"ضرير الأمل"

395 68 21
                                    


- -

أطلق صراح نفسك وحِل العُقَد التي ألتفت حول أناملك وساعدك ، حل العقد والأغلال التي تثبتك في الأرض أرتفع يا صاحبي هيا ، لوهلة ظننت بأن الأمل طرق أبواب يأسي ولكنني أرى التمرد يظهر ذلك الكيان الذي دمر الحب الذي كان بجانبي في فترات حياتي الأولى، للحظة رأيته يحل قيودي والخوف يصرخ ويركض في الجوار .

هلعت ولن أنسى هذه اللحظة فبسبب تمردي وجدت ذاتي بعض الحرية ولكن الضياع كان كهدية مصاحبة لهذا التمرد ، أشتاق لوطني ودموعي تسيل وتغرقني حيًا تعلمت السباحة ولكنني عاجز بسبب كلمة.

عاجز بسبب مجموعة حروف ، ضائع بسبب تمردي ، جائع بسبب خوفي ، مشتاق بسبب فقداني .

فقدت تلك القيود ووجدت الأرض ناعمةً الأصل تحسستها وقبلتها ، شممتها وعانقتها ، كانت تلك الأرض قطعةً من الوطن وتلك الدموع التي ذرفتها تذكرني بتلك الأيام .

وجهت نظري لتلك النيران التي تحترق من العدم وصوت الماء يخرج منها ، تناقض ويالا العجب وقعت حمامةٌ بيضاء ناصعة ولكنها مبتله لعل هذا البلل جعلها تفقد قدرتها على الاستمرار والتحليق نهضت بجزئي العلوي وزحفت لألتقطها كانت تبتعد عني وكأنها سراب تقطر ماءً وتذكرني بالبداية .

توقفت عن الإبتعاد وظننت بأنها سمحت لي بالإقتراب ، خُيل لي بأنها الحب والسلام الذي فقدته وحق الخيال عندما رأيتها تحترق أمامي ، وكل شيء أحببته وقع في نار الغضب الذي لا أملك له أي خيار.

تشتعل وتصرخ وصوت والدتي يعلو وصوت خرير الماء يعلو وما أراه يناقض ما أستمع له .

ظننت بأنني ضرير ولكن الضرير لا يرى ، لم أكن ضرير البصيرة ولا النظر .

بل كنت ضرير الأمل.

Anemone coronaria  | شقائق النُعمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن