الفصل الخامس عشر

794 25 0
                                    

الفصل الخامس عشر

صوت الحيوانات المذعورة الذى اصم أذانهم كان مزلزلا لكيانهم ورؤيتهم وهم يركضون هربا من مخابئهم الامنة التى اصبحت نارا وهشيما مشتعلا اثار زوبعة من الذعر بداخلهم.... اندفعت الحيوانات بأقصى سرعتها تحاول النجاة بحياتها وسط الاغصان المحترقة التى أخذت تتهاوى على رؤوسهم ....الغزلان البرية وحيوان الكسلان والقردة الهائمة على وجهها لاتدرى اين طريق النجاة وتنتقل من شجرة الى اخرى متخذة منها ملجأ امنا الا ان سرعان ما تخبو امانيهم وتصل اليها النيران فى لمح البصر ...هامت العديد من الحيوانات الاخرى على وجهها وقد كان همها الوحيد الابتعاد عن ذلك الجحيم المستعرالذى يسابقهم باصرار .........تجولت جو بنظرها وهى تضم رأس ماكس الى صدرها محاولة وقف نزيف الدماء المتدفق بيدها بلا فائدة ....همهماتة الهامسة هى التى طمئنتها قليلا انة لازال على قيد الحياة اخذت تهمس ستكون بخير ماكس تماسك .......عينيها معلقة بما حولها تلك الوريقات الخضراء اليانعة التى اصبحت هشيما تزروة الرياح ...النيران تأكل بشراهة الاخضر واليابس ....حرارة اللهب المشتعلة اعادت لعقلها اسوأ كوابيسها الذى اخذ يتحقق على ارض الواقع بصورة ابشع وافظع كانت تود بقوة ان تهب واقفة لتساعد اصدقاؤها الا ان الذعر كتف قدميها وسمر جسدها الذى ابى ان يتحرك .....لايعمل من حواسها سوى تلك العينان المتسعتان بهلع ...وتلك الاذنين اللتان تصفران بقوة من دوى الرياح الذى اخذ يعصف بكيانها حتى شعرت ان الحريق بداخلها ويديها التى تشد بقوة على رأس رفيقها ...شعرت بجلدها يحترق مكان ندبتها فتلمست مكان الحرق بعد ان انتفضت من الذعر الا انها وجدت نفسها بعيدة عن مجال النيران .... اغمضت عينيها وفتحتهم عدة مرات علة يكون كابوسا الا انة كان واقعا بغيضا كرهتة من كل قلبها ....لاتعلم من اين تأتى السنة اللهب من الاسفل ام من اعلى قمم الاشجار ...لاترى سوى أسرابا من الطيورالهاربة و المتراقصة جراء وهج النيران ...تدفقت دموعها وهى ترى بعضا من الطيوروالحيوانات التى اشتعلت اطرافها فى محاولاتهم البائسة ليلوذوا بالفرار الا ان السقوط كانت نهايتهم الصادمة واذا اقترب ايا منهم نحو دائرة الرفاق كان مصيرهم بندقية سارع ارنولد بحشوها ولكن ليس بطلقات مخدرة بل برصاص حى التقطت اذنيها قولة سيكون موتهم اسرع من ان تلتهمم النيران ........تزايد نحيبها والافكار تدور بعقلها سيلاقوا حتفهم لامحالة ..... كان الفريقين يتكاتفان بجهد شديد لمحاولة ردع تلك النيران المتأججة ومحاولة اطفاؤها ولكن الرياح وخشب الاشجاروالرطوبة الخانقة الى جانب الحرارة العالية المخزنة بداخل الارض من شمس الظهيرة الحارقة ساعد فى انتشارها بسرعة البرق حتى أخذت تلتهم ما حولهم وتمتد الى عمق الغابات ....كان هذا هو خوف برايان الوحيد ان تأخذ النيران طريقها الى عمق الغابات وقد حدث ...وهذا اثار فزعة فثارت ثائرتة وأخذ يصرخ فى فريقة كى يسرعوا باحضار المياة من الخزان الكبير التى سرعان ما نفذت ولم يتمكنوا الا من اطفاء المنطقة التى تحيط بهم.....
كان وهج الحرارة يلفحهم محدثا اضرارا جسيمة بأجسادهم خاصة برايان ودريك اللذان كانا الاقرب الى النيران ...وجلس الجميع على الارض القاسية يراقبون النيران المتزايدة وهى تهجم بكل رعونتها على عمق الغابات المظلمة ....الغبار الاسود ممتزج بالدموع المتدفقة على وجوههم لضياع حلم لم يرى النور ...التهمتة نيران حاقدة ونفوسا مريضة ....مازال منظر الحيوانات الهاربة من حولهم يثير فزعهم ويحاولون تفاديها بكل قوتهم كى لاتصيبهم فى سباقهم المرير مع الموت ..
.تلفت برايان حولة يبحث عن جورج فلم يجدة وتذكر انة أخبرة قبل ان يخلد للنوم انة سيتمشى قليلا فى موقع الجرافيولا ...نظر بهلع نحو السنة اللهب التى تتطاير من اشجار أكسير الحياة لتضىء العتمة المظلمة لاحراش الامازون .... وشعر بقدمية تتسمران فى الارض ...قلبة يتوقف عن الخفقان ....شيئا ثقيلا يقبع على قلبة ويمزق احشاؤة ...لم يقوى على تحريك قدمة خطوة واحدة وهو يتخيل منظر صديقة والنيران تأكلة ...التفتت جو ورائها لتتفقدة فصدمتها ملامحة وعلمت ما يدور بخلدة بدون ان ينبس بكلمة حين تلفتت حولها ولم ترى جورج ...لاتعلم من اين اتتها القوة لتندفع بقوة العاصفة نحو برايان المنذهل ....تركت ماكس من يدها وهرعت الية محاولة سحبة لانقاذ صديقة الا انها لم تستطع تحريكة قدما واحدة واكتسحها فيضان من اليأس والحزن وهى ترى نظراتة الضائعة التائهة وكأن عقلة قد ذهب ...دفعتة بكل قوتها وأخذت تضرب صدرة بكلتا يديها وصاحت فى محاولة لزحزحتة ...يجب ان نساعدة ....من الممكن ان يكون مازال حيا اتوسل اليك ...ساعدنى وتزايد نحيبها وصراخها العنيف ...الذى لم يتوقف منذ ان رأت عينيها تلك النيران المشتعلة ...
نظر اليها عينيها المتسعتين الحمراوين اللتان اختفى لونهما فى خضم غشاوة الدموع المتدفقة ووجهها المتوهج المتسخ ...وشعرها المبعثر الفوضوى الذى تعلقت بة اوراق يابسة محترقة لمسة واحدة وتصبح رمادا وقميصها الملطخ بدماء ماكس ....شعر بشىء يتحرك بداخلة يهز كيانة وكأنة يسحبة من اعماق مظلمة كاسحة ....خلع قميصة وبللة من المياة الموحلة واندفع مسرعا نحو الموقع المشتعل يحاول تفادى الاشجار المحترقة ولهب النيران يشوش رؤيتة وويوخز جلدة القاس ورائحة الدخان تطبق على انفاسة ...كان موقع الجرافيولا تتوسطة دائرة من صنع الطبيعة ممتلئة بالاعشاب الجافة التى اسرعت النيران فى التهامها ...وكان جورج راقدا علي بعضها والنيران لم تصل اليه بعد .... الضباب الدخانى منتشر بالاجواء واشجار اكسير الحياة تحترق من حولة مخلفة لونا اسودا متفحما كلون أحلامة الضائعة.....وضع القميص المبلل على انفة يستنشق عبرة الهواء ....لمح وجة صديقة فى وهج النيران يشوبة اللون الازرق جراء اختناقة من استنشاق كميات كبيرة من الدخان ......فاجئة صوت الرعد الذى شق عباب السماء منذرا بعاصفة هوجاء اخرى من عواصف الغابات الامازونية ...تمنى من كل كيانة ان يهطل الماء الغزير فهو أملهم الوحيد وألا يكون هذا الرعد نذير شؤم ويساعد باشتعال الحريق ...وكأنة كان قابعا فى ارض الاحلام التى سخرت منها جو اثناء حديث دريك ...انفتحت ابواب السماء كأفواة القرب واندفعت الامطار كسيل منهمر تخمد تلك النيران وتفرض سيطرتها بأنها هى الاقوى فى صراع الطبيعة ...اقترب من جورج مهرولا .... ورفع رأسة بيدة وأخذ يمسح وجهة بقميصة المبلل ويحاول افاقتة ولكنة محاولاتة باءت بالفشل فوجهة محتقن بشدة والدم انسحب منة اعتراة الشحوب مهددا بسحب الروح من جسدة من شدة اختناقة .....شعر بالذعر وأخذ يردد صارخا لا ليس الان جورج ليس الان ليس بعد ما وصلنا الى ما نصبو الية ...لن افقدك انت ايضا ....وهب واقفا وجذب ذراعة بعنف ليحملة على كتفة ...واتجة مسرعا فى خطواتة ليصل الى الخيام ليحاول مساعدتة بحقيبة الادوية التى كانت معهم من بداية رحلتهم ...سيل الامطار ساعد فى اطفاء بعضا من النيران الا ان الاغصان المتناثرة على الارض كانت لاتزال مشتعلة جراء حماية الشجيرات المتشابكة فى الاعلى واحالتها للمياة من التدفق لاسفل فكان وقعها بطيئا كالموت ....النيران تلسع قدمية وساقية تعثر فى خطواتة عدة مرات الا ان غريزة البقاء على الحياة من اجل صديقة كانت تدفعة دفعا نحو هدفة ....
وصل الى الرفاق الذين اسرعوا لمساعدتة ركض ارنولد لاحضار الاسعافات التى كانت تستخدمها جو لتضميد جراح ماكس ....وقام جيرى بوضع الاوانى الفخارية لتمتلىء من المطر المنهمر...لتنظيف جروحهم ..... انهمك برايان فى وضع قناع الاكسجين المتصل بأنبوب صغير على انف صديقة وبدأ فى الضغط على صدرة بكل قوتة لانعاش قلبة الذى اخذت خفقاتة فى التباطىء ....تارة يضغط بيدة وتارة أخرى يضع أذنة على صدرة محاولا سماع خفقات قلبة ...
استطاعت جو ايقاف الدماء المتدفقة من رأس ماكس ولفتها بشاش ابيض ثقيل ...بدأ يفيق قليلا واستطاع تمييز الاشياء من حولة بصعوبة وصمم ان يطمئن على جورج الا انها اوقفتة بحدة خوفا من ان يكون مصابا بنزيف والحركة تؤثر علية اكثر فاستمع اليها بضعف ووعدتة ان تطمئنه على رفيقة سألتة بقلق من فعل ذلك ماكس فزاغت نظراتة قليلا وقال لم اشعر بة لقد هجم على من الخلف بعدان غفوت للحظات ربتت جو بيدها على كتفة برفق لمواساتة ..
.تركتة بين يدى اليخاندرو واتجهت نحو جورج بعد ان راقبت محاولات برايان المستميتة فى مساعدتة ....كان لايزال يضغط على قلبة بقوة.... شعرة الاشعت وعيناة الزائغة والدم الذى ينزف من ذراعة وصدرة العارى من حروق متفرقة... منظرة قطع نياط قلبها وعندما نظرت نحو جورج انفجرت فى البكاء بصوت عال لم تستطع كبحة فاقترب منها جيرى محاولا مواساتها فى نفس اللحظة صرخ فيها برايان ان تصمت ....وضعت يدها على فمها تمنع صوت نحيبها وجيرى يربت على كتفها ويهمس بكلمات مطمئنة لم تسمع منها شيئا ....
أخيرا تأوة جورج بوهن فاسترخت الملامح المصدومة من حولة وارتمى برايان على الارض من شدة انهاكة بعد ان رأى صديقة يفتح عينية ببطء....واقترب بجسدة من جسد صديقة وهو يقول ياالهى يارجل حمدا لله اننى لم اضطر لتقبيلك قبلة الحياة ....نظرت لة جو من وسط دموعها بانزعاج واضح ....فيالة من رجل كيف يمزح فى موقف كهذا ؟...لمحت ابتسامة جورج المتعبة وهو ينزع قناع الاكسجين ببطء ويقول احمد الرب اكثر منك .....فانفجر الجميع فى الضحك وكأنهم يحاولون صرف انتباههم عن الكارثة التى حلت بهم ...كانت جو واجمة تتجول بنظرها على وجوههم وملامحهم الباكية المتعبة التى يغطيها السخام الاسود والبعض منهم يعانى حروقا بيدة وساقة وبعضا من ملابسهم ايضا لم تسلم من الحرارة المتأججة تراهن بحياتها انهم لايشعرون بألمها فى تلك اللحظة بسبب احاسيسهم التى غمرتها لذة النجاة من الموت فهى نفسها تعرضت لذلك ...ترعرع الامل بالحياة بداخل قلوبهم انساهم كل شىء حولهم سواء ألم او احلام ضائعة مدمرة .... لن تنسى ما حييت منظر رفاق دربها وهم يتمازحون فى خضم الامطار المتساقطة ....الممتزجة بهدير الرعد العاصف الذى ينير السماء كل فينة واخرى والارض الموحلة والاشجار المتفحمة والسنة اللهب التى اخذت تخبو رويدا رويدا بعد ان فقدت قوتها امام جانب اخر من الطبيعة الام ...رفعت رأسها تستقبل قطرات المطر على وجهها واغمضت عينيها محاولة وقف خفقان قلبها وتهدئة اعصابها المنتفضة من الاحداث السابقة .......
سادت دقائق من الصمت والكل جالس على الارض التى امتزجت اتربتها الحمراء بمياة المطر فشكلت مستنقعات صغيرة موحلة ..لم يجرؤ ايا منهم على قطع الصمت المهيب بينهم او التفكير فيما سيحدث بعد ان يستفيقوا من صدمتهم هب برايان واقفا واخذ يتجول بنظرة على الاشجار التى احترق معظمها والاشجار الصغيرة التى تفحمت ...كانت ترى كل شىء بعينية وعقدة حاجبية وذلك الالم الذى ارتسم على محياة لقد تدمر حلمة الذى طاردة بجنون معظم شجيرات الجرافيولا قد احترقت بالكامل لقصر طولها فكانت هى الاسرع فى الاحتراق والدخان الكثيف الذى لازال مسيطرا على بعض الاماكن ...تبددت امنياتة كسيل من المياة بين اصابع اليد المتفرقة لم يبقى الا اثار عابثة تعلن بشموخ ان ها هنا كان يوجد شىء نفخر بة شيئا اعطتنا اياة الطبيعة من اجل سعادتنا ولكننا فرطنا بة ولم نستطع حمايتة ...تنبهوا على صوت قادم من بعيد واخترق الاشجار ظلال اشخاص يمسكون بحراب طويلة فاتجة برايان ببطء ليستكشف القادمون ...وخرج من بين الظلال رجلا عجوزا اشبة بهيكل عظمى بللة المطر....استرخت ملامح برايان فى لحظة واسرع بخطواتة ليلاقى الوافد الجديد ...اقترب عدة رجال من ماكس ...وبدأو فى فك اربطتة لرؤية اصابتة وامتلاء الموقع فجأة برجال صامتين يتحركون بخفة الفهود وبراعة الخبراء اقترب البعض منهم من جورج وحملوة على جذع شجرة مشقوق نصفين وادخلوة الخيمة الكبيرة عاد برايان اليهم بعد حديث قصير مع الرجل وقال بعملية هذا زعيم قبيلة ماكس ...مايكولكستين ...لدية اخبار ....لقد رأوا النيران عن طريق الحراس الذين ارسلتهم لايقاف رحيل اونزو والرفاق واكتشفوا امر الحريق بعد فوات الاوان ولم يجدوا حلا الا اخبار زعيمهم لتقديم المساعدة
ان ليليان واونزو وسايمون عندهم فقد اكتشف اونزو الفتاة وهى تتبعهم قبل ان يركبوا القارب مباشرة وخشى ان يحضرها الى هنا خوفا من ان تكون قبيلتها موجودة واتجة الى قبيلة ماكس اصدقاؤنا ...وهم بخير ولكن رئيسهم قلق فهذا الامر من الممكن ان يتسبب فى اندلاع حرب بين القبيلتين يجب ان نجد حلا سريعا لاعادة الفتاة دون ذكر شيئا عن هروبها ....
كانت عمليتة جامدة يضع الفتاة وومستقبل القبائل وحل النزاعات قبل ان يجد حلا لحلمة الذى تدمر ....واصبح متفحما كان يرفع رأسة بشموخ متعال وكأنة جبل ثابت فى مواجهة الرياح العاصفة لاينحنى لضربات القدر ....حدقت فى ملامحة علها تجد دمعة واحدة لفقدة اكسير الحياة الا انها لم تجد سوى تحد وتصميم جارفين ....قطع افكارها صوتة الرخيم يقول حسنا غيروا ملابسكم جيرى لانكم ستتوجهون مع الرجال الى مكان قبيلة ماكس وستأخذوا معكم كل ادوات التصوير والافلام المبدئية التى صورتها حافظ عليها جيدا علها تكون حبل نجاة الجرافيولا الوحيد ...لم تستطع كبح سؤالها الن تأتى معنا ؟...نظر لها برهة وكأنة لم يسمع سؤالها ثم تنحنح وربع يدة امام صدرة وقال لا هناك بعض الاشياء يجب ان اراها وافحصها هنا لانعلم كم تضرر النبات وهل لازال ينبض بالحياة ام احترق بأكملة ...وسيبقى معى ارنولد ومايكولكستين وبعض رجالة ....قال دريك سأظل معك تبعتة جو وانا ايضا ....حدق فيهما قليلا وقال حسنا دريك ولكن انتى جو لا ....ستذهبين الى القبيلة لم تنبس بكلمة وظهر الوجوم على ملامحها ...اتجة جيرى واليخاندرو الى الخيمة يجمعون اشياؤهم ...وقال دريك سأذهب لاطمئن على جورج وماكس واتجة بخطى واسعة نحو هدفة ...كانت لاتزال تحدق بة فرفع وجهة وواجهتة عيناة المظلمة ....مسحت المياة من على وجهها جراء المطر المنهمر وقالت لماذا ؟...لم يتحرك من مكانة وقال لماذا ماذا ؟....ردت بغضب لماذا لاتجعلنى اظل معكم هذا لم يعد حلمك وحدك برايان لقد اصبح ملكنا جميعا فرد بعملية قاسية لن تكونى ذات فائدة وستلهينى عن العمل وأعلم جيدا مدى حزنك على النبات ولكن لاتحاولى لن تبقى هنا لحظة واحدة .......ضربتها كلماتة الغاضبة كأعصار هائج واتسعت عينيها بألم عنيف حاول الاقتراب منها وقد تجهمت ملامحة الا انها لم تعطة الفرصة ودارت على عقبيها هاربة من نظراتة المسلطة وزخات المطر تتساقط على رأسها تمتزج بدموع كبرياؤها المجروحة وقلبها المحطم الى اشلاء اكمل بهمس فالمكان ليس أمنا ليس أمنا ...ضم قبضتية بعنف وهو يراقبها تختفى عن الانظار بداخل خيمتها ... بدأت فى الاستعداد للرحيل عن أكسير الحياة وعن حب انهكتة ظلال غابات الامازون وحراسها ونجحت فى النهاية فى تفريقهم كما قالت جدتها ....
تجولت بنظراتها قبل الرحيل على المكان برمتة بعد ان هدأت الامطار قليلا ...اللون الاسود يغطى المكان بعجرفة وكأنة يعلن انتصارة على جنينهم الصغير ووأدة قبل ان يرى النور ... تدحرجت دمعة واحدة على خدها مسحتها بعنف وهى تراة يقترب منهم ليودعهم ملابس ممزقة مبتلة ...يغطيها الوحل...وعينان خضراوين غامضتين لاتعلم ماذا يقبع من افكار خلفهما ...الجروح المتناثرة بجسدة عالجها بأهمال واضح ومازال بعضها ينزف قطرات من الدم كم تمنت مساعدتة الا انها لم تجرؤ على عرض مساعدتها ...قطع افكارها صوتة العميق ..قائلا برزانة سعيد بالعمل معكم جميعا سيكون لنا لقاء عند القبيلة قبل ان تشدوا رحالكم الى الوطن جيرى شكرا جزيلا لمساعدتك ...رحلة موفقة ...صافح الرجال وجاء عندها ومد يدة بعملية واضحة وقال بوجوم سعدت بالعمل معكى جو... ارادت بقوة ان تصفع تلك اليد التى امتدت اليها الاانها مدت يدها بهدوء وقالت بثقة وانا ايضا ايها البوتو ...عندما نادتة بلقبة رفع نظرة الى عينيها ولمع وميض قوى بهما فسحبت يدها عن ملمس يدة القاسية وهى تحاول التماسك وعدم الاجهاش بالبكاء امامة ....اتجهت نحو دريك تسحبة برفق الى زاوية منعزلة قليلا عن الرفاق كان هادئا وينظر اليها محدقا وهى تهرب من نظراتة قالت بخجل اعتذر بشدة عن موقفى فى الليلة الماضية انا ...قاطعها متصنعا الغضب حمقاء امازونية كبيرة ...لوت شفتيها فى مرح طفيف وهى ترى ابتسامتة الودودة ومد يدة ليمسك يدها بحزم ويقول لااعتذار بين الاصدقاء جو ندعى اصدقاء لاننا نتحمل ظروف بعضنا البعض ونقدر الاوقات العصيبة ...لم تعتقد للحظة ان عقل دريك الممتلىء بالسحر واللعنات قد يتفهم موقفها فصديقها مزيج متناقض من عدة شخصيات علمت بداخلها ان مازال امامها اشياء كثيرة لتتعلمها بالحياة وان كل يوم يمر عليها يجب ان تستفيد منة بخيرة وشرة ...اندفعت تطوقة بذراعيها بقوة وتقول شكرا جزيلا ياصديقى على كل شىء ربت دريك على كتفيها برفق وقال مازلت لعتقد انك حمقاء امازونية كبيرة ايضا ضحكت جو وقالت سنرى امر ذلك عندما نعود لخطيبتك سأجعلها تحولك الى سلحفاة ..كانت عيناة تراقبها بلهفة كم تمنى ان يأخذها بأحضانة ويودعها وداعا عنيفا مقدار حزنة عليها ولكن كل هذا لم يعد يجدى نفعا الان نظر حولة وشعر بتلك السكين الصدئة مازالت تنخر بقلبة واحشاؤة منذ رأى لهيب النيران يدمر كل ما عمل من اجلة اغمض عينية بقوة يجب ان يكون متماسكا كعادتة ... ..
.انسحبت جو بهدوء لتنضم الى اصدقاؤها ليبدأو رحلة الرحيل الطويلة مخلفين ورائهم حلما مشوشا لايعرفون اذا كان قد نجا شيئا منة ام اصبح رمادا تنقلة الرياح من مكان لاخر....
انطلق دوى بوق عنيف منذرا بوصولهم عندما اصبحوا على مشارف مكان القبيلة ونظرت للاعلى علها ترى من اطلق تلك الابواق فلمحت اهتزاز الاغصان لااكثر .....كانت الاوضاع على ضفاف النهر مختلفة كليا عن الوضع فى الاعماق فى كل شىء طبيعة السكان فهنا تشعر معهم انهم مختلفين بارادتهم....فهم نوع اخر من سكان الامازون غريبى الاطوار فأغلبهم متعلمين ومنفتحين على ثقافة العالم المتحضر معظمهم يتحدث الانجليزية بطلاقة بدون قيود او نظرات استهجان ...البعض يرتدى لبس القبائل البدائية التقليدى وأخرين يرتدون سروايل كاكية اللون وقمصان بدون اكمام تشبة ملابسهم ...وجوة العجائز منهم ممتلئة بالوشوم والنقوش الغريبة ...حتى نظراتهم للقادمين كانت مختلفة لانهم اعتادوا على استقبال السياح من شتى بقاع الارض ... الطبيعة نفسها مختلفة فمعظم الاشجار متوسطة الطول وغليظة الجذوع وعريضة الاوراق بصورة غريبة حتى خضرتها مختلفة فاللون الاخضر الفاتح هو ما يميزها لم تمر ساعات على رحيلها من اكسير الحياة الا انها اشتاقت الى خضرتها الداكنة اللون وتفاوت درجاتها التى تشبة عينا حبيب روحها الغادر ....لم تستطع فى تلك المرة ان توبخ نفسها لتذكرة فهو يجرى بعروقها وشرايينها مجرى الدم يعيش بداخل كل نفس يزفرة ويستنشقة صدرها لن تخدع نفسها بعد الان وتوهم روحها انها تستطيع تجاهلة او نسيانة فالبوتو قد وشمها بوشم الحب الاول وسيمر وقت طويل حتى تتعافى من اصابتها بة .... كان اللقاء عاصفا بين الرفاق وبينهم وكأنهم اصدقاء قدامى حتى ليليان وياللعجب بكت عندما رأت منظرهم المفزع وهم يدخلون القبيلة فى مسيرة من مجموعة من الرجال الذين يحملون ماكس وجورج والمعدات وكأنهم قادمون من حرب هوجاء ...واندفع اونزو وسايمون ليطمئنوا عليهم ويسمعوا ما حدث على ارض الجرافيولا الا الكلمات المطمئنة التى تفوة بها جيرى لم تروى فضولهم وصمم اونزو على الذهاب الى هناك لولا ان رجل من القبيلة اخبرة ان فى ذلك خطرا فى ان يلمحة احد من قبيلة ايبان وهو فى طريق الذهاب ومع وجود زعيمهم هناك سيعلمون حتما انهم يساعدوهم ويسبب ذلك عداء وخيم بينهم قال اونزو اة لو اعرف من فعل ذلك ثم وجة حديثة لرفيقة الامازونى هل تعتقد ان زعيم قبيلة الفتاة هو ...قاطعة الرجل قائلا مستحيل اونزو ان الغابات شيئا مقدسا لدينا مهما بلغت العداوة بين سكانها الا ان الحفاظ على الغابات يأتى فى المقدمة ...تنهد سايمون وقال حسنا هذا لايترك الا خيارا واحدا هو المتسبب فيما حدث ..توترت الوجوة وسرى الانفعال بينهم وقالت جو ياالهى وساد صمت مثقل بالغضب الممتزج بالحزن ورغبة دفينة فى الانتقام ممن ضيع احلامهم ...
اتجهت ليليان نحو والدها الراقد على محفة مصنوعة من الاخشاب واوراق الاشجار كان يضع ذراعة على وجهة ...فمازال جسمة واهنا من تأثير الدخان وأثار الاختناق حتى بعد المساعدة التى تلقاها من رجال القبيلة...تابعتها جو بعينيها فوجدتها تقف الى جوارة لحظات معدودة عيناها تائهة ولا يرف لها جفن ثم انسحبت بهدوء قبل ان يرفع ذراعة ويراها سحبت جو نفسا عميقا وزفرتة بانهاك واتجهت وراء ليليان التى دلفت نحو بيت مصنوع من القش وغصون الاشجار ....التفتت ليليان للخلف عندما احست بحركة ولم تنطق لرؤية جو ربما صدمة من رؤيتها تقتحم خلوتها او انها لم تستطع تجميع مشاعرها المشتتة جراء رؤية والدها على حافة الموت قالت جو بهدوء كانت امنيتك ستتحقق ليليان ما رأيك الان ؟...لقد واجة الموت اليوم وقد انتصر علية تلك المرة ربما لان لدية شيئا لم ينتة او ذنبا يتمنى ان يكفر عنة ولكن فى المرة القادمة ربما سينتصر الموت وسيختطفة منك دون ان تبرئية من التهم التى الصقتيها بة ...حدقت فيها ليليان بذهول وتوترت ملامحها وبدت كمن تبحث عن الكلمات واخيرا قالت لااعلم عما تتحدثين ....اقتربت منها جو وقالت بهدوء اتعلمين كيف يكون شعورك عندما تواجهين الموت وجها لوجة تشعرين بمدى تفاهة حياتنا ومدى وضاعتها لن تتذكرى شيئا منها سوى بعض الذكريات السعيدة والاحلام التى تمنيتى تحقيقها وترينها تافهة وصغيرة فى مواجهتة لن تتذكرى البغض والكراهية ستكونى عارية من كل شىء وتشعرين بمدى ضعفك امامة كم اتمى ان تفهمى كلامى جيدا وان تسارعى الى اصلاح الامور بينك وبين والدك فالحياة لاتستحق حاولى ان تستمتعى بوجودة اليوم فغدا من الممكن ان لاتجدية نهائيا ولن ينفع الندم صدقينى ....نظرات ليليان التى امتلاءت بالدموع المكبوتة ....اثار مشاعرها رؤية صراع العند والكراهية ضد العطف والحاجة على ملامحها فقالت اتمنى ان تثوبى الى رشدك ......اعلم ان بداخلك شيئا جيدا فحاولى .......واستدارت عائدة من حيث أتت ....اتجهت نحو اونزو تسألة عن كايمانس فقال بانفعال انهم يخبئونها ببيت بعيدا عن القبيلة مع سيدة عجوز تتولى الاهتمام بها حتى نرى حلا لكارثتها هى الاخرى حمدا للرب اننى لمحتها قبل صعودنا الى القارب والا كانت ستصبح معضلة لاحل لها....قالت جو اريد الذهاب اليها اريد ان اعلم كيف كانت سترحل الى لندن من المطار وليس معها اى شىء يثبت شخصيتها تنبة اونز وشرد قليلا ثم عقد حاجبية بتركيز وصفق رأسة بيدة وقال ياالهى يالغبائى كيف لم انتبة لذلك الامر؟ ...قالت جو باهتمام ماذا ما الامر اونزو ؟....حدق بها قليلا وقال وهو يفرك جبهتة بعصبية بعد ان امسكتها وعلمت ما كانت تخطط لة فتشت اشياؤها خوفا من ان تكون تابعة لشركة الادوية ولم اجد شيئا يثير ارتيابى ولكنك عندما تكلمتى عن اوراق ثبوتية تذكرت تلك الاوراق التى كانت تحتفظ بها فى كيس بلاستيكى بداخل كتيب ارشادات سياحية وتذكرت ان سكان الغابات لايملكون مثل هذة الاوراق ....وضعت جو يدها على فمها تمنع صيحة دهشة من الانطلاق وقال وهى تمسد عنقها ياالهى هل تقصد ان شركة الادوية قد ساعدتها فى مقابل ان تحضر لها تلك الاوراق ....حدق الاثنان فى بعضهما محاولين فك طلاسم ذلك اللغز كيف اجتمعت كايمانس معهم وكيف علموا بأمرها ؟...ترجم لسانها افكارها فقال اونزو بتصميم هذا ما سنعرفة الان وحالا هيا بنا ...وسحبها بشدة من يدها ...تحدث قليلا مع احد الرجال وابتعد الاثنان نحو اطراف القبيلة ....لمحت ذلك البيت المبنى من القش الاصفر وتظللة شجرة كبيرة مورقة كأنها تخفية عن العيون كان بصحبتهم ماكندو الرجل الذى تحدث معة اونزو طرق الباب عدة مرات ففتحت سيدة عجوز حفر الزمن على ملامحا سنوات من الخبرة والحكمة ...ظهرها منحن بشدة وتستند على عصا غليظة غريبة الشكل لفتت انتباة جو فقبضتها على هيئة امرأة ترتدى درعا لم تستطع رؤية باقى اجزاؤها المختفية تحت يد العجوز ولكن لاحظت ان نحتها كان مميزا وبارعا ...انتبهت على نظرات العجوز المسلطة على ملامحها فابتسمت بارتباك وخجل ان تكون لمحتها وهى تراقب عصاها وقال كيف حالك سيدتى ؟..ترجم ماكندو كلماتها فرفعت العجوز عصاها واخذت تشير اليها باهتمام ودار جدل شديد اللهجة بينها وبين ماكندو مما اثار دهشة جو ترجم ماكندو وقال انها تسأل عن اصولك ؟...اخبرتها انكم بعثة من لندن الا انها لاتصدقنى ...قبل ان ترد جو وتشترك فى الجدل خرجت كايمانس من الغرفة الوحيدة الموجود بالبيت كان وجهها مرهقا وملابسها موحلة بشدة لابد ان طريقها فى تتبع اونزو والرفاق كان عصيبا ....ساد الصمت لحظات حتى قطعتة جو قائلة لماذا كايمانس لقد وثقت بك واتخذتك صديقة لى ؟...نظرت لها كايمانس قليلا وقالت بلغة انجليزية ركيكة لقد اخبرتك اننى لم اعد احتمل ...وكان هذا الحل الوحيد ....اندفع اونزو نحوها وامسك ذراعها بعنف وقال بغضب من اعطاكى الاوراق الثبوتية التى كانت بحوزتك ...ارتبكت وتوترت ملامحها وحاولت الفكاك من قبضتة الفولاذية الا انها لم تستطع ...وقالت بانفعال لااحد اخى احضرها لى قبل سفرة ...صاحت جو وعيناها تشتعل من الغيظ كاذبة انتى كاذبة حمقاء كايمانس قصى علينا ماحدث والا اقسم اننى سأسلمك الى زعيمكم بيدى وسأتلذذ وانا اراة يقطعك اربا ....سرى الذعر فى ملامحها وقالت لااعلم عما تتحدثون ....فرد اونزو وهى يشد من قبضتة وهى تتأوة انا لن انتظر حتى اسلمك لزعيمكم سأتولى انا مهمتة ....هل تعلمين ماذا فعلتى بنا دمرتى حلمنا وجهد ثلاث سنوات طويلة ...تدخل ماكندو والعجوز ترطم بلهجتها الام بدون ان يفهم احد ماتقولة فى محاولة لفك النزاع...قال كامندو اهدأ اونزو ستخبرنا بكل مانريدة ليس امامها خيار اخر ...انفجرت كايمانس فى البكاء وقالت لم افعل شىء ....شعرت جو بالغضب يتأجج بصدرها من اصرارها على الكذب فاقتربت منهم وقالت بغضب وهى تسحبها من يد اونزو برفق حسنا لنهدأ جميعا فعلى كل حال لن نخرج من هنا الا عندما نعرف ماحضرنا لاجلة ..رمقت كايمانس بنظرة متوعدة والتفتت متوجهة نحو وسادة ملقاة على الارض باهمال فعدلت وضعها وجلست تنتظر خطوة كايمانس القادمة ...كانت العجوز تقبع فى زاوية الغرفة تراقب جو باهتمام مقلق وعيناها على رقبتها تركز على قلادتها نزيف القلب التى اهدتها لها جدتها قبل سفرها لاتهتم بما يدو حولها مقدار اهتمامها بتلك القلادة الامازونية المشهورة التى كانت ترتديها اشهر محاربات الامازون فى الازمنة الغابرة والمشهورة باسم الجمال القاتل والتى تمتلك واحدة مثلها مخبأة بداخل احدى السلال الملونة المتناثرة بكوخها ....
لم يبتعد اونزو من مكانة سوى خطوة واحدة وهو متحفز للانقضاض على الفتاة فى اية لحظة من شدة حنقة وحزنة اليائس على ارض الجرافيولا التى احترقت بسبب تلك البلهاء ....سادت لحظات من الصمت قطعة اونزو قائلا حسنا ...مسحت كايمانس بكاؤها وقالت بتوسل سأخبركم كل شىء بشرط ان تعدونى الا تعيدونى الى قبيلتى وتتركونى اذهب ....سايرها اونزو وقال حسنا موافقون .....نظرت لة بتشكك واتجهت بنظرها نحو جوفردت بهدوء انا لايد لى فى هذا الامر لااستطيع ان اعدك بشىء لايخصنى.... رمقها اونزو بنظرة لائمة فرفعت كتفيها واكملت ولكن اونزو سيساعدك مادام قد وعدك سنحاول اقصى مافى جهدنا ... هزت رأسها مشجعة اياها على الحديث ...تنهدت كايمانس وقالت لن تساعدونى... وتدفقت دموعها حقيقة شعرت جو بالشفقة عليها وتأملتها قليلا واخيرا ....قالت حسنا كايمانس سأساعدك وهذا وعد منى ولكن لاتظنى للحظة اننا سنصطحبك معنا الى لندن ...ردت الفتاة بلهفة اريد فقط ان تدعونى امضى فى طريقى واعدكم الا تروا وجهى مرة اخرى... فهز اونزو وجو رؤوسهم بالايجاب بدأت كايمانس بسرد روايتها ....قائلة لقد زارنا بعض الباحثين عن الحيونات النادرة رجلين وامرأة وأحضروا العديد من الاشياء الثمينة للزعيم لذلك وافق على استضافتهم لمدة اسبوع بعد مغادرتكم بفترة وتحدثت معى تلك السيدة عدة مرات لاننى الوحيدة التى اتحدث الانجليزية بين نساء قبيلتى وأخذت تسألنى عن اماكن الاشياء النادرة من نباتات وحيوانات فى الغابات اصطحبتها عدة مرات لترى حيوان التامارين بيبة النادر الذى يشبة القردة ولكن اهتمامها بة كان ضئيلا وعادت تسألنى عن اماكن النباتات النادرة فبدأ الشك يساورنى فى امرهم وواجهتها فابتسمت ابتسامة صفراء واخبرتنى انها ستكافأنى بما اريدة اذا اخبرتها عن مكانكم بالتحديد ... وفى ذلك اليوم قمت بزيارتك....حاولت التلميح لكى لتساعدينى ولكن حديثك بأكملة كان رافضا للفكرة فلم اجد احدا الا هى اخبرتها بمكان النبات واحضروا لى الاوراق فى يومين ...وتبعت الجماعة التى رحلت من مقركم بعد ان علمت برحيلهم منك ولكنى لم اخبرها تمنيت ان اصل الى المطار واغادر ولكنى ارتكبت غلطة واحدة اننى اقتربت منهم اكثر من اللازم ولكنى شعرت بالذعر عند رؤية احد الفهود القادم نحوى وتزايد نحيبها حتى غطى على كلماتها المتوسلة المتقطعة ...لم ...اقصد ...صدقونى ...هبت جو واقفة وقالت متى غادرت هذة الجماعة ؟...ردت وهى تكفكف دموعها قبل مغادرتى بيوم واحد التفتت الى صديقها بذهول وذعر وقالت اونزو هل تعتقد انهم مازالوا بمكان قريب من الموقع وان هناك خطر على الرفاق هناك ؟....ساد الصمت المتوتر لايقطعة سوى شهقات بكاء كايمانس اخيرا خرج صوت اونزوالمصمم قائلا يجب ان اذهب لأحذرهم ...فركت جو يديها ببعضهم بعصبية وقالت لابد ان برايان يشك فى الامر.... واشار الى كايمانس بغضب متابعا وانتى ستعودين معى ...فصرخت الفتاة وارتجفت وهى تتوسل الية رافضة وتذكرة بوعدة وقفت جو امامها ...وقالت محاولة تهدئة رفيقها لاوقت لدينا اونزو اتركها الان الى حين نجد حلا .......قال ماكندو حسنا اونزو سأرافقك واعرف طريق مختصرا ولكنة محفوف بالمخاطر ويجب ان نأخذ حذرنا واترك الفتاة ستكون تحت المراقبة هنا ...أخذ اونزو برهة من الوقت ليفكر ثم قال هيا بنا ....غادر كلا منهما بسرعة وتبعتهم جو ...لكن قبل ان تصل للباب تكلمت العجوز سريعا وتناديها فالتفتت تواجهها وقد زاد فضولها لنطقها اسمها ...قالت كايمانس انها تسأل عن القلادة التى ترتديها ؟...كيف وصلت اليك؟....قالت جو مستفهمة حقيقة لاافهم ماذا تقصد ولماذا تسأل ؟...ترجمت كايمانس بهدوء فى محاولة لكسب ود جو واستمالتها لتدعم موقفها ...ردت انها تشك فى انك ذات اصول امازونية مثلها ...انتبهت حواس جو واقتربت منها بريبة ثم قالت اصول امازونية اتعنين قبائل نساء الامازون ....قالت كايمانس انها تقول ان تلك القلادة كانت ميزة النساء المحاربات وكانوا فى الحروب يتعرفون على بعضهم من خلالها لان وجوههم كانت مغطاة بأقنعة الحرب ولم ترى فى حياتها الطويلة الا قلادة جدتها القديمة وانتى اول امرأة تراها تحمل تلك القلادة ....قالت جو بذهول هل تعنين ان وجود الامازونيات ليست اسطورة هزت العجوز راسها بعنف وقالت لا ان الامازونيات واقعا حاول سكان الغابان طمس حقيقتهم لانهم تمردوا على قوانين الطبيعة وتقاليد القبائل فى ان الرجل هو السيد والامر الناهى ...تلمست جو قلادتها وابتسمت وهى تشعر بزهو وفخر واخذت تقص القصة التى تناقلتها الاجيال فى عائلتها وسط ترجمة كايمانس وابتسامة العجوز التى كانت سعادتها لاتوصف واتجهت الى زاوية المنزل وفتحت احدى السلال لتخرج قلادة طبق الاصل من قلادتها وعملة معدنية تشبة عملتها التى مازالت بحوزة البوتو مماجعل عينيها تتسع من الصدمة وهى تتلمس نقوشها الغريبة التى علمت منها انها خريطة لشىء عظيم لاتستطيع اخبارها عنة بالرغم من الفضول الذى سيطر على حواسها الا ان سعادتها برؤية شخص من الامازون ازاح فضولها جانبا وافترقا على وعد بلقاء قبل مغادرتها ..

......................................

اكسير الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن