"٢- هدِيّة"

787 52 24
                                    

الخميس - 1/11/1973 م
الساعةُ الثالثةُ ظُهرًا

دخلتِ الجدةُ هيلينا إلى غرفةِ حفيدتِها، تنهَّدت بمللِ حالما رأت الفوضى المُعتادة، "متى ستتعلم هذه الفتاةُ تنظيفَ غرفتها بنفسِها" همسَت في عقلِها..

ولكن لا بأس، فكَّرت الجدة، اليومُ هو عيدُ مولدها، لا بأسَ في بعضِ الفوضى! ابتسمت وبدأت بالترتيب، الأوراقُ المتناثرةُ على الأرض، الملابسُ المكومةُ على شكلِ أهراماتٍ على الكرسيّ، حتى مشطَ شعرِ شقيقها موجودٌ هُنا!

حالما انتَهت من غرفتها، اتجهت إلى غرفةِ إيفان لتنظيفِها أيضاً، لتتفاجأَ بأنها مرتبةٌ مُسبقًا! يا إلهي .. هذا لم يحدث من قبل..يجبُ أن يُدوَّن هذا اليومُ في التاريخ ..

جاءَت فيرونيكا فجأةً تهتف:"جدتي! الكعكةُ في الفرنِ وهي على وشكِ الانتهاء، أينَ كلاريسا وإيفان؟"

ردَّت الجدة :"سيأتيانِ بعدَ قليلٍ لا تقلقي صغيرتي، آملُ ألا يتأخرا، ف أنا متحمسةٌ لإعطاءِهما الهدايا"

ابتسمَت فيرونيكا ببراءة، وذهبَت لنفخِ البالونات في الصالة، استعدادًا لاستقبال شقيقَيها التوأمَين!

أما الجدةُ، فوَضعتِ الهديَّةَ المغلّفة على سَريرِ حفِيدَتِها ذاتِ العشرِ سنواتٍ، وجلسَت مُتلهِّفةً تنتظرُ عودَتَها، وتتخيلُ ردةَ فعلِها !

*******

صاحَت كلاريسا:"ايفان! أيها السخيفُ إلى أين ذَهَبت؟"

قفزَ الأخرقُ أمامي فجأةَ ليتسببَ لي بنوبةٍ قلبية:"هُنا!"

سألتُ بعصبيةٍ :" تباً لك، لقد أخَفتَني! أينَ كُنت؟"

أجابَ بحماسةٍ مبالغة:"ذهبتُ إلى بائع الزهورِ لأشتري بعضَاً مِنها وأُفاجئ جدّتي، وهناكَ التَقيتُ بفتىً غريبٍ قليلاً، لكنّه رائع بعضَ الشيء، وقَد أصبَح صديقي!"

نظرتُ إلى يديهِ الفارغتين وسألتُ مجددًا" إذاً، أينَ هيَ تلكَ الأزهار ؟ "

أخفضَ رأسهُ بخجلٍ مجيباً:"ممم، هل تتذكرينَ ذلكَ الفتى الغريبَ الذي التقيتُ به؟ نعم لقَد أعطيتُها لَه .."

ضربتُ جبيبي بكفّي وقلتُ :" ماذا؟ لقد حذرتنا جدتي من أن نتحدَّث معَ الغرباء ، وأنتَ توزِّعُ الورودَ لهم! لِمَ فعلتَ ذلكْ؟ "

ردَّ بسرعةَ مُبررًا" لقد قالَ أن شقيقَتهُ تُحب الورود كثيرًا، وأنه يرغبُ بأن يشتري لها باقَةً جميلةً مثلَ الذي لدَي، ولكنَّه لا يحملُ مالاً لأنّه نسيَ محفظته بالمَنزِل! لذا قدّمتها لهُ وشكَرني كثيرًا وأخبرني بأنّه سوفَ يُعطيني ثَمَنها لاحِقاً ثُمَّ رحَل "

تنفستُ بغضبٌ وسألتُ سؤالًا أعرفُ أجابتهُ:"إيفان.. هل سألتهُ عن عنوانِ منزله؟"، نظرَ إليَّ وضحكَ بتوتُّرٍ، ف صحتُ عليهِ:"إيفان تشارلِي دَنجريد، يا لكَ من فتىً ساذجٍ أحمَق!"

قلادة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن