قال الله تعالى:
«وَلِلَّهِ غَيبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَإِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلُّهُ فَاعبُدهُ وَتَوَكَّل عَلَيهِ وَمَارَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّاتَعمَلُونَ»
_سورة هود، آية ١٢٣.
.......
وهاأنا أطل مرة أخرى؛ لأكمل حديثي عن:
"العرف القبلي"ومن الأعراف القبلية:
3)المخرج:
والمخرج كلمة أو اسم يكنى به الشخص الذي هو من خارج القرية_من قرية أخرى_، يتملك أرضا في قرية غير قريته الأصلية سواء بطريقة الشراء أو الإرث وغير ذلك.
تقتصر ملكيته في حدود العين فقط، له فيها أن يعمل ما يشاء في الإطار المسموح والمثمن والمعروف بالاسم، في حالة ما تكون المساحة غير معلومة(جزاف)فلا يحق له تعدي حدود العين المعروفة بالاسم والمقرونة بالثمن.
وله من المرهق الماء السائل على السطح من المطر لا أكثر، ومن الطريق السير عليها من والى عين ماله، وله من الأحجار حق البناء للجدران المنهارة من السيل، اماغير ذلك فلا يحق له استحداث أي شيء في المرهق*.
لاينبغي للمخرج باي حال من الأحوال ان يكون مماثلا للغرام* ومساويًا له في الحقوق العائدة من المراهق دون ان يكون مماثلًا للغرام ومساويًا له في التكاليف التي يفرضها الواجب على كل غرام نحو الحد والبلد.
4)الساحة:
المقصود بها (ساحة القرية) هي القرية والحمى والمرافق، وهي: حيث يسكن الناس وهم آمنين على أنفسهم، وأعراضهم، وممتلكاتهم:(كالحبوب, والمواشي, والأعلاف وغيرها)، حيث يلتقي الناس فيها، وحيث يجتمعون.
•حرمة الساحة:
وهي أن تكون آمنةً مصانة ذات عزة وكرامة ووقار، إنها القاعة التي تتناظر فيها العقول والأفكار، وتجري فيها تدابير الأمور الهامة، وتحل بها المشاكل المختلفة، وتصاغ فيها القواعد والضوابط، وتذاع منها القرارات المختلفة.•الأماكن المهجرة:
إنها المكان الذي يقضي الناس فيه الحوائج كالأجران، والأسواق، والطرقات، وموارد الماء*، ودور العبادة(المساجد)، والمدارس والمحاسن بمختلف أنواعها، وكلها يجب أن تكون آمنه مصانة.ذات حرمة(مهجرة)؛ أي لا ينبغي لأحد من الناس أن يعبث بأمنها، ويتجاوز حدود العرف المتبع فيها، ولا أن يخل بأدبياتها وسلوكياتها المألوفة في كل الأحوال المختلفة (العادات والتقاليد).
يقول المثل:
"لكل حال مقال, ولكل مقام كلام"5)الأوقات المهجرة:
إن العرف القبلي لم يهتم بجانب دون أخر من جوانب الحياة، بل أعطى لكل جانب حقه وبالقدر الذي يستحقه من النظم والقوانين والأحكام العرفية، والتي من شأنها ضبط العلاقات والمعاملات بين أفراد المجتمع في مختلف الأماكن والأوقات، وإذا كنا قد تحدثنا عن الأماكن المهجرة فهناك أوقات مهجرة إيضًا ومنها:
أوقات الأفراح والمناسبات؛ سواء الدينية كالأعياد أو الاجتماعية كالأعراس، أو القضائية (المتعلقة بالقضايا )، أو ما يسمى بالملاقي، من هذه الأوقات الليل؛ حيث يخلد الناس إلى بيوتهم للراحة والنوم بأمان تام؛ ولأجل ذلك حرم العرف كل الممارسات التي تسبب الخوف والإزعاج والإقلاق، واعتبر أن كل ذي ضر حرام، وأوقات الصلح أو الهدنة أو ما يسمى حاليًا بوقف إطلاق النار.
........
•أقوال حكيم اليمن•
ولا تزال كثير من أقوال علي ولد زايد تحتاج إلى غربلة وتدقيق؛ لمعرفة نسبتها إليه، كما ذكر الأستاذ (البردوني).
وإن كنا نرى أن الزمن الذي عاشه صاحب الترجمة لا يتجاوز القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، وذلك لمفردات قصائده، ولهجته القريبة مما هو معروف وسائد اليوم، ونستشفُّ ذلك من بعض أقواله؛ مثل:
"السَّرق يا مِهرَةَ الويل إذا خِفي كيف لا بان"
ويقصد إن السرقة ويل شديد إذا ظهرت فكيف لو كانت مخفية فهي أشد ويلًا.
........
•معاني الكلمات:
*المرهق ماهو من الحد والبلد.
*الغرام قاعدة من قواعد العرف القبلي سأحدثكم عنها في الحلقة القادمة بإذن الله.
.........🍂الصورة في الأعلى لقلعة صيرة في مدينة عدن.
.........في هذا اليوم المبارك اجعل ربي لنا نورًا يهدي قلوبنا، وانشر في قلوبنا راحة تملئ أيامنا.. 💐💐
جمعة طيبة 💚
أنت تقرأ
عبق العروبة
غير روائيسأجلس مع جدتي الخيالية التي تفوح منها رائحة العروبة الأصيلة ؛ جدتي ذات الفلسفة العربية الأصيلة ؛ التي ساستحضرها في كل بارت في هذا الكتاب لتحدثني وتحدثكم عن عادات وتقاليد بلدي ، و بدوركم تحدثونا عن عاداتكم وتقاليدكم. هل أنت عربي/ة ؟ أن كنت كذلك فادخ...