الفصل الثامن
خذى لقطة أخرى جو هذة ليست جيدة .....قال جيرى بضيق فجو ليست كعادتها حتى عملها الذى كان يميزها اخفقت فى كثير منة لقد بدأوا التصوير منذ خمسة ايام ولم يتم انجاز الكثير فالعديد من المشاهد تم اعادتها بسبب عدم تركيزها لايعلم ماذا يحدث لها فجو المرحة صارت اغلب الوقت شاردة وتركيزها ضعيف للغاية ....تسائل جيرى هل للامر علاقة ببرايان ؟ ان علاقتهم غريبة فبعد التحدى الغريب الذى كان بينهم اصبحا يتجاهلان بعضهما ولايكونا فى نفس المكان سويا الا فى اضيق الحدود التى هى مواعيد العمل مثل الان ....التفت الى برايان الذى كان مستندا على جذع شجرة وبجوارة ليليان التى لاتكف عن الثرثرة والضحك وبرايان يسايرها بسلاسة غريبة ..التفت الى جو التى كانت تحاول تصوير جذع الشجرة عن قرب وارنولد يشرح لها كيفية نمو هذة الثمرة المتدلية من بين اغصانها ....شعر جيرى بالضيق والغضب حين توارد الى خاطرة ان تكون جو غارقة فى حب برايان وشعر بوخزة حادة تخترق اضلاعة لتصل الى قلبة ....تنبة من افكارة على نداء ماكس لنتناول الطعام ياشباب ثم نعاود العمل ......كانت الظهيرة حارقة الوجوة تتصبب عرقا ومتوهجة بشدة والرطوبة خانقة ...زفرت جو بقوة وقالت ان الجو كالجحيم هنا ...ضحك ارنولد وقال مع الوقت ستعتادى الاجواء عندما حضرت هنا اول مرة كنت اشعر اننى أذوب وامتلأ جسدى بالبقع البنية من حرارة الاجواء ولكن بعد مرور اسبوعين اصبحت اعشق تلك الحرارة حتى اننى عندما اعود للوطن اكون متحرقا للعودة لاستمتع بتلك الحرارة وتلك الرطوبة الخانقة ...ضحكت جو وقالت لقد اصبحت مدمنا للامازون هز ارنولد رأسة بالايجاب وقال نعم هذة حقيقة ان الامازون ادمان رغم كل مخاطرها ولكن عندما تطئها قدمك فان رباط غريب يصل ين تلك التربة البنية وروحك فيتسلل هذا الولة الغريب الى الداخل ويسيطر على روحك قبل ان تدركى ....هل تعلمين هناك اساطير تقول ان الارض الامازونية بها ارواح عديدة تتلبس من يطئها بقدمة فيصبح عاشقا لها ولايستطيع بتاتا ان ينفصل عنها حتى لو غادرة فتلك الروح الامازونية ترحل معة وتصبح جزء من كيانة لايستطيع التخلص منها ......ومهما تغيب عن تلك الارض فانة يوما يعود او تصبح روحة بعد موتة هائمة لاتعرف الاطمئنان او السلامة ....نظرت لة جو بجدية وقالت هل تصدق تلك الترهات ...حدق ارنولد فى عينيها وقال هل تريدين الحقيقة ؟....هزت رأسها بالايجاب فتابع نعم اؤمن بهذة الاسطورة بالاخص لاننى اشعر بها ......فقالت جو بعملية ولكن كما سمعت ان العمل هنا على وشك الانتهاء والطبيعى ان تعودوا جميعكم الى الوطن ابتسم ارنولد وقال الا انا وجورج وبرايان فقد اتفقنا على البقاء سنساعد جورج فى بحثة عن احدى القبائل الامازونية التى صادف اكتشافها بالاقمار الصناعية فى اعماق الادغال وعندما شعروا باكتشاف موقعهم هجروة ولجأوا الى موقع جديد يحتمون بة ان هذة القبيلة لاتعلم شيئا خارج حدودها الضيقة حتى علاقاتها مع القبائل الامازونية المعروفة مقطوعة ويعتبروا مجهولين للعديد من تلك القبائل ..كانت جو مصدومة وهى تستمع الى ارنولد وشعور بالالم يجتاح اطرافها عندما شعرت لوهلة ان مهمتهم ستنتهى وسيكون بينها وبين حب حياتها العديد والعديدمن الاميال ...ستتركة فى تلك الارض التى عشقتها ذات يوم اما الان فقد اصبحت تشكك فى ذلك العشق لشعورها بالالم تحت ظلال اشجارها العملاقة وبالفعل بدأت تؤمن بتلك الاسطورة التى تقول لاحب تحت ظلال اشجار الامازون والفراق هو قدر تلك القلوب انتبهت من شرودها على صوت ارنولد وهو يقول هل تصدقين ان تلك القبيلة لاتعلم شيئا يدعى ملابس فالاقمار الصناعية التقطت لهم بعض الصور النساء تطلى جسدها ووجهها بطلاء احمر غريب والرجال يطلون نفسهم بطلاء اسود ....وتابع ممازحا لم اصدق عيناى عندما رأيت هذة الصور الغريبة ....مثلما قال برايان ياللطبيعة الساحرة جميعنا متشوقين للبحث عن تلك القبيلة وايجادها سيكون سبقا جليلا عندما نخرجهم من غياهب الجهل ونحاول استدراجهم الى التحضر ...قالت جو بفضول ولكن على قدر معرفتى ان تلك القبائل لاتريد ان تعيش فى التحضر والدليل على ذلك قطعها لجميع علاقاتها بالقبائل المعروفة وايضا هجرها لموقعها عندما اكتشف ...قال ارنولد ولكن هذا خاطىء عزيزتى يجب ان نساعدهم ونخرجهم من غياهب ذلك الجهل...توقفت جو عن المشى وخلعت قبعتها ومشطت شعرها بيدها فانساب على كتفيها بعفوية وقالت بغيظ اوة ارنولد هل تفهم ما اقولة ان تلك القبائل لها تحضرها الخاص واعرافهم وتقاليدهم التى ولدوا عليها ولا يريدون تغييرها ولذلك يعيشون بعيدا عن الاجواء المكشوفة فاذا حاولت الاقتراب من حياتهم او شعروا انك وفريقك تمثلون تهديدا لطريقة عيشهم ستكون نهايتكم اكيدة ....ولن تستطيع بعدها رؤية التحضر الذى تريدة ولا هناك ولا فى وطنك المتحضر ...رفع ارنولد حاجبة بتعجب من دفاعها المستميت وقال ياالهى جو ان اصولك تظهر بوضوح عندما تغضبين وخاصة عيناكى ياالهى ...اقترب جيرى منهم وقد كان يستمع الى حديثهم باستمتاع وتدخل قائلا يجب ان تخشى على نفسك ارنولد فجو ليست على طبيعتها تلك الايام واخشى ان تكون فى طريق تحولها الى البدائيين ....ونظر لجو ووميض عينة بهما بريق غامض فهمتة جو مباشرة انة يوبخها لطريقة عملها ...فزفرت بهدوء وقالت اعذرونى سأغتسل اولا ...واتجهت نحو الخيمة وعينيها تبحثان بدون وعى عن البوتو الذى نجح فى ايقاعها فى حبائل الحب المهلكة وبدأ يترك اثارا دامغة على شخصيتها وتركيزها فلم يكن لة اثر ...فركت جبينها بعصبية ...انها لم تواجهة منذ تلك النزهة التى انتهت بشكل كارثى عندما خرجت من خيمتها لتحضر بعض الماء من الخزان فوجدت ليليان مستكينة برضا فى احضان برايان ويمسد شعرها برقة ويهمس فى اذنها بكلمات جعلت ليليان تبتسم كعاشقة ونظراتها حالمة ثم لفت يديها حول رقبتة ورفعت نفسها على اطراف اصابعها وغابا فى قبلة طويلة صدمتها وجعلت اطرافها تتجمد فعادت ادراجها الى خيمتها بصعوبة بدون ان يشعرا بها ...كان منظرهما طعنة قاسية الى قلبها وأخذ عقلها يعمل بضراوة ويتسائل هل يحب برايان ليليان ولذلك احضرها الى هنا لقد اخبرها جورج ان الوحيد الذى ظل على علاقة جيدة بابنتة هو برايان ....وتذكرت البوتو فصدمها خاطر ان يكون برايان مخادعا ويغويها وتسائلت بغضب كيف يفعل ذلك وجورج اعز اصدقاؤة ....كان يوما غريبا بدأ بحلم وردى وانتهى بكابوس حاول برايان محادثتها ولكنها عاملتة ببرود فلمعت عيناة بالغضب الذى لن تنساة وخاصة عندما سخرت من لقبة امام الفريق وقالت لة يجب ان لاتفخر بهذا اللقب ستأتى امرأة ذات يوم ولن تستطيع اغوائها ويقع الامر برمتة على رأسك فى النهاية فرد عليها بقولة هذا اذا كنت تافها وأؤمن فى الحب تلك النكتة الساخرة واستمر كلا منهما يوجة كلمات لاذعة حتى انسحب الفريق واحدا تلو الاخر بدون ان يلاحظا وفى النهاية قال لها تحدينى وسأجعلك تندمين جو وذهب منذ ذلك اليوم وارتدى قناع اللامبالاة والسخرية واصبحت كل تصرفاتها مراقبة بدقة وينتظر اقل خطأ منها ويعلق علية فى البارحة اثناء التصوير اهان عملها امام الفريق برمتة حين صورت بعض المشاهد ولم تعجبة فأخذ يوبخها بعصبية زادت من توتر الاجواء بينهم ولاحظها الفريق ولكن لم يجرؤ احد على التعليق ولكنها ايضا لم تترك ثأرها لقد كانت توضح وجة نظرها بجرأة وتدافع عن عملها بضراوة على الرغم من انها بداخلها تعلم ان هذا ليس افضل ما لديها ...دخلت الخيمة وهى تفكر ففوجئت ببرايان امامها قالت بغضب ماذا تفعل هنا ؟ تأمل ملامحها المتوهجة وحبة العرق التى مسحتها بعنف من على جبينها وراقبها وهى تعقص شعرها اعلى رأسها وترمقة بنظرات حانقة اثارت استياؤة ...فقال بهدوء انتظرك ...قالت بنفاذ صبر لماذا؟.....وضع يدة فى جيبة وقال بفظاظة لايعجبنى عملك .اصابتها كلماتة فى الصميم فاتسعت عيناها دهشة وقالت حسنا وماذا بعد؟......قال بعملية اذا لم تخرجى افضل طاقاتك فى العمل سأعيدك الى الوطن وانا اعلم جيدا ان ما بذلتية من جهد فى اليومين السابقين لم يكن اقصى ما تملكينة وقد أكد جيرى تخمينى اليوم وانا لن تأخذنى اى رقة معك لأى سبب عزيزتى.........كان هجومة شرسا واحمرت وجنتيها حتى شعرت انهما يخرجان نارا شدت على قبضتيها بقوة وركز عقلها انتباهة على كلمتة الاخيرة لاى سبب هل يعتقد انها تتلمس عطفة بسبب حادثتها وندمت بشدة لانها اخبرتة بما حدث معها وقالت من بين اسنانها لاتعتقد ولو للحظة اننى اطمع فى ودك لانك لاتملك ايا من المشاعر الادمية كما اوضحت مسبقا فأنت قاس كالحجر ودفعتة بأصبعها على صدرة وتابعت وعيناة تبرق بغضب ايها الجلف القاس لقد اوضحت وجهة نظرك والان من فضلك اريد تغيير ملابسى ......اقترب منها بخفة حتى اصبح لايفصل بينهم سوى انش واحد ولفحت انفاسة الحارة وجهها فحركت مشاعرها اللعينة فأخذت توبخ نفسها وقال ببرود ساخر الم يعلمك جيرى كيف تتحدثى مع رئيسك ام انكى لاتعاملية كرئيس ...حسنا عزيزتى انا رئيسك وانتبهى الى حديثك جيدا معى فأنا لااتهاون مثل صديقك .... افحمها هجومة المتتالى ووجدت نفسها فجأة تضحك بهستريا اشعلت الغضب فى عينية ذات الخضرة القاتمة وزم شفتية بحنق ثم ربع يدية امام صدرة وأخذ يحدق بملامحها قليلا فهدأت من شدة الضحك ثم اقتربت منة اكثر حتى تلامس قماش قميصة بصدرها وقالت حسنا سيدى سأطيع كل اوامر سيدى المتسلط ...تحدتة عيناها وشعرت بغضبها وحبها يمتزجان فيكونان مزيجا خارقا بقوتة واخذت ذكرى رؤيتة تتوالى على ذاكرتها فحفزت عنادها وكبرياؤها فى مواجهتة شعرت بمدى غباؤها لاستسلامها لمشاعر الحب التى غمرتها فى تلك النزهة وقررت ان تقوم بما يقوم بة ستغلف نفسها بشرنقة معقدة ومتشابكة لايستطيع اختراقها حتى لو كان كنسمة الهواء ....ضاقت عيناة فى محاولة لفهم تصرفاتها ولكن واجهة حائط عنيد فقال بصوتة المنخفض ذو البحة الغامضة لاتثيرى جنونى جو والا ستندمين ....فقالت جو بجدية وعلام سأندم سيدى بالضبط .....لمس وجنتها بخفة واعطاها ابتسامة ساحرة من ترسانتة المهلكة وكان يعلم جيدا تاثيرها بالنساء وجو من النساء ولن تقاومها ...شعرت بالرجفة تسرى بجسدها من ابتسامتة ولكنها ملامحها لم تتغير وحاولت التماسك بشدة اذهلتة اما عيناها الخائنة فقد كانت دوما مرأة لروحها ولم تستطع التحكم بتلك المشاعر التى رسمت بداخلها ....ضيق عينية وظهرت ابتسامتة جلية على ملامحة واقترب منها وهمس فى اذنها وقال بصوت خفيض جعل القشعريرة تسرى بجسدها وتزيد من سوء حالتها ...همس برقة قاومى جو استمرى فى المقاومة فلو استسلمتى سأقتنص الفرصة وستكونين النادمة الوحيدة فى النهاية فالبوتو يترك قلوبا محطمة على فراشة .....اتسعت عيناها بدهشة من كلماتة الناعمة الممتلئة بالاشواك السامة واقسمت على اتباع نصيحتة وقالت بثقة مرتجفة لقد علمتنى الافضل والاسوأ برايان فى ان واحد حقيقة تستحق لقب البوتو عن جدارة ...وتركتة واقفا فى وسط خيمتها ودارت على عقبيها وخرجت وقد نسيت الاغتسال او تغيير ملابسها فكلماتة جعلت عيناها تدمعان ومشاعرها اصبحت بداخلها كعاصفة هوجاء اتجهت الى مقر التصوير وانتبهت على صوت جورج يدعوها لتناول الطعام فاعتذارت وقالت لست جائعة الان وهى مولية ظهرها وتحث خطاها لتبتعد عن الاعين الفضولية ...وصلت الى الموقع لم يكن هناك الا ذلك الحارس ذو الوشوم الغريبة المرسومة على وجهة وينظر لها بفضول وابتسامتة الودود لاتفارق ثغرة اشارت لة محيية واتجهت الى معداتها وبدأت فى العمل بدون مساعدة احد وأخذت ومضات الفلاش تشتعل كما تشتعل النيران بداغلها استعملت ثلاثة افلام كاملين تمهيدا للقطات الفيديو التى اندمجت روحها بها وظهر تميزها فى عملها ...انتبهت على خطوات خلفها وصوت جيرى يقول بفضول جو ماذا تفعلين ؟...قالت اعمل واخذت تعرض علية عملها وهى تقول اريد الانتهاء من العمل فى هذا المكان جيرى ...اخذ جيرى يبحث بجنون فى معالمها عن شىء يكشف ما بداخلها ولكن نظراتها التى كانت تحدق بعيناة لم تكشف اى شىء بداخلها تنحنح وقال حسنا جو كنت اظن انكى تعشقين تلك الارض ..و....قاطعها صراخها المنفعل وهى تقول حسنا لم اعد احبها لننهى هذا العمل المقيت اريد العودة للوطن ...صدم جيرى لصراخها وارتسمت دهشتة على ملامحة وعيناة التى اتسعت غير مصدق ما تقولة جو فهذة اول مرة يراها هكذا فى اوج لحظات غضبها كانت ساخرة ولكنها الان غاضبة والالم الذى ارتسم على محياها نفذ الى روحة يعذبها امسك كتفيها وهزها برفق وهو يقول ماذا يحدث لكى جو ؟...نحن اصدقاء اخبرينى ...نفضت يدية من على ذراعها وقالت اتركنى وحدى قليلا جيرى ارجوك ...وابتعدت عنة وتوغلت بين اشجار الجرافيولا وكان على وشك النطق حين قالت لاتخف جيرى لن اتوغل بالغابات انا ضمن النطاق الذى حددة الرئيس ....كان جيرى يتابعها وبداخلة يهتز بعنف لقد تأكدت شكوكة ان جو غارقة حتى اذنيها فى حب برايان ...لقد رأة خارجا من خيمتها خلفها مباشرة ورأى تعبير عينية كان واجما ومبهما ...تنبة من افكارة الشاردة على صوت برايان وهو يقول جيرى ماذا تفعل هنا ؟...واين رفيقتك ؟....التفت جيرى نحوة ببطء وهو يشعر بطعنات حادة تخترق قلبة وقال بوجوم لماذا ؟....نظر لة برايان بدهشة وقال لماذا ماذا؟....فأجاب جيرى بتوتر لماذا تسأل عنها ؟....تغضنت ملامح برايان ونظر مشدوها الى صديقة يحاول سبر اغوارة ولمعت عيناة بوميض غامض ثم اقترب منة ووضع يدة على كتفة وقال بجدية اتحبها جيرى ؟..ثم ضحك ملء فمة وقال نعم انك تحبها فهذا يظهر فى عيناك الولهانة عندما تكون فى جو بجوارك .....قال جيرى بشجاعة اغضبت برايان نعم احبها برايان احبها منذ خمس سنوات لعينة فقال برايان بتجهم يخفى مابداخلة اذا اين المشكلة الان ؟....فقال جيرى بجدية احبها منذ خمس سنوات لعينة ولكنها لم تبادلنى ذلك الحب كنت دوما صديقا ...صديقا فقط كيف استطعت فى سبعة ايام ان تجعلها تغرق فى حبك هكذا ؟....لاحت الصدمة على ملامح برايان ثم تماسك سريعا وقال استمع الى جيرى هل اخبرتك جو بذلك فهز رأسة نافيا ...وقال لو أذيتها ستواجهنى برايان ولن اخبرك عن غضبى الاسود صدقنى ...تجهمت ملامح برايان وانذرت عيناة بالغضب الشرس وقال بصوت خفيض مبطن بعجرفة ...احترس لخيالك الخصب جيرى يبدو انة يصور لك خيالات فلا شىء بتاتا بينى وبين صديقتك وانا ليس لدى وقت لاوهام النساء كل ما اهتم بة هو عملى وعملى فقط اريدة كاملا وممتازا ومثاليا فاذا كنت اعاملكم بود فهذا من اجل روح الفريق لكى اوفر اجواء مريحة للعمل فلاتذكر لى الحب وتلك الاشياء التافهة واذا كانت جو تفكر هكذا فأنا لااهتم مثقال ذرة بذلك وتذكر دائما جيرى البوتو ليس لدية قلب ليحب انا هكذا صمت قليلا ثم رفع انفة بشموخ وتعال ثم تابع ولاتهددنى مرة اخرى جيرى فهذا يكدرنى بشدة وحقيقة لااحتمل ان يهددنى احد ....التزم بعملك جيرى ولاتجعلنى نادما لاحضارك انت وفريقك منذ البداية وانا اعلم ان وجود امرأة فى الفريق سيؤثر سلبا على العمل هذا بالضبط ما كنت اخشاة ...ثم دار على عقبية وغادر الموقع وتبعة جيرى بعد دقائق معدودة لم يلاحظ ايامنهما جو وهى واقفة بقرب شجرة قذيفة المدفع الملتوية وتضع يدها على فمها تمنع شهقات البكاء التى المت حلقها وانهمرت دموعها كشلال متدفق على وجنتيها المتوهجتين ...وانطلقت تعدو بين الاشجار تريد الاختباء من الكلمات التى تلاحقها كالاشباح ....شعرت انها بكهف مظلم بالرغم من ان الشمس تتوسط كبد السماء...ولكن ظلامها كان دامسا وقادما من اعماقها شعرت بالرجفة تسرى كتيار كهربى بجسدها وتجمدت اطرافها وقفت فى وسط غيمة من الاشجار الطويلة الاعناق وتلفتت حولها فوجدت الموقع مازال على مرمى البصر فابتعدت اكثر تدفن نفسها بداخل الاحراش المتوحشة كان الحزن يضنيها وكلماتة تتردد فى أذنها اذا كانت جو تفكر هكذا فأنا لااهتم مثقال ذرة ....تأوهت بعمق وهى تتذكر اذن النزهة وكل ماحدث كان فقط وهما نسجة ليوقعها بشباكة القاسية استمرت دموعها فى التدفق وهى تفكر هذا الاحمق المتعال لقد هشم قلبها الى فتات يصعب جمعة مرة اخرى وكبرياؤها وكرامتها شعرت بهما ينزفان بشدة ...توقفت ثانية ومسحت دموعها بقسوة ولمعت عيناها بالاذدراء لحالها واخذت تصيح ايتها الغبية افيقى ...ولمعت عيناها بوميض التحدى سترية هذا المتعجرف القاس تنفست بعمق وبداخلها بركان غاضب يهز اركان كيانها وفجأة تغيرت الاجواء وتلبدت السماء بغيوم رمادية وضربت الاجواء عاصفة هوجاء كادت ان تقتلع الاشجار الضخمة من مكانها راقبت الافاعى والحشرات الزاحفة التى تسرع لتختبىء فى اوكارها خوفا من العاصفة ...وانهمر المطر كسيل غزير يشبة افواة القرب ....اصبحت التربة البنية موحلة وتلطخ حذاؤها الرياضى وسروالها والتصقت ملابسها بجسدها والتفتت لتعود الى الموقع ...ولكنها كانت قد ابتعدت كثيرا وشعرت بخفقات قلبها تقرع كالطبول ياالهى لااعلم الطريق ....تنبهت قبل ان تنهار على صياح فسارت وراء الصوت فوجدت الحارس يبحث عنها لقد لمحها من فوق مركز حراستة وتبعها خوفا على سلامتها اخذ يشرح لها لم تفهم منة ولا كلمة واحدة فقط اشاراتة التى جعلتها تدرك كيف عثر عليها ....عادت معة الى الموقع واتجة نحو شجرتة العالية وتسلقها بسلالسة وكأنة ولد على جذوع الاشجار لم يهتم بالعاصفة ولا المطر الذى اغرق الشجرة ولا تلك الرياح العاصفة التى هجمت عليهم على حين غرة ...لاحظت ذلك الشبح القادم من بعيد وعرفتة على الفور كان يرتدىمعطف واق من المطر ويحملبيدة معطف اخر ويدفع بة فوق رأسة ليحمية من المطر المنهمر اقترب منها واخذ يصرخ فى وجهها يوبخها ايتها الحمقاء لماذا لم تعودى الى الموقع حين شعرتى بهبوب العاصفة ...تأملتة وهو يوبخها بملامح جامدة لاحياة بها واخذ يدثرها بالمعطف الواقى من المطر .....صمتها ازعجة ومنظرها وشعرها منسدل على كتفيها وملتصق بوجهها ملابسها تغطيها الاوحال حتى يديها ملطخة فأجزم من انها من استنادها على جذوع الاشجار لقد طار عقلة عندما اخبرة جورج انها لم تعد للخيام ...قال بتوتر جو هل انتى بخير ؟ عيناها الواسعة كانت فقط تحدق فى ملامحة بألم لم يفهمة ....ولاحت ابتسامة متهكمة على شفتيها وقالت هل كنت تفضل ان تأكلنى الاسود لكى اريح كاهلك من تفاهات النساء ..صدم لكلماتها وعلم انها سمعت حديثة مع جيرى فامتعضت ملامحة وعقد حاجبية وقال بنفاذ صبر لنعود فالرفاق قلقون ....عادا الى الخيام وكلا منهما غارق فى شرودة وكهف الصمت المظلم مطبق على ارواحهم يحبس مشاعرهم ....قابلهم جورج وجيرى وابديا قلقهم وطمئنتهم جو بابتسامة هادئة وقالت ان كل شىء على مايرام انا بخير ودخلت مسرعة الى خيمتها وهى تومىء برأسها الى ارنولد واليخاندرو ودريك الذين كانوا يغلفون الادوات بأكياس من البلاستيك لحمايتها لابد انهم جمعوها وهى فى الغابة .....غيرت ملابسها وارتدت اخرى جافة...وتكورت بداخل كيس نومها.....واخذت تستمع الى تساقط حبات المطر على الغطاء الخارجى للخيمة وصوت الرياح الذى يعصف بالاشجار فتصدر الاوراقا حفيفا رائعا كأنها تحادث بعضها بلغة خاصة بها....الافكار تنهش عقلها وتشعر بطعنة قاسية تؤلم قلبها بشدة وتلك الغصة اللعينة بحلقها لاتريد الذهاب ...تنهدت وغرقت فى سبات عميق ..لم تستيقظ منة الا على تلك الرياح القوية التى نفذت الى ظهرها من خارج الخيمة لقد مزقت الرياح جانب خيمتها الصغيرة ....ورأت اونزو متجها صوبها والمطر مازال ينهمر بشدة فأخذت تجمع اشياؤها وتحاول مواجهة الرياح العاتية التى كانت تطيح بكل شىء حولها حضر برايان وجورج بلمح البصر وأخذا يجمعان الاشياء لكى لايفسدها المطر وقال اونزو ان العاصفة قوية عادة عندما تواجهنا نلجأ جميعنا الى الخيمة الكبيرة ولكنكى غرقتى فى النوم وصمم برايان على تركك لترتاحى ....فكرت جو لقد كان يعلم وتركها وحدها ايضا وضحكت بتهكم وقالت كل شىء على مايرام ووجهت نظرة عداء واضحة لبرايان الذى كان يجمع الكتب ويضعها بكيس بلاستيكى كبيرفتجهمت ملامحة من نظرتها فأشاحت بنظرها بعيدا عنة...اتجهت بأشياؤها صوب الخيمة الكبيرة واستقبلها اونزو وجدت ليليان بالداخل ...وفكرت اهذا يعنى انها كانت الوحيدة التى تنام بالخارج هذا الملعون لقد زاد عن حدة وسوف تجعلة يرى النجوم فى وسط اشعة الشمس ...زفرت بغيظ تنبهت على صوت جورج هذا كل شىء جو فى هذا الجانب تستطيعين تغيير ملابسك نظرت جو الى حيث وجهها فوجدت ليليان تجلس على كيس نوم ويفصل بينها وبين الرجال معطف كبير من المشمع الواقى من المطر يبدو انة العديد من المعاطف وتم توصيلها ببعضها لتمثل ساترا ....دخلت الى حيث تقبع ليليان التى لم تنطق بكلمة واحدة فقط اخذت تقرأ فى كتاب بيدها وتوجة لها نظرة حادة كل حين واخر ....خلعت ملابسها وارتدت ملابس نظيفة وحرصت على ان يكون وجهها لليليان لكى لاترى اصابتها وحمدت ربها ان ملابسها الداخلية لم تصل اليها المياة ارتدت شورت من الجينز وبلوزة قطنية سوداء تعكس مدى احباطها وحالتها النفسية المحطمة كان الاسود دائما يليق بها جدتها كانت تخبرها ان الاسود يعطيها الروح الامازونية الشرسة فهناك العديد من الارواح فى قبيلتها الامازونية وكل روح تحددها لون فالاسود للامازونية الشرسة والابيض للامازونية التى لاتوافق على تصرفات الامازونيات وشراستهم ويشير الى البراءة وغالبا ما كانت ترتدية كاهنات القبيلة ...الاحمر كان لون جيش المحاربات الذين يتولون حماية القبيلة من الخارج ويتناوبون على حراستها من البشر ...الاخضر للمحاربات الذين يروضون الحيوانات واختاروا الاخضر ليستطيعوا الاقتراب من الحيوانات المفترسة وترويضها ويكونوا اقرب الى الطبيعة الخضراء وينعموا بحمايتها ..الازرق كان لون الاميرات المفضل وترتدية النساء فى اليوم الذى يجتمعون بة مع الرجال بغرض الانجاب ...ليتزايد عددهم اذا كان المولود انثى يحتفظوا بها واذا كان ولد يعطوة لوالدة ويطردوة بعيدا عنهم او يقومون بقتلة هو ووالدة كما نقل عن اساطير اخرى ولكن جدتها تشبثت بالفكرة الاولى لاثبات براءة الامازونيات فى مواجهة النقاشات الحامية مع جدها...تنفست بعمق وتذكرت جدتها ....فوجئت من افكارها على صوت ليليان وهى تقول يبدو انكى تحبين لفت الانتباة كثيرا عزيزتى ....نظرت لها جو وارتسم شعور بالصدمة على وجهها وقالت بذهول لماذا تقولين ذلك ..؟.فرفعت ليليان عينيها عن كتابها ونظرت اليها نظرة عدائية وقالت بوضوح ابتعدى عن برايان لقد انتظرتة طويلا جدا اظن ان جورج يكفيكى جيدا ...شعرت بالدوار من هجوم ليليان ولم تصدق اذنيها تماسكت بسرعة وقالت لها لاافهم مغزى كلماتك ليليان لاشىء بينى وبين برايان وحقيقة انا اتمنى ان تسعدا معا فالقلوب المتحجرة تليق ببعضها وبالنسبة لجورج انة صديقة ولا اهتم مثقال ذرة برأيك فى علاقتنا ....ضيقت ليليان عينيها وقالت بتوتر هل تظنين اننى بلهاء انى تلتهمين برايان بنظراتك وهذا واضح للاعمى و...قاطعتها جو وزفرت بغيظ قائلة بصوت منخفض من بين اسنانها انا لااهتم بما تراة عيناكى عزيزتى فقد اخبرتك بما يعتمل داخلى احتفظى بالبوتو وهنيئا لكى بة يليق بكى كثيرا ....والان اريد ان انام ولااحب ان اثرثر وانا نائمة ...غطت جو رأسها واندست فى كيس نومها تبحث عن النوم فى غياهب عقلها الذى يعمل كالرحايا وسمعت الشباب وهم يتسامرون ودريك يقص عليهم بعض انواع السحر التى تمارسة خطيبتة سيسليا ...وارنولد يسخر منة بمرح ....انتبهت على اقتراب خطوات من كيس نومها وصوت برايان يقول موجها حديثة لليليان هل كل شىء على ما يرام لماذا نامت جو مبكرا ؟....سمعت صوت ليليان يقول بدلال مبطن بسخرية واضحة لابد انها مرهقة من المغامرات التى افتعلتها اليوم فهذة الشابة غريبة الاطوار بحبها الغريب للمشاكل لقد كدت اموت قلقا عنما لم تعد اثناء العاصفة .....توهجت وجنتا جو وارادت ان تهب من مكانها لتطبق فى عنق ليليان وتريها كيف يتصرف غريبى الاطوار بحق هذة الغبية الحاقدة ...اخذت تحصى من واحد الى عشرة بجنون محاولة تجاهل غضبها الذى اشتعل بسبب ردة المستفز انها امازونية بحق ليليان وهذة طبيعتها لمحت فى صوتة صدق ورقة غريبين ولكن سرعان ما تذكرت نعتة للامازونيات بالشراسة فتأجج غضبها كم تتمنى ان تغرقهم فى مياة النهر لتأكلهم اسماك البيرانا والاناكوندا الضخمة ....اغمضت عيناها التى اخذت توخذها بشدة منذرة بنزول دموعها وغرقت فى سبات عميق ....استمرت العاصفة يومان كاملان وفى اليوم الثالث انتشرت اشعة الشمس تبدد الغيوم وتجفف التربة البنية الموحلة بسرعة شديدة وهدأت الرياح العاصفة الحارة ....توقف العمل طوال اليومين وجائتهم دعوة لزيارة قبيلة ايبان من زعيمها واتفق برايان مع رسولهم انة سيزورهم بعد انتهاء العاصفة وبالفعل كان الجميع متشوقا لتلك القبيلة التى سرد عنها جورج الكثيرمن القصص فى اليومين العاصفين فقد كانوا جميعهم يتجمعون بداخل الخيمة وكلا منهم يقص احدى حكاياتة التى يعرفها عن الامازون وقصت جو قصة جدتها التى اكد جورج الكثير من احداثها مثل اميرتهم الامازونية التى قتلها اخيل ...وقص جورج عليهم احدتقاليد الزواج الغريبة الاطوار فهنا لا تسمح الأعراف بالتعدد في الزواج وعلى كل رجل أن يتزوج إمرأة واحدة يقترن بها طيلة حياته لكن إن توفت يحق له الاقتران بغيرها .. وفي هذه الأعراف حيث كانت الوثنية تسود لوقت قريب تمهرالمرأة بالروح .. فلكي تتزوج عليك أن تقدم روح إنسان كمهر .. والراغب بالزواج من أفراد قبيلة ( إيبان ) عليه أن يقتل أحد أفراد قبيلة العدو ثم يحضر الرأس أحد لوالد العروس كي يراه ثم يضع هذا الرأس لفترة أسبوعين في النهر كي يتحلل اللحم وتأكله الأسماك وبعد ذلك يدهن الجمجمة المتبقية بمادةغريبة تسمح بتحنيطها لمئات السنين ويضعها بعد ذلك في النار كي يطردالشياطين منها !! ثم يحضرها في موكب فخم مع هدايا العروس لبيتها ويسلم الرأس لوالد العروس كي يحظى بزفها لبيته وهو عادة ما يكون غرفة أخرى في نفس البيت الطويل الذي تسكنه القبيلة ..حيث يبقى العريس لمدة ثلاثة أشهر في بيت العروس كي يختبر والدها أخلاقه .. وبعد ذلك يعود في موكب لا يقل فخامة عن الموكب الأول إلى بيته ..ابتسمت وهى تتذكر تعليق ارنولد لااريد الزواج من هذة القبيلة او معادتها ياالهى امن الممكن ان يقوموا بقطع رؤوسنا ايضا ...فضحك ماكس وقال لا ياعزيزى ان زعيمهم صديق حميم لزعيمنا اذن فأنت فى حمايتنا ....وسار المزاح بينهم تجاهلت برايان قدر استطاعتها حتى نظراتهم لم تعد تتقابل الانادرا فقد بنت حول نفسها جدارا سميكا من الفولاذ وهو عاد الى تزمتة وسخريتة الباردة التى كادت ان تخرجها من تهذيبها العديد من المرات لقد كان دوما يستفزها للرد علية ولكنها شحذت اسلحة الصمت والابتسامة الباردة لديها فكانا فتاكين فى مواجه عيناة الخضراوين لمحات قليلة حين تلمح فى عينية ذلك الاعجاب الذى سرعان ما يخبو عندما تتواجة نظراتهم النادرة ....اصبح الجميع على دراية جيدة ببعضهم وربط بينهم رباط خفى من الود والالفة الا ليليان التى كانت تفتعل المشاكل مع جورج ومعها بغية اثارة غضب ابيها ونجحت فى ذلك كثيرا لم يكن يلطف الاجواء الا برايان الذى يحدثها برقة فتصبح كالعجينة السلسة بيدة ....ارتدت ملابسها استعدادا للرحلة واخذت العديد من الافلام لكاميرتها الصغيرة التى علقتها برقبتها وارتدت قبعتها واتجهت وبداخلهة حماسة كبيرة لرؤية نوع جديد من البشر بعيد كل البعد عن المدنية والتحضر واقرب الى اصولها الامازونية البدائية ...تجمع الفريق ورفضت ليليان الذهاب وقرر اونزو البقاء وايضا جيرى الذى لم يحبذ تناول النمل الاحمر وديدان شجرة البرومايليا كتحية للضيافة واذا رفض احدهم تناولها اعتبروا هذا اهانة لهم كما اخبرهم برايان
قراءة ممتعة
أنت تقرأ
اكسير الحياة
Adventureالطبيعة ....الادغال....السحر .....الشغف....الحب......الغموض ..... غابات الامازون ....اعزائى اسمحوا لى ان اصطحبكم فى مغامرة على ضفاف نهر الامازون بسحرة الغامض ...وطبيعتة المتوحشة ........ .....اكسير الحياة.... الكاتبه malksaif