الفصل التاسع
اتجة الفريق الى الطريق المتعرج ليصلوا الى القبيلة البدائية قبل ان تتوسط الشمس كبد السماء وتشتعل الاجواء بالحرارة الخانقة الطريق كان موحلا بشدة جراء العاصفة التى ضربت الغابة وواجة الفريق صعوبة كبيرة فى السير جراء جذوع الاشجار التى وقعت والاغصان المتكسرة من اثار العاصفة وتلك المستنقعات الصغيرة التى تكونت جراء الامطار ....كانت حماسة جو متقدة بالرغم من تلك الظروف اضافة الى تلطخ حذاؤها وسروالها بالوحل وكان وميض كاميرتها الصغيرة لاينقطع اخذت تصور بنهم الاشجار والسناجب الصغيرة التى تنتقل عبر جذوع الاشجار المجوفة والقرود التى كانت تراقبهم من بعيد بفضول وحذر وتذكرت ماريسا انها لم تراها منذ ذلك اليوم مع اونزو ...ستسألة فيما بعد عن احوالها عندما تصل الى المخيم... ولكن الان لتنهل من هذة الطبيعة على قدر استطاعتها ستفتتح معرضا ضخما لهذة الصور عندما تعود للوطن ...فكرت بهذا وهى لاتزال تلتقط الصور للافاعى الملتفة باستكانة غريبة على غصون الاشجار غير مهتمة بهم ...كان سروالها الكاكى ذو الجيوب العديدة واسعا ساعدها فى التحرك بحرية ولكن بلوزتها القطنية ذات الحمالات الرفيعة لم تخفف وطأة الحرارة العالية وقرص الحشرات التى اخذت تزيحها عن ذراعيها كلما اقتربت من بشرتها العارية .....خلعت قبعتها ووضعتها بحقيبة ظهرها الصغيرة وربطت شعرها باهمال خلف ظهرها ....اخذ برايان يوجة تعليماتة اليهم بشأن القبيلة ويجب ان يحترموا عاداتهم فطبيعة القبائل الامازونية مغايرة تماما لاى شىء قد عرفوة فى حياتهم ويجب ان ينفذوا تعليماتة بالحرف لانة لايريد ان يعود من هذة الزيارة وزعيم القبيلة حانق علي بعثتة العزيزة رفعت جو جانب شفتيها فى ابتسامة ساخرة وهى تستمع الية لم تلتفت لتنظر الية بالرغم من انها تعلم جيدا ان انظارة تلاحقها على الدوام ولكنها اقسمت الا تتلاقى عينيها بعينية لكى لاتضعف وتهين نفسها اكثر اصبح تجاهلها لة ملموسا ولا حظة برايان بشدة وتجنب الحديث معها يعلم جيدا انها سمعت حديثة مع جيرى بالرغم من تلك الغصة التى انتابتة فى اخر مرة حدقت بعينية وهى تتهكم على كلماتة التى نطقها ليبرر لنفسة قبل ان يبرر لجيرى انة لايكن لها شىء يالك من كاذب برايان ان تلك الطفلة الشرسة تثير بداخلك مشاعر جديدة لم تشعر بها بتاتا فى حياتك فكر بذلك وهو يراقبها وهى تلتقط الصور لحيوانات الغابة ...يمقت تجاهلها لة بشدة ...التفت اليها وهو يتحدث ولمح ابتسامتها الساخرة على اوامرة فضيق عينية وحدث نفسة يجب ان تتوخى الحذر برايان والا ستفقد السيطرة على كل الامور .....بعد حوالى ثلاث ساعات من السير المضنى الذى انهك قواهم وخاصة جو واليخاندرو ودريك فأخذ جورج يمازحهم بأنهم اعتادوا السير لمسافات طويلة فى الادغال فالعربات ممنوع دخولها الى الغابات من قبل الحكومة لتمنع تلوث الاجواء وقطع الاشجار الجائر لصنع طرق لتلك العربات ...تنبهت جو فجأة وقالت الا يوجد هنا خيل ؟...نظر لها جورج وبرايان وقال برايان بهدوء ان بعض القبائل هنا لاتؤمن بامتطاء اى نوع من الحيوانات بعض القبائل النادرة التى تملك احصنة ونحن لم نقابل ايا منها حقيقة الى الان ....كانت جو منشغلة بالتصوير وتتلهى بة وهى تستمع الى صوتة الرخيم الهادىء ذو البحة التى تحرك مشاعرها ....وقالت ببرود حسنا ان هذة القبائل بالفعل لها تفكير غريب ...ضحك جورج واقترب منها وهو يقول حسنا ايتها الامازونية اتريدين التخلى عن اصولك ضحكت جو ووكزتة بمرفقها وهى لاتزال تحمل كاميرتها الصغيرة واخذت تمازحة وهى تصورة عدة صور عن قرب وقالت حسنا ياعزيزى على قدر معلوماتى فالامازونيات كانوا يعشقون الخيل ...وتنهدت بعمق ثم تابعت كم أتمنى ايجاد اى شىء او معلومات خاصة بهم واكملت بجدية واتمنى ان امتطى صهوة حصان اسود اللون فى وسط الغابات ايضا ضحك اليخاندروا وتجاوزها وهو يقول بمرح استمرى فى الاحلام جو ...فضحكت بسخرية وهى توبخة بمرح ظريف جدا اليخاندرو عزيزى اتمنى ان اجدهم لكى ارى وجهك عندئذ ...وافضل ما بالحياة الاحلام فهى التى توصلنا الى فعل المستحيل فى واقعنا ايها النبية استمر المزاح بينهم الا برايان الذى لجأ الى صومعتة الخاصة يراقب ويستمع بشرود الى حديثهم وهو فى المقدمة وافرجت شفتية عن بعض الابتسامات الهادئة النادرة عند تعليق ايا من الفريقين ومزاحهم ....وصلوا اخيرا الى بناء خشبي تقليدي طويل يقف على قوائم مصنوعة
من خشب ( الجاتي ) الأحمر الذي يمتاز بالضخامة والقوة هو المكان الذي يعيش فيه جميع أفراد هذه القبيلة ويسمى ( باروبا ) وتعني ( البيت الطويل ) تقدم المسيرة ماكس ليريهم الطريق وتبعوا خطواتة عبر جذع شجرة محفور على شكل سلم عمودي مائل نوعا ما وضيق حتى أنه لا يتسع لأكثر من قدم واحدة على كل درجة ..
ليجد مساحة متوسطة من الارض المستوية التى تناثرت عليها الخيام الصغيرة وكان زعيم القبيلة بانتظارهم واتجهت جميع الابصار الى الوافدين من ذوى البشرة البيضاء ...تأملت جو الاجواء كانت الارض المستوية التى نصبت عليها الخيام محاطة بالعديد من الاشجار العالية كأنها اسوارلتحمى القبيلة من الدخلاء ...تجولت بنظرها الى افراد القبيلة بلونهم البرونزى والحراب الضخمة التى يحملونها والاقواس واثار دهشتها تلك الاسلحة البدائية التى لاتزال تستخدم كانت ملامحهم اقرب الى الهنود بشعرهم الاسود وعيونهم الضيقة الممتلئة بالفضول الذى كان متبادلا من الطرفين فقد شعرت بنظراتهم المسلطة عليها فتوهجت وجنتيها واخذت تحك رأسها واقتربت لتهمس فى اذن جورج وتقول لماذا ينظرون الى هكذا ام اننى مصابة بوسواس قهرى؟ كتم جورج ضحكتة وقال بهمس لماذا انتى تحدقين بهم هكذا؟... اظن انهم بشر لديهم نفس الطبيعة البشرية الفضولية لرؤية كل ماهو غريب وانتى غريبة بالنسبة لهم وخاصة شعرك الاشقر وعيناكى الغامضة ..... كان الصمت مهيبا فى البداية حتى ظهر زعيم القبيلة واتجة نحوبرايان وكان يصاحبة عدة افراد من القبيلة تتراوح اعمارهم بين العقد الرابع والخامس كما خمنت لم يصافحة بل اصطحبة الى حلقة من الوسائد المصنوعة من الخيش كانت مجهزة لهم واجلسهم ثم بدأ بهز جسدة بطريقة غريبة جعلت كل اعضاء الفريق ينظر الية مدهوشا فقال ماكس بصوت منخفض انة يحيينا على طريقتهم فالزموا الصمت اخذت جو تراقب زعيمهم الذى اثار دهشتها لقد كان صغيرا فى السن لكونة زعيم فهو فى العقد الرابع تقريبا ممتلىء الجسم قليلا ويرتدى العديد من القلادات المعدنية واحداهم بها سن فيل ضخم على ما يبدو وجسدة مغطى بالوشوم السوداء والبيضاء وهناك افعى ضخمة مرسومة بدقة على ذراعة الايمن باللون الاسود اسرت الى جورج باستفسارها عن صغر سنة فقال بصوت خفيض ان في هذه القبيلة الحكم بالوراثة فزعيم القبيلة يدين له الجميع كبارا وصغارا وإذامات يتولى ابنه الأكبر الزعامة تلقائيا ولا ينزع منه الزعامة إلا الموت وقد مات زعيمهم فى العام الماضى وتولى ابنة القيادة هزت جو رأسها دليلا على فهمها وأخذت تختلس النظرات الية محرجة من نظراتة المسلطة على وجهها بجرأة كبيرة .... تنبهت على صوت جورج وهو يهمس هذة الرقصة البدائية تسمى ( رقصة الشجاعة ) يشارك فيها زعيم القبيلة وبعض من أفراد القبيلة هزت رأسها دليلا على استيعابها ثم تجمعت القبيلة بأجمعها حولهم وقام الزعيم واقرانة باستعراض لمهارة رمي السهام والمبارزة وهم يرتدون تيجانا من ريش طير (البنق بيل ) الذي يعيش في تلك الأحراش .. ثم اتجهت النساء الى داخل الحلقة لترقص ( رقصة الطير )التي تتميز بالنعومة والرقة ولاحظت من بينهم تلك الفتاة التى كانت تولى برايان اهتماما خاصا بنظراتها الغريبة وبرايان لايزال محتفظا بابتسامتة الفتاكة وعيناة تومض ببريق شقى اثار حنقها قلبت شفتيها فى تذمر واخدذت تردد احمق متعجرف.. وترافق الرقصتين إيقاعات من آلة إيقاعية تصنع من البرونز تعزف عليها ثلاث نساء من القبيلة برتم صاخب يشبه إيقاعات أفلام الرعب العالمية ، في هذه الرقصة يردي افراد القبيلة زيا خاصا مصنوع من عملات معدنية فضية قديمة وهو زي تتوارثه القبيلة منذ مئات السنوات ولا يستخدم إلا للرقص في الاحتفالات المختلفة ولتحية الضيوف المميزين كما اخبرها جورج بعد قليل عندما احضروا لهم خمر الأرز المصنوع محليا من عصارة الأرز الذي يزرعه أفراد القبيلة ونسبة الكحول بة ضئيلة للغاية تفاجات تماما عنما رأت برايان يتحدث البرتغالية بطلاقة مع وعيمهم الذى كان يبتسم لة بود وبعد قليل تقدمت اثنتين من النساء يحملون بأيديهم اناء بة بعضا من النمل الاحمر واناء اخر بة ديدان صغيرة بيضاء اللون تتلوى بداخل الاناء ...قال جورج بحزم ان هذا واجب الضيافة وقد تمت تقدمتة لنا عندما حضرنا اول مرة وهذة اول مرة لكم فيجب ان تتناولوا بعضا منة والا اعتبرت اهانة كبيرة لزعيمهم ..نظرت جو الى اليخاندرو ودريك والطبيب سايمون ووجوههم المتجهمة ويعلو ملامحها الاشمئزاز والقرف ...نظرت للاناء تارة وللرفاق تارة اخرى ليتقدم احدهم ولكن لم يتحرك ايا منهم فشعرت بتوتر الاجواء والزعيم يوجة كلمات مقتضبة الى برايان الذى كان متجهما وينظر لهم بتهديد ...تنهدت جو وابتسمت وهى بداخلها تشعر انها تريد تقيؤ كل ما افطرتة من منظر تلك الديدان البيضاء التى تتلوى وتزحف باستماتة تحاول الخروج من الاناء والنمل الذى مازال حيا ...مدت يدها الى داخل الاناء فساد الارتياح قليلا على الوجوة من الطرفين واخذ زعيم القبيلة يحدق بها ويبتسم بطريقة غريبة ...التقطت بعض النمل ووضعتة بفمها ثم مضغتة وشعرت بكل ذرة من كيانها ترتجف من ذلك الطعم الغريب والتقطت بعض الديدان ثم وضعتها فى فمها وهى لاتزال تبتسم واغمضت عينيها وادعت انها تتلذذ بطعمها ...كم ارادت التقيؤ فى تلك اللحظة...وقالت بصوت مرتفع وهى تفتح عيناها ببطء ياللغرابة طعمها يشبة كثيرا جوز الهند ....فترجم برايان وانفجر الجميع فى الضحك تقدمها شجع الرفاق وبدأ كلا منهم بتناول حصتة من واجب الضيافة ...وسط ضحكات مكتومة من فريق برايان حتى برايان نفسة لم يستطع مقاومة الضحك وأخذ يتحدث مع الزعيم ويختلس النظرات الى وجهها المتوهج وفشلها الذريع فى اخفاء اشمئزازها مما اكلتة .....فقال جورج بهمس انة يخبر الزعيم ان هذة اول مرة لكم فى الادغال وكم انتم مدللين ....ابتسمت جو بسخرية وقالت بتوسل جورج اريد بعضا من العصير الذى احضرتة معك واتوسل اليك اريد زجاجة مغلقة وانا التى افتحها بيدى ضحك جورج وقال ان هذة الديدان من شجرة تدعى شجرة البرومايليا وهى تعادل خمسون جرام من البروتين واخذ يعدد فوائدة وجو تنظر لة ممتعضة وتشعر بألم شديد بمعدتها ...اعطاها جورج الزجاجة وهو ينظر لها بعطف فأخذت تتجرع منها بنهم على امل ان يزول ذلك الطعم اللزج بفمها ...ويبدو ان رغبتها فى التقيؤ سبقها فى تنفيذها دريك الذى قام فجأة من مكانة ووضع يد على فمة والاخرى على معدتة واتجة صوب الاشجارالبعيدة فتبعة ماكس وهو يكتم ضحكة الذى فضحة اهتزاز كتفية ....اخذ الزعيم يستفسر عما يحدث فاخبرة برايان انة حساس ضد الاطعمة فهو نباتى لايأكل الا الاشياء الخضراء فأثار ضحك الزعيم واخذ يشير الى استحسان طباع دريك النباتية ...كان جورج يترجم لهم ما يحدث بابتسامة واثقة ....اقتربت طفلة صغيرة ترتدى قطعة قماش تشبة الجلباب ومفتوحة من الجوانب وامسكت خصلات شعرها وتتحدث بابتسامة فضولية واخذ جورج يترجم انها تسألك عن لون شعرك فهى لم ترى لونا مثل هذا اللون الا فى اشعة الشمس ...انفجرت جو ضاحكة واجلست الطفلة بجوارها واخذت تسألها ما اسمها و كم عمرها ؟....فقالت الطفلة بخجل ادعى سيلستيناش وعمرى ثمانية وهى تعدهم على اناملها الصغيرة ....فقالت جو اوة ان اسمك جميل جدا سياستيناش....ثم تنبهت الى يدها الصغيرة التى مازالت تعبث بخصلات شعرها المنسدلة على كتفيها وتابعت وهى تضحك بعطف لا عزيزتى هذا لون شعرى الذى ولدت بة ....واخذ جورج يترجم ...امسكت الطفلة يدها وجذبتها لتصحبها وهى تتمتم بكلمات غريبة فعقدت حاجبيها فقال جورج انها تدعوكى لتشاهدى المخيم فقد اوصتها والدتها على احضارك معها ....اخذت جو كاميرتها الصغيرة واختطفت نظرة الى برايان الذى كان يتحدث مع الزعيم بجدية ويراقبها بطرف عينة وتكاد تجزم انها رأت مسحة من الالم بداخلهما عند رؤيتة للطفلة الصغيرة ولكنها عادت لتوبخ نفسها انها تتخيل فالبوتو لايملك قلب ليشعر بتلك المشاعر الادمية لاتعلم لماذا تذكرت طفلتة التى ماتت ايكون تذكرها ؟...حدقت بة قليلا تحاول سبر اغوارة فتوجهت انظارة بكاملها نحوها وعلا وجههة الاستفسار والتعجب لنهوضها ونظراتها المحدقة بة فأجفلت ثم سرعان ما تماسكت ورفعت انفها بكبرياء وانطلقت تعدو مع الطفلة الصغيرة نحو حلقة من النساء الذين يرتدون زيا موحدا مكون من قطعتين قطعة تغطى الصدر والقطعة الاخرى تشبة كثيرا مثل التى يرتديها زعيمهم الا انها مفتوحة من جانب واحد ...ترددت قليلا عندما وجدت الاعين الفضولية تحدق بها ولكنها تقدمت بشجاعة وابتسمت بعفوية وقالت مرحبا واشارت بيدها محيية فابتسم من حولها واشاروا مثلما فعلت ...شعرت بالحرج كيف ستتعامل معهم اخذت الفتاة الصغيرة بيدها واجلستها بجوار سيدة تقريبا فى العقد الرابع من عمرها يتدلى من رقبتها العديد من القلادات المكونة من القطع المعدنية واصداف بحرية واخذت الفتاة الصغيرة تتكلم بلغتها وتحاول افهامها شيئا ما وبعد قليل فهمت جو ما تعنية الصغيرة فقالت حسنا هذة والدتك ..فمدت جو يدها الى السيدة التى صافحنها بتردد وقالت جو بفرح انا سعيدة للغاية اننى التقيتكم ثم نظرت الى الاعين التى تراقب كل تحركاتها وتابعت وهى تنتقل بعيناها بينهم جميعكم بالطبع .... بعد لحظات من الصمت قالت احداهم بانجليزية متقطعة انتى من ضمن فريق البوتو ؟..سادت همهمات معترضة وقامت احدى النساء بقول كلمات غاضبة للفتاة بصوت خفيض وهى تنظر بقلق الى مجلس الرجال اتسعت عينا جو بدهشة وهى تتأمل تلك الفتاة لقد كانت من ضمن الثلاثة الذين كانوا يرقصون رقصة الطير ولاحظت نظراتها المتفرقة للبوتو كانت تقريبا فى مثل سنها شعرها الاسود المجعد الكثيف منتشر حول وجهها بطبيعية متوحشة وتضع طوقا من الزهور البيضاء على رأسها اسكتتها الدهشة للحظات وخاصة من الهجوم الذى لم تفهم سببة من تلك السيدة قربها ..... ثم تأوهت وقالت نعم نعم اننى ضمن فريق التصوير وأخذت تشير بيدها فى حركات معبرة ليسهل فهمها ثم قالت بفضول اين تعلمتى التحدث بالانجليزية؟..... ابتسمت الفتاة واخذت تعبث بخصلة من شعرها وقالت بزهو اخى ارتحل عنا ليتعلم فى مدارسكم وعندما عاد صممت على ان يعلمنى لغتكم ووالدتى توبخنى لاننى تحدثت بها ووجهت نظرة حادة للسيدة التى تجلس بجوارها ...نظرت لها جو باعجاب واضح وقالت وهى تهز رأسها رائع رائع لم اكن اعلم ان النساء هنا مسموح لهم بتعلم لغة غير لغتهم الام هذا رائع ولكن يبدو ان استعمالها هنا خطر ايضا.......زمت الفتاة شفتيها بتذمر وقالت ليس مسموحا لى ان اتحدث بلغتكم الا فى اضيق الحدود بالرغم من انى احبها كثيرا ...ونظرت بعداء نحو زعيم القبيلة الذى كان منشغلا فى الحديث مع برايان وجورج ....وتابعت تقاليدهم الغبية ....نظرت لها جو لوهلة وهى تفكر ان طبيعة هذة الفتاة ليست مثل طبيعة قبيلتها لقد تفتح عقلها لابد وان اخيها قد قص عليها العديد من الاشياء التى تجرى خارج حدود عالمها وعلى ما يبدو ان لها اهتمام خاص بالبوتو من نظراتها المتتالية الحذرة التى كانت تسرقها على غفلة من النساء بقربها ولكن جو لاحظتها لانها كانت تفعل مثلها فكل حين واخر تنظر الية لتتأكد من وجودة كما توهم نفسها ...قالت جو بتردد ادعى جو ...فاقتربت منها الفتاة وصافحتها وقالت ادعى كايمانس .... فتفوهت والدتها مرة اخرى ببعض الكلمات الغاضبة التى قابلتها الفتاة بنظرات حادة ثم لامبالاة مطلقة فابتسمت جو وقالت بعفوية والان ماذا اليس من المفترض ان تخبرينى باسمك؟... فانفجرت الفتاة ضاحكة وقالت لا ليس من المفترض ان اصافحك فتلك ليست عادتنا ......انتبهت على يد الطفلة الصغيرة وهى تلبسها طوقا من الازهار الزرقاء التى لم تراها فى حياتها من قبل ....قالت بتأثر شكرا عزيزتى شكرا ...جلست سياستيناش بجوارها ومازالت تعبث بخصلاتها لم تشعر جو بالضيق بل غمرتها السعادة كفيضان جعل قلبها يرفرف بحرية ....اخذت تلتقط الصور والنساء ينظرن اليها بحياء والبعض منهن يضعن ايديهم على وجوههم وهم يضحكون بعد قليل من الوقت تحررت حلقة الرجال واخذ الشباب يسيرون فى المخيم يلتقطون الصور للذكرى ويحاولون التعرف على القبيلة وعادتها وتحررت هى ايضا من النساء ورافقتها كايمانس لتريها حقول الارز التى يزرعونها وصممت سياستيناش على عدم تركها وحدها واصبحت تلاحقها كظلها بالرغم من توبيخات كايمانس المتتالية التى اوقفتها جو بعطف وامسكت يد الطفلة وقالت لابأس سنصطحبها معنا ....شاهدت الحقول التى كانت مختبئة وراء الاشجار العالية وبجوارها بعض المناطق المزروعة بالفلفل ....واخذت كايمانس تخبرها عن طبيعة عمل المرأة وانها هنا تساعد فى الزراعة والرجل هو صاحب الكلمة ...تقابلت مع برايان عدة مرات وشعرت ان كايمانس تصمم على الاقتراب منة بابتسامتها الحالمة وهو لم يمنعها بل كان يبادلها تلك الابتسامة الساحرة التى تغوى اشد النساء شراسة كم تمنت فى هذة اللحظة ان يراة زعيم القبيلة ويقطع رأسة ويقدمها كمهر لاحدى العرائس ضحكت وهى تتخيل هذا المنظر ولكن عادت لتوبخ نفسها لتفكيرها بة ....مر النهار سريعا وكانت المفاجأة الصادمة للفريق الغذاء الذى كان يحتوى على لحم قردة ولحم تماسيح الكايمن والاسماك التى فضل الجميع الاكل منها ولكن هذا بعد ان تركها برايان تأكل جزء من لحم القردة وهى لاتعلم فقد صمم زعيم القبيلة ان تجلس بجوار برايان فسألتة بتجهم عن نوعية الطعام بدون ان تنظر الية فضيق عينية وقال بهدوء عملى على ما اظن انة لحم غزال ...ثم ادعى انة يسأل الزعيم والتفت اليها ليؤكد انة لحم غزال .....لم تعرف بالصدمة الا عندما رأها جورج الذى كان جالسا فى الطرف الاخر ولكن بعيد عنها ...فاقترب منها وهمس هل تعرفين ماذا تأكلين ؟.....فقالت ببراءة لحم غزال انة غريب قليلا عما تناولناة فى المخيم ...فانفجر ضاحكا ونظر لبرايان الذى بادلة الابتسام بهدوء واخذت جو تنقل بصرها بينهم وتقول ماذا ماذا ؟...فهمس جورج فى اذنها قائلا هذا لحم قردة عزيزتى ...فهبت واقفة من مكانها وركضت فى نفس الاتجاة الذى ركض الية دريك فى الصباح وهى تشعر ان معدتها تؤلمها بعنف وتقيأت كل ما اكلتة ....شعرت بخطوات خلفها ويسألها باهتمام جو هل انتى بخير ...؟...كم ودت ان تصفعة صفعة قوية ولكن الم معدتها ونظرات الزعيم الفضولية منعتها اعطاها منديل ورقى وهو يضحك فتناولتة من يدة ومسحت فمها بعنف واقتربت منة وهى تقول بشراسة هذا ليس مضحكا ايها الوغد اقسم اننى سأجعلك تدفع ثمن هذا وثمن تلك الكلمات التى قلتها عنى ...تجهمت ملامح برايان ولمعت عيناة بالغضب ثم قال وهو يلف احدى خصال شعرها على اصبعة كانت الطفلة على حق ان خصلة شعرك تشبة اشعة الشمس الذهبية ...توهجت وجنتيها وشعرت بالصدمة تجتاح اطرافها المرتجفة وكادت ان تنطق برد لاذع ...الا انة امسك ذقنها وضغط عليها بقوة وقال خطأ مرة اغفر ...خطأ مرتين لا اغفر بتاتا عزيزتى ثم اقترب منها وهمس فى اذنها برقة يجب ان لاتتحدث زوجة المستقبل الى زوجها بتلك الطريقة ...فغرت فاها من هول الصدمة التى تركتها كلماتة فأغلق فمها بيدة وقال لقد اعجبتى الزعيم بشدة واراد ان يساومنى ليتخذك زوجة فأخبرتة انكى خطيبتى ....هذا ما حدث وبالنسبة للحم القرد هذا كان مزاح لا اكثر ...فتوقفى عن اطلاق الشتائم والتصرف بطفولية والا سأعقابك بطريقة البوتو ....واقترب منها ثانية وهو مازال ممسكا بذقنها وهمس وصدقينى لن تحتملها بشرتك الرقيقة ....حاولت التماسك ولكنها لم تستطع فعقلها مازال يدور محاولا فهم ما يحدث صدمتها وغضبها كونا ساترا حول تفكيرها لاتستطيع التفكير بطريقة صحيحة خاصة وهو قريب منها هكذا ...وضع يدة على كتفيها ليعود بها نحو مائدة الغداء فسارت خطوتين ثم تنبهت لملمس يدة على بشرتها فثار غضبها المكبوت ولم تهتم لافراد القبيلة الذين كانوا يراقبوا الموقف خلسة نفضت يدة من على كتفها وقالت بحزم لاتلمسنى مرة اخرى ...رفع حاجبة بسخرية واقترب منها وقالت مستفزا اياها هل تفضلين الزعيم ذو الوشوم ايتها الامازونية ... هيا لاتتحمسى كثيرا هكذا كل ما افعلة افعلة من اجل العمل وليس حبا فيكى ...تطايرت شرارات الغضب من عينيها المتسعة من الدهشة لوقاحتة وانقلب لون عينيها الى لون مياة البحر فى يوم عاصف وتوهجت بشرتها ووكزتة بأصبعها فى صدرة بقوة ....وقالت من بين اسنانها بهمس مهدد هكذا تجاوزت كل الحدود عزيزى فاحتمل ما سيحدث لك ايها البوتو ...اقتربت من زعيم القبيلة الذى كان يلتهمها بعينية واخذ يعرض عليها انواع الطعام وينطق بكلمات من لغتة لم تفهم منها حرفا انما كانت تبتسم برقة بالغة وعندما سألها عن شىء وكرر السؤال فنادت على جورج الذى كان واقفا مع برايان يتحدثان بعملية وبرايان يرمقها بنظرات حادة مهددة لبى جورج ندائها وجلس بجوارها فاعاد الزعيم السؤال فتجهمت ملامح جورج وقال انة يسألك هل انتى حقا خطيبة البوتو؟ فقالت جو بسخرية اخبرة لا لست مخطوبة لة ادرك جورج ما تنوية جو فاقترب منها وقال بحذر جو لاتلعبى بالنيران والا احرقتنا جميعا ابتسمت بسخرية وقالت اسيكون برايان فى المقدمة انى اتلهف الى ذلك فقال باصرار جو هذة القبائل لاتمزح والزواج ليس لعبة فاذا اخبرتى هذا الرجل ان برايان لاعلاقة لة بكى سيقطع رؤوسنا جميعا ماعدا انتى بالطبع لانك ستكونين عروسة الجميلة ....وبخت جو نفسها وفكرت ماذا تفعلين بحق الجحيم ؟...يالهى لقد اوصلنى الى درجة اننى الغيت عقلى وسعيت للانتقام منة متجاهلة رفاقها ...اغمضت عيناها قليلا وبدأ الزعيم يتذمر من عدم اجابتها علية فمنحتة ابتسامة هادئة وقالت نعم انة خطيبى وترجم جورج حديثها الذى رسم علامات الخيبة على وجهة الملون واخذ يتمتم بكلمات لم تفهم منها كلمة فقال جورج انة يمدحك ويقول ياليت البوتو يتوقف عن النظر الى النساء من حولة ويعى مقدار ما رزقة الالة من جمال متمثلا فيكى ..كان برايان يقف ورائها فى تلك اللحظة فنهض جورج من مكانة ليجلس برايان الذى احاطها كتفيها بيدة وضغط عليها بقسوة متملكة تحت نظرات الزعيم الحاقدة وتمتم ببعض الكلمات بالبرتغالية التى لم تفهم منها شىء ولكن من نظرات الزعيم الامازونى انة استحسن ما سمعة من برايان ...هدأت الاجواء المتوترة بين برايان وزعيم القبيلة وكان هناك هدوء حذرمن كلا الطرفين فجورج افهمها ان تلك القبيلة ليس لها امان وخاصة عندما يتدخل بالامر امرأة فهنا تقام الحروب من اجل امرأة اصبح برايان كظلها الى بقية الرحلة وكان يستغل الامر الى اقصى الحدود ولكنها لم تستسلم فكلما سنحت لها الفرصة سلطت لسانها علية مثل الان عندما قبلها على وجنتها المتوهجة وهو يعرفها على نوع من النباتات النادرة التى يزرعها افراد القبيلة وكان الزعيم بجوارهم وعندما التفت ليتحدث الى اقرانة رفعت قدمها وهبطت بها بقوة على قدمة بغتة وهمست فى اذنة والابتسامة لاتفارق ثغرها لااطيق لمستك اذا لمستنى مرة اخرى اقسم اننى سأصفعك.... كان مستفزا انفجر فى الضحك وقرص وجنتها كطفل مشاغب وهو يقول بتهكم اوة من خطيبتى الفاتنة لاتريدينى ان اقبلك من وجنتك ...اقترب زعيم القبيلة وعلى شفتية ابتسامة صفراء حاسدة وتابع برايان حديثة بالبرتغالية فانفجر جورج بالضحك الهستيرى وايضا الزعيم وتأكدت انة اطلق احدى نكاتة السخيفة وهى واثقة انها محور هذة النكتة السمجة ...كانت كالتائهة بينهم فقالت ماذا يقول جورج ؟...فاقترب جورج منها تحت نظرات برايان المحذرة فقال لااعلم عزيزتى لاتضعينى بينك وبين برايان انة خطيبك تصرفى معة ...التفتت الية وكان خطأها الفادح انها حدقت فى عينية فشعرت بألم مبرح فى قلبها وسرت الرجفة بكل جسدها ولاحظ فقدانها لتوازنها فى مواجهتة فاقترب منها واجهز عليها بكلماتة الهامسة لقد كنت اخبرة ان خطيبتى الفاتنة تطمع فى اكثر من قبلة على وجنتها ...اشتعلت وجنتاها من الغضب واخرستها الصدمة التى ظهرت فى تدرج لون عينيها الذى وقف يراقبة والدهشة مرتسمة على ملامحة ارادت بقوة ان تصفعة واقسمت ان تفعلها عندما تختلى بة واخذت تتوعدة بداخلها سترية هذا المتعجرف ...قال بهمس ماذا لارد فعل ؟....اقتربت منة وقالت بثقة من يقول لايفعل برايان تأكد من ذلك وتركتة وانطلقت نحو كايمانس التى كانت تراقبهم والحزن يكاد يقفز من عينيها وخاصة عندما علمت ان جو خطيبة البوتو الذى هامت بة عشقا منذ وطئت قدمية ارض قبيلتها منذ ثلاثة اعوام وكانت تذهب فى بعض الاحيان لتراقبة وهو يعمل بأرض اكسير الحياة كما تلقبها القبائل الامازونية وحرصت على ان لايعلم تلصصها علية خوفا من قبيلتها التى لاتوافق على ارتباط ايا من افرادها من افراد خارج اطار القبائل الامازونية ...
أنت تقرأ
اكسير الحياة
Aventuraالطبيعة ....الادغال....السحر .....الشغف....الحب......الغموض ..... غابات الامازون ....اعزائى اسمحوا لى ان اصطحبكم فى مغامرة على ضفاف نهر الامازون بسحرة الغامض ...وطبيعتة المتوحشة ........ .....اكسير الحياة.... الكاتبه malksaif