(36)-غدا

126K 5.4K 697
                                    

Camellia

نزلت للاسفل لتجد اسكندر الذي يتحدث مع والدتها صعدت قليلا لتتنص على حديثهم 

"ارجوك يا خالتي اقنعيها فانا احبها حقا "

شعرت بالذنب الذي يزداد بقلبها شيئا فشيئا لوكانت تعرف تقسم انها كانت سوف تتزوجه لكنه تاخر واخذ قلبها ذلك المهووس المجنون جهاد حمحمت قليلا لتنزل ليتوقف اسكندر عن الحديث نظرت لهما بعيون خاليه قبل ان تنزل راسها وتقول بصوت واثق مصطنع:

"انا اسفه اسكندر لك-لكن لن استطيع ان اتزوجك"

لم ترفع راسها حتى لاتقابلها عيونه المنكسره والمتالمه جراء ماقالته لتكمل بغصه تؤلم حلقها الذي تمنت لو ينزع من مكانه وتخرس للابد:

"لو كنت استطيع لوافقت وفورا "

"وانا اعرف السبب هو الرجل تحبيه اذا واكثر مني واكيد سوف تذهبين اليه؟"

قالها بحرقه ونبرة الالم تبان  بوضوح في صوته لتهز راسها نافيه وتلك  الدموع تتقافز من مقلتيها ابتسمت بانكسار 

"لن اذهب اليه ابدا فاذا لم استطع ان اوافق عليك كيف ساوافق عليه؟ سيلازمني الشعور بالذنب واراك فيه والعكس "

رفعت بصرها وهمست بصوت لايكاد يسمع من شدة الحزن الذي اجتاح صميم قلبها وقد شعرت بانها اطلقت النار عليه:

"لا انت ولا هو لكن..."

تقدمت منه وامسكت يديه الاثنين وضغطت عليهما برفق واكملت بنبرة رجاء: 

"لكن ستبقى صديقي واخي مثلما اعتدنا صحيح؟"

تفحصت ملامحه وهي ترجو ان يوافق وبذلك ستكون قد ضمدت القليل من روحها المهشمه

"لا استطيع كاميليا لايمكن ذلك انت تطلبين المستحيل!"

نفض يديها ثم صعد للاعلى لتنظر اليه بدون حياة 

"ارايت ابنتي الم اقل لك؟"

"فالاموت وانتهي من هذه الحياة البائسه "

قالتها بصياح ونفاذ صبر امسكت سترتها ثم خرجت من المنزل وسط منادات امها اغلقت الباب بقوه وهي تحارب نفسها على البكاء 

"مالذي يحدث لي في هذه الحياة لما الكل يفكر بنفسه ومشاعره؟وانا لا اصبحت امقت نفسي كثيرا "

كفكفت دموعها بباطن كفها وهي تقول بسخط:

"لا اعرف هل هذا قدري؟ البكاء الصراخ البكاء روتيني اصبح البكاء فقط يبدوا انه كتب علي الحزن طول حياتي "

جلست بالكرسي الذي بجانب البحر تنظر فحسب تنفست رائحة بعمق قبل ان تنهض مجددا نزعت حذاءها ثم نزلت لشاطئ الذي لم تضيئه سوى تلك النجوم الامعه ليلة غاب فيها القمر لتحل محله تلك البلورات الصغيره خذت ترسم على الرمال بصمت لا يتخلله سوى صوت تلك الامواج التي تتلاطم مع بعضها البعض 

Colonel/الكولونيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن