"في السابع من إبريل من عام 1998،قدمت إلى هذا العالم فتاة كان بانتظارها الجميع،انتظرها الليل لتزينه ببكائها،انتظرها القمر لتنوب عنه بإنارة الدنيا،انتظرتها أشجار البرتقال لتأتي وتقطف ثمارها بيداها الناعمتان،انتظرها الطائر الحزين لتغني معه،ببساطة كانت الأرض تتهيأ لاستقبال هذه الطفلة.
واليوم ستصبح هذه الطفلة في التاسعة عشر و....."-اتساءل كيف علي إكمالها ..،حكت شعرها البني قليلا ثم سمعت
(القطار المتوجه إلى هانشيلد سينطلق بعد 5 دقائق،نكرر، القطار المنطلق إلى هانشيلد سينطلق بعد 5 دقائق)
-مستحييل ،سأفوته
وركضت ركضت ،حتى استوت في مقعدها بالقطار،تنهدت بعمق وقالت:جيد أنني استطعت اللحاق به😥
سمعت صوت هاتفها المحمول:مرحبا، امي،...نعم أنا الآن في القطار،......لا تقلقي كل شيء بخير....حسنا...أعلم ذلك......بالتأكيد سأخبرها....،وأنا أيضا سأشتاق لك....إلى اللقاء.
فتحت دفترها مرة أخرى وأمسكت القلم وهي تقول:والآن ..كيف أكملك
-عذرا يا آنسة
رفعت رأسها لترى سيدة تبدو في عمر أمها يرافقها شاب لطيف الملامح ،قالت السيدة:امم... لقد تكرم هذا الشاب بإعطائي مقعده ...ولا أريده أن يبقى واقفا فالطريق للعاصمة طويل،لذا إن لم يكن أحد بجانبك،هل تسمحين لهذا الشاب بالجلوس بجانبك؟
لم تعتد سونيا على التعامل مع الاولاد، فقد توفي والدها في صغرها،ولم تنجب أمها سواها هي وشقيقتها ،وفوق ذلك كانت ترتاد مدرسة فتيات،لذا فكرة الجلوس مع فتى غربب في القطار لم ترق لها،قالت : أعتذر ألا يمكنك أنت الجلوس بجانبي؟
-اوه،ولكني لا استطيع
-لم؟😕
تدخل الشاب وقال:إن صديقتها القديمة تجلس بجانب ذلك الكرسي
-لقد فهمت،إذن تفضل و أزاحت حقيبتها بامتعاض
-شكرا لك يا آنسة،قالتها العجوز وهي تبتسم وتبتعد عنهم.
أعادت سونيا تركيزها لدفترها ولكنها أحست بأنفاس قريبة منها وصوت متطفل يقول:هل تكتبين؟دعيني اقرأ،وأخذ الدفتر ،قالت سونيا اول ما خطر على بالها: ابتعد أيها المزعج،ثم من سمح لك بأخذ دفتري،اختطفت الدفتر ،والتفتت للنافذة،كانت انفاسها تتسابق و قلبها يدق بسرعة حتى يخيل لمن يرى وجهها الأحمر أنها متسابقة في سباق ركض طويل،قالت في نفسها:ما خطب ذلك المزعج؟هل جميع الأولاد هكذا؟،سمعت قهقهته المزعجة فالتفتت غاضبة تقول:يا هذا،اذهب لمقعد آخر رجاء 💢،قال:لا يوجد مقعد آخر،تقدم طفل صغير وقال: يا أخي،هناك مقعدا شاغرا عند العم العجوز هناك،وأشار إلى نهاية الممر،فحمل الشاب حقيبته وقال:إذن إلى اللقاء
قالت سونيا بغضب:بل وداعا💢،لم تنظر للخلف،فلا يهمها إن جلس في آخر الرواق أم لا،فقد كانت تريد الانتهاء من الرسالة بسرعة وقبل أن يهديها القدر مفاجئة أخرى،وبعد ربع ساعة أغلقت الدفتر بيأس،سمعت صوت طفلتان تتشاجران،كان سبب الخلاف أن إحداهما أكلت قطعة الكعك الخاصة بالأخرى،وعند سماع سونيا لأصواتهم وصوت أمهم،اجتاحتها موجة من الذكريات القديمة : شجارات مشابهة،عقاب أمها للسارق والتي دائما ما تكون هي،ثم....قرار أختها للعمل في العاصمة،فالريف لا تملك الوظائف المناسبة لها ،نزلت دموعها قبل أن تعلم
أنت تقرأ
حكاية أختين
Kısa Hikayeسونيا فتاة ريفية ،تسافر للمدينة للقاء شقيقتها الكبيرة،وهناك تكتشف حياة أخرى لم تعتد عليها