*بعدَ حوالي خمسةِ أشهر*
الخميس - 31/10/1974
الساعة الحادية عشرة ونِصف مساءاًClaressa's P.O.V
في بيتِ الشجرةِ الذي بناهُ والدي بجانبِ منزلنا ، جلستُ أنا وإيفان وآدرِيان وجلوريا على شكلِ دائرة ؛ كانَت جلوريا قَد عاودَت المشيَ بعدَ رِحلةِ علاجِها إلى فرنسا لمدةِ ثلاثةِ أشهر .
تجمَّعنا هُنا نحنُ الأربعةُ عندَ الساعةِ العاشِرة ، بعدَ نوم الأهل ، وَ في وسطِنا كعكةً زرقاءَ سماوية أعدتها جلوريا بمَهارة ، كُتِبَ عليها باللونِ الأبيض " عيدُ ميلادٍ سعيد كلاري وإيف "
وسطَ ضَحكاتِنا وحديثِنا ، كانَ إيفان بينَ فترةٍ وأخرى يختلسُ النظرَ إلى ساعةِ يدهِ بحماس ، منتظراً دقةَ الساعةَ الثانيةَ عشرة ؛ التي تعلِنُ عَن بلوغنا السنَّ الحادي عشَر .
" هَل حقاً سوفَ تنتَقلونَ من هُنا ؟ "
قالَت جلوريا بحزن ." ليسَ حقاً " قالَ إيفان " إنه انتقالٌ مؤقتٌ كما تعلَمين ، سنذهبُ إلى بيتِ عمي في أديليد ، يمكنكم القدومُ إلينا بالسيارة "
" ليسَ وكأنَّ أمي ستسمحُ لنا "
قالَ آدريان بسخرية ." إيفان ! "
قلتُ فجأةَ بعد صمتٍ طويل .
" أتذكرُ عندما التقيتَ آدريان أول مرة ؟ "" نعم ، عندَ بائعِ الزهور "
قالَ بِمرح ." هَل تذكر عِندما سألتُكَ إن كنتَ قد سألتهُ عن سببِ انتِقاله إلى هنا ، وقلتَ أنكَ قد فعلتَ ذلكَ وكانَ ردهُ كلمةً واحِدة ؟ "
شردَ إيفان للحظاتٍ ثم قال
" نَعم ! نعم أذكرُ ذلك ! .. لقَد كانَ ردهُ هوَ ... "
" هيلجا "
قالَ هُوَ وآدرِيان معاًنظرتُ بِحيرةٍ ، كنتُ سأسألهُ عن ذلك ، لَولا صراخِ إيفان
" أنظُري ! عشرونَ ثانيةً فقط ! "
قالَ بحماسة ." هيّا ، لنعدَّ معاً "
قالَت جلوريا بمرح ." عشرون ، تسعةَ عشر ، ثمانيةَ عشر ، سبعةَ عشر ... "
بدءا العدَّ معاً .حدقتُ بآدرِيان لوهلة ، والذي كانَ بدورهِ ينظرُ إلي ، لكنَّنا سُرعان ما انخرطنا بالعد بحماسة .
" ... تِسعَة ، ثمانِية ، سبعة ، سِتة ، خمسَة ... "
شعرتُ بحرقةٍ في يدي اليسرى فَ توقفت ." ... أربَعةَ ، ثلاثَة ... "
رأسي بدأ يؤلِمُني بِشدة ، أغمضتُ عيناي بقوة ." ... إثنان ... "
" هَل أنتِ بخير ؟ "
صوتُ آدرِيان القَلِق" ... واحِد ! "
ودقَّت الساعةُ الثانيةَ عشَر .صرختُ باختناقٍ وأنا أُحاوِلُ فكَّ القلادةِ التي التفَّت بشدةٍ حولَ عنقي وتحاوِل خَنقي .
حاولَ آدرِيان وإيفان نَزعها بقوةٍ بلا فائِدة ، بينَما جلوريا تُحدقُ بخوفٍ وصدمةٍ محاولةً فِهم ما يحدُث .
شيئاً فشيئاً ، بدأتِ القلادةُ ترتخي من حولِ عنقي ، تارِكةً علاماتٍ حمراءَ مخيفة .
أنت تقرأ
قلادة القمر
Fantastik"قلادةٌ قمرية، يضيءُ بدرُها في الخير، فَيُظهر لها روحُ الطفلِ طريقَ النور وسطَ الظّلام.. وتُضيء روحُ المشعِوذة الدّاكنةِِ هلالُها لِيختِم على قَلبها بالسّواد". كلاريسا دنجريد ، تلكَ الفتاةُ الصغيرةُ التي تعيشُ مع جدّتِها وشقيقَيها بهدوء ، تُهدى لَها...