وعد للموت نبقى سوياً

33 5 0
                                    


جلسوا جميعاً في الكافتيريا و صوت ضحكاتهم تملئ المكان ، الا رهف كانت شارده صامته من الخارج و لكن بداخلها ضوضاءٌ و تفكيرٌ كثير .
_ حبيبتي ما بكِ ؟ لما انتِ غريبةٌ اليوم ؟ هل تَشكينَ من شئ ؟
_ ها ؟! لا لا لاشئ يا عزيزي .
_ تعالي للمكتبه نتحدث قليلاً .
_ لا أريد ، أنا بخير دعنا هنا .
_عن اذنكم يا شباب ، هيا تعالي .
_ اخ منكَ قلت لا اريد .

تمشيا سوياً هي صامته و هو ينظر اليها خلسةً
_ يحدث نَفسه : ما بها ؟ أشعرُ ان هناك شئ غريب .
وصلا للمكتبهِ هي لم تنطق بكلمة و هو كذلك .

_ حبيبتي . هل أخبرتي والدتكِ ان هناك مجنون قرر أن يتقدم لخطبتي ؟
_ ها !! لا ليس بعد فلننهي الامتحاناتَ اولاً .
_ لو تعلمين كم اتمنى ان اراكِ بجانبي ، ترتدين فستانكِ الابيض و كل صباح افطرُ من يدكِ .
_ حقاً ! هذا جميل .
_ رهف سأسألك سؤال أريد جوابه فوراً .
_ ماذا قل ؟!
_ هل تقبلين الزواجَ بي ؟
_ ماذا ؟! مجنونٌ انتَ ؟ سأعودُ للبيت و لا تسأل هذا السؤال مرةً اخرى .
_ رهف توقفي ما بكِ يا مجنونه ؟! ما الامر كأني اسألها هذا السؤال اول مره !!

* عادت رهف الى المنزلِ تَبكي و تَندبُ حَظها لم تدرس شيئاً للامتحانِ غداً و كل ما كانت تُفكر فيه ماذا سَتفعل هل تخبرهُ ؟ هل تستمر مع شَخصٍ مُهددٌ بالموت .

و في اليوم التالي بعد الامتحان .
_ آدم ما بك؟
_ اتمنى ان تقولي انتِ ما بكِ . منذ البارحه انتِ لستِ طبيعيه .
_ انا لا شئ سأذهب لأرى صديقاتي أين هم .
_ أذهبي لكن أعلمي أنا اشعرُ إنكِ لستِ بخير لكن لا أريدُ أن اضغطَ عليكِ .
_ وداعاً آدم اراكَ لاحقاً.

جَلَسَ وحيداً يُفكر ما بها لما تَغيرت ؟ هل فَعلتُ شيئاً خطأ ؟
انا في حيرةٍ من أمري .

جاء لجانبه محمد .
_ ما الامرُ يا صديقي ؟ لما جالسٌ وحدك؟ تعالَ معنا .
_ انا مُتعبٌ جداً يا صديقي و هناك صداعٌ شديد و ضَغطُ العمل و البيت و رهف تصرفاتها غريبةٌ منذ البارحه .
_ انتَ تَضغطُ على نفسكَ في كثيرٍ من الامور .
_ انا متألمٌ جداً . سأعود للبيت أرتاحُ قليلاً لأخرجَ للعمل .
_ هل اذهب و أُنادي لكَ رهف.
_ لا دعها هي لن تَلاحظ عدم وجودي اصلاً .
_ ما هذا الكلام .
_ دعني اذهب وداعاً .

أثناءَ عَودة آدم الى بيته تذكر انه لم يستلم تحاليله .
فذَهَبَ لأخذِها وفِي الطريق إتصلت به رهف.
_آدم اريدُ ان أُحدثك حالاً !! أين انتَ ؟
_ أنا قادمٌ حالاً اين انتِ ؟
وعاد الى الجامعةِ مسرعاً ، أتصل بها :
_أين انتِ ؟
_ انا جالسةٌ في المكتبة بأنتضاركَ .
وصل الى المكتبة ، لا يوجدُ احدٍ سوى رهف جالسة في مكانهم المعتااد
ذَهَبَ إليها وجلسَ أمامها ناظراً الى عينيها المحمرةُ من البكاء .
_ رهف ماذا حصل ؟! هل اخطأتُ بحقكِ، لا تسكتي تكلمي أرجوكِ !
_آدم ( قالتها بحسرةٍ و ألم )
_نعم يا روحي . اسمعكِ ؟
_أنا احبكَ ولا اريدُ العيشَ بدونكَ ابداً .
_وانا احبكِ وبجانبكِ لن اذهب الى اي مكان !
_ ( امسَكت بيده بشده ) أنتَ مريض بالسرطان يا آدم انتَ مريض .
تجمدت الدماء في عروقه صمتٌ مرعب يده بدأت ترتجف .
_ آدم أرجوك اهدء و قل شئاً لا تُرعبني .
_ماذا قلتي ؟!!
_ حبيبي اهدء ارجوك سأخبرك بكل شئ لكن اهدء .. انتَ مُصاب بسرطان حسب التَحاليل التي استلمتها في المشفى .
نَهَضَِ آدم وهو مرعوب ويديه ترتجف وسارَ يمشي ببطئ يُفكر بأمه و أخواته يُفكر بحبيبته التي تعلقت به ، يُفكر بالموت .
_(رهف وهي تبكي) : الى أين ذاهب انتظر؟! خَرَجَ آدم من المكتبة ذاهباً الى سيارته ...
صَعدت رهف معه .
_ الى اين انتَ ذاهب و انتَ بهذه الحاله ؟!
_ انزلي ارجوكِ
_ لن اترككَ تقود و انتَ هكذا ، أنتظر سأنادي محمد .
_ لا تنادي احداً ، انا بخير و ذاهبٌ للطبيب لأفهم منه ما الامر .
_ هيا سأآتي معك .

* ذهبا الى الطبيب لم يتحدثا بشئ فكلٌ منهما في داخلهِ وجعٌ و ألم شديدين .
دخلا للطبيب و شَرحَ لآدم طريقةَ و مراحلِ العلاج الطويله كلام الطبيب اعطاه بَعضُ الامل بالحياةِ ، أما رهف فوعدته ان تكونَ بجانبه حتى ينتهي من مرضه هذا ، قرر أن لا يخبرَ والدته بمرضه و فترات العلاج سيكذب عليها بأنه يعملُ عملاً اضافياً .
إنتهت أيام الجامعه و نجح آدم و رهف بتفوق ، لم يعلم احداً في الجامعه عن مشكلةِ آدم إلا محمد فكان هو من يأخذه للمشفى لأخذ جلسات العلاج الكيمياوي .
كانت رهف تذهبُ معهم و تتألم لألم حبيبها ، حتى منِعها آدم من ان تَحضر جلساتِه مرةً اخرى ، فهو لا يستطيعُ تَحملَ دموع حبيبته المتساقطه بسببهِ .
مرت ستةَ اشهر على بدء آدم بأخذ العلاج لكن تقدمه كان شبه معدوم او بطيئٌ جداً .
في هذه الفتره من الزمن كانت رهف قد أخبرت أحد صديقاتها عن مرضِ آدم الخطير ، كانت نصيحة صديقتها ( كيف تعلقينَ حياتكِ و شبابكِ بشخصٍ حياته مهدده بالموت في أي لحظه ، حتى و أن عاش كم من الوقت يحتاج ليبنيَ حياته من جديد فكلُ ما ادخره انفَقه على علاجه ، انتِ مجنونه إن استمريتي معه )
أصبحت رهف تُفكرُ بكلامِ صديقتها كثيراً ثحدث آدم و هي مشغولةُ البال إن تتركه او تستمر ...

جذورُ حبٍ تُزهرُ أنانيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن