الدرس الثاني والثلاثون: تناسق الأحداث

302 34 31
                                    

الدرس الثاني والثلاثون

الدرس الثالث في "العناصر المتوسطة"

•••••

-ما هو "تناسق الأحداث" يا جزرة-سينسي؟

"تناسق الأحداث" هو الواقعية الحقيقية🗿~

حينما نبدأ بكتابة رواية ونسرد ما بها ببراعة، ثم ربما يأتي للكاتب ظروف تجعله يترك الكتابة لمدة حتى يحافظ على سلامة هذا الوضع ويهدأ الظرف ثم يعود للكتابة.. القارئ هنا سوف يحزن كثيراً لـ "سحبة" الكاتب كما يظن

وربما سوف تقل درجة تأثير الرواية عليه، مثلاً الرواية جميلة جداً أثّرت به وجعلته يبكي في الأحزان ويضحك في أوقات السعادة ويتفاعل مع الأحداث التي تسرق قلبه مع كل بارت

لكن ترك الكاتب للرواية مؤقتاً سيجعله يبتعد عن الرواية حتى يعود الكاتب ويكتب، قد تظنون أن ذلك جيد، لكن تلقائياً سوف يبدأ القارئ بقراءة روايات أخرى وتدريجياً سوف ينسى رواية الكاتب الذي لديه ظروف

وحينما يتذكر الرواية الخاصة بالكاتب الذي لديه ظروف سوف يقول في نفسه:
"لماذا أعجبتني رواية كهذه ؟ هناك أفضل منها"

حدثت لي كثيراً، حينما إنتهيت من قراءة رواية "أيامي العشر الأخيرة" قرأت "المستنسخين" وأعجبتني كثيراً ونسيت الرواية الأولى

وقلت:
"حقاً المستنسخين أفضل بكثير! "

وحينما فُصل النت شعرت بالملل وقرأت رواية أيامي العشر الأخيرة تذكرت المشاعر والأحداث فعاد التأثير السحري الذي في أيامي العشر الأخيرة وكان مفعوله أقوى من المستنسخين

هنا نقطة الدرس المهمة جداً..

"كيف أُبقي التأثير السحري الخاص بروايتي على عقل القارئ ؟ "

الجواب هو عنوان الدرس..

بـ..

"تناسق الأحداث" !

لتبقي التأثير الخاص بروايتك على القارئ لأطول مدة أو للأبد، ومهما قرأ القارئ من روايات سيقول "رواية فلان أجمل"

كرواية "يمين أعسر" التي حافظت على تناسق الأحداث حينما قرأتها قرأت بعد ذلك رواية "النَومُ الأخِير" وأعجبتني كثيراً لكن التأثير في يمين أعسر بقي في عقلي وكنت أقول "لكن يمين أعسر نسقّت الأحداث، أنا لا أنسى الأحداث بتاتاً! "

"تَلأّلأ كَالقمّرِ" الجُزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن