الفصل الاول

2.9K 48 3
                                    

الفصل الاول

تألقت عيناها بالفرحة وصرخت بلهفة..حقا جيرى ؟.....ياالهى ...لا اكاد اصدق واخيرا سيتحقق حلمى .....ضمت يدها بسعادة واقتربت من كرسية الجلدى الفخم وجلست على طرف مكتبة فى مواجهتة ...حدقت فى عينية الخضراء وقالت بهمس شغوف هل تعلم ان اصول جدتى من نساء الامازون ......انفجر الرجل ضاحكا وذادت وسامتة عندما دفع شعرة البنى الطويل بيدة الى الخلف وحاول السيطرة على اهتزاز جسدة وكتم ضحكتة بصعوبة عندما لمح نظرة عيناها الغاضبة وملامحها المتوعدة تنحنح وقال بهدوء ممازح ياالهى سأخاف على نفسى من الان فصاعدا وانا بجوارك ...اقتربت منة بهدوء وقالت لا تخف ياعزيزى طالما انت صديقى المقرب كما كنت ...ونظرت فى ساعتها ..وتابعت منذ خمس دقائق قبل ضحكتك الساخرة ستكون بمأمن تماما ثق بى فطبيعتى المتوحشة لاتظهر الا عندما اغضب وبشدة وهذا نادرا ما يحدث كما تعلم .........رفع جيرى يدية الاثنان علامة الاستسلام وقال بمرح ياعزيزتى انا طوع يديكى...ضحكت بمرح واخذت تهز ساقها المتدلية وهى تعبث بأوراقة وقالت بحماسة متى سنسافر ؟....قال بحزم جو لا تأخذكى الحماسة فالامر مازال فى طور البحث ولم تعطينى الشركة الموافقة النهائية بعد .......فكرت قليلا ثم قالت وعيناها تلمعان بالتصميم مادامت الشركة قد بدأت فى تجميع الفريق بالفعل فلابد وان الامر جدى .....افرجت شفتيها المكتنزتين عن ابتسامة رائعة ممتلئة بالزهو وتابعت ان رؤية غابات الامازون كانت حلمى منذ دخلت الجامعة واحترفت التصوير ...كم اتمنى تصوير كل انش بتلك الطبيعة المتوحشة العذرية .......راقب ملامحها الحالمة بشغف وذلك البريق الغامض بعيناها الذى يخطف انفاسة فعيناها الذى لا يستطيع وصف روعتها وغرابتها تجمع بين اللونين الازرق والاخضر فى مزيج رهيب يحير من يراة ويجعلة يغرق فيهما ولا يستطيع النجاة حتى لو كان ابرع سباح بالعالم عندما تفرح وينتابها الحماسة مثل الان تعطى ضى ازرق يشوبة بعض الخضرة كلون امواج البحر وعندما تغضب تصبح عيناها الزرقاء كالخضرة المعتمة ....انهما صديقان منذ خمسة اعوام منذ عملت فى الشركة كمصورة صغيرة ...رؤيتها للامور غريبة الاطوار وطموحها وحسها المرهف كانوا يميزونها دوما فأصبحت محترفة وبجدارة استطاعت اثبات مكانتها ...كان هذا سببا من ضمن اسباب كثيرة لتصميمة على اصطحابها فى كل جولاتة وضمها لفريق عملة المميز ...قطع تفكيرة يدها وهى تحركها امام عيناة يمينا وشمالا محاولة لفت انتباهة وقالت بمرح فيما شردت ايها الولهان ...فيما تعمقت هكذا .؟.........ضحك داخل نفسة وفكر فى اجابة سؤالها ايقول لها انة ضاع فى عينيها بالطبع ستحول الامر الى مزحة كعادتها ..كلما حاول الاقتراب ابعدتة برفق كان يفهمة جيدا ....قال كاذبا كنت فقط افكر فى برايان مايلز ادمز ....عقدت حاجبيها الرفيعين وحدقت فية باستغراب وقال من هذا البرايان اهو صديقك ؟.......ضحك جيرى وقال انة العالم النباتى الذى ارسل الينا دعوة لتصوير الفيلم الوثائقى عن نبات نادر يبحثون عنة منذ ثلاثة اعوام ولا ينمو الا بغابات الامازون ...والغريب فى الامر انة طلبنى بالاسم ...لااعلم لماذا ؟...........فكر لحظة وقرأ استفهامها فى عينيها فتابع قائلا بتنهيدة حزن ... لا عزيزتى انة ليس صديقى وليس عدوى ........لقد كان زميلى فى المرحلة الثانوية وتقابلنا مرات محدودة فى بعض الحفلات وكنا مازلنا فى بداية مشوارنا المهنى ....ضحك بشدة وتابع بسخرية ياالهى صديقى ...اة لو تعرفين الحقيقة ...برايان كان ذلك الفتى الوسيم الذى تتهافت علية الفتيات فشعبيتة المتزايدة كانت تجذب العنصر النسائى الية كما المغناطيس ....اما انا فقد كنت الشاة السوداء فى القطيع ...نظر لملامحها المندهشة وتابع اوة عزيزتى لا تنظرى الى الان فقد كنت الفتى القبيح فى مراهقتى ولكنى لم اكن اهتم فدراستى كانت كل عالمى .....تحركت من مكانها وجلست على ذراع كرسية الجلدى ووضعت يدها على كتفة كما اعتادت ان تفعل فى مواساتة وقالت عزيزى من يجرؤ على تلقيبك بالشاة السوداء او الولد القبيح سأقطع لسانة ...ياالهى جيرى الا تنظر فى المرآة انك شديد الوسامة والفتيات يتهافتن عليك ولكنك انت من تصدهم .........نظر لها بمكر وقال بمزاح أأعتبر هذة موافقة على دعوتى للعشاء وغمز بعينة بمرح ...وكزتة فى كتفة ثم استقامت وهى تضحك وتقول ايها اللئيم ....انت تستغل الظروف .......توجهت الى حقيبتها الكبيرة تبحث عن هاتفها ...وتابعت انت تعلم جيرى اننى لااخرج مع رئيسى بالعمل مستحيل....... قال محاولا محاصرتها كعادتة ...ولكننا الان فى عطلة ولست رئيسك بعد ........ضيقت عيناها بمكر وتركت حقيبتها واقتربت منة ..ثم مدت يدها فى جيب بنطلونها الكتان الاسود واخرجت عملة فضية اللون وقالت بمرح ......حسنا ستحدد العملة ما سيكون ..اذا ظهر وجهها سأذهب معك واذا ظهرت النقوش الكتابية.... وهزت رأسها بعلامة الرفض والابتسامة لم تفارق ثغرها وهى تراقبة وهو يرفع حاجبية فى دهشة لاقتراحها الفكاهى كانت تلك العملة التى اهدتها لها جدتها المنطلقة كما كانت تدعوها فى عيد ميلادها العاشر ولم تفارقها منذ ذلك الحين.......لم تنتظر موافقتة على اقتراحها ودفعت العملة فى الهواء وعينا كلا منهما معلقة بها وهى تطير لتنقلب عدة مرات فى الهواء ثم تهبط على ظهر يدها وتقوم بتخبئتها بيدها الثانية ....حدقت فى عيناة المتلهفة وهو يقترب منها بعد ان غادر كرسية الجلدى والابتسامة تلون ملامحة وقال بمرح ياالهى اننى مجنون لتعليق مصيرى بعملة مثلك جو ......ابتسمت بغموض واغمضت عينها اليمنى وفتحت اليسرى ثم نظرت الى العملة بعد ان حركت يدها ببطء وهى تراقب عيناة التى تعلقت بموضع العملة ... فوجدت النقوش الكتابية الغريبة فانفجرت ضاحكة عندما رفع حاجبة بتهكم .......وقالت بمرح حظ سىء ربما المرة القادمة تنهد بقوة ورفع يدة فى استسلام ياالهى ماذا افعل بكى؟ وما هذة العملة الغريبة؟ ......اقتربت منة وقبلتة على وجنتة وقالت بمزاح توقف عن دعوتى على العشاء جرب الغداء المرة القادمة وهذة العملة هدية من جدتى ولاتسأل اكثر لكى لا اضطر لقتلك........زادت ابتسامتة المحبطة وقال باستسلام سأحاول معكى حتى النهاية ....قالت بهدوء حسنا ايها العبقرى اتصل بى لتخبرنى المستجدات الخاصة بموضوع الامازون سأنتظرك ..يجب ان اذهب الان انة ميعاد الزيارة الاسبوعية لجدتى وسأقابل جدى هناك..........كان جيرى بحكم صداقتهم يعلم كل شىء عن عائلتها والتقى بهم عدة مرات وهو من كبار المعجبين بجدها الكولونيل جوردان فينسنت .......وشخصيتة القوية التى كان لها اكبر الاثر فى حياة جو بعد وفاة والديها .....رد بجدية هل هناك اى تحسن فى حالة جدتك .....تغيرت ملامحها وظهر الحزن جليا على ملامحها الفاتنة وقالت ان حالتها مستقرة ولكن ذلك المرض اللعين يلتهم ذكرياتها التهاما ......ربت جيرى على كتفها وقال ارسلى اليها تحياتى والى الكولونيل لابد ان حالتة النفسية سيئة للغاية ........ردت انة متماسك من اجلنا ولكنى اعلم انة يحمل بداخلة بركان من الالم ......نظرت فى ساعتها وقالت يجب ان اذهب سأتأخر الوداع ....رد تحيتها واخذ يراقبها وهى تسير برشاقة مبتعدة باتجاة مخرج الشركة المؤدى الى موقف السيارات الكبير .......

اكسير الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن