"١٧- آلةُ الزمن"

256 35 17
                                    

الإثنَين ، 4-11-1947
* الساعةُ السادسةُ مساءاً *

Claressa's P.O.V

وقَفنا في مختبرِ السيد ترافيس نحدِّقُ بِ آلةٍ على شكلِ مستطيلٍ طويلٍ رماديَّ اللون ، تبدو عاديَّةَ من الخارِج ، فتحَ السيد فيدريك السّتارةَ الحمراءَ التي كانَت تتوَسّطُها ، لنجدَ أربعةَ مقاعدَ ، مقعدٌ بُنّيٌّ واحدٌ في كلِّ زاوية ، وفي المنتصفِ تماماً ، مائدةٌ مدورةٌ مصنوعةٌ من الحديد ، وُضِعَ عليها صندوقٌ مربعٌ يحملُ تسعةَ أرقامِ بالإضافةِ ألى الرقم صِفر ، وأعلاهُم وُضِعَت شاشةٌ سوداءَ صغيرة مقسمةٌ إلى ثلاثةِ أقسام ، القسم الأول والثاني يحملانِ خانتين ، والثالثُ يحملُ أربعَ خانات ، بالإضافةِ إلى زِرّينٍ بجانبِ الصندوق ، كُتِبَ عليهِما "ماضي" وَ "مستقبل" .

" هَل أنتُم جاهِزون ؟ "
سألَ السيدُ فيدريك .

" نعم ! "
قالَ أربعتُنا بِحماسَة .

" جيّد ، إجلسوا في مَقاعِدِكم ، واربُطوا الأحزِمة "
أمرَ السيد فيدريك .

جلسَ كلٌّ منا في مقعدِهِ وربَطنا الأحزمةَ المتصلةَ بالآلة .

" والآن ، هذا الصندوقُ الحديديّ اسمُهُ 'ترافيتايم' ، سأُقومُ أنا بِإدخالِ بياناتِ سفرِكم إلى المستَقبل ، إلى أيِّ تاريخٍ تريدونَ أن تنتَقِلون ؟ "
سألَ السيد فيدريك .

" الرابِع مِن فبرايِر عام ١٩٨٦ "
أجابَ آدرِيان .

" حسناً ، والآن سوفَ أضعُ هذه الأرقام ، انتبهوا هُنا أرجوكم ، يجبُ أن تتعلموا كيفَ تستخدموا هذهِ الآلة ، أولاً نُدخِلُ اليوم وَهو '04' ثمّ الشهر '02' ثمَّ السنة '1986' لتمتلأ جميعَ الخانات ، فَهِمتم ؟ " أومئنا بِنعم " جيّد ، والآن عِندما أخرُج ، فقَط اضغطوا على 'المستَقبل' وستقومُ الآلةُ بنقلكم "

" حسناً "
قالَ إيفان ، وخرجَ السيد فيدريك .

" توخَّوا الحذَر ، وانتَبِهوا غلى أنفُسِكم "
قالَ آلبرت .

" سنَفعَل ! "
قالت جلوريا .

" اآه ! هناكَ مقعدانِ احتياطِيّانِ في هذهِ الآلة ، فقط اضغطوا على ذلكَ الزرِّ الأزرقِ الكبير الذي في السّقف وسوفَ يظهَران ، لا أظنُّ أنكم سوف تحتاجونهم ، لكن على أيةِ حال ، رحلةٌ مُوَفّقَة ! "
قالَ السيد فيدريك وأغلقَ ستارَ الآلةِ الأحمَر .

" مُستعدون ؟ "
سألَ آدريان ، وأجبناهُ بإيماءةٍ موافِقة .

" مهلاً ! "
قلتُها وأخرجتُ أنبوبةَ وصفةِ ال ' ليتسبل ' لِأشربَها عندَ وصولِنا إلى هناك قبلَ أن أخرجَ من آلةِ الزمن .
" مستعدةٌ الآن "
قلتُ بابتسامة .

" ثلاثَة ، إثنان ، واحِد "
قالَها آدرِيان وضغطَ على زرِّ المُستَقبل .

شعرتُ رأسي يدورُ بقوّة ، ساعةُ يدي السوداءُ تدورُ عقارِبها بجنون ، والأشياءُ من حَولي تَلتفّ بالاتّجاهِ المعاكِس ، ثمَّ إنَّني أشعرُ بالاختناق ! تباً سوفَ أتقيّأ إن لَم ينتَهي هذا حالاً !
توقَّف الدورانُ بعدَ عدّةِ ثوان ، نظرنا بِها إلى أنفُسِنا ، لَم يتغيّر بنا شيئاً ! لا زِلنا بالحاديةِ والرابعةِ عَشر ، والساعةُ توقَّفت عقاربها لِتشيرُ إلى الثانيةَ عشرَ ظُهراً تمامَاً .

قلادة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن