دخل صلاح المنزل بهدوء يبحث عن معذبته التي تجاهلته منذ ذلك اليوم الذي ظن أنه سيكون اسعد يوم في حياته، بعد حصوله على حبيبته و زوجته ، و قد أصبحت ملكه فظن أنه بينه و بين السعادة خطوة بأعترافه لها بحبه ، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...
وجدها تجلس أمام التلفاز تشاهد فيلم كوميدي و تضحك ، و هى تمسك بيدها طبق كبير من البوب كورن (الفشار) ، و بجانبها على الأريكة علبه من الشوكولا و قد فضت بعض ورقاتها الملقاه بجانبها و أمامها و على الأرض في تناثر و كأنها جمعتها و ألقتها من فوق رأسها لتسقط في كل مكان حولها كما يفعل الأطفال في اللعب بالورق أمامها على الطاولة كوب كبير من المياه الغازية و قد فرغ نصفه ...
نظر إلي الأعلى بيأس من تصرفاتها لا يستطيع أن يستوعب لما هى هكذا هل الفوضى فن و هي تتقنه عن غيرها يكاد يرطم رأسه في الحائط منها أحباطا ...
ألقي السلام قائلاً بسخرية فهى تكاد لا تحادثة غير كلمات قليلة معدودة فقط و كأنها تعاقبه على عدم إجابة سؤالها
" السلام عليكم يا حبيبتي "
ردت فدوى و هى مازالت تنظر للتلفاز .." و عليكم السلام أحضرلك الغدا " ..؟
صلاح بسخرية .." ايه ده هو أحنا عندنا غدا النهارده طيب متقوليلي طبخالنا ايه النهارده عشان أفرح بالإنجاز الكبير ده "
قالت فدوى و قد أنتبهت لسخريته " صلاح الدين أظن أنت كنت عارف إني مبعرفش أطبخ و محدش علمني أطبخ إزاي "
رد صلاح بهدوء لجدية حديثة معها .." مش لازم حد يعلمك ، أدخلي على النت في برامج طبخ كتير تقدري تتعلمي منها ، دا لو أنتي فعلا عايزه تتعلمي ، بس أنتي مع الأسف اخترتي الطريق الأسهل ، و هو أنك مبتعرفيش مش كده ." ..؟؟؟!!!
قالت فدوى بتساؤل .." مالك يا صلاح مش بعادة يعني توجهني لحاجة ماحنا بقلنا اكتر من سنه متجوزين و عمرك ما قولتلي أعملي كده و متعمليش كده "
صلاح بغضب .." كنت فاكر أنك هتحولي تحسني من نفسك و تتعلمي إلي ديما بتقوليلي عنه أنك متعرفيش تعملية ، إنتي حتى مكنش ليكي شرف المحاوله حتى لو فشلتي كنت هبقي مبسوط أنك بتحاولي تحسني من وضعك و حياتك ، بس أنتي مستسلمة تماماً مش فاهم ايه السبب"...؟؟؟!!
فدوى و هى تنهض عن الأريكة و تقول بهدوء و هى تنظر إليه بتسأل .." أنت مش بتتكلم عن الأكل يا صلاح صح ولا أنا غلطانه "..؟
صلاح و هو يقترب منها بغضب ممسكا ذراعيها الممسكه بالطبق الذي سقط على الأرض و تناثرت محتوياته في الغرفة و هو يهزها قائلا ...
" إنتي ليه مش حاسه بيا يا فدوى ؟ ليه مصممه تخلي حياتنا صعبة .. " أقترب منها و أمسك برأسها بيد و الأخرى خصرها مقربا جسدها منه و هو يقول بصوت أجش .." حبيبتي أنا محتاجلك جمبي أنا حاسس اني وحيد رغم أنك عايشة معايا في بيت واحد و بتنامي جمبي في نفس السرير "
ردت فدوى و هى تبكي ..
" عايز تعرف ليه يا صلاح .؟ عشان أنت مبتحبنيش ، عارف ليه عشان أنا عارفه أني بالنسبالك زوجة مناسبة عارف أصلها و فصلها ، عارف ليه عشان أنا بتعذب بقالي خمس سنين عشان بحب واحد مبيحبنيش ، عشان أتجوزت واحد مفيش حاجة عجباه في حياتي ، واحد قال علي أرتباطه بيا ورطة ، أنا فعلا في ورطة يا صلاح زيك بالظبط عشان ....." قاطعها صلاح و هو يأخذها في أحضانه يقبلها في شغف و رغبة من وجد بئر ماء في الصحراء بعد طول عطش فأخذ يرتوي منه حتى الثمالة حملها صلاح لغرفتهم و هو يقول .." وحشتيني اوي يا حبيبتي أنا مش قادر أبعد عنك اكتر من كده "
فدوى و هى تحتضنه بقوة رغم أنه لم يقل لها أنه يحبها و لو مرة واحده ليطمئن قلبها ، و لكنها حقاً أشتاقت إليه هي أيضا و لم تستطع الابتعاد عنه أكثر .. معلش بقى يا جماعة صلاح الدين قفل الباب في وشي و أنا متعودتش أكون حشرية ..
. ظلت فدوى مستلقية على صدر زوجها تفكر فيما حدث بينهم رغم شغف صلاح بها و رغبته الشديدة فيها إلا أن ذلك لا يكفي ليعطيها الشعور بالأمان الذي تحتاجه ، تخشي ان يأتي يوم و قد فقد شغفه ورغبته بها فلا يعود يبقي لها سوي الألم ، لو فقط يحبها كما تحبه ( لو ) كلمة تفتح خلفها آلاف الأبواب من التساؤلات التي تحتاج إلى اجوبه
شعر صلاح بتغير تنفسها على صدره فأمسك بها مطمئنا ضمها إليه بقوة و قبل رأسها الماكث على صدره الذي يعلو و يهبط في أضطراب مشتاقا لها و هى بجواره يشعر بها قريبة بجسدها بعيدة بأفكارها ، و هذا لا يكفية يريدها كلها قلبا و قالبا ، روحا و جسدا و أفكارا ، فهو لا يصدق إلي الأن أنها تحبه حقا ، هل قالت أنها تحبه منذ خمس سنوات أي منذ تعارفهم ، لما كان عذابهم هذا العام إذا من أجل ماذا ..؟؟؟
أقترب من أذنها يهمس قائلاً
" فدوي "
رفعت رأسها عن صدره تنظر في عينيه دون أن تجيب أقترب من فمها مقبلٱ إياها قائلاً بخفوت ..." بحبك "
أتسعت عيناها دهشة و هى تجيب بأرتباك .." مش ضروري عشان أنا قولتلك أني بحبك انت كمان تقولهالي ... الحب مش بالعافية و لا بالواجب و لا بالشفقة يا صلاح ، لو مبتحبنيش مش هموت ولا هتجنن أنا بقيت مراتك خلاص يا صلاح و مش هقدر هسيبك حتى لو كنت عايزه كده "
أنت تقرأ
زوجتي فوضوية/ صابرين شعبان
Humorوجدها تجلس أمام التلفاز ، تشاهد فيلم كوميدي ، و تضحك و هى تمسك بيديها ، طبق كبير من البوب كورن (الفشار) ، و بجانبها على الأريكة ، علبة من قطع الشوكولا ، و قد فضت بعض ورقاتها ، و هى ملقاه بجانبها ، و أمامها على الطاولة ، و على أرض الغرفة ، نظر للأ...