الفصل الثالث
قالت فدوى بحيرة ..
"موضوع أيه يا روفيدا إلي يجمعني مع صلاح ، لو فاكرة أن في حاجة هتربطني بيه تاني تبقي بتحلمي"
و إمعانا في أغاظته أستردت قائلة .."أحنا هنطلق قريب و أنا خلاص هرتبط بواحد تاني "
نظر إليها كل من أحمد و روفيدا بدهشة متعجبين لحديثها الكاذب فهي عندما سألتها شقيقتها هل تريدين الطلاق..؟ أجابتها أنه لا يهم فهي لن تتزوج مره أخري.. ألتفت أحمد و روفيدا لصلاح لمعرفة ردة فعله علي حديثها ..
كان ينظر إليها بالامبالاة و هو يعقد يديه أمام صدره قائلاً ببرود ..
"و مين قالك و حط في دماغك العشوائي الفوضوي ده أنه أنا هوافق أطلقك أنا يا حبيبتي إلي عشته و شوفته معاكي ميخلنش أرضى لحد غيري يعيشه. معاكي "
ردت فدوي و قد لمعت عينيها بالدموع قائلة..
"و أنت مالك بيا أصلاً مليكش أنك تتدخل في حياتي "
قال صلاح بغضب
"لاء ليا يا هانم أنت مراتي و هتفضلي مراتي ،ثم تعالي هنا مين ده إلي عايزه ترتبطي بيه تعرفيه منين، أنتي بتخونيني يا فدوى..؟ و على كده أبوكي يعرف بالمسخرة دي ولا خونتيه هو كمان و خونتي ثقته فيكي"..؟
صرخت به فدوى و قد فاض بها الكيل ..
"أنت أتجننت أيه خونتك دي دا على أساس أنك فعلا جوزي فوق يا أستاذ صلاح أنا محيتك من حياتي بمجرد ما رجلي طلعت بره بيتك و أن كان عشان أتاخرت و مطلبتش الطلاق فالوضع ده هيتصلح فوراً أنا هبلغ بابا فوراً "
ثم أمسكت بحقيبتها و أسرعت بالمغادرة قائلة.." عن أذنكوا"
خرج صلاح مسرعا في أثرها قائلاً ..
"أستني يا فدوى عندك أنا لسه مخلصتش كلامي معاكي "
خرج أحمد خلفه ممسكا به من كتفه ..
"أستني يا صلاح سيبها دلوقت و بعدين أتفاهم معاها"
قال صلاح بغضب..
"أستني أيه يا أحمد أنت مش سامع الهانم بتقول أيه عايزه تطلق عشان تتجوز واحد تاني عرفته منين ده و هي مبتخرجش ولا حتي بتشتغل "
أحمد ضاحكا علي شقيقه الأصغر فهو رغم قوله أنه لم يعد يطيق الحياة معها إلا أنه مازال يغار عليها ..غضب منه صلاح قائلا..
"أنت بتضحك علي أيه يا أحمد متخلنيش أتعصب "
قال أحمد و هو يهدئه ..
"أهدي بس يا صلاح فدوي بتكذب عليك عشان تغيظك "
قال صلاح بنرفزه ..
"و تغظني ليه فكراني بحبها و هغير عليها "
قال أحمد بتسأول ..
"هو أنت خلاص يا صلاح مبقتش تحبها "..؟
رد صلاح بأرتباك و هو يهرب من نظرات شقيقه..
"لاء مبحبهاش "
أجابه أحمد بمكر..
"خلاص طلقها و سيبها تعيش حياتها و تتجوز زي ما هي عايزه "
هتف صلاح بغضب ..
"دا في أحلامها أطلقها فهمها كده كويس. و قولها حتي لو قولتي للنائب العام نفسه مش أبوها بس مش هطلقها "
قال أحمد بتعجب.!
"أنا مبقتش فاهمك يا صلاح أنت مش بتحبها و في نفس الوقت مش عايز تطلقها ليه تعذبها معاك مدام مش بتحبها "
صمت صلاح مفكرا..
"أقولك أيه بس يا أحمد أقولك اني متجوزتهاش أساساً عشان أطلقها بس و حياة الأيام السودة الي عشتها معاها ما هتكون لغيري طول ما أنا عايش "
قاطع أحمد صمته منهيا الحديث الذي لا طائل منه و لن يحقق أهدافه الأن .؟ و هو يري شرود شقيقه ..
"طيب تعالى بس أنا عايزك في موضوع مهم دلوقت و موافقتك مهمة لأنها هتحدد حاجات كتير بعدين "
قال صلاح بتسأول ..
"موضوع أيه و موفقتي مهمه قول يا أحمد متقلقنيش "
أحمد ممسكا يده يدخله مره أخرى لغرفة الجلوس..
"تعال بس اعد هنا لحد ما أشوف روفيدا عملت أيه و أقولها تعملنا كوبيتين شاي"
أختفي أحمد تاركا صلاح لأفكاره الهائجة من ناحية فدوى متوعدا لها تذكر يوم زفافهم حين وجدها جالسة.. تنتظرة في حجرتهما.. بعد أن ودع أخيه و شقيقتها التي أصرت لإيصالهم ..للمنزل للأطمئنان على شقيقتها ..لقد كاد أن يطردهما للتخلص منهم و هو يمني نفسه بأن حبيبته ستكون بين ذراعيه بعد قليل.. وجدها جالسة شاحبة الوجه من الخوف و القلق، أقفل الباب خلفه و أقترب منها ببطء ،فقامت فزعة من مجلسها و هي ترفع أصبعها في وجهه، محذره إياه من الاقتراب قائله ..
"إياك تقرب مني يا صلاح أحنا متفقناش علي كدة أنت مقولتليش أنك هتمم جوازنا بالسرعة دي أنت واحد غريب بالنسبالي فامتحولش تقرب مني أنا معرفكش كويس أنت حطتني أدام الأمر الواقع "
أقترب منها أكثر و نظرة ذئب علي وجهه يهم بالتلاعب بفريسته قبل إلتهامها يقول بسخرية ..
"أربع سنين منهم تلاتة خطوبة و لسه منعرفش بعض عايزة تعرفيني بعد أد أيه عشر سنين "
قالت فدوي بغضب..
"أنت فاهم كويس أنا أقصد ايه يا صلاح و أنت فهمتني أنها خطوبة مؤقته ده إلي قولتهولي من تلات سنين يوم موضوع الزفت سامح و إلي حصل ساعتها جاي دلوقت تقولي محتاج زوجة كدة فجأة و أنا المفروض أقولك آمين "
قال صلاح بهدوء و هو ينظر إليها بترقب ..
"و أيه الي يرضيكي يا فدوى "
قالت فدوى و هى تنظر إليه بخجل و قد أحمر وجهها جعله يتعجب فهو لم يقل شيئا مخجلا ..
"مفيش حاجة تحصل بينا لحد منتعرف على بعض الأول و نرتاح في التعامل مع بعض و نشوف إذا كنا هننفع نكمل مع بعض و نكون زوج و زوجه و لاء "
زفر صلاح بضيق من طلبها فهو كان يمني نفسه بإمتلاكها ليطمئن أنها قد أصبحت له و للأبد و لكنه يعلم أنه أخطأ أيضاً فهو لم يقل لها مرة أنه يحبها و لا أنه يريدها زوجة حقيقة له لذلك هى قلقه ..
"طيب بوصي بقي يا حلوة حكاية نعيش خوات دي تنسيها خالص أنتي بقيتي مراتي خلاص يبقي عودي نفسك تتأقلمي مع حياتنا و أوعي تطلبي أنك تنامي في أوضه تانية أحنا هنعيش مع بعض طبيعي خالص و هنام في أوضة واحدة أي حاجة تانية سبيها بظروفها ماشي يا فدوي "
فدوي و هي تومئ برأسها بضيق ..
"ماشي يا صلاح بس أعمل حسابك لو قربت مني بدون أردتي معرفش ساعتها ممكن أعمل أيه فيك "
صلاح و هو يكتم ضحكاته عنها من تهديدها له .
جلس علي السرير و هو ينزع حذائه قازفا به في غضب مدع ناحية الباب قائلاً
"طيب يلا بقي أتفضلي غيري و حضريلي العشا خلي الليلة دي تعدي علي خير "
أسرعت فدوى تجاه الباب هربا من غضبه و نفاذ صبره
"حاضر ثواني هيكون جاهز "
نظر إليها بغضب هاتفا ..
"أنتي ريحه فين كده "
قالت فدوى بإرتباك ..
"هحضرلك العشا"
سألها صلاح بغيظ..
"بفستانك ده إلي مالي الأوضة حوليكي غيريه الأول "
قالت فدوي بصوت حاد..
"طيب أخرج عشان أعرف أغير "
قال صلاح بمكر ..
"يا حبيبتي مش خارج هو أنا مقولتلكيش أنه ممكن تغيري هدومك قدامي عادي زي ما أنا هعمل بالظبط أنت ناسيه أنك مراتي ولا ايه "
فدوي و قد أتسعت عيناها دهشة و هي تنظر إليه يتحدث و يقوم بنزع ملابسه أمامها و هي تلتفت يميناً و شمالا لا تعرف أين تذهب فقامت بأدارة ظهرها له قائلة بخفوت ..
"قليل الأدب "
قال صلاح و هو يسمع غمغمتها ..
"بتقولي أيه سمعيني كدة "
ردت فدوى بضيق ..
"مبقولش حاجة أنا هدخل أغير في الحمام عن أذنك "
أسرعت هاربه من أمامه مما جعل أبتسامة واسعة ماكرة تترتسم على فمه و هو يقول ..
"طيب مش عايزة أي مساعدة "
ردت فدوى بغضب و هى تغلق الباب بعنف
"لاء شكراً أحتفظ بمساعدتك لنفسك "
عاد من ذكرياته على صوت أحمد و هو يقول
"أيه يا بني رحت فين بقالي ساعة بكلمك مش بترد "
قال صلاح و هو ينظر لشقيقه بحيرة
"كنت بتقول حاجة يا أحمد "
اجابه أحمد ضاحكا
"أيه يا عم إلي واخد عقلك يتهني به "
سأله صلاح بإهتمام ...
"أنت قولت عايزني في موضوع مهم أيه هو ".؟
أحمد و هو يعتدل في جلسته و يولي شقيقه كامل أنتباهه
"بص يا صلاح أنا و روفيدا كنا هنسافر فتره كدة للبلد و كنا عاوزين نسيب الولاد معاك أنت و فدوى لحد منرجع "
سأله صلاح بتعجب ازاي يعني تسبهم معايا أنا و فدوى هو أحنا عايشين مع بعض أصلاً"
شرح أحمد بهدوء مفهما أخيه ..
"ما أنا عارف أنكم مش عايشين مع بعض بس ده ميمنعش أنكم ترجعوا تعيشوا فترة لحد منرجع "
صلاح مفكرا و قد لمعت عيناه بانتصار فقد وجد سببا قوي ليعد تلك الفوضوية مخربة حياته إلي البيت بدون هدر كرامته حتي يلقنها درسا لن تنساه و تتعلم كيف تتحداه و تلقي بوجهه أنها تريد الزواج بآخر و حتي لا يظهر على وجهه أفكاره قال لأخيه الذي تذمر لطول صمته..
"هاه يا بني قولت أيه أحنا مش هنغيب غير شهر و يمكن أقل أنت عارف روفيدا متقدرش تبعد عن الولاد كتير"
رد صلاح :"طيب متخدوهم معاكم "
قال أحمد مؤكداً "مينفعش أنت عارف جو البلد عامل إزاي و أخر مرة الولاد أتأثرو بتغير الجو و تعبوا هناك"
قال صلاح و قد أوحي لأخيه أنه أقتنع بحديثه رغم أنها مسؤولية و لكنها أتت له على طبق من فضة كما يقولون فتلك العنيدة لم تلتفت إلى الخلف حتي أو حاولت تصليح الأمور بينهم نعم هو في لحظة غضب طلب منها الإنفصال و لكنها أبت أن تنتظر ليتحدث معها أو ليتفاهما لم تقدر أنه على مدار عام كامل صبر عليها و هى تتمنع عنه بحجة أنهم لا يحبون بعضهم و غير متناسبين كيف يقول لها أنه يحبها و هى أستمرت بترديدها على مسامعه أنها لا تحبه ولا تناسبه من أين لها أن تعلم غير .. حياتها الفوضوية التي جعلته يشد شعره غضبا و غيظا منها..." طيب هى فدوى هتوافق "
رد أحمد محاولا طمئنته
"هنتكلم معاها و نقنعها متقلقش "
قال صلاح بسخرية ..
"مش أنا إلي المفروض يقلق أنت و مراتك إلي المفروض تقلقوا علي ولادكم تتأكدو منين أنها هتهتم بيهم و تراعيهم كويس "
أجابه أحمد بهدوء مفهما أخيه سبب طلبه منهما معا رعاية الولدين
"مهو هو ده سبب طلبي أنكم تعيشوا مع بعض لحد منرجع عشان أنت تخلي بالك منهم و أكون أنا روفيدا مطمنين عليهم انهم في أيد أمينة "
قال صلاح بسخرية ..
"و الله في أيد أمينة في أيد فهيمة أنا كل إلي هعمله أني هخلي بالي منهم في فترة وجودي في البيت بعد الشغل إذا كنت أنت و مراتك ضمننها و أنا مش موجود يبقي خلاص مفيش مشكلة أنا موافق "
أحمد" طيب متاخد أجازه أسبوعين و أهي الدراسة واقفة "
رد صلاح" هفكر بس موعدكش "
أحمد" طيب في حاجة كمان أنتو هتقعدو هنا في البيت عندنا أنا مش عاوز الولاد يحسو بتغير في المكان كفايه عليهم غيبنا أنا ورفيدا "
قال صلاح بهدوء .." مفيش مشكلة " ثم صمت ثانيه و أكمل" بقولك أيه يا أحمد سبني أنا أقول لفدوي و أبلغها بطلبكم ده أصلي أنا هعرف أقنعها كويس "
نظر أحمد بتعجب قائلاً ..
"غريبه أنا كنت فاكر أنك بتتمني أنها متوافقش عشان مترجعش تعيش معاك تاني مش تحاول تقنعها "
صلاح و هو يضحك بسخرية للأمر ...
"اه ياخي تخيل أنا إلي عاوز أقنعها سبحان الله"
أنت تقرأ
زوجتي فوضوية/ صابرين شعبان
Humorوجدها تجلس أمام التلفاز ، تشاهد فيلم كوميدي ، و تضحك و هى تمسك بيديها ، طبق كبير من البوب كورن (الفشار) ، و بجانبها على الأريكة ، علبة من قطع الشوكولا ، و قد فضت بعض ورقاتها ، و هى ملقاه بجانبها ، و أمامها على الطاولة ، و على أرض الغرفة ، نظر للأ...