قال الله تعالى :
«ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَٰتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلْحَجِّ وَمَاتَفْعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقوَىٰ وَٱتَّقُونِ يَٰأُولِي ٱلأَلبَٰبِ»
سورة البقرة، آية 197.
🌹🌹🌹
تختزن الذاكرة الشعبية اليمنية كثيرا من العادات والتقاليد الموروثة التي يمتزج فيها الدين بالفن في فعاليات مدهشة تتوارثها الأجيال جيلا بعد آخر ومن بين هذه الفعاليات موضوع حلقتنا لهذا اليوم وهي :
"المدرهة"
وهي واحدة من أهم المهرجانات الشعبية التي ترتبط بفريضة الحج.🌈 المدرهة :
أرجوحة تُنصبُ في إحدى الساحات أو في أفنية المنازل المزينة بالمصابيح وغيرها، ثم يتناوب على التأرجح عليها أقارب الحُجَّاج وسكان الحي رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، بشكل ثنائي، مردِّدين بعض الأهازيج الشعبية احتفاء بالحجاج: توديعا، فانتظارا، ثم استقبالا.
يقول الباحث في الموروث الشعبي حيدر الزيادي إنَّ "مدْرَهَة" في اللغة اسمُ آلةٍ، مثل معْصرة ومصْبغة، وهو إما مشتق من الفعل "دَرَهَ" بمعنى دفعَ عن، ويعزز هذا القول الاعتقاد السائد بأنَّ أقارب الحاج حين يتأرجحون على المدرهة إنما يدفعون عنه أخطار الطريق.
وإما أن يكون مشتقا من الفعل "مدْرهَ يُمدْرِهُ" الذي يعني في العامية الصنعانية مرْجحَ، وهذا المعنى قوي أيضا، على أن ثمة أسماء أخرى للمدرهة اشتهرت في عدد من المناطق اليمنية مثل
الدشديشة، والمرجيحة، والدرْديهة.
بدأت المدرهة بالظهور في صنعاء، ثم انتشرت في مدن يمنية عديدة، يدل ذلك على الحضور الطاغي لمفردات اللهجة الصنعانية في أهازيجها.
وحضور المدرهة في الأحياء القديمة لمدينة صنعاء بشكل بارز، ولأنَّ أهازيجها قريبة من فن النشيد الصنعاني، مؤكدا أنَّ هذا الفن ولد وترعرع في الأوساط الشعبية، فجميع النصوص الإنشادية كُتِبتْ بالعامية، ومضامينها التعبيرية تعكس بجلاء الطبيعة الشعبية بما هي عليه من عفوية وتلقائية.
أن أهازيج المدرهة نوع من أنواع النشيد الصنعاني، و هذه الأهازيج ظلت تراثا شفهيا لقرون طويلة، وتقوم على الاسترسال الصوتي، وفيها حرية للمدى الصوتي طولا وقصرا، وتخلو تماما من الإيقاعات المصاحبة، ولا تخرج في مجملها عن ثلاثة ألحان.
النصوص الشعرية فيها كثيرة، وتتحدث في مجملها عن توديع الحجاج والدعاء لهم وانتظار عودتهم، ثم استقبالهم.
كانت جهود أبناء الحي تتكاثف في نصب المدرهات الخشبية، والاحتفاء بذلك على نطاق واسع، ووضع بعض آثار الحجاج عليها، والاجتماع عندها من كافة أبناء الحي في أهازيج تستمر طوال اليوم ومعظم ساعات الليل، يتخللها ضرب بالطبول ورقصات شعبية تعطي للحدث نكهة خاصة.
و في الفترة الأخيرة استُبدِلت قضبان الحديد بأعواد الخشب، وقلَّتْ المدرهات رغم كثرة الحجاج، وضَعُفَ إقبال الناس عليها بسبب كثرة المشاغل من جهة، ووجود أماكن بديلة للتسلية كالمتنزهات والحدائق التي تحتوي على أراجيح حديثة أكثر إثارة من جهة أخرى.
أن أهم تغيير حدث لهذا التقليد الشعبي هو حصره في شهر ذي الحجة فقط، بينما كان في الماضي يستمر لشهور منذ خروج الحاج وحتى عودته سالمًا.
......
و من تلك الأهازيج المصاحبة للتدره ستجدونها في صفحة تعريفي 😄
.......
والصورة في الاعلى لفتاتين كما نقول "يتدرهين "😄.
🌹🌹🌹
و هكذا انهيت حلقة اليوم .
حدثوني عن موسم الحج في دياركم 😃
🌸🌸🌸
الله أكبر كبيرًا
و الحمد لله كثيرًا
و سبحان الله بكرةً وأصيلًا.

أنت تقرأ
عبق العروبة
Non-Fictionسأجلس مع جدتي الخيالية التي تفوح منها رائحة العروبة الأصيلة ؛ جدتي ذات الفلسفة العربية الأصيلة ؛ التي ساستحضرها في كل بارت في هذا الكتاب لتحدثني وتحدثكم عن عادات وتقاليد بلدي ، و بدوركم تحدثونا عن عاداتكم وتقاليدكم. هل أنت عربي/ة ؟ أن كنت كذلك فادخ...