من بين كل أحاديثك شيءٌ وحيد صدقت به وهو حينما أخبرتني أنك أسوأ مما أظن !!
.
.
.نمضي كما يمضي كُل شي,
كما تمضي طيور النورس في هجرتهأ البعيدۃ والطويل,
كما تمضي اقدام الجندي نحو مصيرها ذو الملامح الباهته.
كما تمضي التوابيت الی المقابر الموحشة,استميح مقعدي عذرا بعد ان جلست عليه مدۃ طويله نسبيا.
اكتب رسائلي المعتادة حتى تداهمني اصابعها من جديد،
وكأني في معركة لا مع ذكراها فقط بل مع اصابعهاا التي تختال اوقاتي الاكثر بعدا عنها.جعلتني طفلة ثم حملت اعباء رحيلهاا لأصبح كهلة ثم اعادتني مراهقة لأوقع يوسف طريح الفراش ،
اشعر ان كل ما اعيشه هذه الفترة هو جزء لا يتجزء من دوامة كبيرة لكوابيس اناس أخرين ..أرمي القلم على الطاولة لأنظر لخيط فجري جديد من نافذتي،
ألمس الورقة بأصابعي لأمزقهاا بسرعة ثم أرميها في القمامة،
اتحرك بخطوات مترنحة بعد ثلاث كؤس نبيذ وسبع سيجارات نحو النافذة،أغلقهاا ثم امضي نحو كنبة صغيرة في غرفة المكتب، ليستريح جسدي.
متناسية مشكلتي مع لاريسا وماا حدث بعد مجيئنا المنزل ،
ثم أغمضت عيني دون قلبي.
.
..
الليل قصير، خيباتنا هي الطويلة..المكان هنا ابرد مما تخيلت ،
احتضن نفسي بكلتاا يدي ثم أنظر الى الاضواء الباهتة هنا ،
ضوء بزجاجة مستطيلة يلتصق في سقف ممرات المستشفى قادر ان يريني اوردة يدي التي بانت كثيرا بسبب البرد وعدم قدرتي على الاكل هذه الفترة،يباغت تلك اللحظات هاتفي بأهتزاز بسيط يشير لوصول رسالة نصية،
تتحرك اصابعي لتلتقط الهاتف من الحقيبة ،أفتح لأجد براق تطمأنني على طواف بصورة صغيرة لهماا وهي نائمة ،
ابتسم قليلا لأغلق الهاتف من جديد ،
أنظر الى الساعة التي تشير ل 11:19 مساءا.وقبل أن اغلق ضوء تلك الشاشة تتلصص عيناي لمعرض الصور الخاص بي، لأتفقد مجلد صغير يحتوي على صور كلتيناا في اوقات مختلفة ،
اصبحت احفظ كل صورة وحادثتهاا وكأنني طفل صغير يردد درسه بمثابرة ،لأتنقل بينهن وكأنهن بناتي ، لكل منهن ذكرى ،
حتى تلك التي التقطتهاا عن طريق الخطأ ،
لم تكن خطأ بس كانت لقبل متفرقة لأنهاا كانت تزيح الهاتف دائما،
كانت تقول لا اريد للحظاتنا الجميلة ان يراهاا غيرناا،لا اريد ان تمسس طهر علاقتناا عيون البعض ،
ليقف ابهامي على صورة لهاا وحيدة بعد أن وعدتها أنني سوف اكون معهاا في عيد ميلادهاا ،
ألتقطت تلك الصورة لتبين لي كم كانت وحيدة،
كانت لهاا وهي نائمة على سريرهاا دون أي رد فعل من عائلتهاا على ذاك الحدث ،أخبرتني أنها لا تبالي،
وأنهاا سوف تكمل حياتهاا سواء احتفلت ام لا ..كانت تخبرني دائما أنها اصبحت لا تميز الفرح من الحزن ، لا تميز شيئا ، فقط تمضي مع عائلتهاا وكأنها نزيلة في أحد الفنادق،