الفصل الخارجي (قصة العفريت)

536 66 4
                                    


كان يعيش في زمن الحروب، زمن نزعت فيه الرحمة من قلوب بعض البشر وكان همهم الأكبر الحصول على المال والغنائم

كان فارس باسل شجاع معروف بقوته ونزاهته وعدله واخلاصه, كانت لديه حبيبة فاتنة الحسن الجمال أغرم بها الحاكم في ذلك الزمان, تقدم لخطبتها لكنها رفضته

جاء بها إلى قصره وسألها عن سبب رفضها له فأخبرته بأنها مغرمة بذلك الفارس الشجاع (ماكس)، أمر الملك بإحضاره إلى القصر وبعدها قال لها:
"هل هذا من فضلته علي؟ مالذي يعجبك به"

قالت له:
"أحببت شجاعته وقوته، أحببت جماله وجاذبيته، أحببت أخلاقه وتواضعه، إنه الرجل الوحيد الذي سرق قلبي ولا أستطيع تخيل نفسي مع أحد سواه"

غضب الحاكم وقال لها:
"إذًا أنا سأسرق قلبك منه"

فهم ماكس مغزى كلام الملك وصرخ بيأس وبأعلى صوت لديه حتى كادت أحباله الصوتية أن تتقطع من شدة الصراخ:
"لا تفعلها، أرجوك لا تفعلها، أرجوك اقتلني ولا تقلتها"

فهمت الفتاة أيضًا معنى كلام الملك فنظرت إلى حبيبها وامتلأت عيناها بالدموع بكت وبكى معها ذلك الرجل سيئ الحظ، قاطع تلك اللحظات البائسة سيفٌ ظهر من العدم وغرز في قلبها معلنًا نهاية قصة حب عظيمة دارت بين أجمل وأنقى فتاة وبين أشجع أنبل الفرسان في ذلك العصر..

عندما رآها تخر صريعة أمام عينيه اليائستين تمنى من كل أعماق قلبه لو كانت بيده تلك القدرة التي تستطيع علاج جميع الجروح، تلك القدرة التي تجعله يفعل كل ما يتمنى ويجول بخاطره، تمنى لو كانت لديه تلك القوة العظيمة التي تطيح بالمملكة وبحاكمها الظالم..

ركع على ركبتيه وأنزل رأسه إلى الأرض بآمال محطمة وقد فقد كل دوافعه للعيش، تمنى لو تحين نهايته في تلك اللحظة، وفعلًا تحققت أمنيته وتم نحره في ذلك المكان وفي تلك البقعة أمام جثة حبيبته، ابستم ابتسامته الأخيرة أمام وجه الجميلة ..

ثوان قليلة وعادت الروح لجسده وشفيت جروحه، اهتزت الأرض تحت قدميه، ارتعب الحراس المحيطين به وعمت الفوضى أراء القصر، أما الملك فأحس بوجود خطب في الموضوع، ما حدث ليس بشيئ طبيعي

أصبح ماكس عفريتًا وكانت شرارة الغضب تخرج من عينيه، لثانية واحدة اختفى من مكانه وظهر خلف الملك ببضعة انشات، أمسك برقبته بيد واحدة ورفعة عاليًا، أخذ الملك يعتذر لماكس ويتوسل إليه كي لا يقتله لكن الغضب كل مسيطرًا عليه، ضغط بيده أكثر عليه حتى كسر رقبته ثم رماه أرضًا كالقمامة وبصق عليه ثم ذهب بعيدًا..

أراد في البداية حرق المملكة ومن فيها كما وعد نفسه قبل موته لكنه تذكر أنه يوجد العديد من الأبرياء يعيشون بها ولا يستحقون أن يلاقو ذلك المصير، غادر المكان بكل هدوء ورحل إلى مملكة أخرى بعيدة وأخفى نفسه في كوخ صغير معزول حتى لا يحتك به البشر،

مضت السنين وتحديدًا 2500 سنة حتى جاء ذلك اليوم والتقى بتلك الروح على الشاطئ معلنًا خروجه من عزلته واحتكاكه مرة أخرى بالبشر ...

روحٌ على الشاطئِ  [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن