حب و اهتمام

62 5 0
                                    


و اخيراً أيام التخرج تلك الايام التي ذكراها تبقى للأبد خصوصاً و أن كانت مع من تحب .
تحضيرات الاحتفال و أختيار ألوان الملابس للصورةِ التذكاريه .
لقد أجمع زملائهِم على إن يكونَ آدم و رهف عريفا الحفل . فلطالما كانا يُضحِكان زملائهم بتصرفاتِهم و خفةِ دمِهم .
* يومَ صورةِ التخرج كانا يقفان لجانبِ بعض فهي بجمالها كانت تبدو كالبدرِ زاهيةً و أبتسامتِها التي لم تفارق شَفتها لوجودِ آدم بجنابِها في لحظةٍ كانت تتمناها .
آدم يشعرُ بوَجعٍ غَريب لكنه لم يكترث له فهو الاخر سعيداً بتفوقهِ و وجود من عشقها منذ سنتين بجنابهِ و لم يبقى الكثيرُ لتسكنَ معه حيثُ يُصبحُ بوجه الحبيبه و يغفوا أيضاً و هو ينظر لوجهها .
كان هما الاثنان يحلمان بالسعادةِ سوياً.
و مع 3،2،1
رُميت القبعات في الهواء والفرحة تملئ قلوب الجميع .
وفِي يوم الاحتفال
حَضَرَ بعضُ اولياء الامور و اصدقاءُ الطلاب لكن ولدة آدم الكبيرةُ بالسن لم تتمكن الحضور للحفلة خوفاً على صحتِها . كان هذا اجمل يوم مر على آدم و رهف، ذهبا الى مكتبةِ الجامعه ليأخذا قسطاً من الراحة بعد إنتهاء الحفل .
_كان يوماً من العمر ، أليس كذالك يا حياتي؟!
_حقاً .. كان اجملَ يومٍ في حياتي ليس لتخرجي بل لأنكَ فيه يا حبيبي .
_رهف ! اريدُ ان اخطبكِِ بعد التخرج مباشرةً ، لا اريدُ لشئٍ يحدثُ ويفرقنا يا حبي
_ ولما العجلة أنا مُلكٌ لكَ أيها المجنون لا تفكر هكذا .
_ ( هَمَسَ في أذنها بهدوء ) أحبكِ كثيراً ، سوف اذهب لأحضار شئٍ نَشربه فأنا عطشٌ جداً .
_حسناً أنا بأنتظارك .
(ر هف مكلمةً نفسها ) : الحمدلله وأخيراً أنتهت ايام الدراسه و وجدتُ الرجلَ الذي يحبني واحبه هذا ما كنت اتمناه .
* فجأه ...
صوت صراخ !!
مجموعةٍ من الشباب يركضون حاملين شخصاً ما !!
_يا الٰهي ما هذا الذي يحدث ؟!
أضن انها مشكلةٍ بين الشباب ، لماذا كل هذه المشاكل في يوم الاحتفال ؟!!
انهم مجانين ( مع ضحكة استهزاء ).
بعد مرور مدةٍ من الوقت
_تأخر آدم يبدو انه شربَ لوحدهِ ونسي أمري ، سوف اقتله !
* ذهبت رهف الى الكافتيريا ، ولكن ليس هنالك أحد !
_أين الجميع وأين آدم !!!!!
هل خرجوا بعد انتهاء الحفل مباشرة ؟!
رأت رهف احد اساتذة القسم يمشي مسرعاً !
ذهبت اليه وقالت :
_ مرحباً دكتور هل رأيت احد المسؤولين عن الحفل لقد اختفوا جميعاً ؟
_رد قائلاً : لا اعلم لكن احد الطلاب قد أغمي عليه وأخذوه الى المشفى حسب ما سمعت !.
_من هو يا دكتور ؟! _قالوا ان اسمه آدم هذا ما سمعته فقط يا عزيزتي ، أنا ذاهب الان الى اللقاء .
رهف في صدمة ولا تكاد تستطيع الوقوف على قدميها .
ذهبت راكضةً الى صديقاتها وهي تجهش بالبكاء ،
يا صديقتيّ لقد حدث مكروه لآدم وقد نقلوهُ الى المشفى ماذا افعل هل اذهبُ اليه الان قولو لي بسرعة.
ذهبت مسرعةٌ الى المشفى.
_ يا الٰهي احفظه
من اجلي هو كل ما املك ، يا حبيبي يا آدم كم أنا غبية جَعلتك تذهبُ لوحدكَ ( كانت تبكي بحرقه) .
حين وصلت الى المشفى ، ذهبت رهف راكضةً تبحثُ عن آدم او اي احدٍ يُخبرها انه بخير ، حتى رأت أصدقائه .
دخلت الى الغرفة بسرعة ورأته مستلقياً غائباً عن الوعي .
_ صرخت :ماذا حَدَث ؟ لماذا لا يَفتحُ عَينيه ؟ أجيبوني ؟!
_ رد الطبيب قائلاً : ليخرجَ الجميعُ رجاءاً .
... حين خرج الطبيب
_ (رهف تسأل الطبيب باكيه ): اجبني أرجوك ماذا حدث له ؟ هل هو بخير ؟
_ لا تقلقوا هو مجرد إرهاقٍ وانخفاضً في الضغط لا شيءَ خطير ولَكنه يحتاجُ الى الراحة لهذا لا تزعجوه .
_ يارب الحمدلله، لماذا لم يخبرني انه متعب ؟ كم أنا غبية لم أُلاحظ تَعَبهُ.
بعد مدةٍ من الوقت رحل الجميع إلا رهف ومحمد صديق آدم ،
بعد فترة آفاق آدم دَخلا عليه ، جلسا بقربه تحمدوا له بالسلامه وهم قلقين كان واضحاً من نظراتهم .
_محمد : يا الٰهي قلقنا عليك كثيراً الحمدلله على سلامتك يا صديقي لماذا لم تذهب لترتاح ؟ لما لم تُخبرنا انكَ مُتعب ؟
_ أنا بخيرٍ لا تقلقوا انه مجرد إرهاق .
_ ارهاق ايها المجنون !لماذا تفعل هذا بي ؟ كدتُ اموتُ خَوفاً .
_وما أدراني بأن هذا سوف يَحدث ، أنه نفسُ الدوار منذ فترة لا أعلمُ سَبَبه فجأة أشعرُ أن الدنيا أصبحت بيضاء ولا أرى شيءً امامي .
_محمد : هذا بسببِ العمل الشاق والدراسة، كيف يمكنك فعلَ كل هذه الأمور كل يوم ؟!
_ ليس باليد حيله انتَ اعلمُ بوضعي .
_ رهف : حسناً يا محمد يمكنك الذهاب ، أنا سأبقى هنا برفقةِ آدم !.
_ اذهبي يا حبيبتي معه الى البيت لا تقلقي سوفَ أتحسن ، بعد قليل اخرجُ للبيت لكي ارتاح .
_ يمكنُك التزام الصَمت يا حبيبي لن أتركَكَ أبداً بعد الذي حدث أهذا واضح ؟
_محمد : حسناً يا صديقي سأحضر اغراضك من الجامعه و اعود إليك .
_ بأنتظاركَ يا حنون .
* التزم آدم و رهف الصمت لكن نظراتهم كانت تتحدث بالكثير.
_ أعطني يدك يا حبيبي ، أنا آسفة جداً انه خَطئي لم أَكن أعَلم بك متعب لهذه الدرجة سامحني.
_ماذا تقولين ؟ لا تكرري هذا الكلام انه خطئي أنا..

دَخَلَ الطبيب ُ الى الغرفه ..
_ ها يا آدم كيَفَ حالُك الان ؟
_ الحمد لله أشَعرُ بتِحسن ، شكراً لك .
_ هذا جيد يمكنكَ الخروجُ بعدَ قليل و لكن قَبَلَ ان تَخرج سأكتبُ لكَ بعض التحاليل و الاشعه لتطمأن اكثر .
_ حسناً ، شكراً لك مرةً اخرى .
_ لا شُكرَ على واجب .

* عاد محمد و خرجوا الثلاثه سوياً و بدأ الجميع استعدادهم للأمتحانات النهائيه .
مَرَ يومان على تلك الحادثه وضعُ آدم الصحي مُستقر و حبيبته تهتم به ، وجودها معه يجعله افضل . لا بأس ببعضِ الدلال منه على حبيبته.
يومَ استلام التحاليل كان لدى آدم امتحانين و رهف واحدٌ فقط .
_ يا حبيبي دعني اذهب لاستلام تحاليلك انتَ تتأخر و لديك عمل .
_ كم انتِ جميله و انتِ تتوسلين بي .
_ ماذا؟! .. هل أقتلكَ الان ام بعد الامتحان ؟!
_ أذهبي هيا لكن بشرط ان يأخذكِ محمد و تعودي معه ، فأنا اخاف أن تقتلي احداً في الشارع .
_ ياا لكَ من مضحك ، لا اعلم لما احبكَ .
_ هل أخبركِ أنا ؟!
_ قل!!
_ لأنكِ مجنونه و تحبين المجانين امثالكِ يا وردتي .
_ أحبكَ يا ضحكتي ، هيا اتصل بمحمد لم يبقى وقت على بدء امتحانك .
_ حاضر انتِ تأمريني .

* ذهبت مع محمد الى المشفى و هي متوتره بعض الشئ .
_ محمد سأنزل انا انتظرني .
_ حسناً سأنتظركِ.
تمشي بخطوات بطيئه هي تشعر بشئٍ ما لا تفسيرَ له .
_ مرحباً دكتور ، لقد طلبت من آدم بعضُ التحاليل و اليوم يجب ان نستلمها .
_ اهلاً بكِ ، لكن اين هو ؟.
_ عنده امتحان لا يستطع الحضور ، هل من مشكله ارجوك قل لي الحقيقه ؟!
_ أسمعي يا أبنتي انا اولاً أُريد مقابلةَ آدم ، ثاتياً أن مشكلةُ كبيره لكن ليست مستحيله .
_ لقد ارعبتني ما الامر ؟!.
_ أن آدم مصاب بسرطان ، لم يصل الى مرحلةٍ متأخرهٍ بعد ، فمع العلاج سيصبح افضل ان شاء الله .
_ ( نظرةً مليئةً بالدموع و ارتباك )
كيف هذا ؟ أتمزح معي ؟ هل تقول ان آدم قد يموت ؟
_ لا يا ابنتي ، الامل موجود و العلاج ايضاً فلما تقولين هذا الكلام .
_ قل لي كم هي نسبة شفائه ؟ كم تعُطني املاً انه سَيعيش و لن يَتركني وحدي ؟
_ هذا الامر يعود لآدم نَفسه و إرادته .
_ شكراً لك دكتور .

* خرجت تمشي في ردهاتِ المشفى دامعة العين بيدها تحاليل من تحب غيرُ مبشرةٍ و غير متوقعه تسأل نفسها هل من علاج ؟ هل سيكونُ بخير ؟ أنا ماذا أفَعل أخبره أم أسكت ؟
جَلست قليلاً و مسحت دموعها و رمت تحاليل الحبيب في سلةِ المهملات و خرجت كأن شيئاً لم يكن .
_ ما الذي حدث ؟ اين تحاليل آدم ؟ ماذا قال لكِ الطبيب ؟
_ قال الطبيب انها لم تَجهز بعد ، هيا لنعد الى الجامعه .
* لاحظ محمد ان رهف شارده و مصفرة الوجه مرتبكه لكن لم يستطع ان يسألها عن شئ .
عادوا الى الجامعه كان آدم قد انهى امتحانه .
_ ها يا وردتي عدتي مبكراً . اين التحاليل ؟
_ يا عمري قال الطبيب لم تجهز بعد ، كيف كانت اجوبتك ؟
_ حبيبكِ متفوق لا تقلقي .
_ محمد : انا هنا قل مرحباً ع الاقل اعمل سائقاً فقط .
_ يا صديقي انتَ الاصل و شكراً لاصطحابكَ مجنونتي.
_ امزح معك هذا واجبي. .

جذورُ حبٍ تُزهرُ أنانيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن