-11-

11.7K 782 47
                                    

نظرت اليه مبتسمت و قلت :
-عفوا...اظن انك اخطأت انا فيكتوريا سنيف  تشرفت بمعرفتك سيد ؟؟؟
- ديفيد ..ديفيد مارتن . قال ونظرة الارنياب تعلوا وجهه
- سأريك مكتبك انسة سنيف ، اتبعني من فضلك . قال الرئيس كليم مشيرا بيده نحو الباب
- حسنا
تبعته بعد ذلك الى مكتب المقابل لمكتبه و قال :
- بما انك من اف بي اي قررت اعطائك مكتب لوحدك ، و من هنا يمكنك ان تري تحركات كل العمال في طابق الاول و حتى مكتبي الذي هو مقابل لك
- شكرا لك ،  انت تعتني بي كثيرا
- هذا واجبي ، ساتركك في مكتبك اذن
- حسنا ، شكرا
غادر و تركني لوحدي في المكتب الذي هو كناية عن مساحة مربعة يتوسطها مكتب خشبي وضع عليه حاسوب نقال و بعض الاغراض المكتبية  ، حيث  كان هذا المكتب مقابل لكرسيان تتوسطهما طاولة صغيرة مشابه له و خلفه كرسي ذو عجلات  ، و كانت هذه المساحة محصور بثلاثة واجهات بيها رفوف و بعض الملفات الفارغة اما الواجهة رابعة فكانت زجاجية تطل على باقي المركز و جميل في الامر انه لا يمكن لمن هو خارج مكتب رؤيتي على عكسي انا التي استطيع رؤيتهم بوضوح.
و انا وسط تمأملي للمكتبي  دخل ديفيد مغلقا الباب وراءه و متقدم نحوي بعصبة و قال :
- اليكس هذه انت لا يمكني انكار هذا ، فانا احفظ ملامح وجهك اكثر منكِ.
تقدمت نحوه ببطئ و امسكته من ذقنه بيدي اليسرى في حين امسكت بمسدس بيد اليمنى مدخلتا اياه في فمه و قلت :
- من الافضل لك ان تلزم الصمت فانا لن اتردد ابدا في قتلك ، فانا قتلت المئات قبلك فقد كنت اقتل الناس طيلة الاربع سنوات الماضية  ،هل فهمت ؟
ابعدت بعدها المسدس عن فمه تركتا له المجال لتكلم و سماع " نعم فهمت" تخرج من فمه و لكن تفوه بشئ اخر قائلا :
- لقد ترددتي بفعل ، انت لن تستطيعي قتلي
ادخلت المسدس مرة اخرى في فمه و لكن هذه المرة بقوة اكبر و صرامة اكثرا و قلت :
- قبل ستة سنوات خسرت كل عائلتي ، فانتقلت الى الميتم اين تعرفت على فتى اسمه ماثيوا ، اصبح ذلك الفتى كل ما املك كان هو ابي ، امي ، اخي و حبيبي كان اول حب لي ، هل تعرف ماذا فعلت ؟  لقد قتلته بعد عام من خروجي من الميتم ، قتلته بعد ان عذبته بابشع الطرق لقد قتلته بعد ان اصبح يصرخ من شدة الالم ، قتلته بهذين اليدين رغم اني كنت احبه اكثر من نفسي ، فكيف لي ان لا اقتلك ؟؟
اخرجت المسدس من فمه و ضربته بيه على ذقنه و قلت :
- اخرج من هنا ، قبل ان اسرق روحك
- من انت بحق الجحيم ؟ انت وحش في جسد فتاة
- نعم اعلم ، انصرف من هنا الان .
خرج من مكتب دون ان يحرك ساكنا و ذهبت انا لاجلس انا على كرسي المكتب و ارجع برأسي للخلف لتعودي بي الذكرة الى ذلك اليوم المشؤوم
" - اخبرني رغد في اي يوم نحن ؟ قال سيد كلاي و هو يمشي الى جانبي في مركز التدريب
- الجمعة !!!
- اقصد كل التاريخ
- يوم الجمعة 13 جويلة 2012 ، لماذا ؟
- هل تؤمنين بانه اذا تصادف يوم الجمعة يتاريخ 13 من شهر فان هذا ينذر بشؤوم
- لا ، انها تفهات
- اليوم ستؤمنين بيها ؟
- لماذا ؟
- سيكتمل الوحش
- الوحش؟؟؟؟
- دعك من هذا ، هل تتذكرين صديقك في الميتم
- من ، ماثيوا ؟....نعم لقد اشتقت له لقد مر عام منذ ان افترقنا  !
- انه هنا
- في بريطانيا ؟
- لا ، بل في ساحة التي بعادة تتدربين بيها على تصويب ينتظرك
- حقا . قلت و ابسامة تعلو وجهي
- نعم
لم اجب عليه و اتجهت مسرعة نحو تلك الساحة اين وجدة ماثيوا بانتظاري حقا ، لقد ازداد طولا و وسامة ايضا .
- ماثيووووااااا. صرخة و انا اتجه مسرعتا نحوه  ليردف قال :
- لقد اشتقت اليك
- انا ايضا .
بقينا نتبادل النظرات دون اي كلمة الى ان جاء سيد كلاي و قال كاسرا الصمت :
- اليوم ساخبركم بشئ يهمكم و هو انه كلكما كنتم تتدربون وفق نفس البرنامج و نفس الصرامة و خضعتم لنفس التجربة ، الفرق الوحيد بينكم هو ان رغد دربت هنا و ماثيوا في امريكا
- حقا ؟؟؟ قلنا انا و ماثيوا في نفس الوقت و بنفس الدهشة
- نعم ، لكن اليوم يجب ان يبقى واحد منكم فقط
- كيف ؟
- لكلكما هدف يريد تحقيقه و هو هدف مشترك الانتقام من قاتل اهلكم ، هل هذا صحيح ؟
- نعم . اجبنا
- لكن قبل ذلك يجب الان ان تتجردوا من كل مشاعر و تترك فقط مشاعر الانتقام ، و لتخلص من باقي مشاعر يجب على احدكم قتل الاخر مثبتنا جدارته و قوته و  قدرته على الانتقام و مضي الى الامام. توقف قليلا ثم اكمل قائلا :
-الى وقت موت احدكم لن تاكلوا و لن تشربوا   و لن تخرجوا من هنا حتى تصعد روح احدكم الى سماء
- لكن ...
قاطعني قائل :
- حظ موفق لكما
و خرج من تلك الساحة غالق بابها الذي يربط بين طرفي السياج المحيط بيها .

تقدم ماثيو نحوي و قال معلنا الحرب بيننا  :
- انا احبك حقا و لكن انتقام اهم منك ، اسف .
ثم قام برفع ساقه و ضربي الى بطني بقوة مما جعلني ارجع الى الوراء بعدة خطوات و لكني لم ارد عليه بهجمت بل  قلت :
- ماثيو ، ماالذي تفعله ؟
لم يجب و رفع ساقه مرة اخرى   ليتركها تصتدم بوجهي لاسقط ارضا بعد فقداني لتوازني و بعدها جلس على بطني و بدأ بضربي الى وجهي بلكمات قوية ، هنا ادركت انني كنت حمقاء لما فكرت بانه لن يجرؤ على قتلي و رفعت يداي لامسك بعنقه و اخنقه ،  توقف عن لكمي وراح يحاول تحرير عنقه من قبضتي ليفصح المجال للهواء الداخل الى رئته ، استغللت الفرصة و نهضت قالبة الموازين حيث اصبح هو ممدد على الارض و انا جالسة على بطنه و هنا حررت عنقه من احدى يدين و اخرجت مسدس و اطلقت النار على كتفه الايمن ، لاقف بعدها و اوجه المسدس نحو بطنه و اطلق نار مرة ثانية و ثالثة ، رميت بالمسدس الفارغ بعيدا و اخذت عود الشجر  من الارض و غرسته بقوة في الجرح الذي على كتفه ثم بدأت احركه داخل الجرح لاخرجه مرة اخرى و ادخله كررت ذلك عدة مرات في حين اكتفى هو بصراخ من شدة الالم ، غرست العود مرة اخرى و وقفت لاجمع اغصان الشجر الصغيرة المرمية على الارض حيث عدت بعشرة منها الى ماثيو و قمت بغرس في كل جرح اثنان و غرست عود اخر في عينه اليسرى و هنا زادت صرخاته قوة و اجتمع بعض متدربين لرؤيت ذلك المنظر المريع الذي امامه .
توقفت عن تعذيبه و اخرجت تلك اغصان من جروحه  في حين كان هو يصرخ بصوت عالي من شدة الالم و بعد ان اكملت استلقيت بجانبه و قلت :
- اتعلم ؟...مازلت احبك رغم كل هذا على عكسك انت الذي اصبحت تكرهني  ، و لكن تعذيب الناس حقا ممتع .
لم يقول شئ فاظفت قائلة :
-  مابك توقفت عن الصراخ ، هل زال الالم ؟ انا اعلم انه لم يزول ، لاتخاف ستموت في ساعات القليلة القادمة بسبب النزيف ، ثم بدأت اضحك بشكل هيستري و بعد دقائق عدت الى حالتي الطبيعية و اقتربت منه و وضعت رأسي على كتف الايسر و اخذت ذراعه الايمن و وضعته فوقي و قلت :
- ستكون هذه اخر مرة لي بين احضان شخص احبه ، انه مؤسف انك لاتبادلني نفس الشعور .
- حمقاء....هل...هل ظننتي اني اكرهك؟...انا احبك فعلت ذلك عمدا لاعطيك الشجاعة . قال بصوت متقطع بنفسه الذي يخرجه و يدخله بصعوبة
- ماالذي تقوله ؟
- عدني.....عدني  ان تنتقمي من قاتل اهلي بعد فعلك لذلك
- انا اعدك . صمت لثوني و قلت هل انتقم من قاتلك  ايضا؟
- لا ، لقد سامحت قاتلي
- احمق ، كيف لك ان تجعلني اقوم بتعذبك ؟
- لاني اعلم انك  عصبية
- احمق  .
لم يجب بشئ و اكتفى بضمي اليه بقوة و تقبيل جبيني الى ان اصبح جسده الدافئ الحنون بارد و غادر الحياة تركني لوحدي وسط مستنقع الندم الذي سرعنا تحول لحقد و شجاعة "

انتقام القاتلة ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن