غيرة رجل

58 3 1
                                    

مرت ايامٌ على جلوسِهما اول مره ، مرت كعامٍ كاملٍ على آدم لا يعرفُ كيف يكلمِها لا يعرفُ كيف يخطفها من العالم كله ليضمها الى صَدرهِ  و يخبرها كم يعشقها و يُحبها .
هي تَنتظره كل يوم ، تنتظر متى سيخبرها هي تَعلم انه يُحبها و لكنه خَجول ، تحلم بتلك اللحظه التي سيخبرها بحقيقةِ مشاعره .
و في يوم ، في حديقةِ الجامعه كانت رهف مع صَديقتها جالستان ، و آدم كالعاده موجودٌ  قربها ينظرُ اليها كطفل صغير ينظر لقطعةِ حلوىٰ .
و إذ بشاب  يقتربُ من رهف ، انتبه اليه آدم ينظرُ لحبهِ نظراتٍ غريبه ، أقتربَ الشابُ منها فقال :
_ مرحباً يا جميله.
_ نعم ؟!
_ هل من الممكن ان اتحدث معكِ قليلاً لو سمحتِ ؟
_ ابتعد من هنا . هيا انا لا اريدُ التحدثَ لاحد .
_ ارجوك خمس دقائق فقط .
* اما آدم كان يصبُ غضباً و غيرة .
فتحرك بسرعةٍ نحوها .
_ ما الامر رهف؟! هل من مشكله ؟
_ اجل يا آدم من الجيدِ وجودكَ الان هذا الشخص يُزعجنا و لا يفهم إني لا اريدُ ان اكلمه .
_ انتَ!! ماذا تريد منها ؟
_ و من انتَ الاخر.
 حِمايتها ؟! ( قالها و هو يضحك ساخراً  )
_  اتقي شري ايها الشابُ و ارحل من هنا .
_ حقاً ؟! تضحكني  .
و بلحظه ..هجمَ آدم عليه دون شعور  غاضباً ، يديّه نزلت على وجه الشاب كالرصاص .
 ركضوا اصدقائه نحوه يحاولون مفارقتهم لكن  آدم متمسكٌ به حتى فر الشابُ هارباً و وجهه دامٍ و مكسورُ اليد .
رَكضت رهف نحو آدم و عينها تصبُ خوفاً عليه و بيدها الماء
_ انتَ بخير ؟ لم تصب بأذىً ؟! أرني وجهك !
_ انا بخير لا تقلقي لم يُصبني الا ببعضُ الخدوش .
_ خذ اشرب الماء و اهدء انتَ مجنونٌ حقاً .
قال هامساً : اجل ، انا مجنونٌ ! مجنون بكِ .

 * بعد هذا الموقف ذهبَ الجميع للمحاضرهِ  و طوال وقت المحاضره كانت رهف تَبتسم و تضحك  كلما تَذكرُ منظر أدم كيف هَجَمَ على الشاب لأجلِها كانت اولٌ مره تشعرُ بالامان حقاً و انها ليست لوحدها .
اما آدم فكان طوال الثلاث ساعاتٍ يُفكر كيف يُصارحها بحبه ؟ و يجبُ ان يفعل هذا بسرعه قبل ان يتكرر هذا الموقف .

انتهت المحاضره فأتجه آدم نحو رهف و هو غاضب  قائلاً اتبعيني . تفاجأت هي كثيراً و بدون تفكير  ذهبت خلفه .
أتجه نحو المكتبه دخل هناك فدخلت خلفه .
_ آدم توقف ما الامر لقد اخفتني ؟!
توقف فجأه و من دون ان يلتفت لها ...
_ أنا .. أنا .. أنا احبكِ ..! ( ثم التفت اليها )
أجل أنا احبكِ ان رَضيتي او لم تَرضي انا احبكِ .. احبكِ جداً و ما حدثَ اليوم كان خارجَ أرادتي لم أشعر بنفسي كيف ضربته و هذا ليس من طبعي ابداً .

جذورُ حبٍ تُزهرُ أنانيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن