الفصل السابع عشر ...الفصل الاخير

909 29 0
                                    

الفصل السابع عشر ...الفصل الاخير

انا آت.... الى ظل عينيك آت

من غبار الاكاذيب.... آت

من قشور الاساطير.... آت

انت لى ...انت حزنى وأنت الفرح

انت جرحى وقوس قزح

انت قيدى وحريتى

انت طينى وأسطورتى

انت لى ...انت لى بجراحك

كل جرح حديقة !

انت لى ...انت لى ....بنواحك

كل صوت حقيقة

انت شمسى التى تنطفىء

انت ليلى الذى يشتعل

انت موتى ,وأنت حياتى

وسآتى الى ظل عينيك ...آت

وردة أزهرت فى شفاة الصواعق

قبلة اينعت فى دخان الحرائق

فاذكرينى..اذا ما رسمت القمر

فوق وجهى , وفوق جذوع الشجر

مثلما تذكرين المطر

وكما تذكرين الحصى... و الحديقة

الرائع محمود درويش ...انا آت الى ظل عينيك

حين رأت ليليان تقف فى زاوية الغرفة ترتدى فستان من الصوف البنى اتسعت عيناها دهشة ورفرفت بهما بقوة علها تختفى الا انها لم تفعل ...فقط ابتسمت لها بخجل ...وتوهجت وجنتيها ....مستحيل ان تكون هذة ليليان ...توجهت نحوها لتشعر بوجودها حقيقة فمدت ليليان يدها لتصافحها ترددت جو قليلا الا انها مدت يدها فى النهاية كانت ملامحها تنطق بمئات من علامات الاستفهام ...التى انقذها منها دريك حين سحبها لتجلس بجوارة وقال حسنا حسنا كيف حال الغائبة ..؟...ضحكت جوتحاول اخفاء امتعاضها من وجود تلك الدخيلة التى اثارت الذكريات بداخلها ... تجولت بنظرها على وجوة رفاقها واصطدمت بنظرات جيرى الباردة تنحنحت قليلا ثم قالت افتقدكم جميعا ...ضحك الجميع الا هو .....كان يحدق بها وعيناة غريبة تخفى شىء بداخلة ...فقالت بهدوء محاولة سير اغوارة كيف حالك جيرى فرد بتهكم بخير جو كيف حالك انت ؟..ابتسمت لامبالية لأسلوبة الفظ وقالت بثقة انا فى احسن حال شكرا جزيلا ..حوارهم البارد اثار غضبها كيف تتقلب القلوب هكذا تشعر بة يكرهها ....وهذا يحزنها ويشعرها بالالم ...التفتت تحاول اخفاء ما بداخلها فرأت ليليان تتقدم لتجلس بجوارها مما اثار ريبتها ودهشتها قالت كيف حالك ليليان فردت بهدوء بخير جو لابد وانك تتسائلين عن كيفية حضورى الى هنا ؟..ضحكت جوبسخرية وهى تحرك يدها على شكل دائرة امام راسها وردت حقيقة يكاد الفضول يقتلنى ورأسى تدور من كثرة الاسئلة والتكهنات ...فضحك دريك وقال لن اخبرك ليليان عن فضولها الغير محتمل ويبعث على الجنون اسرعى واخبريها والا سيحدث مالايحمد عقباة... وكزتة جو بمرفقها بقوة وقالت انك تسوء سمعتى يارجل ... ضحكت ليليان وقالت كنت انا واليخاندرو على اتصال منذ عدنا من الغابات حقيقة لقد وقف بجوارى فى اشد ازماتى الما وقد عرض ان احضر معة الى هنا وصراحة استغليت عرضة لأراكم جميعا ....كان الدهشة بادية على وجهها فقط على ما يبدو انها تغيبت كثيرا عن رفاقها وحدث كثير من الاشياء التى لاتعرفها ...قطع تفكيرها سؤال جيرى عن عملها فالتفتت لتجيبة بهدوء اما باقى الانظار فمعلقة باليخاندرو الذى يدفن رأسة فى شاشة التلفاز ويقلب فى القنوات بارتباك واضح ..تحركت جو حتى اقتربت منة وهمست حسنا حسنا انظروا الى هذا المحتال الصغير ....ضحك اليخاندرو وقال بهمس نحن مجرد اصدقاء جو توقفى لقد كنت ازور بعض رفاقى فى البرازيل وتقابلنا عدة مرات وقد كانت منهارة واحسست بالحزن من اجلها وساندتها وهى تتلقى علاجها عند الطبيب النفسى رددت بدهشة طبيب نفسى ..ضرب رأسة بيدة وقال يالحماقتى توقفى عن استدراجى جو لن اتحدث معكى ثانية ...ضحكت جو وقالت حسنا ايها المحتال هل تعلم لقد تغيرت كثيرا من تلك الشخصية الكريهة التى كانت عليها ولكنى لازلت لااثق بها ....صمتت قليلا عل صديقها يزودها بمعلومات الا انة هز رأسة علامة رفض الكلام فتابعت ضغطها وقالت حسنا هل تعلم اية اخبار عن جورج .؟.رد اليخاندرو يجب ان تسأليها عن هذا.... فكرت وهى تحدق بليليان التى التفتت اليها بغتة وابتسمت لاتعرف لماذا شعرت بملامح جورج تنطبع على ملامحها الشابة انها تشبهة كثيرا ....ولكن افعالها هى من تضيع ذلك الشبة فى فوضى موجة الكرة التى تجتاحها ..........دخلت سيسيليا بالمشروبات فقالت جو ...اوة عزيزتى انا لااتناول مشروبات قبل الطعام اريد القاء نظرة على ما اعددتية من عشاء... قال دريك ممازحا اطمئنى جو بالتأكيد ليس لحم قردة ...ساد الصمت عقب تعليقة ..وكأن الجو قد اصابة مس كهربائى ...كم شعرت بالغضب لصمتهم الذى وضح معرفتهم لأصابتها العميقة لما حدث بالغابات ...قطعت صمت الموتى الذى حل على رفاقها بابتسامة ساخرة وقالت ...حسنا ايها المتحذلق لقد كان طعمه رهيبا ويوما ما سأحضر لك بعضا منة وهذا وعد ...ضحكت سيسيليا وقالت وانا ايضا اريد بعضا منة ...نظرت لها جو وقالت كنت اظنك نباتية سيسيليا ..فردت قائلة وهى تتلمس بطنها برقة ...انا نباتية ولكن عزيزى يجب ان يتغذى جيدا سنقوم بكسر قواعدنا هذة المرة فقط من اجلة...تعالت صرخات الدهشة الممتزجة بالفرح وساد الهرج وكلمات التهنئة انهالت على دريك وسيسيليا ...وسط تذمر دريك انة لم يكن يريد اخبارهم الان ...فوكزتة جو بمرح يالهى ايها اللئيم لماذا لم تخبرنى بالهاتف ؟....قال بمرح واتنازل عن رؤيتك وانتى تفتحين فمك بذهول وعيناكى تكاد تقفزان من دهشتهما ..مستحيل ...مر لقاؤها بالرفاق سريعا وقضت وقتا ممتعا ولكنها لم تستطع كبح جماح لسانها وسألت ليليان عن والدها وهما يسيران باتجاة سيارتهما ... فتوترت ملامحها قليلا ثم سرعان ما ابتسمت وقالت انة بخير يربط بيننا الخطابات القليلة نعيد اكتشاف بعضنا البعض بطريقة صحيحة لم اتمكن من رؤيتة منذ غادرت وفى الحقيقة يجب ان لااراة قبل مرور شهرين على علاجى ...نظرت لها باستفهام فقالت ليليان بانفعال اوة حسنا اتعالج نفسيا من كرهى لابى منذ رؤيتة وهو على وشك الموت وشعرت بمدى حقارتى وعلمت اننى بحاجة للمساعدة وقد شجعنى اليخاندرو كثيرا لأحصل عليها شكرا جزيلا جو كلماتك الاخيرة اثرت بى كثيرا اعلم جيدا اننى ضايقتك وخاصة بالنسبة لبرايان وهزت يدها فى حركة معبرة كانت عيناها زائغة وسط نظرة جو المسلطة على ملامحها بتركيز ...شعرت بألم حاد يستعمر قلبها الذى مازال ينزف بصمت عندما ذكرت اسمة ...مجرد ذكر اسمة يجعلها تشعر بالغضب يفور بشرايينها ....والنار تغلى بعقلها الا انها تماسكت وحاولت تركيز اهتمامها على ليليان وحديثها المضطرب ...علمت ببديهتها انها مازالت فى منتصف علاجها فهى لازالت تشعر بالانكار لاخطائها وتحاول الاعتراف بها بصعوبة تباعا لنصائح طبيبها لتشعر بتحسن داخلى فقابلتها جو فى منتصف الطريق واحتضنتها بلطف محاولة كسر حاجز الخجل والانكار لدى رفيقتها وقالت مشجعة لاتأبهى لاى شىء حدث فى الماض ليليان ....اتمنى الخير والسعادة لكى من كل قلبى عزيزتى جورج رجل جيد اتمنى ان تتقابلا قريبا وتصبحا على وفاق دائما...تلعثمت الفتاة ولم تبادلها العناق فقط رفعت يديها وربتت على ظهرها بحذر ثم ابتعدت بسرعة ...ابتسمت جو واخذت تفرك يديها العاريتين وتنفخ فيهما محاولة بث الدفء الى جسدها الذى سحبت منة الحياة وهى تستمع اليها...عندما تابعت ليليان حسنا انهم سيغادرون الغابات قريبا ليعودوا للوطن وهناك مفاجأة سارة بحوزتهم ولكن لااستطيع اخبارك ...افيقت جو قليلا من صدمتها لمعرفة الاخبار الجديدة وقالت اوة انا لاأبة حقيقة لأي اسرار امازونية اخرى لقد اكتفيت من الغابات حسنا ارسلى اشواقى الى جورج عندما تكتبين الية وسعيدة بلقائك عزيزتى ...واتجهت نحو سيارتها مغلقة لمجال الكلام ...وضعت المفتاح بالباب بيد مرتجفة ...وفتحتة وقبل ان تغلقة امتدت يد جيرى ليمنعها كان يتجاهلها بتعمد طوال السهرة قال بهدوء هل أستطيع ان أدعوكى للقهوة فى المطعم المجاور وأشار نحو مطعم صغير يقع فى نهاية الشارع ..نظرت لة قليلا فرأت توسلا صامتا فى عينية فقالت حسنا انطلق اولا وانا سأتبعك ..اغلقت الباب وانطلقت خلفة ...
اخذت تحرك الكوب بيدها وتنتظر حديثة قال بعد برهة من الصمت كيف حالك ؟...ابتسمت بهدوء وقالت انا بخير جيرى توقف عن هذا السؤال الغريب هل ظننت اننى سأقتل نفسة من اجل قصة حب فاشلة اطمئن عزيزى انا بأحسن حال ...حدق جيرى بملامحها واسند ظهرة الى المقعد الوثير وقال متى ستعودين للعمل ؟...ردت بلامبالاة ليس الأن اريد ان أقيم معرضى أولا وبعدها لاأعلم ماذا سيحدث ؟...قال بتعجب هل ستقيمين معرضا .؟..ابتسمت وهى تفكر لقد فكرت فى أمر المعرض منذ فترة الا أنها لم تستطع انشاؤة فى خضم حالتها النفسية المكتئبة فآثرت تأجيلة قليلا ولكنها عادت الى حياتها وستشغل وقتها بة ...ردت بهدوء نعم سأقيم معرضا عن الغابات لم أحدد مكانة أو زمانة بعد ولكن الأمر فى تفكيرى وسأنفذة قريبا عبث جيرى بقفازة الاسود وقال حسنا اتمنى التوفيق لكى عزيزتى سعيد جدا بتلك الأخبار التى تثبت عودتك ...نظرت لة بصمت ثم قالت مصارحة اياة بما يدور بخلدها هل تكرهنى جيرى ؟...فاجئه سؤالها وتردد قليلا ثم صمت ...فقالت بذهول ياالهى هل تكرهنى حقا .؟...رد بعملية انا لااكرهك جو حاولت ولكنى لااستطيع بالرغم من اننى لو شعرت بالكرة نحوك سأرتاح الا اننى لاأستطيع ...أقف أمام مشاعرى اتجاهك فى مفترق طرق لاأعلم ماهية ما أشعر بة وانا أعى جيدا ان أمل المحاولة معك ثانية معدوم .....صدمت جو من حديثة الصريح المؤلم وقالت كنت أتمنى أن نظل اصدقاء كما كنا جيرى ...فضحك بقوة وقال لا عزيزتى لاأستطيع البقاء بالقرب منك وأنا أعلم انكى تفكرين بشخص أخر أعلم جيدا انكى مازلتى تكنين المشاعر لبرايان ...ساد الصمت الثقيل بينهم قليلا ثم تابع اعتبرينى وغدا ولكنى اتمنى ان اكرهك من كل قلبى ...نظراتة شعرت بها كخناجر سامة تخترق جسدها فهبت واقفة من مكانها وارتدت قفازها وقبعتها وقالت بانفعال شكرا على القهوة جيرى كم كنت اتمنى أن لاتصل بنا الأمور الى ذلك الحد ولكنك انت من تمنيت اذن فهذا هو الوداع ...هب واقفا من مكانة والقى ببعض النقود على المائدة ثم قال كم كنت أتمنى انا ايضا أن تؤول الأمور الى غير ذلك ...
سمعت صرير عجلات سيارتها من شدة احتكاكها بالطريق الاسفلتى وشمت رائحة احتراق الاطارات نتيجة سرعتها المندفعة ...شعرت بالغضب يجتاح كيانها والدموع تلسع جفنيها لقد قضت معة خمس سنوات لعينة وهو يتمنى ان يكرهها ..مشاعرها ليست بيدها صبت جام غضبها على رأس برايان واخذت تصرخ بداخل سيارتها كل هذا بسببك برايان أيها الأحمق كم كنت بلهاء وغبية فقدت الاشياء تلو الاخر من اجلك .....واندفعت دموعها فى محاولة لتغسل يأسها واحزانها ولكن هيهات فألمها لاتمسحة دموعا بحجم الانهار انة الم القلب لايحية الا الحب ولا يميتة الا الحب توقفت فى الطريق عدة مرات لتمسح عيناها فغشاوة الدموع تغطى عنها الرؤية والطريق زلق من تلك الثلوج الكثيفة ...قضت ليلة سيئة بمعنى الكلمة كانت من ابشع ليالى عمرها كم كانت تتوق الى الحديث مع احد الا انها لم تستطع لاتجيد التعبير عن حزنها بالكلمات ...
مرت الايام سريعا وهى قابعة فى منزلها لاتخرج الا لشراء احتياجاتها من الطعام ...وانهمكت فى التجهيز لمشروعها محاولة اغراق همومها فى العمل ...حل موسم الاعياد وامتلاءت الطرقات بالمتسوقين واكتنف الاجواء سحر غريب يدعى بهجة العيد الا انها لم تشعر بها ...زينة العيد انتشرت بكثرة فى المحال التجارية وأمامها وعلى ابواب المنازل ....واجة جدها ازمة فى الموظفين فطلب مساعدتها..بدأت بالاستيقاظ مبكرا للذهاب الى المحل التجارى وتوطدت علاقتها بسيسيليا التى اخذ حملها فى الظهور ...كانت تثرثر مع زملائها فى فترة الاستراحة وهى تأكل شطيرة كبيرة الحجم بزبدة الفول السودانى وقد زاد وزنها بشكل مغرى ...سمعت نقرة على طاولتها فألتفتت بتجهم وقالت هذا وقت الاستراحة عد بعد ....وقفت الكلمات فى حلقها وهى ترى الزائر الغريب ...تجمد الدم فى عروقها وتصلب جسدها عندما سمعتة يقول كيف حالك جو ؟....لم تستطع ايجاد الكلمات وكأن انتقل اليها مرض الزهايمرمن جدتها ولا تتذكر سوى ذلك الشخص القابع امامها البوتو ...اقتربت منها سيسيليا عندما لاحظت شحوبها وربتت على كتفها وقالت هل كل شىء على ما يرام هنا ؟...فقال برايان بثقة نعم عزيزتى كل شىء على ما يرام أليس كذلك جو ؟...لهجتة الساخرة وسؤالة الاحمق أشعلا غضبها وحركا دمها المتجمد فأخذت قضمة كبيرة من شطيرتها وأعطت الباقى منها الى رفيقتها وقالت وهى تمضغها سأهتم انا بالامر ...ضيقت سيسيليا عيناها وهى تتامل ذلك الوسيم وعيناة الرائعة وهمست فى اذنها قائلة لاتضيعية من يدك فهو فرصة ...رفعت حاجبها بدهشة وعيناها معلقة بالبوتو لاتستطيع زحزحة نظرها عنة وكأنة اخضعها لسحرة مرة اخرى..تذكرت حديث صديقتها ... البوتو فرصة نعم فرصة للضياع والحزن ...وهى لاتريدها ....حقيقة لقد اشتاقت الية ماذا بحق الجحيم يفعل هنا ؟...تأملت وجهة مازالت ندبة الحريق فوق حاجبة ظاهرة ...ملامحة مازالت قاسية كما هى وبريق عينية عاد ليتألق بغموضة الساحر شعرة القصير وذقنة الحليق أعطياة هيبة ووقارا بدلتة العصرية وجسدة العريض يقولان احترس ممنوع الاقتراب ...نعم فهذا الرجل خطر يسير على قدمين لمحت بطرف عينيها نظرات النساء المتعلقة بة فزفرت بغيظ وعقدت حاجبيها فى مواجه عيناة التى كانت تراقبها باستمتاع واضح وابتسامة تسلية تزين شفتية ............
لملمت شتات مشاعرها المبعثرة اخيرا وقالت بعملية نعم سيدى ماهى طلباتك ؟..اسند مرفقية على منضدتها وانحنى مقربا وجهة من وجهها وقال بتشدق لقد سألت عن حالك ؟...ردت بابتسامة متهكمة وهى تضغط على حروف الكلمات ... ليس من شأنك ...ابتسم بلا مبالاة وقال حسنا لقد جئت اليوم لأدعوكى للعشاء...نظرت لة ببلاهة وفغرت فاهها بدهشة فمد يدة ووضعها تحت ذقنها يرفعة ليغلق فمها ويقول على الرغم من اننا لسنا بالغابات الا ان ذلك أفضل تحسبا للظروف واشار بيدة فى الهواء واكمل ربما هناك شىء حضر معى من الغابات ....يمزح انة يمزح لا انة يسخر منها هذا الاحمق المتعالى ذو الرأس الخشبية ..الغضب بداخلها وصل الى زروتة وأوشكت ان تمسك بخناقة وتضربة على رأسة يمزح بعد كل ما فعلة بها ...زفرت بغيظ وشبكت يديها بعملية وقالت ماذا بحق الجحيم تفعل هنا ؟....اعتدل فى وقفتة ووضع يدة بجيبة وقال لقد أخبرتك منذ قليل جئت أدعوكى لعشاء عمل هام ...اخذت نفسا عميقا وقالت من بين اسنانها ياالهى الهمنى الصبر ...اسفة لااستطيع ...هل تريد شيئا اخر؟ ...رفع حاجة بسخرية وقال حسنا سأمر عليك فى الثامنة ..ودار على عقبية مغادرا ..تاركا اياها وسط ذهولها من موقفة ظلت تحملق فى الفراغ الذى تركة خلفة لم تفيق الا على صوت سيسليا تقول حسنا من هذا الوسيم ؟...فقالت جو بلامبالاة لا احد انا مغادرة ...قالت سيسليا بقلق جو لن تتركينى وتذهبى نحن فى منتصف النهار والمحل مكتظ ارجوكى لا لن ارجوكى سألقى بلعنة على رأسك .....نظرت لها جو وهى ترفرف برموشها تتوسلها واحنت كتفيها باستسلام وهى تقول حسنا ياصاحبة اللعنات الا يكفى لعنات الامازون التى تطاردنى ..ونظرت نحو باب المحل الذى يتوافد علية الزبائن وهى تفكر فى كلماتة الاخيرة وطلبة الغريب ....ثار الغضب الممتزج بالالم بداخلها لبرودة المستفز وفكرت بتعجب اين سيمر عليها انة لايعلم عنوانها ...هذا جيد واذا جرؤ وحضر ستكون نهايتة على يدى ....لم يفارق تفكيرها لحظة واحدة سيطر على حواسها بأكملها وأعمل بهم فوضى عارمة اكتسحت كيانها وهدوءها النسبى الذى اكتسبتة فى فراقة ...كبرياؤها لن يتنازل ستحافظ عن كرامتها للنهاية ماذا يظن نفسة يأتى هكذا بعد كل مادار بينهم ليخبرها انه سيصطحبها الى العشاء ...ولماذا حضر الان لقد مر شهران كاملان منذ رأتة اخر مرة فى ذلك اليوم المشؤوم ...كثرة تفكيرها اصابها بالصداع النصفى تناولت بعض المسكنات قبل رحيلها من المحل جدها لم يحضر اليوم فهو يحضر لعيد زواجة الأربعين ففى كل عام يقيم مفاجأة من اجل زوجتة تحضر جو فى بدايتها ثم تتركهم سوية لقضاء ما تبقى من اليوم بمفردهم ...
فتحت باب شقتها فى تمام الخامسة وقد نال منها الارهاق فالعمل فى محل جدها منهك للغاية خاصة فى موسم الاعياد ...خلعت ملابسها وهى تسير بطريقها الى حمامها الواسع ببلاطة الفضى الموشى بالاسود ووقفت تحت الدش تغسل ما تبقى من تعب يومها بالمياة الدافئة علها تعيد بعضا من نشاطها او اللون الذى غادر بشرتها منذ رأت البوتو واقفا امامها ...ضايقها كثيرا طريقتة الفظة فى عودتة لماذا عاد ؟...دار السؤال بعقلها كالرحايا كلما طارت بتفكيرها بعيدا وجدت نفسها تدور بدائرة مغلقة بدايتها ونهايتها هذا السؤال الذى لاتعرف اجابتة ..يجب ان تكون حازمة هل يرغب باللهو بها مجددا يالحماقتة لو كان هذا تفكيرة سيجد سورا شائكا لايستطيع تجاوزة مهما حاول ...ارتدت بيجامتها المميزة بألوان الطيف وصور لبعض الشخصيات الكرتونية سبونج بوب وبسيط ذلك الابلة الذى تحبة يشبة كثيرا هذا الثور الذى احبتة دائما اختياراتها تقع على اغرب الاشياء ...تجولت بمطبخها واخذت تجهز بعض الشطائر بسرعة ثم جلست امام جهاز الكمبيوتر المحمول خاصتها وبجوارها طبق طعامها وكوب كبير من عصير الليمون ...ستتظاهر انها لم ترى وجهة اليوم وان ما حدث كان مجرد حلم يقظة ....مرت الدقائق رتيبة وهى ترشف عصيرها ببطء ...لاتستطيع فعل شىء والقلق يعصف بها كل حين واخر تنظر الى ساعتها المعلقة على الحائط على شكل شجرة خضراء كبيرة انها السادسة ...هل سيأتى ؟...مستحيل اثار فزعها ان يكون بالفعل توصل لعنوانها وسيحضر اليها ..فكرت ليس هناك الا حلا واحدا غيرت ملابسها ثم توجهت الى مفاتيح سيارتها وما كادت تفتح باب شقتها حتى صدمت بوجود ذلك الظل القاتم الذى يستند على مدخلها فى بداية الممر الطويل المؤدى الى صومعتها عرفتة على الفور على الرغم من انخفاض النور المتسرب من الزجاج المزركش بنافذة الممر سقط قلبها بين قدميها وشعرت بالقشعريرة الباردة تسرى بعمودها الفقرى ..وهى تراقبة وهو يبتسم لها بسخرية اثناء تقدمة نحوها فى خطوات واثقة ...تشبثت ببابها تستمد منة القوة لمواجه هذا الرجل الذى يطاردها يرتدى بذلة سهرة سوداء حول رقبتة تقبع كوفية سوداء ومعطفة الطويل يتطاير من فعل الهواء حول ساقية الطويلتين وهو يسير باتجاهها...تأملها قليلا ثم قال بسخرية انظروا الى الهاربة الصغيرة ...كنت اعلم ما تنوين فعلة ولذلك حضرت مبكرا نظر فى ساعتة الانيقة وقال مازالت السادسة والنصف مازال امامنا وقت كاف لتستعدى للعشاء ....براكين غضبها المخزنة انفجرت بداخلها ولاحت على وجهها بوضوح ...عقدة حاجبيها.... وتوهج وجنتيها أخبراة انها وصلت الى مرحلة اللاعودة صرخت بغضب هادر ... هل انت مجنون ؟...كيف عرفت عنوانى ؟...كيف تأتى هكذا لتصطحبنى الى عشاء لعين وكأن شيئا لم يكن.. برايان مايلز ادمز اقسم انك لو لم تغادر ساتصل بالشرطة وستقضى ليلتك وراء القضبان ...رفع حاجبة وارتدت ملامحة قناع القسوة وقال بحزم حسنا سأتغاضى عن معظم حديثك الان لأننى اعلم انكى غاضبة ...ولكن ستذهبين معى للعشاء وهذا امر مفروغ منة ...فتح الباب متجاهلا يدها الممسكة بالمقبض ودخل الى عالمها الخاص بدون استئذان او تنبية مثلما دخل الى قلبها بدون ان يطرق بابة ....تجول بنظرة على شقتها الصغيرة وقال بصوت منخفض ناعمة متمردة رقيقة متوحشة ممتلئة بالغموض لاتستطيع اخفاء داخلها ...بيتك نسخة منك جو رائع ....الدماء تغلى بشرايينها القت حقيبتها ارضا وفتحت الباب الذى دفعة خلفة ليغلقة واشارت بيدها قائلة اخرج من هنا برايان لاتضطرنى للاتصال بالشرطة ...زفر بغيظ وقال تعالى جو سنتحدث قليلا وتوقفى عن تهديدى تعلمين جيدا كيف هى شخصيتى ام نسيتى لاتحرك تهديداتك شعرة فى رأسى لنتحدث مثل ناضجين وتوقفى عن النظر الى هكذا وكأننى سأختطفك .....راقبتة وهو يجلس على اريكتها المفضلة ويشرب عصير الليمون خاصتها من كوبها ويعبث بجهازها المحمول ببراءة مخادعة لن تنطوى عليها الاعيبة بعد الان هذا المتعجرف تماسكت بجهد جهيد وضمت قبضتيها بقوة تفرغ فيهما غضبها وجلست على الكرسى المقابل له ووضعت ساق فوق الاخرى وهى ترفع رأسها بكبرياء واضحة ورسمت على ملامحها ابتسامة باردة ....ابتسم بتسلية عندما راقبها تشحذ اسلحتها لمواجهتة وقال بهدوء حسنا سنتحدث بعد عشاء العمل لانة هام جدا لنا اود حضورك معى هل هذا طلب صعب ؟...قالت ببرود من بين أسنانها هل انت مصاب بانفصام فى شخصيتك ...من انت ؟....رفع حاجبة بتهكم وقال حسنا لست مصابا بالشيزوفرنيا انا واثق من ذلك ...تغضنت ملامحها لسخريتة المستمرة وقالت بعصبية وما هو الشىء الذى يجعلنى اصطحبك وانت بالذات من بين كل الرجال الى العشاء ..وما هذا العشاء اللعين الذى تصمم على حضورى بة ؟....وضع ساق فوق الاخرى بعد ان فتح ازرار جاكتتة وقال بعملية انة عشاء عمل ليس عشاء غرامى انة خاص بالجرافيولا جو واريد وجودك بجانبى ...هبت واقفة وقد انصهر تكلفها ولم تعد تستطيع التظاهر بالبرودة وقالت بحنق مرددة كلماتة التى تحفظها عن ظهر قلب.... الجرافيولا كانت مشروعى وحدى لا يوجد احد بهذا العالم لة الحق فى مشاركتى اياة ستغادرى تلك الاراضى وستنسين كل ما حدث على ترابها لقد انتهى كل شىء وضاع اكسير الحياة ...لقد قلتها بنفسك انتهى كل شىء برايان وانا لست مجبرة على تنفيذ رغبتك اللعينة ...وانت اخر شخص اذهب معة الى عشاء غرامى وعندما افعل تأكد بأننى قد فقدت عقلى ...انا لست لعبة تلهو بها ساعة تشاء لقد انتهيت ايها البوتو اننا بلندن لسنا وسط الغابات تحت وطأة السحر والاساطير ...وعملنا قد انتهى عندما غادرت الغابات ...ضربت الارض بقدمها بعنف وتابعت اننا على الارض الواقعية فتوقف عن السخرية منى واخرج من منزلى ..بالرغم من فضولها القاتل ان تعلم عما يدورعشاء الجرافيولا هذا الا انها قمعت فضولها كى لاتفتح لة مجالا للحديث ..محياها الغاضب أثار كيانة وبدد لامبالاتة المصطنعة هب واقفا واخذ يغلق ازرار سترتة فتنحت جانبا ظننا منها انة مغادر الا انة فاجئها حين اقترب منة فجفلت للحظات حين امسك ذراعها وقال اين غرفة النوم لاوقت لدينا ...فغرت فاهها واتسعت عيناها مصدومة وقالت هل اصابتك الغابات بالجنون ام الصمم ؟...ضحك بهدوء وقال مريض بانفصام وبالجنون وبالصمم حسنا ماذا ايضا فى جعبتك ؟...سحبها من يدها متجها الى غرفتها وهى تسير بجوارة مسلوبة الارادة من وطأة الموقف.اتضربة بشىء على رأسة العنيد ..عندما وقع نظرها على باب غرفتها المزين بصور عديدة للغابات كانت تلصقها الواحدة تلو الاخرى لتتذكر تنظيم عملها سمعتة يقول لقد كنت محقا فيما فكرت بة ان الغابات تعيش بداخلك جو ....ماذا تفعل كل تلك الصور هنا ؟......افيقت اخيرا وسحبت يدها بعنف من قبضتة وقالت انها لمشروعى الخاص ماذا ظننت اننى سأقبع فى زاوية معتمة ألعن حظى العثر الذى أوقعنى بشباك البوتو الغامض ....لا ياعزيزى انت لاتعلم ماذا يكمن بداخل الامازونية التى حاولت اللعب بها ...نظر لها قليلا وابتسامة مشتاقة على شفتية فسرتها جو انها سخرية منها ..ثم.فرك جبهتة بعصبية وقال لماذا تعتقدين اننى اننى حضرت اليوم لايقاعك او السخرية منك لماذا لاتعتبريها فاتحة لهدنة بين اصدقاء وانتى مخطئة اعلم جيدا اية امازونية عنيدة انتى ..انفجرت ضاحكة وقالت باستفزاز اصدقاء تقول ماذا ؟....اظن اننى انا من اصبت بالصمم يبدو اننى لم أسمعك جيدا ...كرر تلك الكلمات من فضلك ...تنهد بنفاذ صبر ونظر بساعتة ثم قال انها السابعة وربع جو سنتحدث مليا عندما نعود اوعدك ...رفعت حاجبها بسخرية واستمرت فى الضحك وهى تقول ما اسهل الوعود عندك فهى سرعان ما تنكث وتدفن وتنسى ....زفر بضيق ودلف الى الغرفة الصغيرة ...تجول بنظرة على الاثاث البسيط وطلاء الحائط الابيض الموشى بقلوب وزهور حمراء فابتسم بنعومة واتجة نحو خزانة ملابسها وفتحها ..هنا شعرت بأنتهاك ساحق لخصوصيتها فالتقتط اقرب شىء الى يدها وقد كان هاتفها المحمول وألقتة فى اتجاهة الا انة تفاداة ببراعة فمعيشتة بالغابات جعلتة متأهبا لأى حركة تصدر حولة ...ضاقت عيناة وهو ينظر الى هاتفها المهشم على الارض وقال ببرودة غاضبة أمامك عشر دقائق لترتدى ملابسك والا أقسم اننى سأقوم بتلك المهمة بنفسى وسأكون بقمة سعادتى وانا اؤديها ايتها الامازونية ..صرخت بأعلى صوتها قائلة ايها المتعجرف .... اى جزء من حديثى لم تفهمة رأسك الخشبية ؟...لم يكترث لحديثها واخرج الفستان الوحيد بخزانتها وكان احمر اللون كانت قد اشترتة لها جدتها كهدية لعيد ميلادها فى العام الماضى... فهى تمقت الفساتين التى تحكم حركتها وتفضل السراويل الضيقة والبلوزات البسيطة رفع حاجبة بتعجب وقال فستان واحد فى خزانة ممتلئة بالسراويل ياالهى لاتعليق ...القاة بأهمال على سريرها وقال لقد أوشك صبرى على النفاذ جو وهذا تحذير سأنتظر خمس دقائق بالخارج ..

اكسير الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن