بِسمِ الله.-
رَائِحة مُطهِّرات,صُراخ مَرضى,أغْطيَة بَيضاء.
فُتحت عَينا تِلْك عَ الفَتاة عَلى أنبُوب المُغذي بِجانِبها.
بَقيَت تتأمّل وتُراجِع ماَحدث مَعَها وَصلَت لأهَمِّ نُقطة.
نَزعت أِنبُوب المُغذي وَركْضت لِلغِرفَة الّتي كَانت تَرقُد والدَتها فِيهَا.
فلرُّبما يَكُن حُلماً أَوْ خَيالاً سيّء فَقَط.
وَلَكِن ما واَجهته كانَ فِعلاً حقيقةً موتُ وَالدَتهاَ.
خَرجتَ مِن المَشفى هارِبةً مِن واَقِعها.
أوّل منِ إِلتَجئت إِلَيْه عائلَتها الّتي ربَّتها.
"أُمّيِ لَقَد تُوفيّت"
قَالتَها بِيأس بحِزنْ بألَم."حسناً هَذَا جيّد هِي من كاَنت تُصرّ على بقَائك بَيْنَنا فَقط"
قَالها مَايك وَأغلق الباب فِي وَجههِا .ذَهَبت لأصدِقائها تجرُّ ذَيلاً من الذُلّ الإِهانة.
كُلّ هَذَا لأنّهاَ لَقيطِة.
هِي ماذنبُها؛أنّها لَقيِطة فَقط.
-
مَرّت أيّام وأسَابِيع.
أصَبح التُّراب فِراشَها.
والوَحدةُ صْديقَها.
والفَقر رَفيقَها.
والنُّبذ يلاُحقها فِي كُلّ مَكان.هِي مُتشرّدَة ,فًقيرة,منبُوذَه,النَّاسُ انِفرّوا مِنْهَا.
وَحيدة,تِلْك المَبانِي المهجُورَة هِي مَن تَحتضِن وَحدتهاَ وبُكائها وصُراخَها وتأوٌهاتِها.
عَينَاهَا لا تَرىَ سِوى السَّمَاء,أُذناها لا يتذَكّران إِلاَّ صوتٌ الأمان,
هِي الّتي إِبتِسامة مِن وَالدَتهاَ تُجدّدّ حُبّ الحَيَاة فِي نَفسَها.كَانت تَرتعِش لبرُودةَ يَداها وَصدرِها,وحَرارة دمعِها المُنسابِ مٍن عَينيها الغَارقِة فِي بَحرٍ الدّمُوع.َ
شَعرت بالحنيّة عِنْدَ تذكّرها للِعناَق الَّذِي دَام طويِلاً لَيلة وْفاتٍها.
وَلَو كَان الزّمان يَعُود يوماً لَمَّا تَركتَك ذَلِك اليَوم.
صَرخت,تألمتّ,تأوّهت كَثيراً تِلْك الّليله فِي الخارِج بِلا رَفيق.
دُموع سَاخِنة,ألْم مكبُوت,صُراخ دَوى بِين صَدى المَبانيِ.
هَكَذَا حزٍنتُ وتألمتُ تِلْك الّيلة أَلَيْس هُناك مَن يحتِويني؟.
أَنا وحَيدة,أرُجوكم ساعدِونيِ,أُمّيِ أرجُوكِ سَاعدٍيني.
-ثالثاً :-قاومتُ تشرُّدُي-
-
رَأيكُم بالبارت؟.
السّلام عليكُم.