أزرَق غامِق

12.9K 1.5K 405
                                    


__

"أنَا لن اقبَل إعتذارك ، كان عليكِ ان تُخبريني على الأقَل"

صَرخت وهي تُبعِد يدَ صديقتِها عن مرفقِها

" خائِنة "
نطقت بها وانفّرت للخارِج متجاهِلةً نحيبَ الأخرَى

أغلقَت البابَ بقوةٍ ، وأكمَلت بخطواتِها مبتعِدة

قصَدت مقهى يرُوقها لتبعِد التوتُر والضغطَ عنهَا بفنجانٍ من قهوتها الداكنة ، لطَالما كان ذلك يساعِدها

لكنَها لن تنسَى أن فنجان القهوة ذاك ما كانَ لينفعَ لولا نكاتُ حبيبها السابِق و افعال صديقتِها الغبيَة

لما كل شيءٍ بات داكِنًا في حياتِها ؟

تريد الصُفح عنهمَا ، لكنها تشعر بالخذلَان وبكبريائِها ينتصفُ القاعَ لفعلتِهما

مسحت بخنصُر يدهَا اليمنى حافَة فنجانِها وهي تسترخِي بين افكارها المضطربَة زامة شفتيهَا ، رنّ هاتِفها لتنتبه له وتردّ على الإتصال وهي تتعلثُم في ترتيبِ حروفها

" أهلًا أبِي "

" إياكِي والقدُوم للمنزِل مُجددًا "
صرخَ الطرفُ الآخر

وقَد كانت القطرَة التي أفاضَت الكأس بالنسبة لهَا ، أجهشت بالبُكاء بدونِ مقدماتٍ بعد ان قُطع الاتصَال ،

دفنت وجهها بين مرفقيهَا مثنية نفسها للطاولَة مُخرجة شهقاتٍ خائرة

" عُذرًا ، هل تريدين طلبَ شيءٍ آخَر ؟"

أتاها صوتُ النادل لتكفكف دموعهَا بكم قميصها وتأخذ في البحث عن منديلِها لمسح دموعِها دون النظَر له ، أخرجت واحدًا باللون الأزرق الغامِق وبدأت في مسحِ عبراتها متجاهلة الآخر

"  منديلٌ لطيف جَديد ؟ "

وجهت نظرهَا الحائرَ له لتندهِش منه ، نفس الفتَى من الحديقَة

للمرة الثانيَة شعرت بالغرابَة منه وإكتفت بتحريك رأسهَا دلالةً على نعَم  ثُم غادرت المقهى بهُدوء

__

انتو تفاعلتو ، انا حدّثت 🌚❤

عدد البارتات بيكون 11 على الأغلب *-*

في امان الله

.

مِنديل - بارك جيمين .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن