ليس ذنبي

فراق موعود

امسكتُ بيد ليان وتقدمنا نحو البوابه ، رفعت راسي لارى لافتة العنوان

( ميتم المستقبل)....!

التفت لليان وانا اتاسف بداخلي لها للمره المليون ومازال هذا العدد يتضاعف بكل خطوه اخطيها معها ونحن ندخل الميتم ونبضات قلبي تتسارع تعلن بأن قلبي على وشك التوقف...

دخلنا فوجدت عامله التنظيف تمسح الارض
فاقتربت منها وسألتها ما اذا كانت مديرة الملجأ موجوده ام لا فاجابت انها في مكتبها فاتجهنا الى ذلك المكتب الذي في نهاية الممر

ليان : امي اخبريني لماذا نحن هنا؟
مارينا : ستعرفين الان اصبري قليلا
وصلنا الى المكتب ووقفنا عند الباب ، انحنيت لليان
مارينا : ايتها القطة البيضاء انتظري هنا قليلا ولا تتحركي من مكانك سأدخل واخرج بسرعه
ابتسمت لي ببرائه
ليان : حسنا لن اتحرك من هنا ابدا
ابتسمت وقرصتها من وجنتها بخفه ثم طرقت الباب ودخلت

مارينا : مرحبا
اجابت مديرة الميتم التي قد قابلتها عندما اتيت هنا قبل مدة لاسال عن احوال الميتم وان كان يستطيع العناية بالاطفال جيدا والاجراءات اللازمه لادخال اي طفل هنا
مادلين : اهلا سيدتي تفضلي بالجلوس رجاءا

اقتربت نحوها لاجلس على الكرسي الذي يقابلها

قلت بتردد : لـ لقد احضرت طفلتي
وجلبت جميع الاوراق التي طلبتيها سابقا
مادلين : حسنا ستوقعين على بعض الاوراق وبعدها تستطيعين ترك الطفله
قلت برجاء : سافعل ذلك لكن ارجوكِ عديني بان تعتنو بها جيدا حتى اعود لأخذها
مادلين : لا تقلقي انها مسؤليتنا ولن ندعها تحتاج لشيء ابدا

ابتسمت باطمئنان قليلا فهذه المرأة تبدو لطيفه رغم ملامح وجهها القاسيه بعض الشي لكنها ستعتني بليان جيدا فسمعة الملجأ جيدة
وقعت على بعض الاوراق التي لم اقرٱ كلمه منها لانني كنت افكر بليان وكيف ساتركها لوحدها هنا ، وايضا لا داعي لقرائتها فهي مجرد اجرائات روتينيه

مادلين : الان رجاءا ادخلي ليان لتتعرف علينا وبعدها يمكنك توديعها

شعرت بان قلبي سيتوقف حين سمعت كلمة توديعها...اجبتها بصوت يرتجف : اه اجل

نهضت وفتحت الباب لاجدها تجلس عالارض بجانب الحقيبه.. نظرت لي بفرح ونهضت لتقترب الي قائله : اه امي لماذا تأخرتي لقد تعبت من الوقوف ، هل سنذهب الان؟

امسكت بيدها وادخلتها الغرفه
مارينا : عزيزتي عليكي ان تتعرفي على الخاله مادلين ، قولي مرحبا

نظرَت الى السيدة مادلين ثم التفتت الي
ليان : انا لم احبها لا اريد قول ذلك لها
مارينا : ليان ماهذا الكلام ! اعتذري فورا
ليان : لا اريد انها شريره

قالت مادلين بحدة بعد ان اقتربت من ليان : انتي فتاة جميله ومؤدبه يجب عليكِ ان تتصرفي باحترام مع من هم اكبر منكِ وان تعتذري عندما تقولين او تفعلين شيئا خاطئ لهم
قالت ليان وهي تصرخ : لا اريد ان اعتذر منكِ فانت امرٱة شريرة
ثم ركَضَت لتخرج من الغرفه

قلت لمادلين بعد ان ناديت ليان لتعود لكنها لم تصغي لي : انا حقا اسفه سوف احضرها حالا لتعتذر
مادلين : حسنا لا بأس لكن عليَّ ان اخرج الان ويجب على  ليان ان تنضم للاطفال قبل خروجي
مارينا : حسنا لن اتأخر

خرجت من الغرفه لابحث عنها لكنني لم اجدها! سالت عاملة التنظيف إن رٱتها
فقالت انها قد رٱتها تخرج من الميتم فركضت للخارج فوجدتها تجلس على السُلَّم عند البوابه
اقتربت وجلست بجانبها
مارينا : عليكِ ان تعتذري من الخاله
نهضت ووقفت امامي
ليان : انها شريره ووجهها مخيف لا اريد التكلم معها
مارينا : ليان... انتي.. يجب ان تبقي هنا
نضرت لي باستغراب

ليان : هل هو فندق؟  سنبقى هنا حتى نجد بيت صحيح ؟
بدات الدموع بالتجمع في عيناي
مارينا : اا اجل،  لكنك ستبقين هنا وحدك وساذهب انا لابحث عن بيت
احتضنتني وبدات هي الاخرى بالبكاء
ليان : لا لا اريد البقاء هنا ساذهب معكِ واعدكِ انني لن اضايقكِ او اتعبكِ

ارجوكِ لا تفعلي هذا والا لن استطيع تركك ِ!!

مارينا : حبيبتي لا تخافي لن تبقين هنا لفتره طويله ساتي لاخذك قريبا،  وايضا سيكون لكِ هنا اصدقاء كثيرون
قالت وبكاءها يزداد : لا اريد اصدقاء اريدكِ انتي فقط
لن استطيع اقناعها..
نهضتُ وسحبتها من يدها وادخلتها للميتم وهي تقاوم جري لها وتصرخ
ليان : امي توقفي لا اريد ان ابقى هنا ارجوكِ امــي

وجدتُ المديره مادلين ومعها  سيدتان يتجهن نحوي فاقتربن السيدتان واخذن  ليان مني
وليان تصرخ وتحاول الافلات منهما !!

وانا لا استطيع فعل شيء  سوى البكاء والنظر اليها وهي ترجوني كي اخذها....!!

انا اسفه يا ليان لم ارد ان يحدث هذا لكن لم يكن لدي خيار اخر سوى هذا..لذلك أُجبرت على اختياره انا افعل هذا من اجلك فقط من اجل مستقبلك...
صرخت لكي تسمعني : اعدك انني ساعود..

ركضت لاخرج من هناك وانا اسمع صوتها يصرخ تطلب مني عدم تركها
ليان : امــــي لا تتركـــــني ارجوكــــي امــــــي...!!!

....

بــعــد مـــرور خـمــســةعــشــر سـنــه

- ااااه....الن تتوقفــي عن هذه العـاده السخيـــفه

صرخت بسبب سقوطي من السرير... هذا السقوط من طقوس استيقاضي كل صباح ، لا اعرف كيف اتخلص من هذه العاده
فهي تجعلني اغضب لانها تذكرني بما لا اريد تذكره...

قاطع محاولتي للنهوض من الارض رنين هاتفي
اجبت بإنزعاج وصوت مبحوح بسبب النوم: ماذا تريد
جيسون : اما زلتي نائمه؟  الم اخبركِ البارحه ان هناك عملية جديده وعليكِ المجيء باكرا
رددت بصراخ : هي انت كيف تجرؤ على اعطائي الاوامر وتصرخ هكذا... من رئيس من؟
جيسون : ليان انا لا امزح الان اريد ان تنجح هذه العمليه بأي ثمن
صرخت بصوت اعلى : هل تريد ان احطم عظامك ! كم مره يجب ان اقول لك بأن لا تناديني بهذا الأسم...ثم انني انا رئيسة العصابه وانا من يحدد ان كانت العمليه مهمه ام لا ولست انت
جيسون : يقال ان هناك محقق جديد تخرج مؤخرا وهو يحاول الامساك بعصابتنا ، علينا تولّي امره  قبل ان يرتكب حماقه معنا
ليان : سآتي الى المقر ونتحدث اغرب الآن