|اليوم الثاني|
الأربعاء - 5/2/1986 م
* الساعةُ الرابعةُ فجراً*Claressa's P.O.V
على قدرِ ما كنتُ أشعرُ بالحماسَةِ والفضولِ بسبب الأسطورة ، إلا أنني كنتُ أشعرُ بنعاسٍ شديد ، ففضلتُ النوم ، وغداً سوفَ أناقشهم بأمرِ الأسطورةِ هذه .
*******
وجدتُ نفسي في جزءٍ مظلمٍ جداً من الغابة ، أسيرُ على غيرِ هدىً ، وخائفة حد الجنون ، وصوتُ بومةِ الليل يزيدُ من توتّري .
دُستُ على جذعِ شجرةٍ عن طريقِ الخطأ ، فخرجَ من خلفِ الشجرةِ آلافُ الخفافيشِ الغاضبةِ التي تلمعُ عيونها باللونِ الأحمرِ واتجهت جميعها نحوي ، لأبدأَ بالصراخِ والركضِ معاً إلى وجهةٍ لا أعرِفها .
توقفتُ فجأةً أمامَ بحيرةٍ من الماء ، التفتتُ للعودةِ مجدداً ، لكن لا مجال للعودة ، فأسرابُ الخفافيشِ تشقُّ طريقَها نحوي .
حسناً سأقفز في البحيرة ، ما أسوأ ما يمكنُ أن يحدث ؟ على أيَّةِ حال .. أُفضّلُ الغرقَ على أن يتمّ التهامي حيةً من قِبَلِ خفّاشٍ غاضب .وبدون إعادةِ التفكيرِ ، وجدتُ نفسي أقفزُ داخلَ البحيرةِ وأحاولُ السباحة ... اللعنة ! لا يمكنني السباحة !
شعرتُ بنفسي أغرق ، أو شيءٌ غير مرئيٍّ يشدني إلى الأسفلِ .. هل يا ترى تزيدُ الجاذبيةُ عندما أكونُ في المياه ؟ لماذا لَم يذكر نيوتن هذا الأمر ؟بماذا أفكرُ بحقّ السماء ؟ خفافيشٌ تحاولُ جعلي طعاماً لها ، بحيرةٌ متجمدةٌ تحاولُ سحبي إليها ، محاولاتي بالسباحةِ تذهبُ عبثاً لأنني أسبحُ مثلَ سمكةٍ تتقلبُ وتعاني من سكراتِ الموت ، وكلّ ما يشغلُ بالي هو الجاذبيةُ الأرضية !
استسلمتُ بعدَ عدةِ محاولاتٍ يائِسة ، أخذتُ نَفساً عميقاً وسمحتُ للبحيرةِ بأن تسحبني إليها ، وانتظرتُ شريطَ حياتي بأن يمرَّ أمام عيناي ، كما يحصلُ عادةً في مثلِ هذه الحوادث .. لكنّهُ لم يمر !
وعكسَ ما توقعتُ تماماً ، فقد وجدتُ نفسي أقعَ على اليابسةِ في الجانبِ الآخر من البحيرة ، الجانبَ السفليَّ تحديداً ، فأنا فعلياً أستطيعُ رؤيةَ الماءِ من فوقي .
نهضتُ وبدأتُ المشيَ بتثاقل ، فملابسي تشربت كميةً لا بأسَ بها من المياهِ التي تثقلُ حركتي .
وصلتُ إلى بناءٍ كبيرٍ على شكلِ قبةٍ بيضاءَ مائلةٍ للاصفرار ، لم يكُن هناكَ لافتةٌ تدلُّ على ماهيتها ، ولا نوافذَ أستطيعُ النظرَ من خلالِها ، ولا يوجدُ أيةُ إشارةٍ لوجودِ كائنٍ حيٍّ هنا . بل كانَ هناكَ بابٌ واحدٌ في المنتصف ، فدفعني فضولني لأتجهَ إليهِ وأقومَ بفتحِه .
يمكنكم تخيّلُ الأمر ، غرفةٌ بيضاءَ بالكامِل ، مليئةٍ بعشراتِ البالوناتِ ذاتِ اللونِ الأزرقِ الشفاف ، وبداخِلِ كلّ بالون يرقدُ إنسانٌ نائمٌ بهدوء .
أنت تقرأ
قلادة القمر
Fantasy"قلادةٌ قمرية، يضيءُ بدرُها في الخير، فَيُظهر لها روحُ الطفلِ طريقَ النور وسطَ الظّلام.. وتُضيء روحُ المشعِوذة الدّاكنةِِ هلالُها لِيختِم على قَلبها بالسّواد". كلاريسا دنجريد ، تلكَ الفتاةُ الصغيرةُ التي تعيشُ مع جدّتِها وشقيقَيها بهدوء ، تُهدى لَها...