"بداية النهاية "

2.8K 156 81
                                    


- χάος-

أرض جدباء ، سماء باهته فاقدة لأي زينة ، أشجار جافة وكأن الخريف حل عليها ، ولكن ماحل هنا بالفعل هو الموت ، في الجانب الأيمن من الشجرة الجافة كان مستلقيًا على ظهره النحيل ومن يجاوره يحاول رفع جسده وجعل يديه المتهالكة تتسند على أرضية القفص الحديدي لحظات من الصمت والتحديق ليبدأ المستند في حديثة وتعرفه على هذا المخلوق الناصع "وكيف كانت الحياة في الأعلى ؟ " سؤال شائع في مكان كهذا وفظ أيضًا في بداية علاقته مع اليمامة ناصعة البياض ، فلقد لاحظ بأنه تفوح منه رائحة الطيب ،والحياة على عكسة فالموت عكر جسده وأفناه .

"سعيدة ومنعشة كالأمواج الصغيرة في بداية الشروق ، كزهرة متفتحة ، كشمس تطل على نافذة أميرة ، كنسمة باردة في يومي صيفي دافئ "وصفة للحياة بهذه الأوصاف المزيفة أثارت ريبة القاتم الكريه.

"وكيف حكمت يارفيقي ؟"وكعادته هو يريد جواب لا ينافي أفكاره ويساير خياله حاول المستلقي النهوض وعدل جلسته وحدق به القاتم وتمعن ملامحه الباهته رغم بياضه لا دماء ولا ووصمت عار تعتري جبينة بأنه (مذنب) فهو على الأرجح رجل صالح ، انتهت حياته قبل فترة قصيرة نظرًا لحالته وملابسة ورائحته وحذائه الذي لا يشوبه شائب.

"أنظر وتأمل كل من قدم هنا تعيس يريد العودة للأعلى والعيش "تفحص القاتم ، بياض اليمامة لم يظهر أي عقلانية في حديثة ، أسند جسده على الأرض واغمض عيناه وأثار فضول البياض حل الصمت لفترة طويلة وحضر السؤال الذي يهاب يحضوره

"ولكن ألم تكن يومًا في الأعلى تصرخ بسعادة ؟"وللحظات تلك المشاعر الذي ظن بأنه نسيها في الأعلى أتضح بأنها في جيبه البالي تتدلى وتحاول الهروب الأن فعقله نسي إقفال الباب وذلك القفص الذي حبس نفسه به فُتح وبقي يحدق بالبياض مندهش من ما حدث مع ذلك القاتم بقي في القفص .

"بلى يارفيقي ولكنني لا أتذكر أي سعادة أو صراخ بسبب ذلك" وكانت إجابته سوداء كلونه ، ومشاعره الملطخه بالدمار.

"هل أنت فاقد للذاكرة؟ " وتمنى فقدانه لتلك الذكريات التي تؤلمه ، شعر ببؤس لم يذقه من زمن طويل ويتجرع مرارة المواجهه ، هل صارح نفسه بالحقيقة وعرض حقيقة العالم من حوله يومًا ؟

"بل فاقد للأمل من لحظة ولادتي "ولم يكن على بياض اليمامة أن يتوقع أي خير من هذا الظلام الدامس فوجد نفسه يعاتبه
"هل ولدت يتيمًا؟"
"هل ولدت معتلًا؟"
هل ولدت ضريرًا؟"
"هل ولدت مُقعدًا؟"

"توقف يا صاحبي فأنا ولدت كالجميع ولكنني رأيت ذلك الجانب المظلم في كل شيء وفقدت الأمل بعد فترة طويلة من الصراعات ، كل شيء يملك جانب سيء ولم أرى أي خير واضح بدون نية سيئة"

"هل أنت ضيق الأفق أم ضرير البصر؟ أم عليل العقل ظننتك حكيمًا ولكن ما أسمعه منك ليس سوى يأس يزيد الهموم ويثقل الكاهل إلى اللقاء أيها السواد المتفحم"

"رأيت أنت رحلت لأنني لن أسعدك أنت تريد مقابل وتريد سعادتك فقط ، هل سوف يتوقف قلبك مرةً أُخرى لو بقيت معي ؟ "

" عندما تخرج من القفص سوف تجدني أنتظرك"وانتهت تلك المحادثة بمغادرة بياض اليمامة ، تنفس القاتم بصعوبة وتفقد تلك الزهرة التي تنمو بداخله والألم يقبض علي ويحتم عليه البقاء بداخل هذا الحديد .

أيها التائهون حول العالم صوتكم سوف يظهر يومًا

- -

ملاحظة : محتوى الفصول قصير

Anemone coronaria  | شقائق النُعمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن