اخضَر غامِق

9.7K 1.3K 437
                                    

__

" انتِ مطرودَة "
تَكلم بلا إهتمامٍ واضح لتنصدم تعابيرُ الأخرى ، هي لم تفعَل اي خطَأ طيلة هذا الشَهر بل هي حتى قد عملت بجهد مكثفٍ وملحوظٍ رغم ظروفِها

" لأنَنا وجدنَا من هِي افضل مِنك "
اعقبَ غير معطيًا للأخرَى مجالاً للرّد ، شابَك اصابعه لينطقَ مجددًا

" أغلِقِي البابَ خلفَك "

غادرت بوهنٍ وهي تلجُم نفسهَا عن الصراخِ وتكسيرِ كل شيءٍ بهذا المحَل ، التقَت بتِلك ' الأفضَل منها ' لترى نظراتِ الشفقَة تلتهِمها

حمَلت محتوياتِ مكتبها التي تخصّها في حقيبتِها وخرجت دون نبسِ حرف ، لم تكُن يومًا قريبَة من زملاءِ عملها ولربُما ذلك كان بسببِ إنكماشِها عن الحديث مع من لا تعرِفهم !

اكملَت طريقَها لشقتّها وقبلَ ان تقتربَ اكثرَ لاحَظت حقائبَها مركونَة بجانب بابِ العمارَة ، اسرَعت لتمسِك بها وتدخُل لداخِل العمار مُكفهرة الملامِح

" لِما تم رمي حقائبِي في الشارِع ؟"
حاولت خفضَ الغضب الواضح بنبرتِها لكنها لم تستطِع ، لتلقَى صراخًا من سيدة المحل هي الأخرَى

" وهَل تعتقدين انني سأسمحُ لك بالمبيتِ مجانًا يا آنسة "

" لكِنني أخبرتِك ان بقيَة المال سأعطيهِ لكِ غدًا او بعدَه "

" اذَن انتَظِري في الخارِج حتى الغدّ "

صكت على أسنانِها بتوجسٍ لتحمِل حقائِبها للخارِج ، تعلم ان الكلامَ معها لن يُفيد

" رائِع ! لا عمل ولا بَيت "
توقفت في منتصفِ الطريقِ وهي تشخُر ساخرَة من حالِها

" والآن ماذَا ؟ يصبُ المطرٌ في هذا البَرد لأبتلّ وأجمّد وامرض واموت ؟"
تكلمت بعصبيَةٍ وهي تفرد ذراعيهَا ، كل من بجانبهَا انفرّوا عند رؤيتِها فهي بَدت كالمجنونَة بتصرفهَا ومع تلك الحقائب بجانبِها فهي رُويت بشكل كافٍ من أنَاتهم

فجأة صدَر رعدٌ من السماءِ لتتهاطلَ الأمطارُ وتتسارعُ الأجسَاد من حولهَا راكضين

" ليسَ مُضحِكًا البتّة "

جثت باكيَة على الأرضِ فتوسخَت ملابسُها وإرتجفَ جسدها من البرد

" أكرهُنِي حدّ الموت "

بينَ نشيجِها وشهاقتِها كانت قد استرسَلت بتهاونٍ ، استقامت فجأة لتتخِذ من منديلها ذو اللون الاخضر الغامِق مأوى لذلك التراب الملتصقِ بوجهها اثر نحيبها

" هذَا أفضَلُ منادِيلك "

توقفَت عن مسحِ دموعِها لتنظُر له بغضب، ضربتهُ بحقيبتِها ونطقت
" فقط مالعنتُك ؟ هل تسخر منّي ؟ هل يُعجبك حالي ؟ ام انّك احمقٌ مطارد مجنون ؟"

استلت نفسًا لتُكمل
" أغرُب عن وجهِي ، ولا تظهَر امامِي مجددًا "

،حملت حقائبَها لتغادِر وتتركَ الآخر الذي وبشكلٍ غريب ٍكان قد أفرَج عن إبتسامة

" ابدًا "

__

مِنديل - بارك جيمين .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن