الحلقة [2]

176 33 141
                                    

قال الله تعالى :

«شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِي أُنزِلَ فِيهِ ٱلقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلهُدَىٰ وَ ٱلفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهرَ فِليَصُمهُ وَ مَن كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱليُسرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلعُسرَ وَ لِتُكمِلُوا ٱلعِدَّةَ وَ لِتُكبِّرُوا ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُم وَ لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ »

-سورة البقرة، آية 185.

🌸🌸🌸

أهلاً بكم أخوتي الواتبادين، لقد أردت الاستمرار بشخصيتي العجوز لكنني و جدت أن احدثكم بعفوية تامة؛ و لن تكون إلا بحديثي معكم بشخصي.

الحلقة الأولة كانت عن استقبال رمضان و هذه الحلقة عن رمضان في اليمن.

مع دخول رمضان يتغير الكثير و بالأخص الأنفس تكون متراحمة و متعاونة، و تنتشر رائحة الشهر الكريم المليئة بعبق الرحمة في الأجوى حتى قبل أسابيع من دخوله.

عندنا شهر رمضان يقتلب الليل نهار والنهار ليل ، شوشتكم صح؟ الله لا رواكم الخروج في صباح يوم من أيام رمضان؛ الشوارع بتكون خالية و كأنها مدينة مهجورة عكس الليل الي يكون مليئ بالحياة و الحركة، يعني بنكون خفافيش 😁 .

بيكون أيامنا في رمضان مثلما باقلكم ذلحين؛ يبدأ يومنا من الساعة عشرة صباحاً و كلٌ يتوجه لعمله في هذه الساعة ، نبدأ بأعمال المنزل من تنظيف و غيره إلى أن يحين العصر نبدأ عندها تجهيز الفطور، أما بالنسبة لرجال البيت فيعودوا من أعمالهم و يقرأوا القرآن و ذكر الله و التسبيح و البعض الآخر يذهب إلى المساجد للاعتكاف.

و عندما يقترب موعد أذان المغرب نجهز المائدة على بساط أرضي و نجتمع حولها متشوقين للأذان و نحن نستمع لتلاوة القريطي و هو أحد القراء اليمنين أرتبطت قراءته بالشهر الكريم ؛ بالنسبة لي فأنا كلما سمعته شعرت بلحظات ماقبل المغرب في رمضان حتى لو سمعته في أشهر الفطر ، قبل سنوات قليلة كنا ننتظر سماع المدفع الي يشعلوه الجنود عند الغروب؛ لدرجة أصبح للأذان صوت آخر و هو صوت مدفع رمضان .

بعد تناول الفطور و بعد أداء الصلوات المفروضة يتوجه الكثير لصلاة التراويح من الرجال ثم يتوجهوا للأسواق لشراء القات؛ برغم أنني ابغض هذه الشجرة إلا أنني أحياناً لا ابغضها ، و عندما يعودون يجتمعوا في مجالسنا العربية التي نسميها الدواوين الديوان و يتسامروا حتى وقت السحور.

بالنسبة لنا نحن معشر النساء بعد تناول الإفطار نتجه بأعتا المنظفات لتنظيف الصحون التي لا تنتهي 😔 ، ثم بعدها نصلي التراويح في منازلنا أو في المساجد ، و كما يجتمع الرجال في الدواوين نحن إيضاً نجتمع فبعضاً من النساء يستمتعن بالمداعة أو كما يسموها المصريين مدري الشاميين الأرقيلة مع مضغ القات، و بالنسبة للفتيات الشابات نجتمع للعب بعض الألعاب الشعبية كلعبة الحجارة؛ حيث نجمع خمس حجار و نقذف بأحدها بيد و نلتقط الأخريات و هكذا و الخاسر يجلد و غيرها من الألعاب، و بما أن رمضان شهر القرآن فحالة من التنافس تحصل بيننا لقراءة القرآن.

أنا لم أحدثكم عن الأطفال فهم حكاية طويلة لانني اعتبرهم جالب السعادة وناقلها، فأذكر عندما كنت صغيرة كنا نتنافس فيما بيننا لمن سيصوم أكثر الأيام حتى أنني كنت اغالط أخوتي و أكل في الخفاء 😂، و نظهر ادلتنا أن احنا صايمين؛ مثلاً نخرج لساننا و نقول شوف اذا هو ابيض يعني صايم ، و يتوجه الاطفال لحلقات القرآن و تشارك الفتيات الصغيرات امهاتهن اعداد الفطور ، و قبل أذان المغرب يلعب الاطفال ويغنو بعض الاغنيات المشجعة لهم مثل :
يا مغرب كبر كبر
الصايم يشتي يفطر

أما الليل فيتجمع الاطفال و يبدأوا اللعب بالعاب شعبية الخاصة بشهر رمضان و هناك الكثير و في كل حلقة ساحدثكم عن احدها و اليوم لعبة الاختباء و نسميها الغميضة؛ حيث يقوم واحد من الاطفال بالعد مغمض العينين إلى عدد متفق عليه و الاخرين يختبأوا حتى ينتهي من العد و قبل ان يفتح عينيه يصرخ باعلى صوت لديه بالعبارة الآتية "غرب الشر ولا عاده " و الاخرين يردوا عليه "عاده" حتى يختبأوا ثم يقوم بالبحث عنهم و عندما يجد احدهم يقول له "كشفتك او مكشوف " و المكشوف يكون دوره في العد، و الذي يغدره و يصل إلى الموضع الذي عد فيه يقول "تفاحة" .

الأكلات كثيرة و متنوعة عندنا في اليمن و باكلمكم اليوم عن أهم وجبة الي لا يكتمل إفطارنا إلا بها و نسميها "الشفوت " حيث تتكون من رقاقات نسميها "لحوح " و ساحدثكم عنه في حلقة اخرى، نضع تلك الرقاقات في صحن ونقوم برشها باللبن المخلوط بالنعنعة و البسباس المزحوقين، و هذه صورة لهذه الوجبة.

🌸🌸🌸

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🌸🌸🌸

حدثوني عن أيامكم في رمضان؟

ساضع لكم مساحة لدعوة أصدقائكم

منشنوا على رحتكم 😉هنا

🌸🌸🌸

اللهم اجعل هذا الشهر تطهيراً و تزكية لنفوسنا 🌙🍂

عبق العروبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن