الفصل الثانى عشر

1K 29 0
                                    

الفصل الثانى عشر

لقد هدأت العاصفة ولم يعد هناك الا تلك النسائم التى تحرك اوراق الاشجار بخفة مصدرة لحنا موسيقيا عذبا ينسجة حفيف نباتات الطبيعة الامازونية ذات الاشجار العالية ...واصوات الطيور التى تتغنى بألحانها الخاصة مع غناء الرياح البطىء ........
اخذ يراقبها بابتسامة حالمة على شفتيه لقد زارتة فى احلامة بالامس كما كانت تفعل منذ اول يوم رأها بذلك المطار بددت كل كوابيسة اللعينة التى كانت تطاردة كحيوان كاسر منذ وفاة ابنتة ...تلك العينان اللتان كانتا تبرقان بوميض شقى وهى ترتدى فستان رقيق ابيض رقيق هش كالسحاب تحركة الرياح بنعومة وخصلاتها المتناثرة حول وجهها كأشعة الشمس وتشاكسة وتبتسم تريدة ان يلحق بها ولكنة كان متسمرا فى مكانة كالصخرة لايتزحزح وفى النهاية مدت يدها الصغيرة من اجلة فى وسط الضباب الرمادى الذى كان يكتنفهم برهبة... الا انة رفض ان يتلقاها كأول مرة حاولت مصافحتة بمطار ماناوس.. يخشى على نفسة من لمستها نعم يخشى ان تتسلل برائتها وضياؤها الى كهفة المظلم لتنيرة يريد ان يظل هكذا كى لايشعر بالحزن ثانية يريد ان يعيش هكذا بلا مشاعر بلا قلب ...يخشى ان تحطم اسوارة الفولاذية وتعبر مكتسحة بعينيها ظلماتة ..لم يتناول يدها فى الحلم ولكنها اختفت عن ناظرة والابتسامة الغامضة مازالت تزين ملامحها وكأنها تخبرة انها ستعود من اجلة وانها ابدا لن تتخلى عنة.....استيقظ من نومة ملهوفا يبحث عنها فوجدها نائمة بسكينة غريبة بجوارة.....اثارت مشاعرة وجعلت قلبة يقرع بعنف غطى على قرع الطبول الامازونية ...تصلب جسدة لدقائق لايستطيع ابعاد عينية عنها ......تنهد بعمق وهو يرى حاجبيها ينعقدان ببراءة طفل مشاكس وقال بهمس حتى وانتى نائمة لاتكفى عن مشاغبة مشاعرى ايتها الامازونية ....اخذ خصلة من شعرها المبعثر جراء نومها الغريب و ابتسم وهو يتذكر تقلبها المستمر على الفراش وهى مستغرقة فى النوم تتحرك فى جميع الاتجاهات اصابتة بيدها مرتين فى ذراعة ومرة بركبتها فى قدمة المصابة ...لم تهدىء الا عندما استلقى على جانبة وضمها بقوة من ظهرها الى صدرة تأففت فى البداية ولكن سرعان ماهدأت ولم تستيقظ ...اما هو فلم يغفل الا حوالى الساعتين عقلة يعمل بضراوة وتتردد صدى الكلمات التى قالتها فى اذنية ..هل يستطيع الانسان ان ينسى جراحة بهذة السهولة بأن يحتل حب اخر كيانة فينسى كل همومة واحزانة هل يستطيع الحب تغييرة ماهو الحب ؟...تسائل كثيرا عن مغزى هذة الكلمة التى هى غموض الكون منذ بدء الخليقة ...لقد عرف معناها مبكرا ولم يشك فى صدق رأية الا عندما رأها.... فالحب بالنسبة لة مزحة سخيفة يتغنى بها الفرد ليغلف شعورة بالرغبة نعم هذا هو رأية الذى كان جورج دائما يعارضة ويناقشة بة ولكنة لم يستطع تغيير رأية قيد انملة فقد كان مفهومة مترسخا بداخلة حتى قابلها.... فقد قلبت كيانة رأسا على عقب هل غيرتة بالفعل؟ ...لا هو لايعتقد ذلك فجراحة فى صميم كيانة كيف تجعل زهرة فقدت جذورها من الاستمرار بالحياة فهذا مستحيل ...انتبة على تقلبها ليصبح وجهها الغارق فى النوم بمواجهة وجهة لايفصل بينهم سوى انش واحد لم يستطع المقاومة ...نفخ بهدوء تلك الخصلة التى تغطى عينيها ...واقترب منها متلمسا ملامحها بشفتية .....
استيقظت على قبلات رقيقة ناعمة على وجنتها وجبهتها ففتحت عينيها ببطء انها تحلم لابد انها تحلم تقابلت عينيها مع ذلك اللون الزمردى اللامع انفاسة الحارة كانت تلفح وجنتيها حدقت فى عينية تريد الاستيقاظ من هذا الحلم الا انها لاتستطيع لا انها لاتريد....تيقظت حواسها بأكملها عندما تلمس كتفيها برقة بأناملة ......وأخذ يقبل خصلاتها التى اصبح لونها غريبا علي عينيها وهى بين اناملة ........افيقى جو افيقى ....اخذ عقلها يوبخها لاستسلامها وهدوئها ...هل هذا حلم .؟...لا ليس حلما ياالهى ليس بهذة السرعة يجب ان تخرجية من صومعة يأسة اولا ...انة البوتو الذى يغوى النساء دائما تتعجب لعقلها الذى يعمل بلا استسلام حتى عندما تطغى عاطفتها عليها مثل الان ...
توقف ايها العقل الغبى عن العمل نهرتة بقوة من داخلها تريد الاستمتاع بتلك اللحظات الثمينة وهو يداعب خصلاتها الذهبية بأناملة برقة وعينية لا ليست عينية ان لونهما الاخضر اصبح فاتحا بدرجة غريبة جعلت القشعريرة تسرى فى جسدها هل لونهما هو الغريب ام تلك اللهفة التى تظهر وتخبو فى اعماقهما ولكنة لايستطيع كبح تلك المشاعر الجياشة ...ابتسم وهو يراقب ملامحها المذهولة وشعرها المبعثر من نومها ....ووجنتيها المتوهجتين ... وعادت لفتح فمها مرة أخرى من دهشتها فزادت ابتسامتة ..واستند على مرفقة وداعب شفتيها بأناملة واخذ يتمتم بكلمات من لغة غريبة وعيناة تراقب ملامحها المترقبة ..هزت رأسها بهدوء وبلعت ريقها ثم قالت فى محاولة اخيرة لفك سحرة الذى سجنها ...لم احضر القاموس معى ...فانفجر ضاحكا ثم مسد وجنتها بخفة وقال
كشهاب فى السماء
شىء ما فى داخلى اخبرنى
انكى اتيتى لتحدثينى
ة ياحبيبتى الجميلة فى منامى حلمت باننى
سأرى تلك الفاتنة فى يوم ما
فى منامى ظهرت لى كالخيال
وفى الحقيقة كانت اجمل من الخيال
تلك الوردة الحلوة البديعة
جميلتى ياخالبة لبى
كشهاب فى السماء
شىء ما فى داخلى اخبرنى
انكى اتيتى لتحدثينى
ياوردة بين الاشواك
يامن غيرت حياتى
لقد غفوت
فى منامى حلمت باننى
سارى تلك الفاتنة فى يوما ما
فى منامى ظهرت لى كالخيال
وفى الحقيقة كانت اجمل من الخيال
كشهاب فى السماء
شىء ما فى داخلى اخبرنى
انكى اتيتى لتحدثينى
ياجميلتى ياخالبة لبى
فغرت فاها ولم تعد تستطيع التركيزتوقفت الكلمات فى حلقها لم تعد تعرف الحروف ولا الكلمات تعرف فقط تلك العينان التى اشتاقت الى النظر اليهما وهما يحملان نوعا من المشاعر بدون السخرية المعتادة ..... عقلها الذى توقف اخيرا عن العمل تحت سطوة مشاعرها ....اخذت تلتهم ملامحة بعينيها وقلبها يخفق بجنون تسمع ضربات قلبها تصم أذنيها وتشعر بالتنميل فى كل اجزاء جسدها تشعر وكأنها منومة مغناطيسيا ...لم تعد تريد شيئا ....فعقلها وكل مشاعرها اصبحا تحت رحمتة اقترب منها وهمس والان انتى مستعدة ......وقبلها قبلة امتزج فيها الشغف بالشوق بالحب بالألم وبادلتة قبلتة باشتياق عنيف اثار زوبعة مدمرة بداخلها ...ثم ضمها بقوة الى صدره وهمس ...وفى الحقيقة اجمل من الخيال... وتنهد بقوة وهو يستنشق عبيرها الندى وخصلاتها المبعثرة التى تشبة رائحة المطر الاستوائى ممتزح برائحة الخضرة الامازونية العذراء ابتعد عنها وهو يشعر برعشتها الخفيفة التى تحاول بجهد اخفاؤها ... بين احضانة احتوى وجهها بيدة ويحدق بعينيها التى امتلأت بالدموع فجأة وانسابت على وجنتيها بهدوء ....عقد حاجبية بتوتر ومد اناملة ليزيل تلك الدموع الغالية لايريد ان تبكى بسببة ايكون المها هل فعل شىء ضايقها ؟...ازدحمت الاسئلة فى عقلة وقال برقة ما الامر جو ؟.....نطقة لاسمها بتلك الرقة هزت كيانها وحاولت التوقف عن البكاء ولكنها لم تستطع فمزاجها الغريب يتحكم بها ففى قمة اوقاتها السعيدة تنفجر فى البكاء كم شعرت بالخجل وقالت بهمس لاشىء اشعر اننى حمقاء .....سادت الدهشة ملامحة وقال لماذا ؟......اوة لااعرف ....تلعثمت ولم تعد تستطيع التحمل فألقت نفسها بين احضانة بقوة تستمد الطاقة والقوة من دفء جسدة ولم تنطق ولكنة علم وقال بصوتة العميق بهمس اتمنى الا اخذلك ابدا جو هذا ما سيحطم بقايا كيانى........ زادت من تشبثها بة ولم تنطق فأنفاسها المتهدجة وضغط جسدها كان يرسل كل الافكار والكلمات التى تريد ان تقولها لة وهو كان يشد على كتفيها ويدفعها اكثر للالتحام بكيانة لتصبح جزءا من روحة المعذبة ويخبرها انة متفهم لما تشعر بة ....بعد عدة لحظات من الصمت امسك ذقنها بيدة برقة وقال وهو يمسح دموعها لامزيد من البكاء اتفقنا ..وتابع ممازحا ياالهى ستبكين كلما قبلتك ....فانفجرت ضاحكة ....هزت رأسها بنعم وهى تمسح انفها بيدها ...وتحاول لملمة شعرها المبعثر مثل مشاعرها وجسدها المتوتر ......فابتسم وداعب وجنتها بأناملة وهو ينظر لها بغموض ويفكر غريبة حتى فى عشقها ...اخذت عيناة تتجول على ملامحها بلهفة مشتاقة ....انتبة من تأملها على اصوات تقترب من الخيمة فابتعد عن جو قليلا ورتب هندامها بيدة ومشط خصلاتها الثائرة بلطف لكى لاتتعرض للاحراج امام الوافد القادم .....مشط شعرة بيدة ...ودخل سايمون وجورج الخيمة بعد سمح لهم بالدخول لم يلاحظ سايمون ملامح جو الباكية ولا وجنتيها المتوهجتين وشفتيها ولكن جورج لاحظ وابتسم بمكر يعلوة الاستغراب فخبئت وجهها بين كفيها وهى تبادلة ابتسامة صغيرة ...قال سايمون بجدية سنغادر الان برايان لكى نصل الى المخيم ونحضر المضادات الحيوية فالارض موحلة بشدة واشار الى حذاؤة الملطخ وتابع بعملية وسنعود الى هنا عند منتصف النهار ........ولكننا اردنا الاطمئنان عليك اولا قال برايان بجدية حسنا سايمون اخبر الرفاق ان كل شىء على مايرام واننا سنعود فى اقرب وقت ربما غدا ...قال جورج برايان قدمك مازالت تؤلمك كيف ستسير قال برايان العمل يجب ان ينتهى جورج.... نزيف الدماء قد انتهى وعلى الغد سأكون افضل حالا ...جو ستبقى معى ولا اريد اى احد ان يتحرك من الموقع لحين رجوعى واجعل الحراس يشددون الحماية على المكان...ومن الافضل ان تظل انت بالموقع مع الشباب .... سايمون سيحضر برفقة اونزو ...اننى اخشى ان يحدث شىء فى غيابى ...تفهم جورج كلام صديقة و يعلم جيدا انة لايثق باحد مثلما يثق بة الا انة لم يستطع اخفاء تجهمة سيضطر الى مقابلة ابنتة طوال اليوم وستكون متفرغة لازعاجة وخاصة بعد ابتعاد برايان عن الصورة .......تنبة على صوت برايان حسنا جورج...تنهد وقال باستسلام انت الرئيس ...ثم رفع حاجبة بمرح وتابع الرئيس الذى يرتدى قميصا نسائيا مطبوع علية فراشة ....تنبة سايمون وانفجر ضاحكا عندما لمح تلك الفراشة اللامعة المخبأة تحت الياقة الصغيرة ...التفت برايان الى القميص يبحث عما يتحدث هذا المخبول ؟....ووقع نظرة على فراشة وردية لامعة اعلى صدرة بقليل فضيق عينية بلؤم ونظر الى ملامج جو المضطربة وقال بهدوء.... متعمدة....صغيرتى.... فهزت رأسها نفيا فنظر الى جورج وسايمون وقال بمرح الم اخبركم كنت اهوى ارتداء الملابس النسائية ذات الفراشات منذ الصغر والان هيا الى الموقع قبل ان تقتنصكم حرارة الشمس الشديدة او اجعلكم ترتدون مثله واشار الى قميصة بمرح....كتم جورج ضحكتة واخذت كتفية يهتزان بعنف وقال بهدوءوهو ينظر الية بتأمل جاد .... هل استطيع اخذ هذا القميص بعد ان نعود فانا اهوى جمع الفراشات قال برايان بسخرية بالطبع جورجى ...لمعت عينا جورج وقال ادعى جورج فضحك برايان وقال بتهكم حسنا جورجى ...فرفع جورج انفة بتعال وقال على الاقل جورجى افضل من قميص نسائى مرسوم علية فراشة وردية وانفجر ضاحكا وهو يخرج من الخيمة تبعة سايمون وهو لايستطيع ان يمنع نفسة من الضحك على مزاحهم المسلى ..نظر الى ملامحها المتوهجة وابتسامتها الشقية التى تجعلة ينسى الدنيا باكملها يريد ان يري دوما تلك البسمة الرائعة التى تجذبة اليها كدوامة عاصفة اقوى من كل اسوارة ودفاعاتة .. تأملتة قليلا ثم قلبت شفتيها بمرح وقالت يليق بك القميص كثيرا وتنحنحت ثم تابعت والفراشة ليس لها حل ....فرفع حاجبة وضيق عينية بغموض وارتفعت زوايا شفتية فى ابتسامة ساخرة وقال حسنا حسنا وما رأيك فى مرتدى القميص ؟...امازال احمقا ذو رأس خشبية .....شبكت اناملها واحمرت وجنتيها اوة انة مازال يتذكر لماذا ذاكرتة قوية هكذا ؟تلعثمت وهربت بعيدا بعينيها تتامل اركان الخيمة التى شهدت بداية استجابتة لحبها وتشعر بالخجل الشديد من نظراتة المسلطة على وجهها وتلك النظرة الماكرة تتراقص فى عينية ....امسك ذقنها وواجة عينيها وقال حسنا ....تحاول بشدة التفكير فى شىء ساخر الا انها لم تستطع فهو يهدىء شراستها كمدرب محترف ....ابتسمت وقالت ماذا ؟...تريد رأيى فى البوتو ام برايان ..زادت ابتسامتة وقال الاثنان لاينفصلان تنحنحت وقالت بتوتر لا هناك فرق شاسع بينهما فبرايان رقيق ولطيف معى اما البوتو فهو دائم السخرية منى ومازال احمقا ذو رأس خشبية رفع حاجبة بسخرية وابتسم ثم قال هل فكرتى لماذا يكون البوتو دائما ساخرا معك ؟...فهزت رأسها بأنها لاتعرف فقلب شفتية فى مرح واقترب منها وهمس فى اذنيها ببحتة الغامضة لانة يخاف منك خذى هذة الكلمات من برايان اللطيف ...ارتفع حاجبيها فى دهشة وقالت بتعجب وهى تشير بيدها الى نفسها يخاف منى انا ...هز رأسة بنعم ...وقال حسنا هل اخبرتك من قبل ان وفاتة كانت على يد امازونية شرسة ...نظرت له بتعجب وتذكرت حكاية جورج عندما كانوا بالقارب ولكنة اخبرها ان هذا الجزء من افكارة هو فقالت جورج اخبرنة ولكنة كان يمزح...فضحك برايان وقال لا انة لايمزح ولكنة ليس واثقا من تلك المعلومات فكثيرا من القبائل كذبت هذة المعلومة ليظل البوتو مقدسا ...وتظل ذكراة بأنة محطم الامازونيات..الشرسات الذين كانوا يرعبون الاجواء ...بشرهم .....رفعت رأسها تواجهة و ضيقت عيناها بمكر وقالت نعم شرسات للغاية ثم ضيقت عينيها بمكر وتابعت حسنا انت تؤمن بوجود الامازونيات الان ...ضحك وداعب انفها وقال حسنا حسنا من قال انى اؤمن فلا يوجد فى هذاالكون الا امازونية واحدة وبالرغم من كل شراستها تخطف لبى ...........و اعشق مشاكستها وشراستها حقيقة ..واقترب منها يضمها الى صدرة مرة اخرى ليغرقا فى بحر من المشاعر الجديدة من جهتها والمفقودة من جهتة ...لقد قبل وضم العديد والعديد من النساء ولكن تلك الامازونية لها رونق خاص يشعر معها بخفقات مؤلمة ...نعم يشعر ان لدية قلب ينبض بالحياة مثل كل البشر .........
مر يومان على مكوثهم فى ضيافة القبيلة الامازونية تعرفت جو على حياتهم اكثر وساعدت كايمانس فى اصلاح بعض شباك الصيد الخاصة بأخيها الاكبر فقد كان يعمل باصطياد الاسماك ويقايض بها فى تجارتة مع القبائل الاخرى كانت كايمانس لطيفة للغاية الا ان جو كانت تشعر انها تخطط لشىء ما وهذا ما افسد عليها وجودها وسط القبيلة ...حضر اونزو وسايمون واحضرا المضادات التى ساعدت فى تحسين حالة برايان كثيرا واخبرهم سايمون ان ليليان ارادت الحضور ولكن جورج منعها وتشاجرا سويا حتى تدخل جيرى وفض العراك بينهم كان برايان يستمع وهو عاقد حاجبية وتجهمة واضحا على ملامحة وقال بهدوء من الافضل انها لم تحضر فمكوثها مع جورج بمكان واحد وعدم اختبائها خلفى سيساعد كثيرا فى توطيد العلاقات بينهم فرد اونزو بسخرية اتمنى الا تذبح جورج ليلا فهى تعاملة معاملة سيئة لايحتملها احد لو كانت ابنتى لنفضت يدى عنها رد برايان بهدوءة العملى لقد عانت ليليان كثيرا اونزو وكانت والدتها امرأة جيدة الا انها كانت سلبية لم تستطع حمايتها من مخاطر الحياة وكان ولعها بجورج كمرض فتك بارتباطها بالواقع واصبحت تعيش بالاحلام اكثر من ان تعيش بالواقع مع ابنتها وخاصة عندما آثر جورج زوجتة عليها وعلى ابنتة كانت جو تستمع بانصات وقلبها يرتجف كورقة جافة فى مهب الرياح تحاول ان تستنبط من كلماتة شعورة الحقيقى نحو ليليان يبدو علية ان اهتمامه بها لايتعدى انها اختة الصغيرة ولكن كيف لقد رأتة يقبلها قبلة عشاق بأم عينيها تنبهت على قول سايمون ان جورج طوال الطريق وهو يحمل هم المكوث معها بمكان واحد يخشى ان يزيد الامور سوءا بينهما ...تنهد برايان بقوة وقال انا اثق بجورج فهو قادر على التصرف بحكمة وتعقل ..خرج سايمون واونزو بعد قليل واتفقا على المغادرة والعودة الى الموقع بعد ان يستريحوا قليلا فالطريق الموحل كان شاقا بشدة وبالفعل توجها الى الموقع بعد حوالى ساعتين من حضورهم وامرهم برايان بتأدية بعض الاعمال لكى ينتهوا من العمل سريعا ويعودوا الى الوطن ...عندما سمعت الوطن شعرت بوخزة مؤلمة بقليها لاتعلم كيف سيكون وضعهم ؟
...كانت الاجواء هادئة فى القبيلة بعد مرور العاصفة الارض موحلة قليلا الا انها تمتص المياة سريعا ....الطبيعة المتوحشة بعد كل عاصفة تشبة عروس جديدة تشعر وانت تنظر اليها بأنها ارتدت ثوبا جديدا بعد ان ازال المطر شوائبها ومسح الاتربة من الاوراق الخضراء العريضة الحجم ....افراد القبيلة كانوا يتعاملون معها بحذر ونظراتهم الفضولية تسبقهم ....كانت كايمانس بصحبة والدتها فى مزارع الفلفل ومعظم الرجال خرجوا للصيد ...الجو شديد الحرارة ..وتشعر باحتراق بشرتها ...لمست وجنتيها بيديها محاولة تبريدها ولكن لافائدة فالرطوبة خانقة ...القرود تتجول على اغصان الاشجار وحرلاس القبيلة يراقبون الاجواء ......كانت تجلس تحت جذع شجرة عالية تراقبة وهو يتحدث مع سياستيناش وبعض الاولاد الذين يرتدون مئزرا من اللون الكاكى على خصرهم ...وباقى اجسادهم عارية كان رائعا ببشرتة التى لوحتها الشمس الامازونية وشعرة الذى طول قليلا حتى لامس ياقة قميصها وكتفية العريضين الامازون اسكبت على ملامحة وجسدة نوعا من القسوة والغموض والصلابة ...اهملت كتابها الذى كانت تتسلى بة واخذت تتأملة وهو يتعامل مع الاطفال كان شفافا ومسترخيا وعيناة تشع بسعادة غريبة ...وهو يمازح سيا كما كان يدعوها شعرت بغصة بقلبها حزنا علية لم يتحدث معها فى اى شىء بحياتة بعد ...لقد تغير كثيرا اصبح رقيقا ويعاملها كشىء هش يخشى ان يؤذية لقد اختفى البوتو تماما بسخريتة اللاذعة ولامبالاتة التى كانت تجرحها لقد حكت لة العديد من ذكرياتها تشعر براحة غريبة عندما يستمع اليها بانصات وملامحة وكلماتة توحى بتفهمة لحياتها كانت تشعر بالامتنان الشديد لة فبالرغم من حبها لجدها وجدتها الا انها لم تستطع التحدث معهما مثلما كانت تتحدث معة كانت معظم افكارهما تتشابة وحين يعارضها بشىء يحاول اقناعها ..التفت نحوها ليفاجىء بعينيها التى تراقبة بشغف فابتسم بهدوء وغمز لها بعينة فضحكت واعادت وجهها الى كتابها الا انها لم ترى الكلمات ولا الحروف فقط رأت ابتسامتة الهادئة وروحة التى تسيطر على كيانها وتحتويها بلطف قال لها مرة انها تشبة الدوامة لا انة هو الدوامة التى تسحبها بكل كينونتها الى اعماقة لتحتضن الامواج الدائرية التى تسحبها للقاع برضا تام ....انها تعشقة تتمنى ان يفتح لها صومعتة ويدعوها للدخول لتشاركة حياتة باكملها بفرحها وحزنها ...لم تطيق ابعاد عينيها عنة فرفعت وجهها لتنهل من ملامحة بعينيها قدر استطاعتها فوجدتة قادما باتجاهها يعرج بقدمة قليلا .... انها مازالت تؤلمة رغم اصرارة انة بخير عنيد ...عنيد ...تأملت ملامحة وذقنة الغير حليقة والتى اعطتة منظر مهيب كرعاة البقر المتوحشين او القراصنة الذين يتسمون بالدهاء وتلك الابتسامة اللعوب تزين شفتية....خفقات قلبها تصبح كقرع الطبول كلما كان قريبا منها تشعر بخيوط خفية تربط بينهما وترسل نبضات ورسائل صامتة فيما بينهم تعجز الكلمات عن وصفها ... تذكرت ذلك العالم الروحانى الغريب الاطوار الذى قال ان الانسان تحيطة هالة من الطاقة الغريبة وعندما يشعر بشعور نحو اى فرد فالطاقة ترسل ذبذبات خاصة لتلتئم او تتنافر مع هالة الشخص الاخر تباعا للشعور الداخلى للفرد الاول ...وهى الان تؤمن بقوة فى كلمات هذا العالم التى كانت تسخر منة من قبل ..... فشعورها يصل الى برايان اينما كان وللغرابة عندما تنتبة الية تجدة كأنة استمع الى ندائها الصامت ويلتفت ليحدق بها ....تشعر بالخجل الشديد فى حضورة ...فهو ينفذ الى روحها ويقرأ افكارها فى غفلة منها مهما حاولت ان تخفى ما بداخلها فقد اصبحت كتابا مفتوحا لة وهذا يؤرقها ويرعبها ...........
جلس بجوارها ومدد ساقية واخذ نفسا عميقا من هواء الطبيعة وقال حسنا كنت اشعر بمراقبة متفحصة منذ قليل والان اخذ منى الكتاب تلك العينان التى اعشقهما واخذ منه الكتاب بهدوء يتفحصة باهتمام...كان كتاب يدعى اسرارك لبول تورنيية السويسرى...كان دائما فى حقيبتها فى كل اسفارها فهو يتحدث عن اسرار وخبايا النفس وعما اذا كان الحب بالفعل يفتح الابواب المغلقة ويفتح صناديق الاسرار المدفونة وعن طبيعة الانسان الغير مفهومة فهناك افراد ساخرون يحملون كم من الالم بداخلهم يحطم الجبال ولكن هذة اسرارة....لايعلم بها حتى اقرب الناس الية .... هذا الكتاب يشرح كيفية فتح الصناديق المدفونة ...قال بتهكم حسنا حسنا من تريدين اقتحام مملكة اسرارة بعلم النفس ؟...اقتربت منة حتى التصقت بة واسندت رأسها على كتفة وقالت حسنا لااعلم اننى فضولية كالقطة واعشق اقتحام الابواب المغلقة ..ما رأيك ان تكون انت اول من اجرب علية قدراتى الخاصة انفجر ضاحكا وهو يتجول بعينية بين صفحات الكتاب والتفت اليها ويتأمل نظرة البراءة التى تعلوملامحها فداعب ذقنها برفق وقال بهمس وهو يضيق عينية حسنا ماذا تريدين ان تعرفى عن اسرارى ياامازونيتى الفاتنة ؟....لقد جاءتها فرصتها على طبق من ذهب اندفعت وقالت اريد ان اعرف عن وفاة ابنتك ...لم يرف لة جفن كأنة كان يتوقع سؤالها اعاد وجهة الى الكتاب وقال اخبرينى بما قالة لكى جورج وانا سأكمل من حيث انتهى عزيزى جورجى ؟....فغرت فاها واتسعت عينيها دهشة ....رفع وجهة وابتسم بهدوء ثم رفع ذقنها بأناملة ليغلق فمها واشار بيدة الاخرى وهمس الحشرات الطائرة جو ....اغمضت عينيها برهة لقد كان يستدرجها انة يعلم ولكن كيف ؟...تماسكت وزادت من التصاقها بجسدة الدافىء وهى تشبك يدها بذراعة السليمة وقالت اريد ان اسمع منك انت منذ البداية ....اغلق الكتاب بهدوء وقال فضولية ولحوحة ايضا اوة مزيج نارى .....رفعت وجهها الية وهى مازالت مستندة على كتفة برأسها وقالت اهذا سىء ...؟اقترب منها بوجههة حتى لفحت انفاسة الحارة بشرتها وقبلها على شفتيها بخفة وقال بهمس اى شىء منك عزيزتى هو جنة لى ....غرقت فى عينية وساد الصمت لحظات حتى قطعة بقولة حسنا من اين ابدأ.؟..تنهد بعمق ثم بدأ بسرد ماضية المؤلم عن تلك الفتاة التى كانت تلاحقة منذ زواج اختة الغير شقيقة ...تهيم بة عشقا ...اعجبتة مثابرتها ورقتها وتزوجها وبعد فترة علم ان انجابهم شبة مستحيل فليزا كريستال كان تعانى من مشاكل وراثية بالرحم تسببت فى اجهاضها عدة مرات ....هذا كان كلام الاطباء ولكن الله كان لة مشيئة اخرى واعطاهم هدية فاتنة ديانا تلك الفتاة الصغيرة ذات العينان المدمرتان وشعرها الاشقر ووجنتيها البيضاوين كانت تشبة الحوريات ...ابتسم بألم وشرد بخيالة كأنها يصفها وهى تقف امامة ....تنهد بقوة ثم اكمل كانت حياتنا ...كنا نعشقها بجنون... وخاصة ليزا التى كانت مجنونة بعاطفة الامومة والحرص المبالغ على ابنتها وبدأت المشاكل بيننا قبل اصابتها بالمرض اللعين ...وبعدها بفترة تفاقمت الامور حتى اصبح يهرب الى عملة ويغرق نفسة بة وتحمس بقوة عندما علم عن تلك البعثة التى كانت بطريقها الى الغابات لاكتشاف علاج فعال ....كان يخشى رؤية ابنتة لم يزورها بالمشفى الا مرات معدودة فرؤيتها وشعورة بالعجز وانة لايستطيع مساعدتها كان يقطع نياط قلبة وقوفة فى مكانة يتأمل ألمها بدون ان يستطيع مسح هذا الالم عنها كان يفترس مشاعرة ويدمر ثقتة بنفسة وبالحياة ...عندما علم عن سر النبات وتأكدة من انة علاج فعال قامت الشركة بترويج الاشاعات عن اثارة الجانبية واجتاحة الرعب فبدلا من ان يساعد فى شفاء طفلتة يدمرها وتشفى من مرض عضال ليصيبها مرض يدمر مستقبلها اكثر وخاصة انها كانت صغيرة السن ومناعتها ضعيفة ...كانت ليزا فى هذة الفترة كمن اصابها مس من الجنون واخذت تلقى بمرض طفلتها على كاهلى وخاصة عندما علمت عن اكتشاف الجرافيولا فقدت رشدها وهاجمتنى وبعد فترة توفت ديانا ودمرت كل خيوط الود بين ليزا وبينى ...واصبحت عدوها الاول والاخير حرقت كل ابحاثى والعينات التى كنت قد احضرتها من الغابات لتحليلها بمعامل اخرى لشكوكى فى الاشاعات التى اطلقتها الشركة ..........
ودمرت عمل خمس سنوات الى جانب وفاة ابنتى كان الامر كارثيا اظلمت الدنيا فى وجهى واتجهت الى طريق النسيان ولكنى لم استطع حتى تناسى الامر ...تنهد بعمق وتابع كان الامر مؤلما بحق...شدت على ذراعة بقوة تمنحة بعض المؤازرة بطاقة جسمها كان كلا منهما يفهم طبيعة الاخر لدرجة ارعبتة فجو تعلم انة لن يحتمل كلمات الاسف لاجلة ولم تنطق بحرف واحد فقط ضمت ذراعها بذراعة ...وهى كانت تعلم ان بداخلة صراع شرس وذلك الباب الذى فتحة من اجلها لم يكن سهلا علية وهى بقدر حزنها من اجل طفلتة الا انها سعيدة انة شاركها المة ...بقيا للحظات صامتين تنحنح وقال لو كنت استطيع منحها حياتى مقابل عدم شعورها بهمسة ألم لفعلت فقد كانت تحتل قلبى بأكملة لم اكن اعرف كيف ان الابناء شىء ثمين هكذا ؟....لقد توفت والدتىعندما كنت فى العشرين من عمرى وكانت ام عازبة ...لم اتعرف على والدى الا فى جنازتها اتصدقين هذا ؟....
قالت بهدوء لماذا ؟....زفر بقوة وقال حقيقة لااعلم كانت والدتى تحتوينى لدرجة اننى لم اكن بحاجة الية وفى المرات القليلة التى تحدثنا بها اخبرتنى ان كلا منهما اتفق على الفراق وخاصة انة كان رجل متزوج ولة عائلة وعلاقتة بوالدتى كانت غلطة ...اكتفيت بهذا المبرر وعندما قابلتة فى جنازتها لم احمل لة اى شعور لا كرة ولاحب فقط فراغ لم اشعر باتجاهة بأى شىء ...ولكن ملامحة كانت تحمل الما لم استطع تفهمة الا عند وفاة ديانا فرغم كل شىء هو والد ...حزنت عندما توفى وفوجئت بأنة ترك لى ارثا مثل اطفالة بالضبط ورسالة يطلب منى ان اسامحة وفوجئت بأولادة يحيطونى ويريدون توثيق اواصر الاخوة بيننا ووافقت لم اكن اعانى مشكلة مع هذا الامر حقيقة فحب والدتى كان جارفا لدرجة انة يخضر الصحراء القاحلة وكانت تغطينى بة ..ما يحزننى لهذا الامر ان والدى توفى وهو لا يعلم اننى سامحتة منذ زمن طويل ....اسندت رأسها على كتفة فقبل جبهتها وساد الصمت قليلا فقطعتة قائلة كنت اتمنى رؤية والدتك فابتسم وهو يحدق بعينيها وقال بشغف كنتى ستروقين لها كثيرا ....ضمها اية بلطف ثم سحبها ليوقفها على قدميها وقال هيا لنأكل انى اتضور جوعا .......حدق فى ملامحها قليلا وقال اتعلمين شيئا انكى مستمعة رائعة ...يبدو انكى تسيرين على خطى كتب علم النفس التى تقرأينها .. فقالت بهدوء وهى تشبك يدها خلف عنقة ...حسنا عزيزى لقد جربت شعور الشفقة كثيرا واشعر بالغضب عندما يشعر بة شخص باتجاهى وانا اعلم جيدا كيف اننا متشابهين فى هذ الامر مع فارق بسيط اننى لااشفق عليك اننى فقط اشعر بالحزن من الحياة تلك الحياة الغريبة التى جئنا اليها كصفحة بيضاء ناصعة وتقوم الايام بوضع لمساتها على كل صفحة منها لمسة سعيدة واخرى حزينة ....لااعلم ما مغزى وجودنا من الاصل ؟...احتوى خصرها بقوة وهمس بغموض لولا لحظات حزننا لما استطعنا الاستمتاع بلحظات سعادتنا وشعورنا بلذة الفرق بينهما ...

اكسير الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن