"نهاية البداية "

462 45 32
                                    


- -

استمعت للماء وهلعت من تلك الوحدة وكأنها جديدة الوقع علي هل يعقل بأن هذا العالم الوسيع ليس به غيري ؟ تعجبت وتعجبت من عجبي وخيبة أملي .

تفقدت جيبي لعلي التقطت ماينفعني في سكرتي ووجدت الكثير من التربة التي أثقلت بنطالي المهتري قلبت جيبي وأخرجت كل مابداخله وحدقت بجيبي الفارغ ورأيت بأنني لم أملك يومًا ذهبًا في جيبي أو فمي ، تفقدت أذني ولم أمتلك أقراط تفقدت عنقي وليس علي ما يجعلني مهمًا .

تفقدت روحي وأزحت قميصي البالي لأرى تلك البتلات المزهرة بألوان متعددة وعجبت من ذلك اللون الذي أنسكب منها رويدًا رويدًا حتى تلون قميصي رغم قذارته وبقيت البتلات بيضاء ناصعة سعدت لأن هذا اللون داخل ذاتي .

شقائق نُعمان بيضاء تلتف حول روحي ، تحسستها وشعرت بالكثير من الراحة قطفت إحداها وتركتها تطفو على سطح الماء رويدًا رويدا حتّى حجبت الرؤية وأصبح الماء وردًا .

هدئ المكان وهدأت روحي الهالعة لم أشعر بهذه الراحة يومًا في حياتي تفقدت العالم واستنشقت هواءً نقيًا لم اعهده سابقًا ، شعرت بأنني مقدم على راحة أبدية ففي حياتي لم أشعر بمثل هذا الهدوء الجميل .

سكون أخذ أطرافي في تلك المياه الراكدة كستها شقائق النعمان البيضاء ، وتسال لماذا داخلته تلك المشاعر الجميلة ، فهو مازال وحيدًا ومن بين تلك الأفكار تذكر بأن بيضاء اليمامة سوف يلاقيه عندما يغادر ذلك القفص ، تفقد ماحوله وسبح بهدوء حتى اليابسة ، قطر الماء من جسده واستمر في السير عاري القدمين وتلوث التربة باطن وأصابع قدمة .

تفقد المكان فوق التل وتلك الشجرة الجدباء اليابسة تعتز بموقعها الرفيع رغم كبرها ، تقدم لها وأستمر بخطواته حتى رأى جانبًا واحدًا من المنظر أقترب من المكان الذي كان فيه خوفه تقدم لذلك القفص ورى السواد يرتعد خوفًا داخله يرتعش من برود مشاعره ، ابتسم بهدوء وفتح باب القفص وحشر جسده واقترب بلا خوف ليضم جسده البارد ويقربه بين أضلاعه .

رغم سواد وضيق أمل ذلك الكيان إلا أنه جزء لا يتجزأ من هذا الإنسان ربت على رأسه ودندن له أحلى الدندنات ، مازال ذلك الصغير هالعًا ، ولكن تلك اللمسات الدافئه التي ترزقه الهدوء .

"لنخرج ياصديقي فبياض اليمامة سوف يلتقي بنا في الخارج خلف الشجرة لنرحل معًا للأعلى " لم يصدقه ذلك السواد فهو لم يرى هذا الكيان من قبل ولم يشتم مثل رائحته فهي ليست بطيب وليست وبموت .

"ولكنني عاجز " وألقى نظراته على ذلك الكسح الذي يعتاله ، ابتسم واقترب منه ليحمله رغم ضيق القفص هو قوس ظهره ليخرج هذا المسكين ، لم يصدق بأنه فعلها وأخرجه من هذا الحديد ، فلقد عاش هذا الكيان في داخله دائمًا وأنفصل عندما غُفر ذلك الذنب ، أكمل حمله للكسيح القاتم ، ووصل للجانب الآخر من الشجرة حيث بياض اليمامة مستلقيًا ، دنى منه ووضع الكسيح وهبط هو الآخر ينظر لهذا المنظر البديع شمس دافئه ومطر خفيف .

Anemone coronaria  | شقائق النُعمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن