الفَصل الخَامس|أُقاوم قُضبانيِ

76 10 43
                                    



بِسمِ الله.

-

أيدٍ تكُتُب.
وأعيُن تنَتظِر الجَواب.
وَثِغر لَم ينبِس ببنْتِ شفَه.

"آنِسه يُونا نُريدْ جواباً واضِحاً,إنِ لَم تكُوني مَن فَعلت هَذَا فلتَتحدّثي"
قَالها الضّابٍط بِعصَبيّة فَقَد مرّت ثَلاث ساعاتَ وهِي صَامتة بحنْق.

"يُقال أن الشّك يَكُون مِفتاحاً لِإِيجاد الحَقيقة,إِن لْم تَتحدّثي فسيزْجُّ بِك فالسّجن حْقّاً"
نَطق الآخِر وُهِو مُتعصّب مِن الصّامتَة حَبيِسة قَفص الكُتمان أمَامه.

"لابأْس إِنتهيَناعُودِي لِلحجزْ الآنْ"
نَطَق رَئِيس القَضيّة.

هِي إِمتثلت للأمر بِهدُوء وصَمَت وَذهَبت.

-

وَلجت لِلحجزَ وفِوجئت مِمَّا لَقيٍت:-
صوتٌ عَذب يغُني أغَنية حَزينة.
بَشرة شاَحِبة بَيضاء.
شَعْر بِسواد الّليل مُنسدِل.
وَأعينُ أخذَت زُرقَة السّماء.
دمُوع مٍن زَوْج أعينِ السَّمَاء تِلْك تَنساب.

فوُجئت هِي الأخرى بٍمن وَلجَت أمَامها.

-

"مَن أنتِ؟"
نَبست ذاتْ الصّوت الْعَذَب أمامها.

"إِنَّهَا جَميِلة"
هَمسَت الأُخرى لِنفَسها
لِتعُود وَتقول لَهَا
"يُونا".

"لِما أنتِ هِنا؟"

"أأنتِ مسِكينة,وَحيدة,لَم تَجدِي من يحتَويِكي؟"

"كَيْفَ عَلمِتي؟ "
لِتقُول حَبيسة قًفص الكُتمان أماَمها.

"لا أَعلمْ و لكّنك تُشبِهينِني".

-

وَإِن كَانتَ يُونا لَم تتَحرّرّ مِن قَفصِها.
فهِي زَهرة لَم تَجِد مَن يَروِيها.

-

هِِي رأَت أن الفَتاة أمامَها مِسكيٍنةْ أَفَضل ماُيُقال عَنها
زَهرة ذابٍلة فكلٌّ شيءْ ذابِل فِيهَا إِلَّا قَلبَها .

هِي حَقّاً كَانَت ذابِلة وْلكِنّها لَم تَُرد أن تيْأس.

لَم تَكُن تُريد أَن تَغرَق فِي بَحر الضيّاع بِسبْب مَصاعِب واجَهتها فِي الحَياة.

لِذَا هِي تُغنّي أغنَية والَدتها الّتي تَسقِي الزّهرة بِداخلِها لِتعُود جَمِيلَة وَتروْي عَطشَ الأَمل فِي قَلبِها.

فَ الحَيَاة تَخطّي مَصاعِب هِي تَختبِرُك فْقط.

فَإِن فَشلت مَرَّة هُناكَ مرّة ثَانيْة وإٍن فَشِلت هُناكَ ثالثِة أَنْت فَقط إِصبرِ وَستَنال ماتِريد بِإِذْن الله.

-

أَرادَت أَن تُجرّب مَفهِوم الصّداقَه مَرّةً أُخرى
لِذَا هِي تَشَجّعت وسَألَتهاَ عَنِ إٍسمها وَلِما هِي فِي هَذَا المَكَان.

"سِيراَ"
أَجابَت الفَتاة أمَامها بإِبتسامةَ لَطيفةْ.

لِتعْلم أنّها فِي هَذَا المَكان بِسبَبَ ديُون وَالدَها.

مِسكٍينةٌ هِي فَقَد تَحمّلت خَطأْ والدَها مُنذ تُوفٍي وَهِي فِي التّاسِعة وَسُجنت فِي العَاشِرة
عِندما تُوفيّت والدَتها وإٍصراَر صاحِب المَال.

تَحدّثْتا كَثيِراً تِلْك اللَّيْلَة تَعرّفا عَلى بَعضِهما,مَشاكِلها,عَائِلتهما.

-

عَاد يَومْ جَديدِ عَلى يُونا وَصدِيقتها الجَديدة هِي قرّرت أن تُجرّب و تَثِق مَرّةً أخرْى
فَلَا يَجِبُ عَليها أن تْحكُم عَلى جَمِيع الأصدِقاء مِن صدِيق أو إٍثنان.

وَلجَت لِغُرفَةِ رَئِيس التّحقِيق حِِين طَلبً أن يكُونَا وَحدهُما.

"أَلن تَتحدّثٍي اليَوم إِذاً"
قَال رَئِيس التّحقِيق وَهُو يَعْلَم أَنَّهُ لَن يُلاقيِ إِجابةً.

"حَسناً لابأْس أنا لَن أُجبِركِ ولَكنِ سأخُبرٍك بأمٍر مَا,
أَنَا لاأعلمُ ماذا رَأيتِي وماَذا وَجدتِي فِي هَذِه الحَيَاة لِتظُنّي أن ّ البَقاء فٍي السجٍنَ سيحُلّ مُشكِلاتِك وَستَرتاَحِين
وْلكِن مَاتَعلمِينه عَن هَذِه الحَياةْ هُِو قطَرة وْمالاْ تَعلمِينَهُ هُو المُحيِط أَلاَ تَرغبِين فِي مَعرِفة المَزيدِ عَن الَحياة الّتي تَعِيشينَها
فلرُبّما تَكُون أوّل خُطوةَ تَعِيسة هِي بُداية لأوّل خُطوْة سَعيدْة.

"والآن أَلَن تَتحدّثِي؟"

هُوَ كَأنَّهُ أَرادَ إِشَعالَ ضوءاً بِداخِلي بِهِذهِ الكِلمات,حَسناً سيّد جُون لٍنرىَ سأتحدّث وأرَى ماسيحدُث.

-خَامِساً:-قاومتُ قُضبانِي-

-

رأيكُم بالبَارت؟.

-تأثيِر سيِرا وجُون عَلى يُونا بيِكون كِيف وبأَي طَريِقة؟.

السّلام عليكُم.

أُقاومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن