الفصل السابع
انزلت قميصها بسرعة البرق ...وكان كل انش بجسدها يرتجف ساد الصمت لحظات بدت لكل منهما كالسنوات هى عيناها متسعة بألم من صدمتها وخوفها ان يكون اكتشف سرها المظلم عندما شاهدت تغير ملامحة من السخرية الى الصدمة علمت ان سرها لم يعد سرا ...كانت ملامحة متفاجأة بالاحرى مصدومة وعيناة ممتلئة بالتساؤلات التى تجاهلها بقوة ....قطعت جو لحظات الصمت التى كانت كسكين حاد يذبح كبرياؤها وقالت بتأفف ياالهى أأثرت عليك الغابات لدرجة انك اصبحت مثل اهلها لاتعرف شيئا عن الاستئذان قبل دخول خيمة احد...لم ينطق فقط ظل يحدق بملامحها وقدها الرشيق فثارت ثائرتها واخذت تبحث بجنون مضطرب عن بنطالها وهى تطلق سيل من الشتائم المكتومة هذا الاحمق ذو الرأس الخشبية ......كان السروال امامها ومن اضطرابها لم تراة ...اقترب برايان بهدوء وحملة ثم قال هل هذا هو ؟.......نفضت رأسها وهى تتأوة من حماقتها وقالت بالطبع ....مدت يدها لتأخذة ولكنة لم يفلتة فضيقت عيناها بحذر فى مواجهة عيناة التى لم تعد ترى لونهما القاتم من تضييقة لهما بمكر تعلمة جيدا فكرت ماذا يريد من سروالى هذا الاحمق قال بصوتة الرخيم اريد ان ارى شيئا ما ......لم تفلت السروال وقالت بدهشة تريد ان ترى شيئا بسروالى .......هز رأسة بالايجاب ثم جذبة من يدها فتراجعت الى زاوية الخيمة وهى تتمتم ياالهى انت ستقودنى يوما الى الجنون اخذ يبحث فى جيب السروال حتى اخرج عملتها النادرة فارتعبت ملامحها واندفعت محاولة اخذها من يدة قبل ان يراها جذبت السروال ومدت يدها تحاول خطف العملة ولكنة رفع يدية عاليا لم تستطع الوصول اليها من طولة الفارع فضربتة بقوة على صدرة ولكنة لم يتزحزح بل اخذ يتأمل العملة وابتسامة ماكرة تعلو شفتية ويقول مثير للاهتمام ايتها الامازونية اظن ان لعنة ستقع على رأسك الان .....لئيمة جو لئيمة للغاية .........تضاعف التوتر بداخلها واصبحت الصدمة مضاعفة ماهذا الرجل يكتشف اسرارها واحدا تلو الاخر كالمشعوذين كيف علم ؟......ترجم لسانها السؤال الذى دار بخلدها وقالت كيف علمت ؟.....التفت اليها ووضع العملة بجيبة وقال بسخرية اعترف انكى ماهرة ماهرة للغاية دفعتيها فى الهواء بسرعة تحسدى عليها ولكننى لمحتها وهى تنقلب فى الهواء ولكننى كذبت شكوكى ولكن بريق عيناكى كشفك فلونهما يتغير الى الفيروزى عندما تكذبين يا أمازونيتى الشرسة ...كلماتة دقت بعقلها ناقوس الخطر لقد اصبحت لة كالصفحة المقرؤة ...اخذت تفكر بهوس كيف تهرب منة لايوجد الا طريق واحد لجأت الى الهجوم ...انشغلت للحظات فى ارتداء بنطالها تحاول التماسك حتى تشن هجومها ...كان يراقبها بتحفز والاحتمالات تتضارب فى عقلة وصورة اثار الحرق الذى بظهرها لايفارق مخيلتة كما لاتفارقها عيناة ...تنبة من تساؤلاتة وذلك الالم الذى ينخر بقلبة على صوتها الهادىء الذى بة رجفة صغيرة اظهرت عدم تماسكها التى تحاول اظهارة قالت العملة من فضلك ايها الحذق اتعلم انك الاول الذى اكتشفها .......اقترب منها وحدق بعيناها وهو يقول بصوت هامس خفيض جعل الارتعاشة اللعينة تسرى فى جسدها كمن مسها تيار كهربائى ...انتى ماهرة ولكننى انا البوتو هل تعلمين انة كان يقرأ ما بعقول النساء ولذلك كان يستطيع اغوائهم فهم من كانوا يوحون الية بالافكار ...ضيقت عيناها وتوهجت وجنتيها ثم قالت حسنا ايها البوتو فيما افكر الان ؟.......تراجع الى الخلف عدة خطوات واخذ يتفحصها ثم ابتسم ابتسامة شريرة وقال تفكرين فى انكى بدأتى تحبيننى ولا تستطيعين العيش بدونى ونادمة على خداعى وتريدين بقوة ضربى لتستعيدى عملتك ...تماسكت بصعوبة وانفجرت ضاحكة ثم قالت نعم نعم ...فى الجزء الاخير تماما ولكن البقية وهزت رأسها رافضة وتابعت بتهكم لم اكن انا من طلبت منك قبلة كل يوم..و....وضعت يدها على فمها تمنعة من الحديث لقد ذكرتة ...لمعت عيناة ببريق لئيم وقال حسنا حسنا انتى من جلبتية على رأسك لقد ذكرتينى انتى تدينين لى بقبلة ....تراجعت جو وهو يتقدم نحوها ...غمر محياها الخجل وخفقات قلبها المتسارعة اضعفت ساقيها حتى انها شعرت بالوهن فى حركتها ...قالت فى محاولة لردعة برايان مايلز ادامز انا لااهتم البتة بكونك بوتو اذا اقتربت منى سأحطم اسنانك بقبضتى تلك واشارت لة بقبضة يدها ...حشرها فى زاوية الخيمة ونظر الى قبضة يدها الصغيرة وزادت ابتسامتة وقال حسنا حسنا تشبهين القرد المذعور ايتها الامازونية على كلا البوتو لن يقبلك الان سيقبلك عندما تكونى مستعدة ...قالت بتهكم ساخر من ثقتة التى ازعجتها بشدة ...هذا فقط عندما تشرق الشمس من الغرب او تتساقط الثلوج على هذة الارض ..........ابتسم بغموض وتجاهل حديثها كعادتة وقال هيا غيرى ملابس سأصحبك فى نزهة مبكرة ..قالت مكررة كلماتة بغباء نزهة مبكرة هز رأسة بثقة وقال نعم فقالت بتحد اريد عملتى اولا ومدت يدها الية تجاهل يدها وقال وهو يربع يدة امام صدرة العريض عندما ننتهى من النزهة سأعطيها اياكى خوفا من اللعنة فأنا اهاب الامازونيات ولعناتهم .....والتفت خارجا من الخيمة بدون ان يسمع ردها او ان يذكر الحرق او رؤيتها لة لقد تجاهلة لكى لايحرجها ارادها هى من تقص علية ماحدث تسائل بداخل نفسة عن سبب تلك الحروق تبدو كحادثة يالهى جو كلما مر علينا يوم جديد ازداد غموض سحرك مثل تلك الطبيعة المتوحشة هل تحبها برايان ؟......لا لااحبها لااحبها ما هو الحب ذلك الشعور الذى سلب افضل ما بحياتة الثقة والوفاء لم تقدر كل ذلك...تذكر تلك الطفلة الصغيرة التى كان يحملها دوما على رقبتة وتصيح عاليا املك افضل اب فى الوجود لا لم اكن افضل اب لقد فضلت عملى الذى اودى بحياة طفلتى الى الموت انا الذى دفعت كريستال الى فعل ما فعلتة تصارعت المشاعر على ملامحة وهو يحفر بقدمة كلمات مبهمة على الارض .........كانت الافكار تنهش عقلة ولم يلاحظ جو وهى واقفة تمسك بيدها طرف باب خيمتها وتراقبة ملامح الالم التى كانت بادية على وجهة وتلاها شعور بالعطف جعل جسدها يتصلب فيما يفكر ثم صدمها خاطر ان يكون مشفقا عليها.... فركت جبهتها بعصبية وهى تتأملة....عندما رفع رأسة وواجة عيناها الثائرة ابتسم بمودة كانت قد اغتسلت بالمياة الباردة وغيرت ملابسها ومشطت شعرها الاشقر وربطتة على هيئة ذيل حصان كى لايضايقها اثناء حركتها ...انة لم يبتسم لها بتاتا هذة الابتسامة فكرت جو ياالهى انة يشفق على .....تقدم نحوها وقال برقة لنذهب توترت اعصابها ارادت ان تنزوى فى زاوية ضيقة وتضم قدميها الى حضنها وتنفجر فى البكاء وخاصة عندما تحدث معها بتلك المودة التى كانت تتمناها فيما سبق ولكن الان كرهتها من كل قلبها ...كم ارادت ان تضرب الارض بقدميها كالطفلة الصغيرة وتصر على عدم الذهاب معة ولكنها بهذا تكون جبانة وهى ابدا لم تخجل من حرقها بل كانت تخبئة خوفا من ان يؤذى نظر احد او تشعر بشعور الشفقة يتراقص فى اعين من حولها...تنبهت من افكارها وبرايان يمسك يدها ويسحبها ورائة ووجهة مبتسم بحماس ..قال هيابنا يجب ان ترى انعكاس اشعة الشمس العذراء على المكان ...تحركت قدميها بصعوبة تتبع خطواتة وقد فقدت حماستها وسعادتها عندما اخبرها انة سيأخذها بنزهة ...كان عقلها يتألم وقلبها فقد نبضة من نبضاتة ...نظرت الية والى يدة الممسكة بيدة وجذبتها بحزم وهى تقول استطيع السير وحدى ...توقف عن السير ونظر الى وجهها المتجهم وقال حسنا حسنا ماذا يزعجك الان ؟ سأعطيكى العملة لاتبتأسى هكذا فقط دعينا نستمتع بذلك الصباح الامازونى الرائع ....نظرت جو حولها فى محاولة للتماسك ...كانت اشعة الشمس الاولى العذراء كما يدعوها برايان تبدد ذلك الضباب الرمادى الذى لف الاجواء واكسبها رهبة ...الطحالب الخضراء التى تنمو بكثرة على الارض وعلى جذوع الاشجار وقطرات الندى المتساقطة من تلك الاوراق الخضراء الكبيرة الحجم كان منظرا مهيبا .. تنبهت على صوتة وهو يقول اعشق تلك النظرة بعينيكى جو حقيقة تشبة ذلك الطفل المولود حديثا وينظر بفضول الى كل من حولة ...نظرت لة جو بدهشة وقالت بغضب لماذا انت ودود هكذا ؟...انفجر برايان ضاحكا وقال اول مرة يطلق على لقب ودود هيا بنا يجب ان نصل قبل الاشراق الكامل للشمس ...تبعتة وهى تفكر فيما يحدث يجب ان تواجهة ..مرا بأشجار الجرافيولا واقتطع بعض ثمارها واعطاها اياها وهو يقول لقد نسيت امر الافطار تماما حتى لم اجلب لكى عصيرا يالغبائى ...مدت يدها فى جيب سروالها واخرجت بعض قطع الشيكولاتة وقالت حسنا تفضل...نظر لها بتعجب ولمعت عيناه باعجاب خفى نفذ الى اعماقها يمزقها كسكين حاد ....وقال بتهكم لاتخبرينى تحملين الحلوى كالاطفال ...ارتفعت زواية فمها فى نصف ابتسامة متهكمة وقالت لااتخيلك تفعل ذلك هذة احدى عاداتى الجيدة فى اى مكان لااجوع بتاتا فالحلوى فى جيبى طوال الوقت كلما نفذت احضرت غيرها .....اخذ من يدها بعض القطع الدائرية المغلفة بأناقة تدل على طعمها اللذيذ وقال اعتبر هذة افضل عاداتك عزيزتى لنواصل سيرنا فالشمس على وشك الظهور ..اتجها للسير فى خط متعرج وتبعتة لاتعلم لماذا ؟؟؟........كان بالاحرى ان تصرخ بوجهة لشفقتة وتدور على عقبيها عائدة لخيمتها ...ولكنها لم تستطع كبت الفضول والرغبة فى ان تشاركة تلك اللحظات الثمينة التى يصبح فيها ادميا حتى لو كان بدافع الشفقة ....تنبهت من افكارها على صوت بومة غاضبة فنظرت لاعلى فقال لها لاتنظرى اليها مطولا فالقبائل الامازونية تقول ان البوم يخطف العيون ..فقالت بذهول ماذا تعنى؟ ضحك بصوت منخفض وقال اى انها تفقد بصر من ينظر بعيناها طويلا ...قالت بسخرية انت تمزح ..زادت ابتسامتة وسحب يدها ببساطة ليحتويها بيدية الكبيرتين ويضمها بطريقة اثارت بقلبها فيضانات من المشاعر العاصفة ..........بدأت اشعة الشمس تظهر بوضوح فى الافق وتلاشى الضباب شيئا فشيئا صوت تكسر الاغصان تحت قدميها وحفيف الاوراق المتساقطة من الاشجار العالية جعلت جسدها المتوتر يسترخى واخذت تهرب بتفكيرها الى جدتها وجدها الحبيبين...انها فى امس الحاجة اليهما وتفتقدهما بشدة كانت جدتها دوما تقول لها بعد اصابتها فى الحادث ابدا ابدا لاتخجلى من اصابتك انكى مميزة وستظلين هكذا ....ابتسمت بوهن ورفعت وجهها الى برايان الذى كان ينظر اليها بتعجب من ابتسامتها الغامضة وهو يسير بجانبها ..وقال ماسر هذة الابتسامة الغامضة ياترى ؟؟.......دعينى اخمن تفتقدين صديقك الحميم ...انفجرت جو ضاحكة وقالت يالك من بوتو بارع ...نعم ....هذا صحيح افتقد اعز احبابى ...تجهم وجهة للحظات وتوقف عن السير وقال هل هو من الوطن ؟........تراقصت عينا جو بفرحة غامرة من تلك المشاعر الغيورة التى ظهرت جلية على ملامحة ولكن سرعان ما خبت سعادتها كشعلة نار اطفئتها الامطار وقالت بهدوء انهما جداى انى افتقدهم بشدة ....استرخت ملامحة ومنحها ابتسامة صادقة ممتلئة بالتفهم وتابع سيرة وهو يقول يومان فقط وافتقدتيهم يبدو انكم متصلين ببعضكما جدا ....فتحت فمها لتجيب الا ان المنظر الذى واجهها اوقف الكلام فى حنجرتها ..شلال ضخم تنحدر منة المياة بروعة فاتنة واشعة الشمس مسلطة على السيول المائية المنحدرة للاسفل جعلت حبات الماء المتناثرة كحبات الماس المتلالئة... توارد الى ذهنها مباشرة شلالات نياجرا وجمالها الا ان هذ الشلال تحيطة الاشجار المورقة من كل جانب وتفوح من الاجواء رائحة رائعة وكأن شخصا عطر الاجواء بعطر فواح يخطف الانفاس تسقط المياة على صخور فى جدول مائى وتتدرج الصخور بانخفاضات متتالية تجعل مياة الشلال المسرعة تبطىء من حركتها بسبب اصطدامها بالصخور وعلى ضفاف المجرى المائى العديد من الازهار المورقة والاعشاب الخضراء ...كان المنظر يشبة لوحة زيتية رسمت ببراعة متقنة شعرت بأنها بجزء من الفردوس ...واسراب من ببغاوات الماكو تقف على اغصان الشجر تستمتع برذاذ المياة الدافئة بأذيالها الطويلة والوانها المبهجة المتفاوتة الدرجات .قالت بدون وعى ياالهى ........كان برايان يلتهم ملامحها ويرى بعيناها كل تلك الطبيعة البكرية لقد اكتشف هذا المكان بالصدفة اثناء بحثة عن النبات واصبح مكانة السرى ولكنة احب ان يشاركها بة ...اراد رؤية هذة الطبيعة فى عيناها الغامضة التى اخذت تلمع بعدة الوان لم يراها فى حياتة تباعا لدرجات تمتعها بالاجواء ...تأملها وهى تأخذ نفسا عميقا وتحبسة بصدرها ثم تزفرة على مراحل تريد ان تستمتع بكل زفرة على حدا انها مرهفة قال وابتسامة هادئة على ملامحة انها ازهار المدفع انها من اندر الازهار فى الغابات وعطرها من اروع الروائح فى الغابات...اشار الى الازهار المورقة على الجانب الاخر...والتفتت اليها اليا فوجدت تلك الزهرة الخلابة التى ترتفع عن الارض حوالى 75 مترا ....اعطاها منظارة المكبر والقت نظرة عليها فمدت يدها الطليقة وقالت ببراءة ياالهى كم اتمنى ان المس وريقاتها الندية ....كانت يدها تضغط على يدة تباعا لتغيرات احساسها بتلك الاجواء وكان يستمتع بكل ضغطة كأنة يقرأ ما بداخلها عن طريق يدها استمرت الرسائل فى الارسال الى عالمة الخاص ولم يفلت يدها طوال الرحلة الممتعة ...اخذ يريها الاشجار وجلسا على ضفاف المجرى المائى بحذر لانة يعلم جيدا انة غير امن وجودها بجانبة اسعدة ولكنة ضاعف من قلقة كان يراقب الاجواء من حولة فهما وحدهما والشمس لم تعلن وجودها الكامل بعد ....بندقيتة فى يدة لايتركها ...تنبة على سؤالها الغريب حين قالت اتعلم كنت اظن ان لاشىء كامل بهذة الحياة ولكن هذة البقعة من الغابات اكثر من كاملة بجمالها وروعتها .........قال بهدوء لاتصدقى ما تراة عيناكى جو ان هذة البقعة جميلة بالفعل ولكنها ممتلئة بالحيوانات الزاحفة القاتلة فهذا مجرى مائى والعديد من الحيوانات تأتى الى هنا لتروى ظمأها ومنها المفترس ....حررت يدها من يدة ووكزتة على صدرة وقالت بسخرية يالك من عملى بحت اتركنى حتى احلم بأن هناك شيئا كاملا بحياتنا ....ابتسم بهدوء واخذ يتأملها وهى واعية لنظراتة المسلطة عليها فقالت دون ان تواجهة ...لااحب الشعور بالشفقة برايان فتوقف عن النظر الى هكذا ...انحنت لتلتقط بعض الحصوات من على الارض واخذت تقذفها واحدا تلو الاخر الى المجرى المائى دون ان تنتبة الى ملامح الصدمة التى اعترتة وذلك الغضب الشرس الذى غير محياة وقال بصوت منخفض مهدد شفقة على من جو ؟.....التفتت الية تواجهة وقد فقدت الاجواء روعتها ولمع بريق عيناها واذدات عتمة الزرقة بداخلهم وتوهجت وجنتيها من غضبها وقالت ...اعلم انك رأيت اصابتى فتوقف عن تصرفاتك الودودة المشفقة هل اعتقدت انك بتجاهل الامر ستصلح الامر ...لا عزيزى انا لست خجلى من اصابتى ولاتشعر ولو للحظة بالشفقة من اجلى ...امسكها من كتفيها واخذ يهزها برفق وقال ايتها البلهاء انا لااشفق عليكى لقد تجاهلت الامر لاننى لم ارد احراجك او اخراج ما بداخلك بقوة ....نفضت يدية من على كتفيها وقالت انا لست مجبرة ان اخبر احدا عن حياتى الشخصية ولمعت عيناها ببريق خاطف وتابعت ولا حتى انت .......علم برايان جيدا ما يعتمل بداخلها واقترب منها وقال بهدوء واثق لاتجاملى نفسك جو وتوقفى عن تقمص دور الضحية اريدك ان تعلمى شيئا عنى انا لست ودودا لدرجة ان اشعر بشفقة او عطف غير مبرر لاى احد ....حتى انتى ....زفرت بغيظ ودارت على عقبيها متجهة الى طريق العودة ....لحق بها وجذبها من مرفقها وقال اين تظنين انكى ذاهبة ؟...حاولت تخليص نفسها من قبضتة وقالت عائدة الى الموقع واتسعت عيناها بتهديد وتابعت اترك يدى برايان ......ضمها الى صدرة وحدق بعيناها وقال واذا لم افعل ؟.........كزت على اسنانها وقالت بخبث لاتلمنى اذا ...رفعت قدميها عن الارض بغتة وضربت قصبة ساقة بقوة تركها على اثرها وهو يتأوة من الالم وانطلقت راكضة ....لمح بطرف عينية ذلك الخطر المحدق بها والذى كان قابعا يتربص بهم وهو لم ينتبة لة الا عندما ركضت جو وابتعدت عنة ...تحرك بخفة الفهد مسرعا دون ان ينطق محاولا الوصول اليها قبل ذلك الكايمن الاسود اللى خرج من المجرى المائى يزحف بكل قوتة محاولا الوصول اليها .. لحق بها على بعد انشات قليلة فأحاطها بيدة ودفعها فوقعت على الارض من قوتة وتصلبت ملامحها وهى ترى ذلك التمساح الذى يتجة نحوها.....وجهز بندقيتة بسرعة البرق واطلق عدة طلقات مخدرة فى جسد التمساح المفترس وعيناة مما جعلة يدور حول نفسة وينسحب واثار المخدر بدأت فى العمل فخفت حركتة واستكان على الارض بانهاك.......التفت برايان وعيناة ممتلئة بالغضب الاسود واراد من كل كيانه ان يقرعها بالتوبيخ العنيف ولكن عنما رأى وجهها الشاحب وعيناة الممتلئة بالخوف والذهول وارتجافة جسدها العنيفة حتى انها تعثرت اثناء قيامها من سقطتها فالتقطها بذراعية ووجد نفسة يضمها بقوة الى صدرة ....فتشبثت بة بقوة كأنة حبل نجاتها الوحيد ......فزاد من ضمتة ليطمئنها فانفجرت باكية بصوت عال مزق صمت الادغال فى تلك اللحظات المبكرة اخذ يهدئها بصوت منخفض اهدئى جو كل شىء على مايرام وهو يمسح بيدية على شعرها الذى افلت من رباطة بسبب ركضها ارتجافتها كانت تسحق مشاعرة وتوخز قلبة بشدة واكثر ما سبب لة التوترمحياها المتألم وهى تدفن رأسها بقوة فى صدرة شعر بها كطفلة صغيرة تستمد منة القوة ....هدأت قليلا وحاولت التماسك وهى تهرب من عيناة التى تلاحقها بقلق...وهى تبتعد عن احضانة ومازالت تمسك بخصرة وهو يمسك بكتفيها ..انزلت يديها الى جوارها بسرعة واخذت نفسا عميقا ثم قالت اسفة لم اكن اعلم ...وعادت للبكاء مرة اخرى وهى تضع يدها على وجهها امسك كلتا يديها وانزلهم وقال بابتسامة مطمئنة بها بعض التوبيخ المبطن اعلم جو وركضك السريع هو من اثار الكايمن وجعلة يلاحقك ولكن حمدا لله ان كل شىء مر بخير هل مازلتى خائفة ؟.......قالت بتحد وهى تحاول جمع شعرها الذى احاط وجهها كهالة ساحرة من اشعة الشمس الذهبية....انا لم اكن خائفة...اخذت تتلعثم وهى تتابع هذا فقط من تأثير الموقف ولكنى لم اكن خائفة انفجر برايان ضاحكا وقال وهو يضع يده على كتفيها ويجبرها على المشى الى جوارة حسنا ياقردتى المذعورة لنذهب فالاجواء هنا لم تعد امنة .....سارا سويا بصمت حتى وصلا الى منطقة ممتلئة بالاشجار العالية الملتفة الاغصان والتى تسللت من خلالها اشعة الشمس بروعة خلابة وخاصة انعكاسها على التربة البنية والاوراق الذابلة المتساقطة من الاشجار التى جفت من الحرارة فقالت بهدوء ان الحرق اصابنى وانا فى السادسة عشر كنت اسعى للانتقام من والدتى التى رفضت خروجى مع اول حبيب فى حياتى ..والدتى كانت تعمل بمعهد العلوم ومتخصصة فى الكيماويات وكان لديها معمل خاص بمنزل والديها كانت تعمل بة عندما لايكون والدى حاضرا فقد كان يعمل طيارا بالمطار الدولى بلندن كان منزل جداى فى عمارة شاهقة ...كنت اقصد تخريب المكان فقط لم اتخيل ولو للحظة ان تسوء الامور بهذة الصورة ....حدثت تفاعلات كيميائية لم اكن اعلم عنها شيئا وفجأة انفجرت الادوات وانتشر الحريق فى المكان بسرعة البرق ...كان جداى نائمين بالطابق السفلى ...تعالى صراخى وانتشرت النيران بسرعة بالعمارة العالية وكانت الرياح قوية فساعدت فى نشر الحريق بطريقة مهولة ...خرج الجميع وفوجئت بجارنا السيد غارى ...الذى كان يسكن فى الطابق السفلى ...يصل الى ويحاول انقاذى ولكنى كنت خائفة فلم اتزعزع من مكانى حاول تهدئتى بالكلمات ولكن قدمى رفضتا الاستجابة لاوامر عقلى ...وانهار السقف واصابة فدفعنى للخلف فى محاولة لانقاذى فارتطمت بأنبوب من الاستيل كانت والدتى تستخدمة فى حفظ مواد كيماوية تستخدمها فى تجاربها وكان متوهجا من شدة الحرارة فأصاب ظهرى ...لم اشعر بنفسى الا وانا افر كالجبناء والسيد غارى يحترق ويرجونى لمساعدتة وهو يجاهد لسحب ساقة من اسفل السقف المنهار ....لم اتوقف لمساعدتة بالرغم من انة ساعدنى وانقذ حياتى ....وهربت ....كان برايان قد توقف عن المسير عندما بدأت تحكى ما حدث وهى تتحرك امامة وتفرك يديها بعصبية وعيناها شاردة كأنها ترى الحادث امام عيناها جذبها لتقترب منة ومسح تلك الدمعة التى سقطت من عيناها التى تشابهت فى لونها مع تلك الطبيعة الخضراء المحيطة بهم ..قال بتأثر وبداخلة يغلى كربا على هذة الصغيرة الساخرة لاتحملى نفسك اللوم جو انة القدر كان قدرة وكنتى انتى سببا كل شىء بهذة الحياة يحدث بسبب ولسبب .اخذت نفسا عميقا وقالت بكبرياء واضحة وهى تتملص بصعوبة من بين يدية لاتحاول مواساتى برايان انا لست بائسة لتلك الدرجة فقط لااطيق رؤية تلك الشفقة التى تقفز من عيناك ابتعد عنها خطوتين وتنهد بضيق وقال بحنق توقفى عن قول هذة الكلمة اللعينة جو انها تثير اعصابى ...وتجعلنى اود ان اصفعك بقوة ...لم تحرك تهديداتة شعرة من رأسها وتحركت لمتابعة سيرها فقال بصوت هادر كالرعد مرة اخرى جو الا تتعلمين؟؟........توقفت عن السير ونظرت بطرف عيناها حول ارجاء المكان فلم تجد شيئا غبر اعتيادى فالتفتت لة وقالت بغضب اتحاول اثارة فزعى ؟.....تقدم نحوها وتجاوزها وقال بهدوء لو كنت اريد اثارة فزعك لاخبرتك عن تلك الافعى الضخمة السامة التى فوق رأسك ........رفعت جو رأسها فوجدت افعى بنية اللون ومرقطة وضخمة تخرج لسانها الرهيب وتتحرك لاسفل فتقدمت نحو برايان بفزع وامسكت ذراعة بلا وعى وقالت بغضب مكبوت اتظن نفسك حذقا ؟........حدق فى ملامحها الخائفة قليلا وقال اعترفى انكى خائفة ؟...نظرت لة بتحد وقالت ابدا ابدا ......ابتسم ابتسامة صغيرة وقال كنت اعلم هذا ...سارا سويا حتى وصلا الى الموقع فوجدا ليليان مستيقظة وماكس وانزو ...تقدمت نحوهم عندما رأت ايديهم المتشابكة وهو يساعدها على صعود التلة المرتفعة فضيقت عيناها بفضول ولمعت عيناها وهى تقول اين كنت لاتخبرانى انكم قضيتم الليل بالخارج ؟........قبل ان يردا تابعت بتهكم حسنا ايها البوتو اتحاول اغواء جو الامازونية ايضا ؟......زفرت جو بغيظ وقالت عن اذنكم .....واتجهت نحو خيمتها وهى تفكر فى مغزى كلمات ليليان انها لئيمة وتكرهها لقد رأت غيرتها متأججة بعيناها وهى تنظر اليهما ...نظرت الى كيس الثلج ...وقالت بتهكم هامسة لقد ذاب .......فكرت جو نعم لقد ذاب وتبخر معظمة مثل احلامها برايان الغامض اية حركة من قبلة بعد الان ستكون محايدة لاتعلم فيما تفكر فهى تائهة ........
أنت تقرأ
اكسير الحياة
Adventureالطبيعة ....الادغال....السحر .....الشغف....الحب......الغموض ..... غابات الامازون ....اعزائى اسمحوا لى ان اصطحبكم فى مغامرة على ضفاف نهر الامازون بسحرة الغامض ...وطبيعتة المتوحشة ........ .....اكسير الحياة.... الكاتبه malksaif