الفصل الخامس عشر

16.7K 729 7
                                    


وصلت فدوى للمشفي و أدخلت لغرفة العمليات   و صلاح يضم يديه بقوة داعياً الله أن يحفظها جلس منهارا على مقعد فى ممر المشفي بجانب غرفة العمليات ينتظر  ، جاءت وفاء مع الاولاد  الذين ما أن رأيا عمهما حتى ارتميا فى أحضانه يبكيان و هما لا يستوعبان شئ مما حدث و ملابس عمهم الغارقه في الدماء  و صلاح مهدئا " متخفوش يا حبايبي فوفو هتكون بخير أطمنوا "  هيثم و هو يبكي " عايز ماما "
التفت صلاح لوفاء قائلاً بصوت يغلبه البكاء " لو سمحتي يا مدام وفاء اتصلي بروفيدا و بلغيها بالي حصل خليها تيجي بسرعة هى و أحمد "
وفاء و هى تومئ له " ماشي يا أستاذ صلاح أنت بس أطمن  هتكون بخير أن شاء الله"
صلاح بحزن " أن شاءالله "

أتصلت وفاء بروفيدا لتخبرها...
" السلام عليكم يا روفيدا أنا وفاء جارتك "
روفيدا بقلق " خير يا وفاء بتكلميني  من تليفون فدوى ليه حصل حاجة الولاد حصلهم حاجة "
وفاء لتطمئنها " لا الولاد بخير بس ... " ترددت وفاء لتخبرها
فصرخت روفيدا "  أنطقى يا وفاء ايه حصل خلاكي تكلميني من تليفون أختي " وفاء بخفوت " فدوى هنا في المستشفي  يا روفيدا عربية خبطتها و أحنا في الجنينه النهارده "
صرخت روفيدا " مستشفى ايه "
اخبرتها اسم المشفى  و هى تقول " تعالي بسرعة يا روفيدا إنتي و  أحمد صلاح منهار و الولاد مش بيبطلوا عياط "
روفيدا ببكاء " أنا جاية يا وفاء جاية "
صرخت روفيدا بزوجها الذي كان في المرحاض  أندفعت تفتح الباب قائلة
" الحقني يا أحمد فدوى في المستشفي و لازم نرجع حالا "

**★********************★*******************★************
ركضت روفيدا وأحمد فى ممرات المشفي يسألون عن مكان غرفة العمليات  رأيا صلاح جالسا و هو يحتضن الصغيرين  ركضت إليه سائلة " خير يا صلاح فدوى مالها "
ما أن سمع الولدين صوت امهما حتى قفزا من على قدمى صلاح و ارتميا فى أحضانها فاحتضنتهم روفيدا و هى تبكي خوفاً على شقيقتها و ندما و  أشتياقا  لولديها  لتركهم كل هذا الوقت ....
صلاح و هو يلقى بنفسه في أحضان أخيه يستمد منه الأمان و بعض الأطمئنان و هو يبكي بإنهيار  مرددا ..." فدوى يا أحمد فدوى  خايف تروح مني المره دي و مقدرش ارجعها "
أحمد و هو يضمه إلي صدره مهدئا " أطمن يا صلاح أن شاء الله هتكون بخير  هو الدكتور  قال ايه عن حالتها "
صلاح و هو يمسح  عينيه و وجهه بيده " لسه لسه محدش خرج عشان يطمنا  بقالها ساعتين جوه و محدش خرج من عندها أنا خايف يا أحمد يكون حصل حاجة خطيرة  دي كانت الخبطة جامدة اوى ، أنا هموت  هموت لو جرالها حاجة "
أحمد يهدئه " أستهدى بالله كده صلاح  مش هيحصل حاجة بإذن الله خليك جامد أنت بس كده  هتكون محتجالك لما تفوق أن شاء الله "
أجلسة أحمد على المقعد و هو يقول " ارتاح أنت بس و كل شئ هيكون بخير "
" يا رب يا أحمد يا رب"

**★**********""**★***********★************★*********
اتجهت وفاء ناحية روفيدا المحتضنه أولادها و تبكي " متقلقيش يا روفيدا أكيد أختك هتكون بخير "
روفيدا و هى تنهض " معلش يا وفاء مشكرتكيش على وقفتك مع صلاح في الظروف دي "
وفاء بعتب " إنتي بتقولي ايه أحنا اخوات ربنا يطمنا عليها ان شاء الله "
روفيدا بتسأول " هو ايه الي حصل  إزاي الحادثة حصلت "
سردت لها وفاء ما حدث منذ ذهابها إلي رؤيتها لفدوى الراكضه خلف هيثم "  روفيدا ببكاء شديد ”يعني أنا كنت ...و هى كانت .... أستغفر الله العظيم يارب  يارب أحميها  و احفظها أنا مليش غيرك يا رب “
بعد قليل فتح باب غرفة العمليات فركض صلاح  يستقبل الطبيبة بلهفة و خوف سائلا ”مراتي عامله ايه ارجوكى طمنيني هى كويسه هى جرالها حاجة  “
الطبيبة بهدوء  تنظر لهذا الزوج الذي يكاد يفتح فمها ليخرج كلمة أطمئنان من حلقها  على زوجته ...” طيب سبنى أجاوب على سؤال سؤال  أطمن  هى بخير دلوقت  و مفيش خطورة على حياتها ، بس للأسف أجهضت الجنين بس متقلقوش مفيش مضاعفات لأن الحمل كان لسه في أوله “
صلاح و هو ينظر إليها بصدمة  و دهشة ”هى .... هى ... كانت حامل “ الطبيبة  بتعجب  ” هو انتوا مكنتوش تعرفو دى تقريباً كانت في شهرين ، عموماً ربنا يعوض عليكم و أطمن هى بخير دلوقت “
سقط صلاح على المقعد خلفه بإنهيار و أحمد يتقدم منه مواسيا "  صلاح المهم اطمنا عليها الولد يتعوض أن شاء الله المهم تكون جمبها "صلاح بهدوء عكس ما يشعر به بداخله من عواصف  تعصف به يا إلهي كان سيكون لديه طفل صغير من حبيبته  هى حتى لم تعلم لتفرح أو تحزن  و ها هو ذهب و كأنه لم يكن "  محدش يقولها يا أحمد مش عايزها تعرف " ثم نظر لروفيدا  التي تبكي بحرقة محذرا "  سمعاني يا روفيدا إياك حد يبلغها "  اتجه لباب غرفة العمليات ينظر إليها من خلف الزجاج و هى مازلت على طاولة الجراحة موصله بأجهزة كثيره في إنتظار خروجها لغرفة أخري كما أخبرته الطبيبة قبل أن ترحل و هو مازال على صدمته لخبر حملها تقدم منه أخيه يمسك بيده و هو أمام غرفة العمليات ينظر لزوجته الراقده بالداخل ”طيب تعالي بس يا صلاح اقعد شويه  عقبال ما فدوى تخرج " ... صلاح مسمرا أمام الغرفة ”سبني يا أحمد أنا كويس كده “
نظر أحمد لهيئته المشعسة ”  طيب روح غير هدومك  إلي غرقانه دم دي  و تعالي  أنت عايز فدوى أول ما تشوفك كده تتخض “
صلاح بتصميم ” لاء أنا هفضل هنا معاها و مش هسبها لحد متخرج “
أحمد ليفهمه ” يا صلاح أحنا هنفضل معاها لحد ماترجع متخفش  مش هنسبها “
صلاح بحده ” قولتلك يا أحمد مش .... “ قطع حديثه و هو يشعر بنوبة غثيان تهاجم معدته لتخرج لحلقه فأسرع لسلة المهملات بجانب غرفة العمليات ليتقيئ بقوة كأنه روحه ستخرج عبر حلقه و شقيقه فزعا عليه " صلاح مالك في ايه أنت كويس   " أخرج أحمد منديلا من جيبه و هو يمسك بذراع شقيقه يجلسه على المقعد مرة أخري و يمسح وجهه الغارق في العرق  و فمه و هو يسأل ” أنت كويس يا صلاح “
صلاح و يحرك يده بأشارة أطمئنان لأخيه " متقلقش أنا كويس أكيد بس رد فعل متأخر عن الحادثه  متخفش عليا “
ثم أكمل " بقولك ايه خد مراتك والاولاد روحهم انتوا لسه جايين من السفر و اكيد تعبانين و الولاد كمان تعبوا اوي النهارده و اتوترو كتير روحهم يرتاحو "
أحمد " لاء أنا مش هقدر أسيبك لوحدك "
صلاح برجاء " أرجوك يا أحمد عشان الولاد كفايه إلي شفوه النهارده  " ثم كأنه تذكر " هو انتوا جيتو إمتي اصلي لما مدام وفاء أتصلت مغبتوش في السكة أنتو كنتوا في البيت ساعتها "
نظر أحمد لروفيدا بإرتباك  التى أومأت  برأسها علامه الرفض فأجاب ”اه كنا وصلنا و مستنينكم في البيت هو أنت بلغت عمي عبد الحميد “
صلاح " لاء عمي مسافر  و هيرجع بعد أسبوعين و مرضتش أقلقه " روفيدا بحزن " مفيش داعي نبلغه يا صلاح هيتخض و يجي بسرعة  و المشوار صعب على بابا فى سنه ده مش لازم نقلقه "
صلاح " طيب يلا روحوا عشان الولاد و يا ريت توصلوا مدام وفاء على سكتكم هى كمان تعبت معايا النهارده أنا متشكر لوقفتك جمبي يا مدام وفاء "
وفاء بخجل " متقولش كده يا أستاذ صلاح أنت زي أخويا ربنا يطمنك عليها يا رب "
صلاح بهدوء " متشكرا  يلا يا أحمد اتفضلوا و أبقى تعالالي الصبح و هات معاك هدوم نضيفه "
أحمد و هو يأخذ زوجته و أولاده و جارتهم و ينصرف  " لو عوزت حاجة يا صلاح قبل الصبح كلمني هجيلك فوراً "
صلاح مودعا " ماشي يا أحمد مع السلامة دلوقت "
أثناء خروجهم قابلت وفاء زوجها  الذي أبدي أسفه للحادث معتذراً لتعرفه عليهم في هكذا ظرف صعب  أخذا زوجته و ابنته و رحل كلا فى طريقة ....

زوجتي فوضوية/ صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن