" الرجال لا يبكون "

742 100 52
                                    


- -

وُلدتُ رجلًا والرجال لا يبكون
ولدت فتاةً والفتاة يجب أن تتحمل لأنها امرأة

لم يكن البكاء من سمات الأطفال لأن طفولتي قتلت بسبب هذا المبدأ الغريب ، فحتى بكائي كانا يسيطران عليه ويجب أن يحل علي الصمت قبل أن تحل علي تلك الجمل المرعبة التهديدية

من يبكي سوف يبكي في جهنم
ومن يصرخ سوف يوقض سكان العالم السفلي وسوف يأتيون لنهش عظامة.

لا تبكي لأنك كبرت وأي كبر كان في عمر الثالثة؟
لا أنكر مازلت اشتاق لوطني فلقد كنت سعيدًا أمن من كل خطر ولكن الأن أنا أعيش الخطر و أُراقب من أزواج غير متناهيه من العيون تأكلني وتذيب كل عضو بداخلي ، بلغت الرابعة ولم أنطق بحرف بإختصار كنت خائفًا من النطق بما قد يرهقني ويعذبني حبست ذلك الطير البرئ بداخلي وكانت لغتي البكاء .

فعندما أنطق سوف أصبح كبيرًا ، وسوف يحاسبني الجميع على ما أقول ، والدي لا يمل من المحاولة بجعلي أنطق ما أراه أعلم بأنه والدي وأعلم بأنها والدتي أعلم بأن هذا طعام وهذا ماء .

أعلم بأنني كبير وأعلم بأنني يجب أن أتحمل مسؤلية نفسي والذهاب للحمام وحدي والنوم وحدي ، قبلات والدتي لم تعد كافية لتجعلني هادئ .

كانت الدمية المحشوة لا تفارق يدي ولا نظري بها رائحة تذكرني بوطني أبقيها رطبه وأعانقها تلك الرطوبة تلك الرائحة ، تلك الظلمة تذكرني بحياتي قبل الحياة .

ولكن تلك الأصوات عالية جدًا ولم تكن هادئه كما عهدتها وأُفسدت والدتي هذه المحاولة بالبكاء بجانبي وسؤالي عن علتي ، كل طبيب ينطق برأية ، طيف توحد أم علة في الدماغ ، طفل معاق أو طفل لم يكتمل نموه.

أحدق بأطرافي وأنظر لعجزي الذي خلقة الأطباء في عقلي فقدت قدرتي على السير ورغبتي في الأكل ، وعاد الحزن لعائلتي الصغيرة ، وعقدة الإنجاب زرعت في عقل والدتي بسببي ، نظرت لي بكل حقد وكأنني من قتل روحها ، ولكن هي من اختار هذه الحياة لي وزرعت الخوف بداخلي قبل أي حب .

زرعت التردد بداخلي وهزت بداخلي كل ثقة كنت سوف أملكها من بلوغي السنين القادمة ، لم أختلط بالكثير ولم أحضى بأي تعليم كبقية السليمين ، تركت بين الكثير من العاجزين ووجدت نفسي أنخرط بينهم وأكون فكرة العجز بداخلي ، وها رغبتي في العيش تطير بعيدًا .

ولكنها كانت طائرًا جريحًا يهفو ويعود ، يسقط ويعود للسماء ، ظننت بأن السماء مكان للجميع ولكن القاع هو مكاني الذي يجب أن أوجد فيه ، لم أنطق بكلمة بعد ، شهدت عظمة الكلمات وتأثيرها ، وكرهت استخدام تلك اللغة التي تحول كل طائر جميل لطائر معتل ضرير.

فقدت سمعي وفقدت روحي عندما غادر والدي البيت وبقيت والدتي تصرخ طويلًا ، ألم يكن عجزي قرارها؟

عدت لنقطة البداية وهي زرع خوف جديد بداخلي ، فأنا أراها تبتعد عني وتبقيني في غرفتي طويلًا معزولًا ، ولم أذهب لمدرسة العجز ، ولم أحضر فصول معلمين العمى والخوف .

Anemone coronaria  | شقائق النُعمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن