زوجتي فوضوية
.الفصل الأول
.
كانت تنظر إليه و قد فغرت فاه كأبله لا عقل له، ثم أغلقت فمها و أعتدلت في جلستها و نظرت إليه كأنه مختل قد فقد عقله ،كان ينظر لطفليه و هو يدعي إنشغاله في تعديل وضع جلوسهم علي كرسي الأطفال ، يعطي لكل منهم لعبة يلهو بها و هو يتهرب من عينى زوجته، التي قامت من مجلسها تمسك بذراعي فستانها تشمر عنهما و كأنها تستعد لدخول معركة(خناقه)، التفت حول الطاولة تتقدم من مقعده قائلة
.
" سمعني كده يا حبيبي بتقول ايه"
أرتبك زوجها من حديثها قائلاً
"يا حبيبتي أهدي و أنا هفهمك"
صرخت فيه بقوة قائلة
"أنت اتجننت يا أحمد عايزني أسيب ولادي الإتنين، لمدة شهرين و هما عمرهم سنتين مع أختي المهفوفة و أخوك أبو دماغ دبش عشان يرجعوا يعيشوا مع بعض تاني،و يحولوا يصلحوا جوازهم إلي خرب بعد سنه ، " صمتت قليلاً ثم عادت تكمل بعد أخذ أنفاسها
" و أن شاء الله بقي عايزني أسيب ولادي مع أتنين زي دول أزاي أنت ناسي إلي عملوه في الولاد قبل كده "
أحمد و هو يحاول تهدءتها قائلاً
"يا حبيبتي أكيد هما دلوقت أتعلموا يعاملوا الولاد أزاي بعد مشافونا معاهم فمش هيكررو غلطتهم القديمةأكيد"
روفيدا و هي تنظر إليه بغيظ لبروده قائلة
"طبعاً مش هيكررو غلطتهم تاني لأنهم هيرتكبوا غلطات تانية أكيد ، واحدة أقولها أعملي رضعة لهيثم تروح تجبلي كوباية لبن ولما أسألها ايه ده تقولي اه نسيت و تجري ع المطبخ تجبلي معلقة و شليمو و تقولي عايزة أنهي فيهم ، على أساس أننا كنا قاعدين تحت شجرة لمون في موعد غرامي أنا و هيثم و هرضعه بالشليمو ، و طبعاً دلوقت بيأكل فأكيد هتأكله سد الحنك و مسقعة" ثم عادت تستكمل حديث ذكرياتها قائلة ..
" و لا لما سابت إنچي في المرجيحه، و جيت لقتها متعلقه من رجليها و وشها أحمر و عندها ديق تنفس و كانت هتموت قولي أسيبهم معاها إزاي "؟؟
لم يتحدث أحمد و تركها تفرغ ما بداخلها حتي يحاول إقناعها بهدوء
نظرت إليه روفيدا و هى تقول
" ولا أخوك العاقل الراسي أستاذ الجامعة لما جاب لهيثم العجلة و هو عنده سنة وسابه عليها وقع و بوقه أتعور و جاب دم دول اءمنهم علي ولادي أزاي " قالتها صارخة في وجه زوجها ..
أحمد و هو يتذكر هذا اليوم فقد كاود يموتون هلعا في ذلك الوقت، علي الطفلة فقد كانت شقيقتها قد أغلفت عنها و هى تلعب في هاتفها ، و بعد أن أطمئنت روفيدا علي الطفلة كادت أن تقتل شقيقتها و هما تتشاجران ، و هو كان يقف بينهما يتلقي ضرباتهم هو نفسه ذلك اليوم الذي أصيب هيثم فيه فكادت تجن منهما ..
"يا حبيبتي حصل خير و البنت بقت كويسة هى بس نسيت تربطلها حزام المرجيحة عشان يثبتها و صلاح كان فاكر أن هيثم كبر و هيعرف يمسك العجلة كويس "
روفيدا و هي تنظر إليه بصدمة لتبرير خطأ شقيقتها و شقيقه الذي كاد أن يودي بحياة الصغيرة و أصابة صغيرها
"بقولك أيه متحولش تقنعني مش هوافق أبدا دول عديمي المسؤولية و أنا مش مستغنية عن ولادي "
أحمد و هو يحاورها ليقنعها
" حبيبتي صلاح واعي و انتي عارفه كده كويس و مش هيكرر غلطو مرتين ، وهو ده إلي أنا عايزه عشان أقدر أقنع صلاح أنهم يفضلوا الشهرين دول مع بعض لحد منرجع من السفر حماية للولاد يعني و بعدين يمكن يراجعوا نفسهم و يرجعوا لبعض"
روفيدا و هي تكتف يديها أمام صدرها برفض و تنظر لولديها الجالسين في مقعدهما و كأنها تفكر
"دا علي أساس أن أخوك مشاء الله يقدر يتحمل مسؤولية أوي يا راجل دا مستحملش مراتة سنه و أنفصلوا و للأسباب تافهة ال ايه بتقلع هدومها في الصالة و هي جاية من بره ، وايه كمان بتقلع الجذمة و تحدفها في أي مكان ، و تخليه يتكعبل فيها و بتأكل في أوضه النوم ، بالذمه دي أسباب تخلي واحد عاقل ينفصل عن مراته بعد سنه دا بدل ميحاول يصلح الأمور بينهم"
أحمد و هو يفكر في أوقات مناقشتةلشقيقه لتركه فدوي متذكرا قوله حيينها ..
"دي مش منظمة خالص يا أحمد أنا بمشي في البيت وراها أصلح و أساوي هو أنا متجوزها ليه عشان أصحى كل يوم الصبح أقع على دماغي عشان أتكعبلت في جذمتها إلي الهانم مش هاين عليها تحطها مكانها ولا أدخل الحمام أتزحلق و أحاول أمسك نفسي لقع كأني بلعب أكروبات ليه عشان الهانم سابت الميه علي أرضية الحمام إلي غرقانه بالشامبو بتعها،
مبتعرفش تطبخ و مقضيها بيض و جبنة ،حاسس أني في سجن مستني تزود كمان الحلاوة و العيش غير قمصاني إلي الأبيض فيها بقي أحمر و أزرق و بنفسجي عشان الهانم بتغسلهم مع ......أسكت يا أحمد سبني ساكت أحسن "
عاد أحمد من ذكرياته علي صوت زوجته
"أنا بقولك أهو أنسي أسيب الولاد معاهم أنا مش مستغنية عنهم "
أحمد بتمهل في الحديث معها
أهدي بس يا حبيبتي مانتي عارفه صلاح مهوس نضافه و نظام و أختك بصراحه كانت نقيضه تماماً لازم نديهم فرصة يحاولوا يصلحوا أمورهم علشان كل الأسباب التافة إلي قولتيها من شويه
"روفيدا بغيظ .." هو أنا حيشاهم ميتصلحلوا بس بعيد عن ولادي "
أحمد بنفاذ صبر قائلاً فهى عنيدة للغاية..
"طب أزاي هنجمهم أزاي و كل واحد منهم رافض الأمر "
" معرفش أتصرف أعمل إلي تعمله "
"مهو أنا عشان كده أقترحت نسيب الولاد بأي حجه الشهرين دول معاهم أهو الولاد يقربوا بينهم فيتعاملوا مع بعض تاني و ترجع الأمور تتصلح "
روفيدا بتفكير قائلة ..
"طب و هتقولهم رايحين فين "
أجابها أحمد و قد شعر باللين من ناحيتها " متشغليش بالك أنتي هنقول مسافرين لأي سبب"
روفيدا بدهشة هاتفة
"هو إحنا هنسافر بجد "
أحمد مفهما بهدوء حتى لا تثور مرة أخرى ..
"لاء طبعا إحنا هنقعد في أي فندق قريب م البيت عشان يكونوا تحت عنينا هنا و الولاد عشان تطمني أكتر"
قالت روفيدا بخوف
"مش هاين عليا يا أحمد أسيب الولاد "
أجابها مطمئنا ..
"يا ستي مين قالك هنسبهم دا هما شهرين بس "
قالت روفيدا بسرعة
"لاء شهر واحد بس كفايه لو هيتصلحوا يبقي هيتصلحوا من أول أسبوع و مش هيحتاجوا شهر بحاله "
تنهد أحمد راحة "خلاص يبقي أنتي بلغي فدوي و أنا هبلغ صلاح عشان يعملوا حسابهم يجوا يعيشوا هنا عشان الولاد لمده شهر "
روفيدا و هي تدعوا الله إلا يوافق كليهما علي الأمر
"ماشي هبلغها و أمري إلي الله"
زفر أحمد منتصرا
"شكرا أوي يا حبيبتي"
أجابته روفيدا بغيظ "متفرحش أوي كده لما نشوفهم الأول هيوفقوا و لا لاء"
أحمد و هو يقترب منها يحيط كتفها بذراعه
"هيوفقوا أن شاء الله هيوفقوا"
أنت تقرأ
زوجتي فوضوية/ صابرين شعبان
Humorوجدها تجلس أمام التلفاز ، تشاهد فيلم كوميدي ، و تضحك و هى تمسك بيديها ، طبق كبير من البوب كورن (الفشار) ، و بجانبها على الأريكة ، علبة من قطع الشوكولا ، و قد فضت بعض ورقاتها ، و هى ملقاه بجانبها ، و أمامها على الطاولة ، و على أرض الغرفة ، نظر للأ...