"١٨- الغابةُ الأسطوريَّة"

230 33 10
                                    

|اليوم الأول| ، الثلاثاء - 4/2/1986 م

Claressa's P.O.V

" آسترون ، إهدَأ "
قالَت الشجرةُ التي بجانبِ الشجرةِ الغاضِبة .

" اصمُت يا ريكاتو ، وساعِدني على الخروجِ مِن هُنا ، وأنتَ أيضاً يا بيرتان ، تجلسُ هُنا طوالَ اليومَ بلا أَدنى فائدةٍ عليكَ اللعنة "
قالَت الشجرةُ آسترون موجهةً كلامَها إلى الشجرتينِ اللتين بجانِبِها ، ثُمَّ مدّت جذعَين من جوانِبها ، ليتّضحَ بَعد أنّهما ذراعاها ، وأمسَكت بجذعا الشجرتينِ ريكاتو وبيرتان ، وبدأت الشجرتينِ يَسحبانِها بقوّة ، حتى خرَجت جذورُها مِن أسفلِ الأرض ، والتي تحوَّلَت بدورِها إلى أقدامٍ طويلة .

" والآن ! أيُّها الفتى الأشقَر ، سوفَ أُعاقِبُك ! "
قالَ آسترون بغَضبٍ وهوَ يتجهُ إلى إيفان مُسرعاً على أقدامِه . وقفتُ أمامَ إيفان حمايةً له ، وفعلَ آدريان وجلوريا المِثل .
" أنتَ لَن تقتربَ مِن شقيقي "
قلتُ بغضَب .

" ابتَعدي يا فتاة ، مُشكلتي لَيسَت معكِ ، بَل مع ذلكَ الأشقرِ الذي أهانَ عائلَتِنا ، نحن ! أشجارُ السروِ التي تفتخرُ بكبريائِها لصمودِها لآلاف السنين ! "
قالَ آسترون .

" آسِف يا سيّدي ، أنا لَم أقصِد حقاً "
قالَ إيفان بخوف .

" لا ! لَم تخرُج شجرةُ السروِ من مكانِها عبثاً ، سوفَ أُعاقبكَ أيُّها الأشقرُ الصغير ، سوفَ أُلقي بكَ مِن أعلى الجَرف ! "
قالَ آسترون بِحزم ، وبضربةٍ واحدةٍ قامَ بإبعادِ ثلاثَتنا ، ثمَّ أمسكَ بإيفان ، وحملَهُ بيدهِ ومضى بهِ إلى داخلِ الغابةِ الأسطوريّةِ مُتجاهلاً صرخاتِنا واستغاثاتِنا .

" يا لَها من شجرةِ سروٍ غبيّة "
قالَ ريكاتو هازّاً رأسهُ بيأس .

" أرجوك يا سيّد ريكاتو ، ساعِدنا على الوصولِ إلى هناكَ وإنقاذِ أخي ، لَن نستطيعَ اللحاقَ بهِ وحدَنا حتّى لو ركَضنا بأسرعِ ما يُمكننا "
قلتُ بتوسُّلٍ إلى الشجرةِ الخضراء .

" سيّد ؟ أنا شجرةٌ يا عزيزَتي ، أفضِّلُ لقبَ ري-كا ، تعلَمين ، مثلَ الأشجارِ الرائعة "
قالَ ريكاتو وكشفَ عن ابتسامةٍ بُنّية .

أنا لا أمزَح ، أسنانهُ بنيَّةُ اللون .

" حسناً يا ري-كا ، هَل يمكنُكَ اصطِحابُنا إلى أخي ؟ "

" أتعلَمينَ يا فتاة ؟ الجوُّ صافٍ جداً اليوم ، أنظُري إلى تلكَ العصافيرِ التي تغرِّد بسعادة ، هَل ترينَ ذلكَ الذي باللونِ الأزرَق ؟ ' لقَد بنى عُشّاً لهُ فوقَ أحدِ أغصاني ، لكنّه بتغريدهِ الدائمِ كانَ يوتر أعصابِي ، حذرتهُ مرتينٍ ولكنّهُ كانَ يواصلُ عِصياني ، فألقيتهُ وعائلتُه البائِسةَ خارِجاً ب ... حسناً لم أعمَل على القافيةِ بعد ' على أيةِ حال ، هَل أعجبكِ هذا الشعرُ يا عزيزَتي ؟ بالطبعِ سيُعجبكِ ، إنّني أعملُ عليهِ منذُ ثلاثِ سنوات ، والآن .. سوفَ أُساعدكِ على شرطٍ واحِد "

قلادة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن