جزء بلا عنوان 8

14 1 0
                                    


وبعد أن ينتهي الإنسان ويصل للمرتبة التي يريدها من العلم ماذا بعد ؟ ماذا عن حياته القادمة ؟ أهناك راحة أم مشقة ؟ هل يلقى الإنسان الخلاص أم بداية لطريق المشقة؟

كنت اتمشى في الجامعة وأطرق التفكير في المستقبل ثم جلست على المقعد بحيرة

في الحقيقة الإجابة بسيطة :

إذا كنت مرتاح ولا ينقصك شيء أو مكتفي وراضي فسوف تعيش السعادة وبالطبع بطرق شتى ، وأهمها هو أن تفعل ما تحب أو أن تكون مع من تحب ، أن توقف التحسر على ما ضاع أو ما لم تملكه و أن ترضى بما لديك مع التحسين إذا توفر ، فانا مثلا كنت أطرق التفكير في المستقبل كثيرا :

هل سأجد فرصة عمل بأقرب فرصة ؟ وهل سأكون مرتاحة ولا شيء ينقصني؟ أو هل سوف أجد حب حياتي وشخص حنون أحبه ويحبني بصدق وتفاهم وأكتفاء ؟ هل سوف أحقق أكبر وأهم حلم (الكتابة)؟ ومن يعلم ، ولكن انا على قناعة أن مهما يحدث من حرمان وعدم أرتياح فسوف أبذل كل جهدي لأحصل على راحة بالي وسعادتي ولن أبقى مكتوفة اليدين ، ومهما يحدث معي من مصائب وشدائد فهذا الخير من الله مع التحمل وإنتهاز الفرص .

ولكن الأشتياق لا بد منه ، أنه لشيء طبيعي أن تفتقد شيء كنت تحبه أو لا من الطبيعي أن تفتقد تفصيل ، شخص ، مرحلة ولكن ذلك لا يعني أنه الأمثل ؛ لربما تشتاق لشخص وتحن للأيام الخوالي والليالي والكلام وأنت مع شخص يعوضك عن كل شيء ولا تستطيع الأبتعاد عنه ، تجد معه الراحة ، هل هذا يعني أنك لا تحبه وتحب ذاك الذي حنت له القلوب؟ بالطبع لا ، ما دامك تثق من حبك لشخص المتواجد معه فلا يمكنك أن تعيش أو ترى أن كلاهما الأمثل ، فقط أشتقت لتفاصيل وشيء كان جميل أو شيء مررت به ولكنه لا يعني حب ؛ وهذا ما يفسر أشتياقك لشيء كنت تكرهه ، فأنه كان يروقك يوما لكنها فقط مرحلة مررت بها وهذا لا يعني شيء كبير على الإطلاق ، هي فقط أفكار تأتي وتذهب ، اذا كنت تحب المرحلة الحالية و أشتقت لأيام الماضي لا يعني أنها الأمثل ، الإشتياق البسيط وأنت تحب ما بيدك ومرتاح به من كل نواحي لا يعني شيء ، فأنا مثلا حقا احمد الله على حياتي ليل نهار ، لكنني حقا أشتاق لإيام الخوالي لأنني أفتقد شيء ليس معي الأن وأتعب من الإلتزامات والمسؤوليات ، كنت حرة كالفراشة الخفيفة تذهب من هنا لهناك دون أن يكون هنالك ما تفعله ، أشتاق لتلك النقطة مع أنني حقا أستطيع تقسيم مسؤولياتي والتمتع بالجنون والحرية ضمن خطوط الحدود باللون الأحمر الخافت الذي يميل للوردية ؛ تلك الحدود غير صارمة ولا بأي مرحلة فهي بداخلنا ، بطبيعتنا في كل المراحل .

لكنني حقا أفضل حياتي الحالية رغم أشتياقي الكبير ، لأنني كنت أعاني في تلك المرحلة ايضا ، فكنت أبحث عن الحب والإستقرار ، العمل الذي أحبه والأحلام التي أطمح لها ، فانا الأن حقا حصلت على كل النعم والحمد لله ، مع العلم أنه ليس هنالك مرحلة مريحة في حياة الإنسان ، ولا واحدة فكلها لها مشاكلها ومعاناتها ولكن وزن المعانة هو الذي يختلف.

بما أنني وضعت قدمي على أول درجة في طريق صعودي للحلم فسوف أكمل وبقوة وخبرة أكبر ، كان هدفي من هذه الرواية تسليط الضوء على أن الظلم يؤثر على المحيط المجاور ولكنها تناولت بصورة أكبر التحدث عن حياتي ومشاعري .

رانيا الأشقر.

Ralashqar.


🎉 لقد انتهيت من قراءة خيانة حلم 🎉
خيانة حلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن