الفصل الرابع

1K 30 0
                                    

الفصل الرابع

تماسكت بسرعة امام نظرات جورج المتفحصة وابتسمت وهو يتابع لقد اوصانى ان تبقى بها حتى يعود ...قالت بسخرية يالة من كريم ...يجب ان اشكرة عندما يعود ....السخرية المبطنة فى كلماتها جعلتة يبتسم ويقول انة ليس سيئا عزيزتى كما تظنين اشعر بالاجواء تشتعل كلما كنتما بمكان واحد وانتى لم تحضرى الا من يوم واحد فليكن الله فى عونك ...لوت ملامحها بتمرد وقالت انة هو من يستفزنى انا لااعلم لماذا يكرهنى هكذا ...ثم حدقت فى عينا جورج وهى تضيق عيناها وقالت لقد توصلت الى انة بالفعل ليس معقدا من النساء ان الرجل متزوج ولدية طفلة اذن فمشكلتة ليست مع النساء مشكلتة معى انا ...أأذكرة بأحد جورج ...فقط ضعنى على الطريق الصحيح لاأعلم كيفية التعامل معة بطريقتة تلك لن يكون عملى سهلا .......كان جورج يستمع اليها والابتسامة مرتسمة على ملامحة الا عندما ذكرت زواجة ...فقد تجهم وجهة وهى فى غمرة اندفاعها بالكلام لم تلاحظ ....ساد الصمت قليلا ثم قال بعد تفكير كيف علمتى بزواجة ؟؟......توردت وجنتاها... يالاحراج.... فكرت ماذا ستقول لة الان ؟؟...قالت بخجل واخذت تعبث ببعض الاعشاب الجافة التى اقتلعتها من الارض..... لقد رأيت صورة كانت بكتاب عن النباتات ولكنى اقسم اننى لم اتعمد البحث ولكن الصورة وقعت وحدها من بين صفحات الكتاب تنهد جورج بارتياح وكأنة كان يشك بشىء وارتاح لعدم صحة شكة نظرت لة باستغراب وقالت محاولة تبرير موقفها لم اكن اعلم انها كتب برايان لقد علمت ان هذة الخيمة خيمتة فقط منك ..قطع كلامها بقولة لابأس عزيزتى اتفهم موقفك ...جو لااستطيع تبرير اعمال برايان ولكنة ليس معقدا من النساء وابتسم بمكر وتابع انة يعشقهم حقيقة ولكن حياتة حدث بها امورا كثيرة جعلت ثقتة بمن حولة تهتز ولكنة يحاول تجاهل الامر وعن زوجتة وابنتة التى توفت بمرض السرطان وبعدها بفترة انفصل عن زوجتة عزيزتى ولن استطيع اخبارك بأكثر من ذلك تقبلى نصيحتى اجعلى علاقتك ببرايان فى حدود العمل ولاتقربى من حياتة الشخصية لانها ممتلئة بالاشواك ... غرقت فى افكارها المذهولة طفلتة توفت بمرض السرطان ياالهى لابد ان برايان عانى كثيرا ....حدقت بعينا جورج وقالت بتردد ولماذا اهتم بحياتة الشخصية ولكن هو دائما من يهاجمنى وانا اريد لاجواء العمل ان تكون هادئة ....كانت بداخلها تعلم كم هى كاذبة انها تتحرق شوقا وفضولا لمعرفة تفاصيل حياتة فقد اسرها غموضة انكبت على طبقها تلتهم باقى الطعام كعادتها وانشغل جورج بوضع بعض المعلبات على النار لتسخينها للرفاق ...اخذت تراقب اليخاندرو وديريك وجيرى وهم يخرجون من المياة وهم مسرورين ارتدوا ملابسهم والتهموا الطعام الذى قدمة لهم اونزو وقال اليخاندرو ان الجو رهيب هنا فتارة تشعر بالاختناق وتارة تشعر بالراحة وياالهى كنت اسبح وانا اكاد اموت رعبا ان تسقط افعى او شىء سام فى الماء ...ابتسم جورج وقال انك فى غابات الامازون المطيرة المتقلبة اليخاندرو فتارة تسطع الشمس وتارة تهز اركان الغابات الاعاصير الاستوائية التى تكاد تقلعنا من اماكننا قال جيرى اتمنى ان لاتهب عاصفة اثناء وجودنا فى العراء ستكون كارثة ...قال اونزو بثقة لاتقلق جيرى ان الخيام قوية لقد ثبتناها فى الارض بقوة لمعرفتنا بمثل هذة الظروف المناخية السيئة وفى كل حال سننتقل منها فى الصباح الى مكاننا الرئيسى فهذة الخيام ليست تابعة لبعثتنا انها تابعة لاحدى القبائل نظر الرفاق الى اونزو بدهشة وقال جيرى هل تعنى ان النبات المكتشف ليس بالقرب من هنا ؟؟؟....تنحنح جورج وقال قبل ان يتحدث اونزو لا جيرى ان النبات على بعد مسيرة يوم من هنا وسيرافقنا برايان فى الغد وهو من صمم على مبيتنا هنا الليلة فهو يريد ان يصحبكم بنفسة الى المقر الرئيسى للنبات قالت جو وماذا عن هذا المكان ؟؟...قال ان هذا المكان هو مكان استجمامنا وقد اعلمنا بمكانة احد افراد قبيلة كيراباكوا..مكسميليان هو احد افراد تلك القبيلة ولكنة سافر الى الخارج وتعلم وتعرفنا علية منذ قدومنا الى هنا ....ابتسم لها ماكس بهدوء وقال تستطيعى مناداتى ماكس ....ان المكان هنا يعتبر من مقدسات قبيلتنا لوجودالشلال الصغير فاغلب القبيلة تعبد الماء لانة سر الحياة بالنسبة لنا ...كان الرجال ملتفين حول الموقد البدائى المصنوع من الطمى وعلية قدر كبير يسخنون فية المعلبات ...قال جيرى كيف تحصلون على الطعام ....هل تصطادون كما القبائل ؟ ....قال جورج لا جيرى معظم طعامنا يعتمد على المعلبات لانصطاد الا عندما نأتى الى هنا ...قال ماكس ما رأيكم بتناول لحم القردة غدا ...صاح الفريق يع بقرف وقال دريك بذهول انت تمزح بالتأكيد ......ضحك ماكس وقال لاامزح بالتأكيد ........قال جورج ان لحم القرد من اشهر الاكلات هنا ونظر الى ماكس وقال لانريد اصابتهم بالرعب من البداية لنؤجل لحم القرد الى اليوم الذى سنزور فية قبيلتك ماكس ...وغدا سنذهب لاصطياد الغزال البرى.............. حل الظلام واتجة الجميع الرجال للنوم فى الخيمة الاكبر حجما وتركوا الاصغر حجما لجو وجلس اونزو لياخذ مناوبة الحراسة الاولى ....تحت ظلال الظلام ونور القمر المكتمل الذى وصل بعض من اشعتة الفضية الى خيمتها وهى مستلقية على ظهرها ومتدثرة بغطاء خفيف ....كانت رائحة الطبيعة الخضراء تعبق المكان وصوت المياة المنهمرة من الشلال الصغير كصوت الموسيقى التى تشجى بأعذب الالحان فى اذنها ......... فتنفست بعمق وتنهدت وهى تحاول التفكير فى امر ذلك البرايان الغامض واسلوبة الملتوى فى احضارهم الى هنا ..لقد تيقنت ان هناك امرا مريبا يحدث ....هل شركة الادوية التى كان جزءا منها تهددة ؟؟...ماسر انفصالة من زوجتة انها رائعة الجمال ؟؟...عقدت حاجبيها من المؤكد ان للامر علاقة بوفاة طفلتة ؟...شعرت بغصة بداخل قلبها وبالحزن يتغلغل الى اعماقها مسدت جبهتها وهى مستلقية فى كيس النوم الاسفنجى واخذت تحدق بثقب صغير فى قماش الخيمة ...هل سعية وراء هذا النبات الغريب لة علاقة بمرض ابنتة ؟.......سمعت صوت بوق شق صمت الليل فتنهدت بقوة وتذكرت كلمات ماكس عن وجود قبيلتة بالقرب منهم وعن عادتهم فى نفخ البوق كل ليلة عند منتصف الليل اعلانا للبدء بحياة جديدة اى يوما جديدا كم هى متشوقة لزيارة قبيلتة الاجواء هنا لها سحر وغموض نادر الوجود فالطبيعة فريدة مثل الافراد التى تعيش وسطها تقلبت فى فراشها عدة مرات تحاول النوم الذى هرب من عيناها لانشغال عقلها بالافكار والتساؤلات.................... اخذت تتقلب فى فراشها حتى اطبق النوم بظلالة عليها واستغرقت فى النوم وهى تشعر انها وسط حضن كبير يكتنفها انها الارض التى تمنت ان تطئها قدماها تستقبلها بحفاوة بالرغم من سعادتها الا ان الحشرات التى اخذت توخزها فى كل مكان بجسدها ارقت نومها وجعلتة مضطربا.. ...تسللت اشعة الشمس عبر الثقوب الصغيرة فى الخيمة فأيقظتها ...تمطت وابتسامة حالمة تزين شفتيها انها تشعر بالراحة بالرغم من تيبس عمودها الفقرى بسبب نومها على الارض فكيس نومها لم يكن مريحا البتة والالم االمبرح موضع وخز الحشرات يؤلمها بشدة بالرغم من وضعها المضادات للحشرات الا ان حشرات الامازون على ما يبدو لاتهزم ... اخذت تحك يدها وذراعها التى انتشر بهما بقع حمراء موضع الوخزات ووجهها بة البعض ايضا نظرت فى مراتها الصغيرة وظهرت وخزة فى جبهتها والعديد فى وجنتيها البيضاوين....... بقع حمراء جعلتها تشهق وتصيح بغضب هذة الحشرات البائسة ياالهى ...بدلت ملابسها وخرجت من الخيمة وفوجئت بالهدوء السائد فى الاجواء انقبض قلبها للحظة ........ثم تذكرت من المؤكد انهم ذهبوا للصيد ....تنبهت على صوت جيرى ...صباح الخير ايتها الفاتنة ...ابتسمت وقالت صباح الخير جيرى الم تذهب للصيد معهم ؟؟...ضحك وقال بسخرية لااهوى هذة الاشياء عزيزتى ومن الممكن ان اصاب بذبحة صدرية اذا رأيت دماء امامى لقد بقيت انا وانزو وذهب الباقيين وانزو فى الداخل يستريح قليلا من عناء السهر بالامس ....حدق فى وجهها واتسعت عيناه بدهشة وتابع ياالهى يبدو انكى كنتى الطبق الرئيسى للحشرات القارصة بالامس جو وامسك ذقنها يحرك وجهها ويفحص البقع الحمراء ....ابتسمت وقالت بمرح ان منظرى شنيع اتمنى ان لاتكون احداها سامة مازلت صغيرة على الموت ....ضحك وقال لاتقلقى لقد اخبرنى جورج بالامس ان هذة الحشرات القارصة ليست سامة فالحشرات السامة معظمها بالداخل الاعمق من الغابات ...رفع حاجبة فى مرح وقال يبدو ان تلك الحشرات اللعينة لم تكن تعرف من انتى ؟....الم تخبريها انكى امازونية الاصل وانكى سيدة الغابة ....انفجرت جو ضاحكة وقالت حسنا ايها المغامرالحذق لم تعطنى الفرصة لاخبارها ويبدو انك اخذت نصيبك انت الاخر....واشارت الى جبهتة التى لاحظت بها بقعتين حمراوين .... ضحك وقال ياالهى نعم لم انم لحظة واحدة بالامس فالحشرات اتفقت على وكانت تسلمنى لبعضها البعض وكأنها تتذوقنى ....وضعت جو يدها على صدرها من شدة الضحك وقالت حسنا اتمنى ان نجد منك شيئا عند انتهاء الرحلة ....وشبكت يدها فى ذراعة تدفعة نحو الموقد وقالت هيا بنا لنعد الافطار ...... ما رأيك ببعص الصويا .......انهمكت فى تحضير الطعام وجيرى يراقبها خلسة ...تنبهت الى نظراتة وتجاهلتها وعندما انتهوا من تناول الافطار ...قالت جو ما رأيك فيما يحدث جيرى ان الاجواء هنا غريبة ؟؟....قال جيرى لااعلم جو ان برايان اكد لى ان الامور كلها ستتضح عند عودتة ...وهانحن بانتظارة كل ما انا واثق منة ان الفيلم الذى سنخرجة سيكون رائعا .....نظرت لة بدهشة وقالت ياالهى جيرى هل الفيلم هو كل ما يشغلك الا يشغلك ؟ طريقة الاحضار التى قدمنا بها ان صديقك غريب الاطوار ابتسم جيرى وقال بالرغم من كل شىء انا اثق بة ...فلا داعى للقلق كل ما اهتم بة ان انتهى من تصوير الفيلم وبسرعة البرق لاننى لم اعد احتمل هذة الطبيعة الموحشة والجو الخانق يطبق على انفاسى تنهد بعمق وهو يخرج علبة سكائرة ويشعل واحدة ....نظرت لة جو قليلا وقالت وهى تريح ظهرها على جذع الشجرة ...انك مغرم بالتحضر جيرى لايمكن ان اتخيل انك تتلائم مع الغابات هنا ...حدق بها قليلا وقال بتوجس وهذا شىء سىء ام جيد بالنسبة لكى ؟؟......لا تخبرينى فانا اعلم مسبقا الاجابة انكى تعشقين كل انش بهذة الادغال ولكن انا واثق بانكى فقط مبهورة بها لعدم رؤيتك لها من قبل وانا واثق انكى فى نهاية الرحلة ستشعرين بالضجر وتتمنين ان تعودى للتحضر والمدنية ...... ابتسمت بهدوء وقالت لن استطيع اجابتك حقيقة ولكن ما اعلمة واثق بة اننى لن اضجر ابدا من تلك الاجواء التى تيمت بها ......لاحظت شبحا قادما من بعيد وقالت يبدو ان الرفاق قد وصلوا اننى ارى احدهم...اخذ منظارة المقرب ونظر من خلالة وقال لا انة برايان لقد اتى ومعة امرأة ...هبت واقفة واخذت المنظار من يدة والقت نظرة ...انة بالفعل برايان ....من تلك المرأة التى معة ؟؟...اخذ جيرى فى التلويح لة واخيرا انتبة الية بعد ان كان مستغرقا فى الحديث مع رفيقتة ...فكرت لقد كان يؤنبها لانها حضرت للغابات فماذا تفعل هذة المرأة هنا ؟...........لم تتحرك من مكانها لمقابلة الوافدين الجدد بينما تحرك جيرى لتحيتهم صافح برايان والمرأة التى معة وهى تراقبهم من مكانها بهدوء ...تقدم برايان منها وقال بابتسامة واثقة ارى انك لم تلتقى الامازونيات ولم تنضمى اليهم بعد ........ابتسمت ببرود وقالت لا ليس بعد فهذا من حسن حظك على ما اظن ....زادت ابتسامتة وهو يتأمل ملامحها بشوق ازعجة ....قطع لحظتهم صوت جيرى يقول جو هذة السيدة ليليان من معهد البحوث البريطانية ....ابتسمت جو بتكلف وهى تراقب ليليان ذات الملامح البريطانية الاصيلة بشرة بيضاء شاحبة وعينان زرقاوين وشعر اشقرمجعد ترتدى بنطلون قصير من الكتان وسترة قطنية بحمالات رفيعة ضيق يظهر مفاتنها ....قالت ببرود مرحبا بكى فى الغابات .......ابتسمت ليليان وهى تراقبها بفضول ...اظن ان مرحبا تقال لكلا منا لقد علمت من برايان انكم وصلتم بالامس فقط والامازون ظاهرة بشدة على بشرتك عزيزتى ...واشارت الى البقع الحمراء على وجهها .......شعرت بالغضب لجرأة هذة الوافدة الجديدة وخاصة عندما لمحت نظرة التهكم التى رماها بها برايان وكتمة لضحكتة التى فضحها اهتزاز كتفية ولعنت الحشرات الغبية التى ساعدت فى وضعها فى موقف محرج.....قالت بهدوء يناقض العاصفة بداخلها ...حسنا فمرحبا بنا سويا فى الادغال واتمنى ان تكونى اسعد حظا منى بالتعامل مع الحشرات......وتابعت بفضول....فى اى مجال تعملين بالضبط عزيزتى ؟..........ابتسمت وقالت بفخر انا اعمل فى توثيق الاكتشافات بمعهد البحوث وبالنسبة للحشرات برايان سيتكفل بالامر وشبكت ذراعها بذراع برايان ونظرت لة بدلال اثار اشمئزاز جو وخاصة عندما منحها ابتسامة رائعة ذات بريق غريب من عينية ...راقبتها جو وهى تتجول بنظرها فى الاجواء كمن تبحث عن شىء ما ....لاحظها برايان وسأل بقلق اين الشباب جيرى ؟.........اعلمة جيرى بمكانهم وانهم بصحبة جورج وماكس وان اونزو بالداخل ينام قليلا ......لم تكن تستمع الى حوارهم بل كانت تفكر بتهكم فى كلمات ليليان الاخيرة وشعرت بقلبها كالمختنق واخذت فى توبيخ نفسها على شعورها الاحمق ونفضت رأسها تحاول نفض الافكار المراهقة من عقلها..........لم تلاحظة عندما ضيق عينية واخذ ينظر الى جيرى واليها وكانة اكتشف شيئا هاما بينما اخذ جيرى ليليان واقتربا من الشلال بعد ان ابدت اعجابها الشديد بة ........... اقترب منها برايان وجلس بجوارها وامسك ذقنها وحرك اصابعة على وجنتها وسط ذهولها قال باهتمام يجب ان افحص مكان وخزات الحشرات فأنتى مسئوليتى حتى تعودى للوطن رفعت حاجبها بسخرية وقالت بحنق لقد التزمت بالتعليمات وسألت جورج وقال اننى بخير ...وابعدت اصابعة بيدها بهدوء ....ضحك بسخرية وقال دائما تفهميننى بصورة خاطئة ...اطلقت تنهيدة متهكمة ....ساد الصمت لحظات وهى منهمكة فى التصوير وواعية تماما لوجودة الطاغى بجوارها لقد جعل للاجواء بريق مختلف ....فكرت ياالهى جو ماذا تفعلين بنفسك ؟......تنبهت على صوتة الرخيم الهادىء يقول ما رأيك فى الغابات ؟..اعتقد مختلفة للغاية عن عن كتب الارشادات السياحية التى تصفحتيها...... رفعت حاجبها الرفيع فى سخرية وقالت لا ان الكتيبات الارشادية لم توفيها حقها من الجمال ثم تجهمت ملامحها تحت نظراته الثاقبة التى تنفذ الى روحها وبداخلها رعشة لذيذة وشعور بالسعادة لرؤيتة تحاول جاهدة ان تقمعة....كانت واعية تماما لعيناة المحدقة بها تتفرس فى ملامحها المتوهجة ....قطع الصمت قائلا بهدوء اثار غيظها لقد كنت قلقا عليكى .......نظر الى جيرى وعقد حاجبية ......وتابع بتهكم ارجو ان لانكون قد قاطعنا امرا هاما.......لم تفهم فى البداية وظلت منهمكة فى التصوير تحاول اخفاء حنقها من تهكمة ثم نظرت لة تحاول فهم مغزى كلماتة ...... فغمز بعينة فى اتجاة جيرى فادركت على الفورالمعنى انة مازال يظن انها صديقة جيرى الحميمة حدقت فى وجهة برهة ثم زمت شفتيها وقالت بنزق .......انت لاتطاق ...... ونعم لقد قاطعتم شيئا هاما ........وتحركت من مكانها باتجاة خيمتها الصغيرة ودلفت الى الداخل فتحت حقيبتها وغيرت الفيلم الفوتغرافى فى كاميرتها واثناء ذلك دخل برايان الخيمة بدون ادنى كلمة فقالت بغضب من دخولة المفاجىء ماذا تفعل هنا ؟......قال بسخرية انها خيمتى على ما اتذكر ومازالت اشيائى هنا ....ضيقت عيناها وتنهدت بغيظ وقالت حسنا استمتع بخيمتك ...........اقتربت منة لتمر من جوارة فى طريقها للخروج فامسك ذراعها وسحبها نحو صدرة فى حركة مباغتة ...اضطربت انفاسها وخفق قلبها بجنون وتلعثمت وهى تقول بذهول اترك يدى .......ابتسم لرؤية ارتباكها واقترب منها اكثر وحدق فى عيناها وقال هل يجب ان تكونى متحفزة هكذا دوما اهدئى عزيزتى ...اشعر اننى دائما ذو تأثير سىء عليكى اتسائل لماذا ؟؟........قالت بدون تفكير...... لانك احمق ..........انفجر ضاحكا بسخرية وقربها منة اكثر وهو يضغط على ذراعها ثم رفع حاجبة وقال يبدو ان لسانك السليط هذا يريد بعض الاحكام صغيرتى ......باغتها بقبلة على شفتيها فشعرت بالارض تهتز تحت قدميها وانفاسة الحارة تلفح بشرتها المتوهجة فدفعتة بقوة بعيدا عنها وهى تقول كيف تجرؤ على مثل هذا .....ايها ....ايها ....تلعثمت وهى تحدق بعيناه التى ذادت عتمتها وملامحة الساخرة عبست فجأة لاتعلم لماذا؟.ونسيت الكلمة التى كانت ستوبخة بها ..............ولم تنتظر لتعلم او تتذكر فقد تحركت قدماها خارج الخيمة بدون ارادة تريد ان تهرب بها بعيدا عن هذا الرجل الغريب الاطوار انة خطر محدق بحياتها كان صدرها يعلو ويهبط بجنون من شدة توترها...ياالهى انة اكثر خطرا على مشاعرها من تلك الغابات المتوحشة ....لم تلاحظ جيرى وليليان اللذان اتخذا مجلسهما امام موقد النار يصنعون القهوة ويتمازحان كأنهما اصدقاء قدامى ....كانت شاردة الزهن تفكر فى تلك الحركة المفاجأة التى شلت تفكيرها للحظات هذة ليست اول مرة يقبلها رجل ولكن هذة القبلة ....لا تعلم ماهيتها وتلمست شفتيها بنعومة ....ثم مسحتهم بعنف .......انة يسخر منها انة لايملك الحق لمعاملتها هكذا يجب ان تكون صارمة معة يبدو انة من ذلك النوع المستهتر من الرجال نظراتة وتلميحاتة توحى بأنة زير نساء ياالهى لقد حرك بداخلها اشياء لاتعلم ماهيتها حاولت تجنبة بقدر المستطاع وخاصة عندما رأتة يخرج من الخيمة ويرمقها بنظرات غامضة لم تفهمها البتة ثم دلف الى الخيمة الكبيرة وهو يحمل حقيبتة...شغلت نفسها بالتصوير اثناء تفكيرها لكى لاتلفت الانتباة الى حالتها المضطربة حتى انها اخذت تلتقط اللقطات بعشوائية وبدون نظام وهى لاترى امامها الا تلك العينان والضحكة الساخرة ....... فكرت ماذا يحدث لى؟....... ياالهى........... ان هذا الرجل يفقدنى عقلى بلا هوادة ............اقترب الرفاق عائدون من رحلة الصيد اليخاندرو يحمل غزالا صغيرا مخضب بالدماء ودريك ينظر لة بتأفف واشمئزاز وجيرى وماكس يضحكون على شىء ما قالة ارنولد ..........لاحظت جو تغير ملامح جورج السريعة عند رؤية ليليان وجيرى وهبت ليليان واقفة وعلت وجهها ملامح متعالية او ملامح كراهية اذا لم تكن مخطئة ادركت جو مباشرة ان ليليان وجورج بينهما علاقة غريبة كانت نظراتهم كمن فى صراع مستميت عيناة تشتعل غضبا وعيناها ثابتة وتنظر لة بتحدى ظاهر ....اخرج صوت الهرج والمرج برايان من خيمتة واول شخص وقع نظرة علية هو جورج فتقدم منة واحتضنة وهمس ببضع كلمات فى اذنة فارتخت كتفاة المتصلبة ونظر الى الارض ثم اتجة بخطى واسعة نحوالخيمة الكبيرة بدون ادنى كلمة .........اتجة برايان نحو ليليان التى نكست رأسها قليلا ثم رفعتها فى شموخ ولم تنطق هى الاخرى واتجهت نحو خيمتة الصغيرة وهى تحمل حقيبة كتفها التى حضرت بها بعد ان عرفها على الفريق وعلق ارنولد قائلا ياالهى ما اسعد حظى ...امرأتان فاتنتان فى مكان واحد ابتسمت ليليان واخذت تمازحة ....... ولم تعلق وجو ادعت عدم انتباهها لكلماتة كان برايان يراقبها بطرف عينة ويتسائل عن طبيعتها وعما تخفية فهو لايثق بها ...ويجد نفسة دائما خارجا عن سيطرتة بمواجهتها وهذا اكثر ما يثير حنقة على نفسة....اقترب اليخاندرو من برايان بعد ان القى الغزال على الارض بجوار الموقد ليقوم اونزو الذى استيقظ من النوم على صياحهم لكى يسلخة ويعدة للطهى .....

اكسير الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن