الفصل الثانى
هبطت الطائرة وشعرت جو بروحها ترفرف وحماستها جعلت اطرافها تنتفض شعرت بالحرية ...والانطلاق تمنت ان تجرى هنا وهناك وهى تفرد ذراعيها كالطفلة الصغيرة التى حصلت على اكثر ما يتمناة قلبها ...تنبهت من افكارها على صوت اليخاندرو وهو يقول ياالهى ان الحر رهيب واكاد اختنق فرد علية جيرى هذا لان الرطوبة عالية فالجو هنا مناقض تماما لجو لندن سرعان ما ستتكيف اجسادنا مع الظروف الجوية ...نظر لها اليخاندرو بتعجب وقال كيف تطيقين هذا المعطف الذى ترتدينة جو ؟....انفجرت جو فى ضحكة عالية اثارت انتباة المارة الى سحرها وجمالها وقالت كنت اشعر بالحرارة ولكنى ظننت انها من جراء حماستى ياالهى لم اشعر بانى مازلت ارتدى المعطف خلعت المعطف الطويل فظهرشورتها الجينز القصير وبلوزتها التى بدون اكمام ومكتوب عليها بالخط الاحمر اعشق الامازون كانت تبدو كفتاة صغيرة بجسدها الغض وملامحها المتحمسة جعلت ملامحها تبدو اكثر فتنة كان الشباب يختلسون النظرات الى ذلك الجمال المتوحش المنفرد ......انهوا اوراقهم بسرعة وجلسوا بصالة الاستقبال ينتظرون قائد الحملة الذى تأخر خمسة عشر دقيقة ...اخرجت جو كاميرتها الصغيرة وعلقتها برقبتها وارتدت قبعتها الكبيرة تخفى شعرها الاشقر الذى جذب الانتباة اليها . انهمكت فى تصوير الاشياء من حولها فى مطار ماناوس وتصوير الافراد الذين جذبوا انتباهها ببشرتهم الخمرية الداكنة وعيونهم الصغيرة وملامحهم المتميزة التى تعبر عن الفطنة والود كذلك الرجل الذى يحمل قردا صغيرا على كتفة وفى يدة الاخرى حقيبة سفرة ...جلس دريك واليخاندرو على الكراسى الطويلة المتناثرة يراقبون الاجواء الغريبة على اعينهم وحواسهم وانهمكوا فى حديث مع مجموعة من السياح القادمين من ايطاليا لمشاهدة الغابات وروعتها ....التفتت الى جيرى فوجدت وجهه واجما وقلقا وينظر فى ساعتة كل خمس دقائق وكزتة فى مرفقة بكوعها وهى منهمكة فى التصوير وقالت بسخرية يارجل انظر الى الجمال من حولك وراقب الاشياء وتوقف عن قلقك انا واثقة ان صديقك على وشك الوصول تنهد جيرى بقوة وقال لااحب الانتظار فهو اكثر ما امقتة ....ضحكت ثم قالت حسنا ايها الحكيم هل نستطيع شرب شىء بارد فى اثناء انتظارنا فالجو حار جدا وانا اشعر بالعطش الشديد....و...قطع حديثها صوت من خلفها رخيم وهادىء وبة بحة غريبة جعلت القشعريرة تسرى فى جسدها حتى وصلت الى اطرافها ويقول بسخرية ياالهى جيرى لاتخبرنى انك احضرت صديقتك الحميمة الى الغابات وايضا بدأت بالتذمر من الجو وهى مازالت بالمطار....ارتفع الادرينالين فى جسدها وشعرب ببوادر الغضب تسحب بهجتها وخاصة وهى ترى ابتسامة جيرى الواجم وهو يمد يدة ليصافح تلك اليد الكبيرة التى امتدت من خلفها وحكت بذراعها فى عفوية التفتت وجيرى يقول مرحبا برايان ماذا اخرك ياالهى ظننتك نسيتنا ....صدمت لملامحة فالرجل يشبة رجال الكهف وليس بة مسحة وسامة كما اوهمها جيرى شعرة طويل ومربوط على شكل ذيل حصان باهمال ولحيتة النامية تأكل وجهة وشفتية الغليظتين تزينهم ابتسامة ساخرة تزيد من صلابة وقساوة ملامحة ...وعيناة ...عيناة غريبة وغامضة تحمل اللون الاخضر الداكن الذى يشبة تلك الخضرة الامازونية القاتمة ....ان عيناة فاتنة برغم كل شىء تنبهت على افكارها وتذكرت اهانتة المبطنة ....ونظرت لجيرى بحنق فتنحنح ثم تابع بهدوء ان جو هى المصورة التى تعمل بالفريق برايان وليست صديقتى الحميمة ......تحولت الملامح الساخرة الى ملامح غاضبة وقال فى هدوء خفيض اقشعر بدنها من برودتة وقال عضو فى فريق العمل ولكن الاسماء التى اعطيتنى اياها لم يكن بها اسم امرأة ...ومسح جسدها بنظرة وقحة مستهزئة ...اثارت نظراتة حنقها وتقدمت خطوة حتى وقفت امامة وقالت وابتسامة باردة تزين محياها جو كاروسكى سعيدة بلقاؤك سيد برايان ...ضيق عينية بتفكير واعتمت عينية من جرئتها ثم ارتفعت زوايا شفتية بابتسامة ساخرة وترك يدها معلقة لحظات فرفعت حاجبها فى تحدى سافر ...وقال هل ستحتملى الغابات انستى ؟؟......رد جيرى علية وقال بثقة ان جو اصولها امازونية برايان لاتقلق عليها بل اقلق علينا نحن ....تواجهت نظراتهم برهة وشعرت بعيناه التى كستهم الدهشة الماكرة وشعرت بالحرج من يدها المعلقة وهمت بأن تعيدها الى جوارها ولكنها فوجئت بابتسامتة تزيد اتساعا والتقط يديها المتراجعة بيدية الكبيرة واخذ يضغط عليها محاولا جعلها تتألم او تتذمر من ضغطة المتزايد ولكنها احتملت الالم وعلمت مباشرة ان هذا الرجل لايطيقها وقد اعلن الحرب عليها ......رفعت حاجبها فى تهكم وتحدى وحاولت سحب يدها فرفض افلاتها فقالت بتذمر واضح لو تسمح يدة ...تصنع الغباء والنسيان وقال بمكر اوة لم الاحظ عذرا مرحبا بكى فى الامازون عزيزتى ان وجود امرأة امازونية فى الموقع سيزيد اثارتة وجاذبيتة ...ثم التفت الى جيرى وقال اعتذر بشدة عن التأخر جيرى ولكن حدثت بعض الامور ...قال جيرى حمدا لله انك وصلت وهذا هو المهم اتمنى ان تكون الامور كلها بخير هز رأسة بالايجاب ثم التفت الى جو وقال بهدوءمن الجيد انكى لم تحضرى حقائب كثيرة مثل باقى النساء فى رحلاتهم ....ابتسمت ببرود وقالت انا معتادة على السفر واعلم جيدا ما احتاجة وانا اعلم ايضا اننى لست فى رحلة استجمام بل فى رحلة عمل ....كانت نظراتة تحدق فى ملامحها وشفتيها بجرأة تمنت من داخلها ان تصفعة ولكنها تعاملت معة بحنكة وبرود استفزازى والتفتت متوجهة الى حقائبها لكى تحملها وهى تتمتم بهمس جلف وعلمت جيدا معنى كلماتة المبطنة ولكنها تجاهلتة سترية هذا الاحمق لم تعرف انها تفكر بصوت مسموع الا عندما سمعت ضحك دريك واليخاندرو فرفعت حاجبها فى تذمر وقالت بغضب ماذا ؟؟؟......فرفعا يديهما علامة الاستسلام وانسحبا وهما يكتمان الضحك بصعوبة لم يسمعها جيرى الذى انهمك فى الحديث مع صديقة ...بعد قليل سمعت برايان يحيى اعضاء الفريق وابتسامة واثقة تزين شفتية وعندما تتلاقى اعينهم تتحول الابتسامة الى اخرى ساخرة ..شعرت بالدهشة فهذة اول مرة ترى الرجل ...لماذا يمقتها هكذا فعيناة تطلق سهاما باتجاهها ...تنبهت على صوتة قال اعذرونى لتأخرى سيحضر جورج فى اى لحظة فهو ينهى بعض الاشياء بالمطار وسرعان ما سيحضر لنكمل رحلتنا لم يكد يكمل كلمتة حتى حضر رجل فى نهايات الاربعين نحيل الجسد ملامحة الهادئة وعيناة الصغيرة التى تختفى تحت نظارتة الطبية تنم عن ذكاء وفطنة كبيرين القى التحية على افراد الفريق بملامح فرحة وحماسية لوجودهم الذى ينبىء بنهاية بحثهم وتوثيق النبات وانساب الفضل الى مكتشفية ...اتجهوا جميعا وبرايان يقودهم الى الميناء واستقلوا قارب ليوصلهم الى فندق ...اريا ...فى ادغال الامازون فى رحلة نهرية .... سيقضون بة هذة الليلة وفى الصباح سيتجهون الى مكان النبات الذى يقبع بداخل الادغال الموحشة وسيستغرق الوصول الية حوالى يومين قال برايان بعملية جورج هو احد افراد الفريق واعز اصدقائى الذى كان معنا منذ بداية بحثنا عن نباتنا النادر وهو باحث فى عالم القبائل البدائية بالمعهد البرازيلى ....انتبهت من تأملاتها للطبيعة وذلك النهر الرائع على حديثة عن القبائل البدائية وقالت مستفسرة هل مازال هناك قبائل بدائية لم تكتشف بعد فى هذة الغابات؟ ...لونت السخرية ملامحة الجادة وقال نعم عزيزتى مازالت هناك قبائل لم تكتشف بعد ومازالت هناك مناطق بالامازون لم تطئها قدم الانسان بعد ومنها تلك المنطقة التى وجدنا بها نباتنا وضحك بتهكم وتابع لاتخافى لم نجد اثرا لاكلى لحوم البشرهناك ولا للامازونيات اللاتى يقتلن الرجال كما يشاع ....اشتعلت وجنتاها بالغضب لسخريتة انة يهينها عن عمد ماذا يظنها هذا الاحمق المتعالى ....ردت بغرور اعلم سيد برايان جيدا ان اكلى لحوم البشر موجودين وتم اكتشافهم بالفعل على قيد الحياة فى تلك الغابات وبالنسبة للامازونيات فكلى ثقة انهم مازالوا هناك ولكن انت بنفسك قلت ان هناك مناطق لم ئطئها قدم بشر اى ان هناك احتمالية لوجودهم وقد سمى هذا النهر تيمنا بهم ...هز كتفية بلامبالاة اغضبتها وقال بثقة اعلم جيدا ان الامازونيات ليس لهم وجود عزيزتى فهذة الاسطورة تناقلها العالم وهى ليس لها اساس علمى صحيح وقد سمي هذا النهربالامازون نسبة الى الكلمة الهندية اماسونا اى محطة القوارب نظرا لشدة التيارات فى هذا النهرشعرت بالنيران تخرج من اذنها من فورة غضبها انة يتعمد اثارة غضبها ويشكك فى اصولها ...لم تلاحظ الفريق الذى كان حابسا انفاسة يراقب حديثهم المنفعل باستمتاع فهم يعرفون جو جيدا لن تتوانى على الهزيمة وخاصة عندما يمس الامر شخصها ...ضحكت ببرود ساخر وقالت اة من العلماء امازالت تلك العقلية المتحجرة مسيطرة عليهم ياالهى ...ياعزيزى سيد برايان ان الرحالة فرانكشسكو دى ادربلانا اكد انة التقى بفريق من نساء الامازون المحاربات اثناء ارتيادة امريكا الجنوبية فى القرن السادس عشر وذلك عند هذا النهر واشارت بيديها الى تلك المياة المتلالئلئة تحت اشعة الشمس الذهبية وتابعت وبالفعل وجدوا قبورا جماعية لهياكل عظمية لنساء لقوا حتفهم على اثر اسهم وخناجر ووجدوا معهم بعضا من اسلحتهم كالحربة ونصف درع على شكل هلال والبلطة الخفيفة ....كان يراقبها وهى تتحدث بفخروثقة واعجاب خفى يتألق بعيناه ...وقال بعملية ...ان العلماء المتحجرين العقول عزيزتى هم الاقرب الى الحقيقة لان لديهم اثباتات عملية وتلك المقابر التى تستدلين بها قالوا عنها ايضا انها مقابر جماعية للنساء اللاتى متن على اثر الحروب بين الطرواديين والاغريق وقد هبت النساء الطروادية لانقاذ مدينتهم ومساعدة ازواجهم فارتدوا رداء الفرسان واشتبكوا مع الاغريق وقتلوا على اثرها فقام ازواجهم بدفنهم ووضعوا بجوارهم هذة الاسلحة تكريما لشجاعتهم وانهم حاربوا مثل الرجال .....تمنت ان تقذف بة فى هذة اللحظة الى عمق المياة وتغرقة بها ....ضحكت بهدوء وثقة تناقضت مع نفسها الثائرة ومشاعرها المتمردة وقالت عزيزى سيد برايان....ان الامازونيات موجودات وسأثبت لك ب...قطع حديثها صوت صرخات لرجل على جانب النهر قصير لايرتدى سوى سروال قصير ويرفع يدة فى تحية غامضة ويمسك بيدة بوق كبير ....حرك برايان وجورج ايديهم وتكلموا بضع كلمات بالاتينية ...ثم جلسوا مكانهم قال جورج ...ان هذا ابتميلوس انة حارس قبيلة بدائية تسكن على جانب النهر وقد زرناهم كثيرا ومعتادون على تحيتة فى ذهابنا وايابنا الى مقر البعثة .......وابتسم بوقار ثم قال وبالنسبة لموضوع الامازونيات انسة جو ونسبة الى توغلى فى ذلك العالم الغامض لان دراستى حول القبائل البدائية وضحك بهدوء فهمت مغزى كلماتة فهو لم ينطق بكلمة فى الجدال الدائر بينها وبين برايان وكان هادئا يستمع فى صمت لحديثهم وهو الاعلم بينهم بصحة هذة الامور ...تابع قائلا ان المعلومات التى وردتنا لم تؤكد او تنفى وجودهم وبذلك انتى على حق وبرايان على حق لانعلم بالفعل صحة هذة المعلومات حتى يومنا هذا ..هدأت جو قليلا للهجة الرجل الهادئة الوديعة وابتسمت بصدق وقالت اعلم ذلك جيدا جورج وتستطيع مناداتى جو هذا يسعدنى وكلى ثقة اننا سنتحدث كثيرا فى هذا الامر فانا اريد ان اعرف كل شىء تعرفة عن جداتى الامازونيات ...ورمت برايان بنظرة قاتلة متمردة و كان يحدق فيها ببرود وعينية تضيق بمكر عندما ازالت الالقاب بينها وبين جورج واعطتة ابتسامة ساحرة من ابتساماتها ....واتجهت تجلس بجوارة يتناقشان ...كان غارقا فى افكارة ولم ينتبة الى جيرى الذى كان يحدثة عن النبات النادر الذى اكتشفة...فانشغل بالحديث معة عن ماهية الظروف المناخية المتقلبة فى هذة المنطقة وانة لايستطيع الجزم بميعاد انتهاء التصوير فكل شىء هنا مرهون بالطقس المتقلب نظرا لطبيعة المناخ الاستوائية....استغرقت الرحلة النهرية حوالى الثلاث ساعات من مطار ماناوس وحتى فندق أرياو .....بدأت ابراج الفندق العالمية فى الظهور بالافق والذى صمم للسواح المستكشفين على هيئة ابراج خشبية مرتفعة عن الارض تعلو احد عشر مترا بسبب حالات المد العالية وحماية النزلاء من الحيوانات الضارية والافاعى السامة ويصل بين تلك الابراج جسور خشبية تصل اطوالها الى ثلاثة كيلو مترات التهمت جو الطبيعة من حولها بحواسها بنهم والابتسامة الشغوفة تظهر على ملامحها بوضوح...نظرت الى السماء الواسعة التى كانت لوحة بديعة رائعة الجمال بزرقتها ومجموعة من اسراب طائر الماكو تخترقها ببهاء لتضيف التناغم والسحر الى اللوحة الغامضة ...اقترب برايان منها بهدوء واعجبتة ملامحها المتأملة وقال بهدوء وكأنة يحدث صديقة وان حديثهم الماض لم يحدث ...انها اكبر الببغاوات حجما على الاطلاق ولهذة الطيور البديعة اجنحة قوية وثقيلة واكثرها انتشارا هنا وسترينة كثيرا هو الازرق والاحمر وهى ذات ذيل جميل ومنقار كبير ويمثل ذيلة اكثر من نصف طولة الكلى اذ يصل الى مئة سم وجورج كان يمتلك واحدا فى العام المنصرم يجمع بين اللونين واهداة الى صديق لة فى احدى قبائل الاباتشى ...حدقت في ملامحة ببلاهة وعيناها متسعة من دهشتها من تصرفاتة الغريبة الاطواروانطلقت الكلمات من بين شفتيها بدون ان تستطيع كبحها هل انت معقد من النساء؟ تغيرت ملامحة فى لحظة الى السخرية ثم انفجر فى الضحك مما اثار انتباة ركاب القارب نادى جورج بأعلى صوتة وقال جورج انها تظننى معقد من النساء واشار اليها فى سخرية ابتسم جورج بهدوء ...شعرت بفوران الغضب بداخلها كالبركان ووبخت نفسها بعنف لنطقها هذة الكلمات وكان غضبها الاكثر من برايان الذى كان لايزال مستغرقا فى الضحك وينظر الى وجنتيها الملتهبتين من الحرج بسخرية ..تداركت نفسها بسرعة ورسمت ابتسامة باردة على شفتيها وتجولت بعيناها بين ركاب القارب وكان جيرى هو الوحيد الذى لايسخر منها فاعطاها دفعة من الثقة فى النفس وقالت واثقة من انك لست معقدا من النساء ولكن النساء هن من يهربن منك وهذا شىء اكيد ياسيد برايان تغيرت ملامحة الساخرة فى لحظة واقترب منها وملامحة تعلوها الشراسة والغضب تسمرت مكانها ونظرة عينية الحانقة اصابتها بالرجفة وكاد ان يقول شيئا لولا تدارك جورج الموقف وحضورة سريعا ليقف حائلا بينهما ويسحبة من يدة فى حزم وهو يقول بمرح محاولا مداواة الموقف ان برايان سريع الغضب عزيزتى لاتأبهى بة ...قال براين عندما تكون امامى امرأة تظن نفسها حاذقة فهذا يثير غضبى وبشدة ...كان الجميع يحبسون انفاسهم حتى جيرى كان ينظر لهم نظرات غامضة لم تستطع فهمها وهو من كان لها كتاب مفتوح ....فكرت اكان سيضربها برايان لولا تدخل صديقة ياالهى ما هذا الحظ العثر ؟...حلم عمرها ينغصة ابلة مثل هذا البرايان ...ضغطت على شفتيها بقوة من غضبها وهى تراقب الصديقين وهما يجلسان فى مؤخرة المركب يتهامسان وبرايان عيناة تطلق شرارات غاضبة اثارت تحفزها ...فهذا الرجل ليس سهلا وسيجعل عملها مستحيلا وخاصة بعد ان اثارت غضبة هكذا ولكن ماذا فعلت لقد سألتة سؤالا بسيطا لما كل هذة الجلبة....رفعت انفها بشموخ ولمعت عيناها بوميض التحدى واتجهت نحو جيرى وجلست بعد ان رمت اليخاندرو ودريك بنظرة حانقة لاستمرارهم فى الضحك ...قال قائد المركب اونزو سنرسو الان يا شباب استعدو ....كان جيرى دافنا رأسة فى كتابة وقال ارى انك وبرايان تتفقان جيدا قالت بسخرية ممتزجة بالدهشة من رد فعلة ...هة نعم سنكون افضل الاصدقاء يالك من عبقرى وسريع الملاحظة ...ارتفعت زوايا فمة فى ابتسامة بريئة وقال يغيظها حسنا ايتها الحاذقة لاتنسى انة هو رئيسك الان ولنجاح العمل يجب علينا جميعا التعاون وكبح جماح غضبنا ...تنهدت بعمق وهى تهب واقفة لتحمل حقائبها وانهمك الجميع فى حمل المعدات وتوصيلها الى ضفة النهر حيث يقبع فندق اريا الساحر ....دخلا الفندق وكان فى استقبالهم السيدة ماركين التى اصطحبتهم الى غرفهم ...لكى يستريحوا من عناء الرحلة لم ينظر اليها براين طوال الوقت وتجنبها ببرود ...فشعرت بالراحة تعود اليها قليلا ...دخلت غرفتها ووضعت حقائبها القليلة فهى تعرف جيدا ما تحتاج الية نسبة الى خبرتها الكبيرة فى الترحال بضعة بناطيل قصيرة وسترات قطنية لامتصاص العرق لان الجو شديد الحرارة وقبعات بيسبول وبعض مزيلات العرق وبالطبع المواد الطاردة للحشرات لكى لاتلتهمها الحشرات الامازونية كما قالت جدتها ...واحذيتها الرياضية المطاطية الخفيفة والمتينة ...وفى الحقيبة الاخرى كاميرتها المحمولة وكاميرا فوتغرافية صغيرة والكثير من الافلام لكى تشبع هواية التصوير بداخلها وتصور كل ما تراة لتشاهدة جدتها عند عودتها الى وطنها ...وتذكرت اليوم الذى قضتة بصحبتهم قبل سفرها وحالة جدتها كانت مذبذبة ولكن اليوم كان رائعاواهداها جدها قلادة ذهبية صغيرة معلق بها قلب ماسى احمر اللون تنزف منة قطرة فى لون قطرة الدماء تشبة كثيرا تلك الزهرة النادرة التى تسمى نزيف القلب ....وقال لها انها كانت ملك جدتها وقد اخبرتة ان يعطيها اياها قبل ان تفقد ذاكرتها ولا تتذكر مكانها حين يحين موعد زفافهاابتسمت وهى تخرج ملابس نظيفة لكى تغتسل ووضعت يدها على رقبتها تتأكد من وجود السلسلة الصغيرة ....بعد حوالى ساعتين هبطت الى مطعم الفندق وكان رفاقها لايزالوا فى غرفهم من المؤكد انهم يستريحون اما هى فلم تصبر تريد اكتشاف المنطقة واشباع شغفها ...كانت تعلق كاميرتها الفوتغرافية فى عنقها وترتدى بنطال جينز قصير وتى شيرت احمر موشى بازرق وحذائها الخفيف شعرت بالانتعاش بالرغم من حرارة الجو والاختناق بسبب الرطوبة العالية فى المنطقة الاستوائية ....اخذت تتجول فى الفندق قبل ان تجلس فى المطعم ورأت تلك الاثار البديعة الشكل المتناثرة فى ارجاؤة وتعود الى القبائل البدائية جذب انتباهها نصف قناع محفور علية امرأة بشعر طويل يصل الى خصرها وتمسك بلطة خفيفة بيدها وقوس فى اليد الاخرى ...تلمستة جو والابتسامة تداعب شفتيها فوجئت بصوت من خلفها يقول من اروع الاثار القديمة هنا التفتت الى صاحبة الصوت واتسعت ابتسامتها وهى تسأل هل هو اصلى ؟...اومأت السيدة ماركين بالايجاب وملامحها السمراء تنضح فخرا وهى تقول لقد اهدتة لنا بعثة افريقية كانت تبحث عن اصول الامازونيات وحقيقة وجودهم ووجدوا مقبرة تجمع اسلحة واقنعة مثل هذة وكانت كلها مصممة لانثى وصمموا على حصولنا على هذا القناع لنتذكرهم بة ....كانت كل حواسها منتبهة لحديث المرأة وقالت بحماسة هل تقصدين انهم بالفعل تأكدوا من وجودهم ...؟ ابتسمت السيدة بثقة وقالت لم يجدوا الا جثة واحدة فى المقبرة وللاسف فشلوا فى تحديد نوعها ولكنهم سافروا وهم واثقين فى وجود الامازونيات ....ضمت حاجبيها فى حركة مرحة وتابعت اراكى مهتمة للغاية بالامازونيات عزيزتى لقد كانت قبائل شرسة ....ضحكت جو بمرح وقالت نعم اعلم فعالمهم الغامض يجذبنى بشدة كان حلمى ان احضر الى هنا ولمعت عيناها ببريق المغامرة ثم تابعت وانوى استغلال كل الفرص لارى كل زاوية بتلك الطبيعة المتوحشة ....ضحكت السيدة ماكلين لتعبيرها وقالت حسنا عزيزتى ولكن اعتقد ان برايان هو المسئول عن البعثة تجهمت ملامحها وهى تجيب نعم وماذا فى ذلك ...؟ انفجرت السيدة ماكلين فى الضحك حتى دمعت عيناها وقالت موضحة كم اتمنى ان ارى وجهة وانتى تخبرينة بحلمك عزيزتى برايان مصاب بمرض القلق لو استطاع ان يحبس كل اعضاء فريقة وبعثتة فى غرفة ويغلق عليهم وسط الغابات لفعل انة يهاب بشدة ان يؤذى احد تحت قيادتة ....رفعت جو حاجبها فى سخرية وقالت يالة من قائد .....تأملتها السيدة ماكلين قليلا وقالت لنذهب الى المطعم اظن انكى تتضورين جوعا...فى طريقهم تقابلا مع اليخاندرو وهو يضع يدية فى جيب شورتة الكاكى ويجيل بنظرة فى الوافدين وانتبة عندما قابلهم قال مرحبا الم يأت الرفاق بعد ؟....قالت جو لا ليس بعد انا واثقة انهما غرقا فى النوم يجب ان تذهب لايقاظهم ...دار على عقبية وقال بمرح حسنا سيدى ...جلست جو على طاولة كبيرة وودعتها السيدة ماركين لترى اعمالها بعد ان نصحتها ان تتناول سمك الديسكس الذى يشتهر بة نهر الامازون ...لم تستطع الانتظار حتى يأتى افراد الفريق فهى لم تأكل شىء منذ بداية رحلتها حتى كوب العصير الذى طلبتة فى المطار نسيتة فى غمرة لقاؤها ببرايان ....نادت على النادل الذى اتى مسرعا وابتسامة متألقة على شفتية طلبت سمك اليسكس وبعض السلطات واناء كبير من عصير المانجو الذى تعشقة ....اتى النادل بالطعام فى نفس الوقت الذى حضر فية اصدقاؤها فقال جيرى ياالهى الم تحتملى حتى نحضر ضحكت بمرح وقالت لم استطع الاحتمال وخشيت على نزلاء الفندق ان التهم احدهم فانت تعلم اننى عندما اشعر بالجوع اصبح كالمجنونة ...ابتسم جيرى وفكر نعم هو يعرف جو عندما تغضب او ينتابها القلق تأكل بشراهة كأنها تخرج غضبها المكبوت فى الطعام وعندما تكون سعيدة لاتقرب الطعام ...غريبة الاطوار كعادتها دائما ...راقبها وهى تقول لن انتظر حتى يأتى طعامكم...... وبدأت فى الانهماك فى طعامها ضحك الرفاق وطلب كلا منهم طلبة جيرى طلب مثلها واليخاندرو طلب مشويات ودريك طلب طعام نباتى لانة لا يقرب اللحوم ....ظلا يتسامرون ويمزحون طوال الوجبة وفى منتصفها قال جيرى سيأخذنا برايان من هنا فى الصباح الباكرفلا تتأخروا فى الاستيقاظ وهذة المرة اوجة كلامى لك دريك لقد ايقظتك بمعجزة منذ قليل ولا اريد برايان ان يكون فكرة خاطئة عن فريقى ....قالت جو بتذمر برايان برايان برايان ما هذا ااصبح هذا الرجل وصيا علينا نحن فريق العمل جيرى ...قاطعها جيرى بحركة من يدة يوقف استرسال كلماتها وقال نحن لم نأتى الى هنا بمحض ارادتنا جو وهذا الرجل يؤدى خدمة كبيرة بأن اختيارة وقع علينا لننتج لة الفيلم عن هذا النبات النادر ....زفرت جو بضيق وانهمكت فى الطعام بغل وقالت وما نوع هذا النبات لم يخبرنا اى احد عنة اى شىء منذ وصولنا ؟.....قال اليخاندرو وهو يقضم قطعة من اللحم فعلا لقد سألت جورج فتجاهل سؤالى وقال ليس مسموحا ان اعطيكم اية معلومات فى وقتنا الحالى ...برايان هو المسئول وسيخبركم كل شىء ...رد جيرى بهدوء لقد اخبرنى ان هذا النبات هام ونادر ولكنة لم يوضح اظن ان هناك امرا مريبا يحدث وبرايان لايريدنا ان نعلم اى شىء عن هذا النبات حتى وصولنا الى مكانة النائى ....وقد اوصلنا ورحل وسيعود مبكرا ...شعرت جوبغصة لاتعلم لماذا ؟...ولكن شعورا بالراحة والسلام تسلل الى جنباتها ...وروح المغامرة اصبحت اقوى وفكرت حسنا يبدو ان الان هو افضل وقت لاكتشاف الاجواء المحيطة بالفندق لن تذهب بعيدا فقط فى الجوار ...انهوا طعامهم مع غروب الشمس وجلس اليخاندرو وجيرى يتحدثان ودريك يتحدث مع خطيبتة عبر الشبكة العنكبوتية على كمبيوترة المحمول قبل ان يتوغلا بالادغال ويفقدوا كل اتصال بالعالم المتحضر ....تسللت بهدوء بدون ان يشعر بها احد واتجهت نحو الجسور الخشبية تصور بكاميراتها الفوتغرافية كل ما تقع علية عيناها بمهارة احترافية متميزة ....اقترب منها قرد صغير وابتسم مظهرا اسنانة جفلت فى البداية ولكن سرعان ما ابتسمت ومدت يدها نحوة وفى هذة اللحظة اختطف كاميرتها وانطلق يقفز عبر الحبال الغليظة التى تصل الجسور ببعضها ثم قفز بين اشجار الغابات متجها الى الادغال صرخت وانطلقت ورائة بدون وعى وهى توبخ نفسها لاقترابها منة هبطت الى الادغال وكلما توغلت التفتت ورائها تراقب ملامح الفندق كى لاتضيع كانت الشمس فى نهاية عهدها والشفق الاحمر يلون الاجواء فيضفى عليها وحشية مرعبة لمن يراها وخاصة تلك الاشجار العالية الملتفة الاغصان ...وجدت القرد اعلى شجرة التيمبو المميزة باوراقها الخضراء المتفاوتة الدرجات وكان منهمكا فى تأمل الكاميرا وفحصها ...كانت التربة موحلة قليلا فتلطخ حذائها وقدمها حاولت الاشارة الى القرد ولكنة لم يعرها ادنى اهتمام ...صرخت قائلة تحدثة ايها القرد اتتحدانى سأحصل على كاميرتى رغما عن انفك وحاولت تسلق الشجرة ولكنها فشلت ....فأخذت تبحث عن شىء تقذفة بة كما فى قصة الرجل الذى كان يقذف القرد بالاحجار ليبادلة القذف بالموز لشدة جوعة برغم ضيقها وتوترها من ان يحدث شىء لكاميرتها الغالية انفجرت ضاحكة ...نظر لها القرد ثم احتضن الكاميرا ونزل بهدوء من اعلى الشجرة واقترب منها فصعقت لفعلتة ورجعت خطوة للخلف لتصطدم بجسد بشرى سرعان ما احاطها بذراعية وشعرت بحرارتة فصرخت بفزع ونشبت اظافرها فى يدة والتفتت لتواجة ذلك الوجة المتجهم الساخر وهو يوبخها بصوت هادىء من بين اسنانة دب الذعر فى قلبها ماذا بحق الجحيم تفعلين هنا ؟.....الم تصلك اوامرى الا ينزل احد منكم الى الادغال وحدة
أنت تقرأ
اكسير الحياة
Aventuraالطبيعة ....الادغال....السحر .....الشغف....الحب......الغموض ..... غابات الامازون ....اعزائى اسمحوا لى ان اصطحبكم فى مغامرة على ضفاف نهر الامازون بسحرة الغامض ...وطبيعتة المتوحشة ........ .....اكسير الحياة.... الكاتبه malksaif