الحلقة [15]

45 6 37
                                    

قال الله تعالى:
«وَالَّيلِ إِذَا عَسعَسَ (١٧)وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ(١٨)»

-سورة التكوير

.......

السلام عليكم أصدقائي الأعزاء 🌹🌹

غبت كثيرًا لكنني جأت بحلقة مليئة بالمفاجآت 😄

في البداية ساخبركم عن الموضوع الذي ساتحدث عنه على مدار عدة حلقات :

"العرف القبلي "

الصراحة الموضوع اتعبني في البحث عنه وسؤال أمي كل حين حتى ضاقت 💔😔😔، حتى جارتنا العجوز لم تسلم من أسئلتي 😁؛ لكنه يستحق فهو من أهم الأعراف التي مازالت إلى اليوم تطبق في اليمن.

طبعًا الأعراف القبلية هي قواعد وضِعت
لتحتكم إليها القبائل، وقد وضِعت هذه القواعد القبلية رادعًا لكل من يعبث في حقوق الاخرين إلا إنها ليست ذات مواد موحدة؛ فلكل قبيلة معيارها الخاص في الاحكام العرفية، ومنها: 

1)الحد والبلد:

يعتبر الحد والبلد موطن ابناءه وأهله
( دائمي الاتصال به)، لكل واحد منهم كامل حقوقه الحياتية؛ يسكن، ويزرع، ويحصد، ويعيش، ويترعرع، ويعمل ما يشاء شأنه شأن إخوانه وأصحابه ابنا البلد، له مالهم وعليه ما عليهم، ومن حق الوطن على أهله الحماية والتضحية من أجله بالغالي والنفيس كلما طلب منه ذلك.

ولكل قبيلة بلد أو حد، وإذا حاولت إحدى القبائل الأخرى السيطرة على جزء من هذا الحد يستنفر ابناء القبيلة مالكي الحد لدفاع عن بلدهم.

وقد تقوم بسبب هذا حروب قبلية؛ لذا وجد العرف القبلي لحل هذه النزاعات.

2)الشرك:

وبحكم أن بلدي اليمن أرض زراعية؛ فإن الشرك هي أرض زراعية؛حيث يقوم الشخص المالك لها بتسليمها لشريكه الذي سيقوم بالإعتناء بها، ويوجد علاقة بين الشريكين من حيث الزراعة والري وجني المحصول وبيعها وتقدير حصصهما في العود والرجية* حسب الأعراف في كل قرية وكيفية الري.

•كيفية توزيع الحصص حسب الري:

°عقر:
بمعنى إذا كانت الأرض تسقى بماء المطر، عندها سيكون صافي المحصول نصفين بين الطرفين بعد إخراج الزكاة وغيرها مما يلزم إخراجه؛ لكن إذا الشريك لم يغرس الشجر فليس له من العود شيء.

°مسقوي:
بمعنى إن الري يدوي أو آلي، عندها يحتسب الربع من المحصول مقابل الري لمن يقوم بالري، فإن كان الشريك هو من قام بالري فله من المحصول ثلاثة أرباعه وللمالك الربع؛ والعكس مثله، العود للشريك نصفه إذا غرسه؛ لكن إذا لم يغرسه فليس له شيئاً.

ولايتم الشرك سوى بعد موفقة الطرفين على عدة شروط من الطرفين، وإن أخل أحدهما بالشروط ألزم المخل بأمور وفق التحكيم وفقًا قواعد العرف القبلي الذي ساتحدث عنه لآحقًا في إحدى الحلقات القادمة.

.........

وعلى مدار هذه الحلقات سادرج بعدها حكمة من أقوال حكيم اليمن "علي ولد زايد"

لابد وأنكم تتساءلون عن هذا الحكيم، لا يُعرَف بالتحديد مكان وتاريخ ولادته ووفاته.

يرى كثير من المؤرخين أنه من أهل قرية (منكث) ـ في حقل (كتاب)أو (قتاب) ـ ما بين مدينة (يريم) ومدينة (ظفار) العاصمة الحميرية القديمة، وذلك لورود اسم هذه القرية في كثير من قصائده، مما يدل على أنه من سكانها.

، ومن ذلك قوله:

"بالله يا بيض (منكث) كُثر الكلام بطِّليـنه حلفت يا رأس (بـدرهْ) لابد ما تبصرينــه قالوا تغدت بـ(ميتـم) وغسّلت في (عُدينهْ)"

وخلاصتها:

أن ابنته (بدرة)؛ عشقت شابًّا، وهربا معًا من (منكث)؛ فأقسم كما في أبياته السابقة، أنْ يغسل عاره بقتلها، وقطع رأسها، ويوضح النص أنها هربت إلى عزلة (ميتم)، من بلاد (بعدان)، في محافظة إب، واغتسلت في (عُدينة) الاسم القديم لمدينة تعز.

ويطلق الناس على مقولاته الشعرية القصيرة اسم: (الأحكام)، أو (أحكام علي ولد زايد)، وتتناول الحياة الزراعية، وبعض القواعد والأعراف الاجتماعية، وأحوال الحياة وتصاريفها.

ومن أحكامه ومقولاته الشهيرة؛ بألفاظ عامية يمنية قوله

"الدهر كله متالــــم غير المتالم* لها اوقات"

.......

معاني الكلمات:
*العود: الشجر.
الرجية:الحب أو الحبوب.

*المتالم: مواسم الزراعة.

🍂الصورة في الأعلى لقرية من قرى يافع محافظة البيضاء، غارقة في بحرٍ من الغيوم.
..........

🌙اللهم أنر القلوب وثبتها على دينك

 

عبق العروبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن