟.
نظر تشانيول لي و اردف
- ما رأيك؟.
أجبت بأسف
- لا أعتقد أنه بأمكاني الذهاب لمكان أخر، أنا متعبة كما أن لدي عمل أقوم به، يمكنكم الذهاب بدوني.
اردفت كريستال بسعادة
- إذًا تشانيولي، هل نذهب لمشاهدة برج إيڤيل تحت ضوء القمر.
نظرت لها ثم أبتسمت بسخرية ليجيب تشانيول
- لا أعتقد، فأنا أيضًا متعب.
اومأت كريستال ثم تنهدت بخيبة أمل.
احضر النادل الطعام فتناولناه بينما نتسامر في عدة أمور، إن كريستال حقًا غريبة، أعني أنها تتقرب منوتشانيول بشكل مبالغ فيه، أنا صديقة تشانيول المقربة لا أتصرف معه بتلك الطريقة، إن ما تفعله حقًا مُبتذل للغاية، و لكن ما شأني أنا حتي إن تواعدوا، لا لا اعتقد هذا فكريستال ليست من نوع تشانيول المفضل.
~~♡~~
عندما دخلت لغرفتي في الفندق خلعت ملابسي و ذهبت لأخذ حمامًا بارد ثم أرتديت سروال وردي قصير يصل لمنتصف فخذي و قميص أزرق بلون السماء، أستلقيت علي سريري و فتحت دفتري الوردي لأكمل قراءة.
~عودة للماضي~
مرت ستة أشهر لي في تلك المشفي و لقد تحسنت حالتي كثيرًا، أنا و بيكيهون تقربنا من بعضنا البعض و أصبحنا أصدقاء مقربين، كان هو الوحيد الواقف بجانبي و يعطيني أمل لأكمل العلاج، كان يأتي إلي بعد كل جلسة كيماوي ليطمئن علي و يهدأ من روعي، لقد كنت املك الكثير من الأصدقاء في المدرسة و كان لدي شعبية كبيرة و لكن لم يزورني أي أحد منهم او يطمئن علي، لقد عوضني بيكيهون عن كل هؤلاء الأصدقاء الوهمين.
حالما أنتهيت من ارتداء ملابسي نظرت لنفسي في المرآة، غدًا لدينا حفلة تقام كل سنة في المشفي يجتمع فيها كل المرضي و الأطباء و الممرضين ليرقصون معًا، لم أشعر للحظة و كأنني في مشفي بل و كأنني مع عائلتي، جميع المرضي يعرفون بعضهم و الأطباء و الممرضين يتعاملون معنا كأصدقائنا و يسمعون ما يعتري صدرنا بلا ضجر، لقد تحسنت حالتي كثيرًا لهذا سمحوا لي بالذهاب لشراء فستان لحفل الغد، سوف يصطحبني بيكيهون معه في سيارته.
سمعت صوت طرق الباب بعدها أطل بيكيهون برأسه بينما يردف
- هل أنتهيتي؟.
أومأت برأسي ليردف بأبتسامة
- حسنًا لنذهب.
أخذت حقيبتي و تبعته ليمسك بيدي و نخرج من المشفي لأستقل معه سيارته، كان يبدو عليه الضجر لذا تسائلت بهدوء
- هل حدث شيئًا ما؟.
اومأ بالرفض لأتسائل مرة أخري
- هل تشاجرت مع كريستال؟.
أومأ بالإيجاب.
لقد توقعت هذا لأن في الفترة الأخيرة كانا يتشاجران كثيرًا و كان يأتي بيكيهون يحكي لي بينما يبدو عليه الضجر و الحزن.
اردف بيكيهون بجدية
- لقد انفصلنا.
أتسعت عيناي بينما اتسائل بتعجب
- ماذا؟، كيف و ماذا حدث لتنفصلوا؟.
تنهد بيكيهون بضيق ليكمل
- لقد تغيرت كثيرًا و أصبحت تغير علي حتي الموت، إن الموضوع أشبه و كأني في سجن، كما أنها لا تقدر أنني مشغول في العمل و تطلب مني أن أترك العمل قليلًا لأتفرغ لها، أكتشفت أن شخصيتنا تختلف كثيرًا و أنه لا يمكننا الأستمرار أكثر من ذلك و خصوصًا أن علاقتنا كانت فقط لمصلحة شركة أبي و شركة والدها و أن لا حب بيننا.
اردفت بأسف
- لابد و أنك حزين، أسفة علي هذا.
أردف بيكيهون
- لست حزين او غاضب بسبب هذا بل أني سعيد لأنني أخذت اول خطوة في حياتي بأختياري، و لكنني غاضب بسبب أبي الذي وبخني عندما أخبرته أنني أحب فتاه أخري غير كريستال.
هل هو يحب احدهم حقًا، من هي ياتري، لا أعلم لِمَ و لكن جزء مني شعر بالحزن كونه يحب فتاة أخري، ربما لأنه صديقي و لم يخبرني من هي من يحب؟، لا أعلم حقًا و كل ما أعلمه أنني مشوشه و أنني لربما معجبة به!!.
~عودة للحاضر~
اغلقت دفتري و وضعته في حقيبتي ثم أرتديت معطفي الوردي اللطيف و أخذت دفتري الذي أرسم به و قلم و خرجت من غرفتي متجهه للمسبح، أتخذت مكانًا مناسبًا لي و أمسكت بدفتري و القلم لأرسم، ظللت هكذا ساعة تقريبًا ثم نظرت للفستان الذي صممته برضي.
- أنه رائع.
سمعت صوت أحدهم خلفي يقول هذا، ألتفت لأجده تشانيول و علي وجهه أبتسامة ليجلس بجانبي.
اردفت بأبتسامة مماثلة
- أنا ايضًا أعتقد هذا.
تسائل بأبتسامة
- ما رأيك بالخروج في موعد غدًا؟.
فكرت قليلًا ثم أجبت بأبتسامة
- لا بأس.
أبتسم تشانيول بسعادة ثم أردف
- غدًا السابعة مساًء سوف أتي إليك.
اومأت بالإيجاب ثم جلسنا نتحدث بعدة أمور.
~~♡~~
نظرت للساعة المعلقة علي الحائط لأجدها الخامسة مساءً، تركت الدفتر الذي أرسم به و القلم ثم فتحت خزانتي و أخرجت الفستان الذي أبتعته صباحًا، كان لونه أسود في أبيض و ظهره مكشوف قليلًا و كان يصل لمنتصف فخذي، أرتديته سريعًا ثم جلست أمام المرآة أضع القليل من مساحيق التجميل، لممت شعري للأعلي بأناقة لتسقط بعض الخصلات المتمردة علي وجهي، ارتفع رنين هاتفي لأجدها رسالة من تشانيول بأنه ينتظرني بالأسفل، أبتسمت لنفسي في المرآة و وضعت زخات قليلة من عطري المفضل برائحة الياسمين.
اخذت حقيبتي و نزلت لأجد تشانيول يقف و ينتظرني، أرتسمت علي وجهه أبتسامة واسعة حينما لمحني أتوجه إليه، وقف أمامه لأتسائل
- هل نذهب؟.
اومأ برأسه ليمسك بيدي لتتسع عيناي بتفاجؤ ليردف هو
- لأنك صديقتي و لا أريد لأحد مضايقتك.
أبتسمت بتردد ثم أستقلينا سيارة أجرة لأتسائل
- إلي أين سنذهب؟.
أبتسم تشانيول و اجاب
- مفجأة.
لم أردف بشئ أخر لأنني أعلم أنه مهما أصريت لن يقول لي شيئًا.
مرت نصف ساعة تقريبًا ليخبر تشانيول السائق ان يتوقف و دفع له المال ثم ترجلنا من السيارة لأنظر لبرج إيڤيل أمامي بأرتفاعه الشاهق و انواره المبهجة و الكثير من العشاق و الأحباب مجتمعين حوله، أمسك تشانيول بيدي ليسحبني خلفه لمطعم كُتِبَ عليه L'astrance.
- هناك حجز بأسم بارك تشانيول.
قالها تشانيول للنادل الذي استقبلنا ليجيب النادل بينما يقودنا للطاولة
- نعم، تفضل سيدي.
قادنا النادل لطاولة تقع في الزواية و بجانبها حائط زجاجي حتي أنه يمكنني رؤية برج إيفيل بأكمله من هنا، أزاح تشانيول لي الكرسي لأجلس بأبتسامة بينما أردف
- المنظر و المكان رائع للغاية.
جلس تشانيول أمامي و أردف
- جيد أنه أعجبك، هيا لنطلب الطعام.
اومأت برأسي لأنظر في قائمة الطعام و أختار ما أريد ليقول تشانيول للنادل الطلب ليدونه في دفتر صغير و يغادر، بعد دقائق قليلة من الحديث في الكثير من الأمور أتي النادل بالطعام و وضعه امامنا ثم غادر.
- كم مرة علي اخبارك أنني لا أحب المطاعم الفاخرة، سوف اكون سعيدة حتي لو جلسنا علي الأرصفة بينما نشرب القليل من السوجو و نتناول النودلز.
قهقه تشانيول بخفة لأنهض بينما أسحبه خلفي
- فلنذهب لنستمتع.
- أيتها الحمقاء، أنتظري لأدفع الحساب.
صرخ بها تشانيول بينما الجميع ينظر علينا بتعحب و استنكار، هؤلاء الأثرياء المدللين أكرهم.
تركت تشانيول ليدفع الحساب ثم أمسكت بيده مجددًا لأسحبه خلفي لنخرج من ذلك المكان الراقي، وقفت لأردف بينما اشير بيدي
- ما رأيك بالقليل من النبيذ من ذلك المتجر؟.
اومأ براسه ثم اردف
- أنتظريني، سوف أبتاعه.
اومأت ليذهب هو بينما بقيت أنا أراقب برج إيڤيل من قرب بأنواره المبهجة و الكثير من السائحين و الناس حوله، دقائق و عاد تشانيول بينما يحمل كيسًا بلاستيكًا، اخرج منها زجاجة و ناولني إياها ثم أخرج زجاجة أخري له، فتحتها و ارتشفت منها القليل لأجعد أنفي من طعمه المر، انا لا اشرب النبيذ بكثرة لذا لست معتادة تمامًا علي طعمه، شربت نصف الزجاجة تقريبًا جرعة واحدة ليقطعني تشانيول بقوله
- لماذا تفضلين الذهاب للسينما او الجلوس أمام البحيرة تتأملين الاشجار علي أن تتناولي عشائك في مطعم فاخر.
أرتشفت من زجاجتي رشفة أخيرة قبل أن أجيب
- لأنني في الاماكن الفاخرة يجب أن أفكر جيدًا قبل أي تصرف قد يبدر مني تلقائيًا و لا يمكنني أن أتصرف علي طبيعتي و أن أضحك بصوت مرتفع دون أن ينظر الجميع لي بأستنكار.
همهم تشانيول ثم أرتشف القليل من زجاجته ليردف
- تعلمين، تعجبني شخصيتك كثيرًا.
أبتسمت ببلاهة و قد بدت اثار الثمالة علي لاردف
- شكرًا لك تشانيول.
تحدثنا بعدة امور مختلفة و شربنا حوالي ثلاث زجاجات من النبيذ حتي أنني ثملت تمامًا، كنت اقهقه بصوت مرتفع لأصمت قليلًا و تنساب الدموع علي وجنتاي
- لقد أشتقت كثيرًا له.
كان يعلم تشانيول أنني أتحدث عن بيكيهون ليربت علي ظهري بينما يبتسم لي ليحثني علي الحديث، أبتسمت بأنكسار بينما دموعي لم تتوقف عن النزول
- تذكرت المرة الأولي التي ثملت بها، كانت مع بيكيهون في نهر الهان، كنا كالحمقي لا نعي ماذا نفعل، كان يراقب كل تصرفاتي الطفولية و المجنونة أثر ثمالتي بأعجاب و ابتسامة.
صمتت قليلًا لتزداد دموعي و ترتفع صوت شهقاتي ليعانقني تشانيول بحب بينما يربت علي ظهري
- لا داعي للبكاء تاي، أنا هنا بجانبك.
تجاهلت ما قاله لأردف من بين شهقاتي
- لقد كان يخبرني أنه لا داعي لشُرب الكحول عندما أحزن طالما أنه بجانبي.
شد تشانيول علي عناقي بحنو لأكمل ببكاء
- أنا اشعر بالحزن الأن و هو تركني، فما الحل؟.
أبعدني تشانيول عنه ليقول بينما ينظر بعمق في عيناي الحمرواتان أثر البكاء
- هل تسمحين لي أن اكون هذا الشخص الذي تلجئين له في احزانك، هل تسمحين أن أحظي بحبك و اهتمامك، هل تسمحين أن تعطيني فرصة أخري، هل تسمحين أن اكون موطنك و ملجئك و حبيبك؟.
أتسعت عيناي لأردف بأسف
- لا أعتقد أنه يمكنني هذا، أسفة تشانيول.
أبتسم تشانيول بأنكسار بينما يردف
- لا بأس.
يتبع..
اسفة يا رفاق علي غيابي تلك الفترة و لكنها لم تكن فترة هينه بالنسبة لي👎💔
و لكنني عدتُ من جديد لذا هل يوجد أحد ينتظرني أم لا؟

عبق الماضي || Fragrant Pastحيث تعيش القصص. اكتشف الآن