"٢٧- كهف الشجرة"

202 20 19
                                    

|اليومُ الرابع|
الجمعة - 7/2/1986 م
الساعةُ الحاديةُ عشرَ صباحًا.

مضى بعضٌ من الوقتِ ونحنُ نبحثُ عن مدخلّ للكهف، ولم نتوفَّق في ذلك، فجلسوا يحدقونَ بالشجرةِ لعدةِ دقائق.. كنت واثقة من أنهم يفكرون بذلك التحذير، ولكن التعليمات كانت واضحة تمامًا، أن لا نكون طماعين ونأخذ أكثر مما نحتاج، ولا أرغب في التفكير بماهية ذلك العقاب.

كان إيفان يدندن لحنًا بصوتٍ خافت، ومع كل نغمة يصدرها كنت ألاحظ تحرك الحجرين اللذين بجانبي وتباعدهما قليلًا عن بعضهما، بدأت أشك بأنني على حافة الجنون، ولكنني أعود لأتذكر أن لا شيء في هذه الغابة منطقيّ. أردت أن أختبر صحة نظريتي فبدأت بالتمتمة بصوتٍ خافت أيضًا، فارتعش حجرٌ آخر ثابت وتزحزح من مكانه ببطئ. نهضتُ بسرعة وقلت :"الغناء! الحلَُ في الغناء!"

نظروا إلي جميعًا باستغراب، هززت راسي وقلت:"لا تسألوا.. فقط غنوا أي لحنٍ تتذكرونه". استجابوا لي وشرعوا في الغناء بعشوائيةٍ دامت لدقائق قبل أن تتناغم ألحاننا في مقطوعة موسيقية واحدة مثالية، أخذت الأحجار تتحرك على أنغام الموسيقى، أو ربما هي ترقص! لا أدري، ولكنها كانت تتباعد عن بعضها بانتظام وتتشكل على هيئة ممر، حتى برز لنا باب خشبيٌَ في نهاية ذلك الممر وكان مختبئًا بين أغصان الشجرة وأوراقها.

مشينا عبر الممر الحجري بحذر حتى وصلنا إلى الباب، فُتِح الباب لوحده مُصدرًا صوتًا مزعجًا، وتناثر الغبار من عليه بكثافة لا تشير إلّا إلى أنه لم يتم فتحه من قبل، وتمزقت الأغصان التي كانت تحيط في الباب ووقعت أرضًا. خطوتُ أول خطوة إلى الداخل، ومن شدة الظلام لم أكن قادرةً حتى على تمييز ما هو أبعد من يدي. تبعني الآخرون وأُغلقَ الباب الخشبي من خلفنا بقوة جعلتنا نُجفل، وتركنا في ظلام دامس.

سألَ ميشيل:"إن تابعنا الغناء ما الذي سيحدث؟" لم أجب، بل عاودت استئناف اللحنِ المتناغم الذي بدأناه سابقًا، وشاركني الباقون تلقائيَا. مرت ثوانٍ ثمَّ أضاءَ الكهف تدريجيًا من حولنا، مشينا لفترةٍ قصيرة معتقدين بأن هناك أضواءً خفية تضيء الطريق، إلى أن اكتشف إيفان أن تلك ليست أضواء. "رفاق، أعتقد بأنها أحجارٌ كريمة.."

التفتتُ إلى ميشيل فرأيته على وشكِ سحب أحد الأحجار اللامعة :"وإلا فعقابٌ سيخترقك كالزجاج!". نظرَ إليَّ وقال:"إنني أحتاجه، ذلك ليسَ حجرًا عاديًا، إنه حجر السترين، حجرُ الشفاء! يمكنه مداواتي أنا وأبي"

قالَ آدريان:"هذا لا يهمُّ الآن! نحن في طريقنا لتحرير الغابة، وسحرُ الملكة سوف يزول حالما ننهي مهمتنا!"

ردَّ ميشيل بعدوانية:"ولكن ماذا لو لم تنجحوا؟ وفشلت الخطة وقبضت الملكة عليكم، وتفاقم مرضي ومرض والدي؟ سوف آخذ هذا الحجر، ليس طمعًا أو جشعًا، بل إنني أحتاجه"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قلادة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن