part10

595 15 2
                                    

بعد ساعات من السياقة وصلنا إلى منزلي و فتحت عيناي على طبيعة قريتي ياله من شعور إشتقت كثيرا للأعشاب و الأشجار و زخرفة الطبيعة و هوائها العليل الدافئ.ثم نظرت الى السيد الأبله و سألته:انت تتذكر الطريق إلى منزلي؟
تايهيونغ:و ما رأيك؟
هانا:طبعا تتذكر.و لكن هل فعلا لا تتذكرني؟
تايهيونغ:بلى.أتذكر فتاة حمقاء بصوت مزعج كنت أكرهها منذ الطفولة.مزعجة.
هانا:إذا لماذا تجاهلتني؟
تايهيونغ:لم أرغب في أن تدخلي المعسكر .أعرف تماما ما حل بوالدك.كما أعرف النظام جيدا.
هاناد(باستغراب):سيدي تبدو غريبا اليوم ،أنت تحدثني.
تايهيونغ:أجل،قد تكون هذه آخر مرة ألتقيك فيها.
و وصلنا إلى البيت و ما إن نزلت و أنزلت حقيبتي و أغلقت الباب حتى إنطلق بسيارته لم يمنحني حتى الفرصة لشكره و سحبت حقيبتي الثقيلة إلى باب منزلي و دققت الباب لتفتح سوزي عانقتها بشدة و قبلتها بشدة ,ثملبت منها الصمت و سألتها عن مكان أمي .
سوزي(بإشارة منها للمطبخ و بصوت خافت):انها في المطبخ .
دخلت خلسة و عانقتها من الخلف :أمي لقد عدت.
كانت أمي تبكي من شدة شوقها لي و تعانقني بشدة ثم طلبت مني الجلوس.
أعدت لي أمي القهوة و الكعك و جلسنا جميعنا إلى الطاولة.
و بينما أنا أستمتع بقهوة أمي حتى سألتني:ماذا حدث في المخيم؟
فأجبتها:أمي لقد كنت محفة ليتني سمعت كلامك من قبل .لقد ضاع تعبي سدى.
الأم:حبيبتي لم أرغب في تلك الشهادة و لكني أردتك أن تعيشي ما عشته فأنت إبنتي الكبرى أكملي قهوتك و إذهبي لترتاحي.
دخلت إلى الغرفة التي انطلقت منها و بهذا عدت إلى نقطة الصفر و بعد أيام قليلة بدأت أساعد أمي في الخياطة كانت جميع النسوة تنتقدنني ,كنت أسمع كل يوم عبارة:(انت فتاة ماذا كنت تظنين انك ستفعلين.الخياطة أنسب لك).
و بعد بضعة أيام قررت و أمي و سوزي الذهاب لزيارة قبر أبي ,إنها الذكرى السنوية.
حضرنا نفينا و إنطلقنا باكرا ذهبت أمي و سوزي مباشرة الى قبره أما أنا فقد كنت أماطل,لم أعرف ما أفعله و شعرت بالخزي و العار إلى أن جاءت سوزي مسرعة و أمسكتني من يدي لتجرني إلى غاية المكان ,كانت أمي تبكي و تحمل ورقة واضعة إياها على صدرها .
إقتربت منها.
هاناد:أمي,أمي,ما بك؟ماذا تحملين؟
و أعطتني أمي الورقة لقد كانت الشهادة التي حرمت منها موقعة و ممضية و معها ورقة قبول في تخصص التمريض .سقطت على ركبتي و بكيت كثيرا و عرفت من الذي تركها هنا ,إنه الوحيد الذي يعرف بالأمر ,إنه السيد الأبله .
و هكذا كانت هذه آخر مرة أرى فيها السيد الأبله بقيت مدة في القرية حتى حل الربيع و كانت بداية التسجيلات و هنا حملت حقائبي وودعت أمي ,الآن علي  العودة لاتمام مشواري و لكن ستكون المدة أطول .

ضابط في الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن