..
سارقي !
بترت يداك ...
.تنتقل تلاف بين هناا وهناك ..ماض وحاضر،
وطن ثم غربة ثم خيبة ثم ها هنا تشعر بألم يغزو جزء راحيل او القسم الشمالي من الجهة اليسار لخريطة راحيل بالضبط،تذكرت حينما ازهر شيئا تعتز به بأصابع راحيل،
في نوفمبر بالتحديد 15 نوفمبر ..
لم تأخذ ارتباط حوادثها حينذاك بهذا الشهر الذي دفع نصف عقلهاا وكيانهاا نحو الهاوية.كانت قد اوشكت على هطول الامطار سمائها .. سماء فلسطين،
سماء الغايات التي لا تتنتهي، سماء تلاف التي امتطت الشجاعة يومهاا .. لتسحب راحيل تحت سقيفة صغيرة ليحتمو هم الاثنان من المطر او بتعبيرا اصح من النظر، من نظرات نوفمبر المتقلب،تتكأ على الحائط لتسمع ضحكات تلاف التي تتخللها شهقات فرح بعد ان بلل كل شيئ فيهما المطر،
تحاول الوقوف مستقيمة لتتزحلق ثم تقع لا على الارض بل على السرير،سرير الخلاص ، ..
عندماا حررت راحيل ذاك المولود .. وكأنها طبيب يخرج طفلا من رحم العتمة الى النور،ذاك العصفور الصغير، لتضع انفهاا على انحدار خلف الاذن .. ذاك المكان الذي يصله البرد اسرع من غيره ليمتلئ بأنفاس كادت ان تلهب مكانهاا المفضل،
تلك القطعة المباركة في الارض المعصومة عن غير سكانها،
السكان الاصليين ..
ترتفع لتقف شفتيهاا عند اذنيي تلاف،
لتهمس لهاا بأن براق سوف تأتي في اي وقت، ثم انها تخاف ان تسمع انينهاا الذي بدأ يصدح كما تصدح ترانيم الميلاد،
لتجذبهاا اليهاا وتمتص شفتيهاا وكأنهاا تقول لهاا اي براق تلك التي ستغير وقع تاريخ اليوم،
أي براق التي ستجعلني اترك ما بدأت به،لتبدأ راحيل بفك ما استطاعت فكه،
لمس مااستطاعت لمسه، .. تتحرك قليلا ،
لتنظر لجزء تلاف العلوي وهو عاري ،ثم تنظر لتلاف التي بدأت عليهاا علامات الاستغراب من نواياا راحيل، لتعود راحيل الى فم تلاف الذي بات مفتوحا وكأنها تشعر بما تشعر به راحيل من استخفاف عقل، جنون ظرفي او عدم تصديق لطالما اردن ان يكن معا في غير نوفمبر المشؤم ..
لتقبلهاا بحب وهدوء بعد ان أخذت يداها بتكوين عدة دوائر وهمية على صدر تلآف
لتمسك صدرهاا بقوة .. ثم تنخفض يدها الآخرى الى ما بين فخذيهاا لتدخل اصبعها الاوسط .. تصرخ تلآف ليشتد المطر،
كيف لتلك القبل وذاك الاشتهاء ان يحول شتائنا صيفاا ملهبا،
..
تتخلل تلك الاصابع شعر راحيل لتهدأ قليلا ، اصبح وطئ اصابعهاا اخف ، ترى عينا تلآف تمتلىء بالدموع ،
لتقترب بعد أن عقدت حاجبيهاا، لتكتم ضحكة كادت ان تخرج لولا اظافر تلآف التى غرزت في ظهرهاا لتتآوه قليلا ،_العناية الالهية رحمتني.
تهمس تلآف بعد ان حركت راحيل أنفها على خديها لتبتسم ..تخرج تلك الاصابع لتتنفس تلآف براحة اكبر،