الدرس الثامن والعشرون
...
-لم نفهم درس اليوم يا جزرة-سينسي؟
ج: بأشرح ؛---؛! بس لا تاكلوني
الكتابة خبرة: الكتابة الإحترافية لا تظهر إلا بعد سنواتٍ من الكتابة والخبرة الشديدة، بالطبع ليست فقط بالسنوات الكتابية، بل بممارستك للكتابة دوماً ودائماً ويومياً
وأيضاً نصيحة: دوماً في كل رواية أو قصة ستُوجد أربعةُ عوَاميد تحافظ على رفع المنزل --الرواية-- وترفع السقف --الأحداث--
العامود الأول: عامود السرد والأحداث حيث عليكَ ضبط عدد الأحداث وكمية المشاعر بها
العامود الثاني: عَامود التصنيفات، تضع تصنِيفاتٍ مناسبة للرواية حتَى تستطِيع الكتابة علَى طريقتهَا
العامود الثالِث: عامود المشاعر، وعليكَ أن تحافظ على ضبطه وترمّيمه --أي إكثاره-- في الكتابة حتى تستطيع جعل الروايّة جيدَة
العامود الرابع: عامود النصيحة، لن تنجح الرواية بلا نصائح، هو عامودٌ مهم، فهو اللذي يجعل الرواية "مفيدة"، فالعواميد السابقة تحافظ على "المتعة" و "التسلية" و "الشعور بمشاعر الشخصيات" بينما هذا العامود لوحده فقط يحافظ على "الفوائد" التي تنتج من الرواية، مثلاً تتعلم بعض المعلومات عن الحيوانات والنباتات، أو تعرف أهمية الصداقة...إلخ... ، وربما تتعلم أيضاً عن منطقة معينة، كباريس! فتعرف أن باريس مثلاً دولة تهتم بإنتاج الشوكولاتة والحليب واللبن، ومشهورة بكمية فواكهها ومدى برد مناخها!
الكتابة خبرة، وأيضاً نصيحة، فتستطيع إيصال أي فكرة من خلال روايةٍ تصنعها، توصل لهم فكرة تفكرتها أنت، فتستطيع تغيير الكثير من شخصيات قرّائِك
ربما هناك قارئٌ بارد تُذِيب جليد قلبه بما يوجد من محتوى لروايتك، أو حزينٌ فتُضحكه، أو سعيدٌ فتُحزنه، وتوصل لهم مشاعراً جديدة وقوية لن يستطيعوا كبحها، فينفجروا ضحكاً أو دموعاً على محتوى روايتك
هناك الكثير من الروايات التي حافظت على عامود النصيحة أكثر من غيرها، فحصلت على النجاح الهائل والشهرة، وبعضها قد وصلُوا إلى المكاتب الخارجية وأصبحت رواياتهم كُتباً ملموسة تترجم عربية إنجليزية فرنسية...إلخ..
البعض لا يحافظ على أي عامود فلا تشتهر روايته، والبعض يحافظ على عامود أو عامودين فتصبح كتبهم ملموسة..
لكن..
" ماذا لو حافظنَا على جميع العوامِيد ؟ "
...
-ما هو رأيك بدرس اليوم ؟
-هل نجحت في المحافظة على عامود ؟
-هل كتابك قد أصبح ملموساً على أرفف المكاتب ؟
أنت تقرأ
"تَلأّلأ كَالقمّرِ" الجُزء الأول
Non-Fictionمنبعُ الإلهَام يكمنُ في قلبكَ ،، وجمَالُ الكِتابَات هي بحد ذاتهَا تنبعُ من قلبك المُلهَم ،، بينمَا نصيحّتي لهذَا القَلبِ المُلهمّ.. إكتُب لنّفسَك،ثم للقّراء،ثم للفَائدّة،ثم للتَسّليَة. شعار كتابنا : { كُن أنتَ المُختلِف فِّي زمنٍ قَلَّ بهِ الإبّدَاع...